صعوبات التعلم الأكاديمية: Academic learning Disabilities

يشير مصطلح صعوبات التعلم الأكاديمية إلى الاضطراب الواضح في تعلم القراءة، أو التهجي أو الحساب،أو ثبات العمر ألتحصيلي لهذه المهارات.ويمكن ملاحظة هذه الصعوبات لدى التلاميذ أثناء الدراسة .
ونظرا لأهمية القراءة والكتابة والحساب كأدوات أساسية في تحصيل المعرفة، نعرض صعوبات التعلم في كل منها كما يأتي:
 صعوبات القراءة:

يشكل الأطفال ذوي صعوبات القراءة نسبة كبيرة من الحالات الشائعة بين الأطفال ذوي صعوبات التعلم.ولما كان قدر كبير من التعلم المدرسي يعتمد على القدرة على القراءة،فان الصعوبات في هذا المجال يمكن أن تكون ذات اثر مدمر وهدام على شخصية الطفل،وهذا الأثر يظهر في عدم تمكن الطفل من التقدم الأكاديمي ومسايرة أقرانه،الأمر الذي يترتب عليه شعوره بالفشل المتكرر الذي يؤدي به في نهاية الأمر إلى التسرب أو البحث عن أساليب سلوكية تعويضية غير سوية .
وقد أثبتت كثير من البحوث إلى أن صعوبات التعلم في أي مجال أكاديمي تكون مصحوبة في معظم الحالات بصعوبات القراءة والكتابة، وخاصة في المرحلة الابتدائية، وبالتالي فان المدخل الصحيح لفهم صعوبات التعلم في المرحلة الابتدائية، هو دراسة صعوبات القراءة والكتابة.

وغالبا ما يستخدم مصطلح "عسر القراءة"أو " الديسلكسيا" Dyslexia عند مناقشة صعوبات القراءة،وهو يشير إلى احد المظاهر الأساسية في مجال مشكلات القراءة إلا أن مصطلح " عسر القراءة" لا ينطبق على جميع الأطفال الذين يعانون من صعوبات في القراءة بوجه عام،فهو اعم واشمل من مصطلح صعوبات القراءة عند ذوي صعوبات التعلم الذي يستبعد حالات عسر القراءة التي ترجع إلى الإعاقة العقلية أو الإعاقة الحسية،أو الاضطراب الانفعالي أو الحرمان البيئي أو الاقتصادي أو الثقافي ،كما جاء في تعريف صعوبات التعلم .

 عوامل صعوبات القراءة:
ولقد حدد كيرك، وكليبهان ،ولير نر العوامل الممكنة المرتبطة بصعوبات القراءة بصفة عامة في ثلاث محاور هي :


العوامل الفيزيقية وتتضمن :

- الاضطراب العصبي الوظيفي .
- العيوب البصرية.
- الوراثة الجينات.
- الهيمنة المخية الجانبية
- العيوب السمعية

العوامل البيئية وتشمل:

- التعلم غير الملائم.
- الفروق اللغوية.
-الفروق الثقافية.
-المشكلات الاجتماعية

 العوامل النفسية وتشمل:

-الإدراك السمعي
-الاضطرابات اللغوية.
- الذاكرة.
- الإدراك البصري.
- الانتباه الانتقائي
- الذكاء.

 العوامل الخاصة بصعوبات التعلم:

ويرى نفس الباحثين أن بعض، وليس كل العوامل السابقة يتم التركيز عليها في مجال صعوبات التعلم وهي:

- الاضطراب العصبي الوظيفي.
- الوراثة والجينات.
- الهيمنة المخية الجانبية.
- التعليم غير الملائم.
- الإدراك السمعي.
- الاضطرابات اللغوية.
- الإدراك البصري.
- الانتباه الانتقائي.

وبالرغم من أن مشكلات القراءة تنشأ عن العديد من العوامل،إلا انه تنتج عنها صعوبات متشابهة.

