بقلم: أشرف هزاع 86
المجتمع المصري يعيش حالة من الأنهيار التعليمي والتربوي والثقافي سواء من التعليم داخل المدارس أو التربية داخل البيوت ولا توجد أي وسائل لتنمية الثقافة ولو كان هناك وسائل للتنمية مع الأسف تستغل أسوأ أستغلال.
مدارسنا الحكومية طلابها يعتمدون على الدروس الخصوصية وكأن الذهاب للمدارس أصبح شئ روتيني يستيقظ الطالب صباحا ويحمل حقيبته الممتلئة بالكتب على عاتقه ويعود كما ذهب ليستأنف اليوم الدراسي الشاق درس في مادة العلوم ودرس في مادة اللغة الأنجليزية وهكذا، فكيف يستوعب الطالب كل هذه المعلومات وما الفائدة طالما أنه يتخرج من الجامعه ولا يجد وظيفة إلا إذا كان معه وسطى والطبيعى أنه في البداية من مجرد أستلامه شهادة التخرج ومعرفة موقفه من التجنيد يذهب لأي سفارة ليقدم على الهجرة خارج البلاد وهناك من يموت غرقا في البحر بهجرة غير شرعيه ونعود إلى التربيه داخل المنازل والمراقبة من أولياء الأمور نراهم لا يفعلون أي شئ غير تدبير مصاريف الدروس الخصوصية التي أصبحت مثل وظيفة السمسرة مع كل الأحترام للسماسرة ويضيع وقت الأب في العمل فترتين أو في وظيفتين لكسب قوته الذي يضيع في الهواء سواء على ملبس أو مأكل أو دروس خصوصية والأم التي هى عصب البيت لا حول ولا قوة لها.
وأتذكر أن الدروس التعليمية المذاعة على شاشة التليفزيون أصبحت الآن حكر للقنوات الفضائية المتخصصة ولا يشاهدها غير الطالب المشترك بالقناة حتى ضاعت هذه الفرصة المجانية للتعليم بفضل رجال الأعمال الفاسدين وأصحاب هذه القنوات ولو ذهبنا إلى التعليم الألكتروني على الأنترنت نجد أن هذه الشبكة العنكبوتية أصبحت مفتوحة للعالم كله ولكن مع فارق الأستغلال في مصر الشاب أو الطالب يتجه تفكيره مباشرة إلى المواقع الأباحية أو الشات أو الأغاني والأفلام وهذا هو الحال الطبيعي طالما لا توجد رقابة من الوالدين أو من الجهات المسئولة بالرغم أنه من السهل جدا وضع برامج على الشبكة داخل جمهورية مصر العربية لغلق هذه المواقع الأباحية كما هو في السعودية "مكة" على سبيل المثال، وهذه المهمة خاصة بإدارة مراقبة الأنترنت ومقرها بوزارة الداخلية وهم لا يفعلون شئ غير أنهم يعلنون أن مصر بلد الأمن والأمان وأن الرقابة شديدة جدا على كل من يستغل الأنترت لسب شخص أو من ينشئ صفحة على الفيس بوك لمصارحة المسئولين بفشلهم وتقصيرهم ولكن المراقبين على هذا يشخصونه بأنه هجوم وسب وخروج عن الحدود.
السؤال هنا.. لماذا لايستغل الأعلام المصري أن لايوجد بيت خالي من التليفزيون ويعرض البرامج التعليمية بجدول منتظم مجانا فضلا عن الأفلام التافهة والأغاني الهابطة والدوري الممتاز أو حتى بجانبها على الأقل ولو تم الانفاق على التعليم مثل ما ينفق على كرة القدم لأختلف الوضع بالتأكيد، وتقوم هذه الأدارة بوزارة الداخلية بتكثيف جهودها وحظر هذه المواقع الأباحية عن أنظار الشباب ومساعدة الأباء في الرقابة بدلا من الاعلانات الكاذبة عن أنجازاتهم التي تعرض على شاشة التليفزيون.
وسؤالي إلى وزير التربية والتعليم إلى متى ستظل مادة التربية الدينية خارج المجموع؟
وأين الرقابة على المدارس والمدرسين التي دائما يتباهون بأن الرقابة شديدة وهناك مدرسون يعاقبون الطلاب بدفع مبلغ خمسون قرشا ويأخذهم في جيبه إذا كان الطالب لا يحفظ ماطلب منه، ويتسائل المسئولون بوزارة التربية والتعليم لماذا يتظاهر المدرسون وهل من العقول أنهم لا يعلمون أن راتب هذه المدرس لا يتعدى 300 جنيه فالبتالي يتجه لهذه الحماقات ومعاقبة الطالب بدفع المال على سبيل العقاب.
المزيد من مقالات أشرف هزاع<!-- AddThis Button BEGIN <a class="addthis_button" href="http://www.addthis.com/bookmark.php?v=250&pub=xa-4af2888604cdb915"> <img src="images/sharethis999.gif" width="125" height="16" alt="Bookmark and Share" style="border: 0" /></a> <script type="text/javascript" src="http://s7.addthis.com/js/250/addthis_widget.js#pub=xa-4af2888604cdb915"></script> AddThis Button END -->
ساحة النقاش