أوراق إبدأوا.. بالتعليم

كل المصريين ينتظرون الثورة الشاملة في مناحي الحياة.. الكل ينتظر الانتخابات وتغيير الدستور لتبدأ الخطوات الجادة نحو مصر الحديثة- مصر الثورة- وأقولها لهم من الآن: إبدأوا.. بالتعليم.. فهو الأرض الخصبة التي ستنبت الأجيال الرائعة التي ستضع هذا الوطن في مكانه المتميز.
والتعليم الذي اتحدث عنه هو التعليم الشامل "النظري والعملي" لأننا للأسف قسمنا هذا المجال إلي تعليم وبحث علمي.. رغم انه في الحقيقة جزء لا يتجزأ. والدليل اننا في عصر  النهضة العلمية كنا ندرس المواد النظرية ثم ندخل المعمل لنطبق التجارب العملية فيه.. وكم كانت سعادتنا بذلك.
لكن النظام البائد.. ومنه لله- حول التعليم من هدف رئيسي للأسرة المصرية إلي نكد أساسي لها.. بل ابتكر ما يسمي بالثانوية العامة التي أصبحت "البعبع" الذي يخيف كل ولي أمر ويجعله في حيرة من أمره.. لدرجة انه يحدث نفسه ليلاً ونهاراً عن أعباء الدروس الخصوصية والكتب الخارجية ومجموعات التقوية.
النظام المنحل جعل الجميع يكره التعليم.. بل ان بعض الطلاب أكدوا ان مذاكرة الدروس حالياً أصبحت كالدواء المر الذي يجب تعاطيه حتي تمر أزمة الامتحانات.. إلي هذا الحد وصل بنا الحال أجيال المستقبل تكره التعليم!!
بل ان ذاك النظام الفاسد جعل المدرس أيضاً يعتبر التعليم "لقمة عيش" وليس رسالة يقوم بها ويؤديها لابناء وطنه.
الأخطر ان الجامعات تحولت إلي قلاع لمجموعة من الموظفين الذين ينتظرون الرواتب والمكافآت آخر كل شهر بل وزادت السرقات العلمية وتوريث الدرجات لأبناء أعضاء هيئة التدريس الذين تحول معظمهم بجانب الوظيفة إلي تجار مذكرات وكتب.
هذا الوضع أدي إلي توقف بل تجميد البحث العلمي في غالبية الجامعات وكل ما يتم هو محاولات فردية لنيل الدرجة العلمية من أصحاب رسائل الماجستير والدكتوراه.
من ثم أرجو ان تكون البداية بتطوير التعليم من رياض الأطفال حتي الجامعات والدراسات العليا لأن النهضة المصرية الحديثة لن تقوم إلا بتعليم حديث ومتطور.