 مؤشرات صعوبات القراءة لدى ذوي صعوبات التعلم:

ومن المؤشرات الخاصة التي تظهر على الأطفال ذوي صعوبات تعلم في مجالا القراءة ما يلي:
- هؤلاء الأطفال تحصيلهم في القراءة اقل بصورة كبيرة عما هو متوقع بالنسبة لعمرهم العقلي ،وسنوات تواجدهم بالمدرسة.
- كما أنهم لا يظهرون أي دليل على وجود أي عجز بالنسبة لحاستي السمع والإبصار, أو تلف في المخ.
- يعاني هؤلاء الأطفال صعوبة كبيرة في تذكر نماذج الكلمة كاملة،وهم لا يتعلمون بسهولة عن طريق الطريقة البصرية للقراءة،وهم يميلون لإحداث نوع من الاضطراب بالنسبة للكلمات الصغيرة التي تتشابه في الشكل العام.
- يعتبر هؤلاء الأطفال قرّّاء ضعاف بالنسبة للقراءة الجهرية،وأساسا ضعف من ناحية التهجي،على الرغم من أنهم يستطيعون في بعض الأحيان أن يقوموا بتسميع أو استرجاع قائمة محفوظة من كلمات الهجاء لمدد مختلفة من الوقت.
- في محاولاتهم الأولى للقراءة والكتابة،يظهرون اضطرابات واضحة في تذكر اتجاه الحروف.
- يظهر هؤلاء الأطفال عادة بعض الأدلة على تأخر الأداء الحركي لجانب واحد غير مكتمل(الهيمنة المخية الجانبية)،وهم يميلون لاستخدام اليد اليسرى أو متخلفين في اختباراتهم الحركية( اليد اليمنى – العين اليسرى )
- غالبا ما يظهر هؤلاء الأطفال تأخر أو عيوب في واحدة، أو أكثر من جوانب اللغة،وبالإضافة إلى كونهم قراء ضعاف،لديهم حديث غير تام أو مفردات شفهية ضعيفة.
- غالبا ما ينحدر هؤلاء الأطفال من عائلات يوجد فيها استخدام لليد اليسرى أو اضطراب في اللغة أو كلا الحالتين .
- كثير من هؤلاء الأطفال أذكياء،وطبيعيون من الناحية الجسمية والانفعالية،ويمكن القول بأنهم يرغبون في تعلم القراءة.
- كثير من هؤلاء الأطفال يتكلمون بدون تمييز،في بداية تكلمهم وتمكنهم من الحديث،وبطيئين في تعلم القواعد،سواء في كيفية استخدام حروف الجر أو الأفعال.
- يعاني هؤلاء الأطفال من صعوبة في جعل الآخرين يفهمون ما يريدون،وهم يفهمون ما يقوله الآخرين،إلا أنهم يفشلون في إتباع التوجيهات المقدمة لهم.
- بعض هؤلاء الأطفال يقرؤون الكلمات داخل محتوى أو نص بصورة رديئة، ولكنهم يجيبون إجابات ذكية عندما توجه لهم أسئلة عن هذا المحتوي.ويبدو أن الطفل لا يقرأ الكلمات بصورة خاطئة،ولكنه يقرؤها كما يراها،ويقوم بإجراء تخمينات مبنية على فهمه للمحتوى،أو بعض أجزاء الكلمة التي يشعر بألفة معها.
- هؤلاء الأطفال لديهم صعوبات في قراءة حروف معينة، وخصوصا الحروف المتشابهة.
- بعض هؤلاء الأطفال لديهم صعوبة في تمييز الاتجاه اليمين من الشمال.
- بعض هؤلاء الأطفال لديهم تفضيل لكلا الجانبين العين اليسرى-اليد اليمنى-القدم اليسرى.
- بعض هؤلاء الأطفال غير بارعين في حركاتهم،ولديهم صعوبة في نسخ الأشكال الجغرافية.

ويشير" كالفي" بقوله : صعوبات القراءة بصفة عامة اضطرابات مخزنة لان مظهرها الأساسي هو الفشل،والضحية لا تكون قادرة على أن تقرأ،أو تكتب دون أن تعكس (تبدل ) الحروف،والطفل الذي لديه هذا الاضطراب لا يستطيع أحيانا أن يتبع التعليمات البسيطة، بعض الأطفال ينظرون إلى علامات في أيديهم حتى يتمكنا من معرفة اليمين من اليسار.
أما "مونتر" فيذكر بعض الصفات العمة للطفل ذو صعوبات في القراءة على هذا النحو:

- تكون نسبة ذكاء هذا الطفل عند المتوسط أو أعلى من المتوسط.
- يقوم بعكس (إبدال) الحروف في القراءة أو الهجاء أو الحديث.
- هذا الطفل قارئ ضعيف والدليل على ذاك هو :

- حذف الكلمات الصغيرة أثناء الكتابة
- القراءة الصامتة بطيئة إذا ما قورنت بذكاء القارئ .
- يظهر ترددا في القراءة الجهرية .
- استرجاعه للكلمات ضعيف, وكذلك مهارات فك رموز الكلمة.
- يفقد القدرة على القراءة من  اجل الفهم أثناء محاولاته المريرة من اجل التعرف  على الكلمات.

- هذا الطفل ضعيف جدا في الهجاء.
- كتابة المفردات، والكتابة بصفة عامة بطيئة ورديئة.
- لا يمكن للطفل استرجاع صورة الحروف المفردة وتنظيمات الحروف بصورة سهلة.
- بعض هؤلاء الأطفال لديهم ضعف في استرجاع الكلمة وصعوبة في استرجاع أسماء الأماكن .
- بعض هؤلاء الأطفال متحدثون مترددون،ولديهم صعوبة في التعبير عن أنفسهم.
- لدى هؤلاء الأطفال ضعف في توجه اليمين- اليسار .
- هذا الاضطراب يمكن أن يظهر في أجيال متعاقبة في بعض العائلات، ولكنه يمكن أن يحدث كذلك في حالات فردية.
- لدى هؤلاء الأطفال صعوبة في مهارات اللغة على الرغم من الفرص التعليمية الملائمة.

يمكن للمعلم من خلال ملاحظة هذه المظاهر التعرف على الأطفال ذوي صعوبات التعلم،ومحاولة فهمهم ومساعدتهم بالمعاملة الطيبة التي تعزز الثقة بالنفس،وتصحيح مسار تعلمهم بما يتناسب مع مستوى قدراتهم وأساليب تعلمهم بالاشتراك مع الأخصائي التربوي أو مستشار التوجيه المدرسي والمهني على مستوى المقاطعة أو المؤسسة.

 البرامج العلاجية لصعوبات القراءة:

تختلف البرامج العلاجية من حالة لأخرى، ومن مرحلة لمرحلة، ويجمعها جميعا هدفا أساسيا واحدا هو إحراز التقدم بالنسبة للتلميذ في القراءة منها.

 البرامج التحسينية :

وهي برامج التعليم التي تتم في الفصل العادي ويستعملها المعلم حسب احتياجات التلاميذ الذين يتقدمون بمعدل عادي يتفق مع قدراتهم.

 البرامج التصحيحية :

وهي برامج لتعليم القراءة عن طريق مدرس الفصل خارج جو الفصل المدرسي، لتصحيح صعوبات القراءة الحادة.

 البرامج العلاجية:

وهي برامج لتعليم القراءة،تستخدم خارج الفصل المدرسي لتعليم مهارات القراءة النمائية النوعية (لا ترجع إلى عيوب في المخ) للتلاميذ دون المستوى في القراءة.

وكل هذه البرامج لابد وان تشمل على تطبيق نفس المبادئ الأساسية للتعليم والدافعية،كما أن الفروق الأساسية بين التعليم في الفصل والتدريس العلاجي،هي في الفرصة والكفاءة،فالتدريس العلاجي يسمح بتشخيص الاحتياجات الفردية وتصميم التعليم الذي يلائم هذه الاحتياجات الفردية،وان المدرسين العلاجيين المهرة هم أكثر خبرة من غالبية مدرسي الفصل ،من ناحية التشخيص والتعليم .

ويمكن أن يقدم العلاج في الفصول النظامية،بواسطة مدرس الفصل أو معلم يتلقى الاستشارة والتوجيه من المتخصص،والتلاميذ الذين يوضعون في هذه الفئة غالبا ما يكون لديهم مشكلات قرائية اقل.
والعلاج خارج الفصل النظامي يمكن أن يقدم في:

- حجرة القراءة:

 وهي عبارة عن حجرة خاصة يعمل فيها مدرس القراءة مع مجموعة صغيرة من التلاميذ، أو حتى مع تلميذ واحد، وعندما يصبح التلاميذ قادرين على العمل في فصولهم النظامية، يعادون إلى أقسامهم العادية، ويحل محلهم تلاميذ لديهم مشكلات قراءة.
- حجرة المعلومات:

 ففي بعض المدارس، يتلقى الأطفال ذوي صعوبات التعلم المساعدة في واحدة أو أكثر من المواد الدراسية، خارج فصولهم النظامية.وتدار حجرة المعلومات بواسطة مدرس مدرب لتقديم التربية المناسبة لهؤلاء الأطفال.
- معاهد وعيادات القراءة:

 فالأطفال ذوو صعوبات القراءة الحادة،أو التلاميذ الذين يفشلون في الاستجابة للجهود العلاجية في مدارسهم،ينبغي كلما أمكن ذلك أن يتم تشخيصهم بصورة دقيقة في المعهد أو العيادة القرائية.
- المدارس العلاجية:

 بعض المدارس تتفرغ كلية للتكفل بعلاج الأطفال ذوي صعوبات القراءة الحادة،وبعض هذه المدارس تتولى رعايتها الجامعات،والبعض الآخر يخضع للرعاية والجهود الخاصة .


 صعوبات الكتابة:

تعددت الدراسات التي بحثت في مجال وصف صعوبات الكتابة فمنها ما تناولها باعتبارها اضطرابات في الضبط الحركي،منها ما تناولها باعتبارها اضطرابات في الإدراك البصري،ومنها ما وصف صعوبات الكتابة باعتبارها اضطراب في الذاكرة البصرية.

 خصائص الأطفال ذوي صعوبات الكتابة:

يرى "جراهام" 1990ان الغالبية العظمى من التلاميذ ذوي صعوبات التعليم،لديهم مشكلات ذات درجة كبيرة في الكتابة،ويضيف أن الاختبار الذي تم على الإنتاج الكتابي لهؤلاء التلاميذ يشير إلى:

- أوراقهم غالبا تحتوي على أخطاء في التهجي، واستعمال الفواصل والنقط والأحرف الاستهلالية.
- تميل كتاباتهم إلى أن تكون مكتوبة بطريقة غير عادية، قصيرة وضعيفة التنظيم.
- لديهم صعوبة في تنفيذ العمليات المعرفية اللازمة للكتابة الفعالة.
- مراجعاتهم لكتاباتهم تبدو غير فعالة،وتتميز بالتبسيط في اكتشاف وتصحيح الأخطاء.
- يظهرون انتباها قليلا للعمل وتنفيذ التغييرات البديلة.
كما يرى "هاريس" 1990" أن هناك ثلاثة عوامل على الأقل يمكن أن تكمن خلف صعوبات الكتابة لدى تلاميذ ذوي صعوبات الكتابة هي:
- لن مشكلاتهم في فهم إنتاج النص المكتوب، يمكن أن تتداخل مع عمليات هامة أخرى للكتابة مثل توليد الأفكار.
- نقص المعرفة لديهم عن الكتابة،أو عدم القدرة على إنتاج ما يعرفونه يمكن أن يؤثر على قدرتهم على أداء وتشغيل العملية المعرفية المركزية للكتابة الفعالة.
- التشغيل المعرفي للحركات اللازمة للكتابة، وإستراتيجيتها المستخدمة لدى تلاميذ ذوي صعوبات الكتابة يمكن أن تكون غير فعالة أو غير ناضجة.


كما يشير "ريان هانسون" 1997ان التلاميذ ذوي صعوبات الكتابة غالبا لديهم صعوبات في نقل وترجمة أفكارهم إلى الورق، وغالبا يجيدون التعبير عن أنفسهم شفهيا، ولكنهم لا يستطيعون تحويل هذه الأفكار إلى النص المكتوب ، وقد وصف احد التلاميذ ذوي العسر الكتابي تجربته بقوله" أنا اعرف ماذا أريد أن أقول، ولكنني فقط لا استطيع أن اكتب "
وتشير "سوزان جونس" 1998 ،أن التلاميذ ذوي صعوبات الكتابة تظهر لديهم الخصائص الآتية:

- الكتابة غير المقروءة بشكل عام،بالرغم من إعطائهم الزمن المناسب لتنفيذ المهمة.
- عدم الاتساق في الكتابة،فهي خليط من الخط ألنسخي والخط الرقع في الكتابة باللغة العربية،أما في اللغة الانجليزية تكون الكتابة خليط من الأحرف المنفصلة والمتصلة.
- تكون الحروف أو الكلمات غير مكتملة أو مهملة.
- تنظيم غير متناسق للورقة من حيث مراعاة الهوامش واستقامة الأسطر.
- المسافات غير مناسبة بين الأحرف والكلمات.
- وضع غير طبيعي لليد أو الجسم أو المعصم أو الورقة أثناء الكتابة .
- القبض على القلم بطريقة غير عادية( إمساك القلم بشكل قريب جدا من الورقة،أو إمساك القلم بإصبعيه فقط.
- التحدث إلى نفسه أثناء الكتابة،أو التركيز على اليد،ومراقبة حركاتها أثناء الكتابة .
ومن جانب آخر تشير" رجينا " (1999)، مظاهر الاضطراب لدى ذوي صعوبات الكتابة على النحو التالي.
- استعمال اليد بشكل غير صحيح أثناء الكتابة.
- نقص في الاستجابات والحركات التلقائية أثناء الكتابة.
- المسافات غير مناسبة بين الكلمات وبعضها.
- عكس ترتيب الأحرف، وإبدالها أو إهمالها.
- وضع رديء للجسم أثناء الكتابة، ووضع غير منا سب للورقة.
- أحجام غير مناسبة للأحرف ( اختلال أو تغير في أطوال الأحرف )
- القبض على القلم بشدة ( بشكل متوتر ) .
- تحريك الورقة أو الجسم بشكل متوتر أثناء الكتابة.
- إغلاق رديء للأحرف.
- مشكلات في الإدراك البصري.
- ترتيب خاطئ لتتابع الأحرف داخل الكلمة.
- انخفاض القدرة على التمييز بين أصوات الأحرف الطويلة،والأحرف القصيرة أثناء الكتابة عن طريق الإملاء.
- تشكيلات غير ثابتة للأحرف.
- انخفاض القدرة على التميز بين أصوات الأحرف المتشابهة.
- سوء استخدام الأسطر والهوامش، وتنظيم رديء للصفحة.
- انخفاض سرعة الكتابة.
- الإفراط في استخدام الممحاة.


 برامج تعديل وعلاج صعوبات الكتابة:

تعددت برامج تعديل وعلاج صعوبات الكتابة من حيث وجهة اهتمامها،فمنها ما اهتم بتعديل المهارات الحركية البصرية الفرعية،ومنها ما اهتم بتدريبات النماذج الحركية،في حين اهتمت البرامج الأخرى بتحسين الإدراك البصري المكاني وتحسين الذاكرة البصرية للحروف والكلمات،أما البعض الآخر فقد اهتم بعلاج تشكيل الأحرف...
وفيما يلي بعض هذه البرامج الخاصة بتعديل وعلاج صعوبات الكتابة.

 علاج المهارات الحركية – البصرية الفرعية:

أشار "فاز" 1980 إلى ست مجموعات من المهارات التي يجب تدريب الأطفال ذوي صعوبات الكتابة عليها وهي:
- مهارات ما قبل الكتابة وتتضمن :
- مسك واستخدام أدوات الكتابة ووضع الورقة.
- إنتاج الخطوط.
- رسم الأشكال.
- رسم الخطوط والأشكال من خلال الإرشادات.
- مهارات كتابة الأعداد والأحرف وتتضمن:
- إنتاج شكل الأحرف الكبيرة.
- إنتاج شكل الأحرف الصغيرة.
- نسخ الأعداد.
- كتابة قائمة من الأعداد يتم إملاؤها للطفل.
- ترك فراغ مناسب بين الأحرف والكلمات والأعداد.
- مهارات تعلم وصل الأحرف ببعضها:
- مهارات الكتابة المتصلة بالأحرف الصغيرة.
- مهارات الكتابة المتصلة بالأحرف الكبيرة .
- استخدام مهارات الكتابة المتصلة وتتضمن:
- كتابة كلمات من خلال نموذج.
- كتابة ما يملي من كلمات وجمل.

 تدريب النماذج الحركية:

ويمكن تدريب النماذج الحركية عن طريق:

- توجيه يد الطفل وفقا لشكل الحرف، والتقليل تدريجيا من التوجيه والزيادة من استقلالية الطفل.
- التتبع على لوح زجاجي وضعت تحته نماذج.
- كتابة الأحرف أمام الطفل، بحيث يتمكن من تقليد تسلسل الحركة.

 تحسين الذاكرة البصرية للحروف والكلمات

مساعدة الأطفال ذوي صعوبات الذاكرة البصرية لإعادة تخيل الحروف والكلمات، وذلك من خلال:

- أسلوب إعادة الصور، حيث يعرض على الطفل شكلا أو حرفا أو كلمة،ويطلب منه النظر إليها،ثم يغلق عينيه ويحاول إعادة تصور الحرف أو الشكل أو الكلمة،ثم يفتح عينيه لكي يتثبت من التخيل البصري.
- عرض سلسلة من الحروف على بطاقات،ثم يطلب من التلميذ إعادة إنتاجها من الذاكرة.
-جعل الطفل ينظر وينطق اسم الحرف أو الكلمة، حيث يعمل ذلك على تقوية الذاكرة البصرية، وذلك بربط التخيل البصري مع صوت الحرف أو الكلمة.

 علاج تشكيل الأحرف:

لتعديل سلوك رسم شكل الأحرف لدى الأطفال ذوي صعوبات الكتابة،يتبع الاسلوب الآتي:

- يكتب المدرس الحرف ورسمه، ويلاحظ الطفل العدد، الترتيب، اتجاه الخطوط.
- ملاحظة العوامل المشتركة الهامة بين الحروف، حيث يقوم المدرس مع الطفل بالمقارنة بين الحرف وغيره من الأحرف، التي يشترك معها بخصائص تشكيلية.
- يقوم المدرس بتوجيه يد الطفل في تشكيل الحرف، بالإضافة إلى توجيه حركة الطفل في تتبع الاتجاهات والترتيب من خلال الأسهم أو نقاط ملونة تحدد شكل الحرف.
- يقوم الطفل عن طريق رسم النماذج المنقطة،بالتوصيل بين نقطة وأخرى.
- ينسخ الطفل الحرف على قطعة من الورق.
- يعبر الطفل لفظيا عن الخطوات التي يقوم بها عند الكتابة ( يستخدم النموذج السمعي ).
- يكتب الطفل الحرف بالاعتماد على ذاكرته، دون الإرشاد أو المساعدة.
- يتدرب الطفل على تشكيل الحرف من خلال التركيز على التدريبات المتعددة للحواس.
- يقوم الطفل بتصحيح الحروف المشكلة بطريقة غير صحيحة، بمساعدة المعينات البصرية ( لوحة الحروف الهجائية الموجودة على الحائط أو المقعد ) أو تحت إشراف وتوجيه المدرس.
وتبرز أهمية تعليم الكتابة لذوي صعوبات التعلم في الأسباب الآتية:
- يمكن أن تكون الكتابة مدخلا علاجيا.
- يمكن أن تساعد على نمو القدرات البصرية الإدراكية أو تحسينها.
- تساعد على تنمية التكامل البصري الحركي.
- تساعد التلميذ على استبصار الكلمات.
- تساعد التلميذ على القراءة والتهجي.

ومن العوامل النفسية التي تستدعي الاهتمام بتعلم الكتابة،والبحث عن طرق بديلة أكثر فاعلية من الطرق التقليدية، هو أن نجاح الطفل أو فشله في تعلم الكتابة يؤثر على مشاعره تجاه التعلم المدرسي.

 صعوبات الحساب:

لم تلق مشكلات تعلم الحساب الاهتمام الكافي من البحث والدراسة، بالمقارنة بالمجالات الأكاديمية الأخرى كالقراءة والتهجي. وعلى الرغم من أن صعوبات القراءة تعتبر أكثر انتشارا،إلا انه توجد نسبة كبيرة من الأطفال يظهرون صعوبات في تعلم الحساب.
وتنشأ مشكلات تعلم الرياضيات بصفة عامة عن العديد من العوامل، صنفها " ريثمات و كوفمان" ( 1980 ) في أربع مجالات هي:

- العوامل المعرفية.
- العوامل – النفس حركية.
- العوامل الفيزيقية والحسية.
- العوامل الانفعالية والاجتماعية.

كما أشار الباحثان إلى أن العوامل المعرفية والعوامل النفس – حركية تنطبق على التلاميذ ذوي صعوبات التعلم.
أما " كوسك" kosc" 1974 " فقد صنف سلوكيات الأطفال ذوي صعوبات في الحساب في خمس فئات رئيسية وهي:

 صعوبات الحساب اللفظية:

وتعني الصعوبة في تحديد المصطلحات الرياضية لفظيا لو في حالة عرضها شفهيا.

 صعوبات الحساب اللغوية:

وتعني الصعوبة في قراءة الرموز الرياضية ( الأرقام، الأعداد الرموز الحسابية، المصطلحات الرياضية)

 صعوبات الحساب الكتابية:

وتعني الصعوبة في كتابة الرموز الرياضية.

 صعوبات الحساب العيانية:
وتعني الصعوبة في التعامل مع الموضوعات الرياضية الحقيقية أو المصورة.

 صعوبات الحساب المجردة:

وتعني الصعوبة في إجراء العمليات الحسابية في تطبيق القوانين والنظريات الرياضية الملائمة.

إن تجاهل هذه المظاهر السلوكية،والاستمرار بعدم تزويد المتعلم ذي صعوبات الحساب بمعلومات جديدة،سيؤدي حتما إلى تراكم الصعوبات إلى درجة تجعل المتعلم لا يهتم بعملية التعلم، وربما يؤدي به غالبا إلى الفشل المتكرر الذي يؤثر بدوره على شخصية المتعلم.

 مظاهر صعوبات التعلم حسب المراحل التعليمية:

إن معالجة صعوبات التعلم لا تتم إلا إذا تم الكشف عن ذوي صعوبات التعلم ومعرفتهم،فالكثير من الآباء والمربين عامة يتساءلون عن كيفية التعرف على ذوي صعوبات التعلم.ولهذا نحاول تقديم مجموعة من المظاهر التي تبين صعوبات التعلم،فإذا رأيت واحدة أو أكثر من هذه المظاهر عند الطفل،واستمرت معه لمدة طويلة، فاعلم آن لديه صعوبات تعلم.وسوف نتناول هذه المظاهر في المراحل الآتية:

 مرحلة ما قبل المدرسة :

 ونلاحظ أن الطفل في هذه المرحلة:

-  يتحدث متأخرا عن معظم الأطفال الذين هم في نفس المرحلة من النمو.
- لديه مشكلات كثيرة في النطق.
-  لديه نمو لغوي بطيء، غالبا ما يكون غير قادر على إيجاد الكلمة الصحيحة.
-  لا يهتم بسرد القصص.
-  لديه مشكلة في الكلمات ذات القافية الموحدة.
-  لديه مشكلة في تعلم الأرقام والحروف الهجائية، مثل أيام الأسبوع، والألوان ،والأشكال.
-  لا يستطيع الجلوس ساكنا.
-  لا يستطيع الإصرار والتصميم في الأعمال.
-  لديه متاعب في التعامل مع القرناء.
-  يواجه صعوبة في متابعة الإرشادات أو الأعمال المنتظمة.
-  يعاني من بطء في المهارات الأساسية الشخصية ، مثل ربط الحذاء .
-  ليس دقيقا في كل شي يفعله.
-  لديه صعوبة في الرسم والتخطيط.
-  لديه مشاكل في التعلم.

 مرحلة الحضانة إلى غاية السنة الرابعة ابتدائي:

ونلاحظ أن الطفل في هذه المرحلة.

- بطيء في تعلم الربط بين الحروف والأصوات.
- لديه خلط كبير بين الكلمات الأساسية ( يجري – يأكل – يريد – كان ).
- يعاني من أخطاء ثابتة في القراءة والهجاء، وخاصة في عملية انعكاس الحروف مثلا (س،ش)،
( ص، ض)، (ط،ظ)،( ر،ز ) (m-w)(b-d) ..الخ .
- يخلط بين الرموز الرياضية.
- لديه متاعب في متابعة الإرشادات الموجهة له.
- لديه بطء في تذكر الحقائق.
- لديه صعوبة في التخطيط.
- يعاني من شرود ذهني شامل.
- يعاني من مشكلات عدم التنظيم.
- يعاني من مشكلة المسك بالقلم بثبات.
- يعاني من مشكلة تكوين الحروف في كلمات.
- لديه مشكلة في تعلم تحديد الوقت.
- لا يدرك البيئة المحيطة به، ومعرض للحوادث باستمرار.


 من السنة الخامسة إلى السنة الرابعة إكمالي

 ونلاحظ أن الطفل في هذه المرحلة.

- لديه مشكلة في تسلسل الحروف المعكوسة، مثل: ( سماء ، أسماء ).
- يعاني من بطء في تعلم المقاطع الأولى والأخيرة.
- يتجنب القراءة بصوت مرتفع.
- لديه قدرة استيعابية ضعيفة لقطعة مقروءة.
- اشتراكه في النشاط العملي في القسم نادرا.
- لديه مشكلة في الكلام.
- لديه صعوبة في الكتابة عموما.
- يرتبك عند مسك القلم أو أي شيء في قبضة يده.
- يتجنب كتابة مواضيع إنشاء.
- يعاني من بطء وضعف في استدعاء وإعادة قاعدة رقمية ما.
- لديه فشل في الذاكرة الآلية.
- يعاني من انعدام ثبات فكري كامل.
- ليس لديه موجه ذاتي يوجه سلوكه.
- عدم القدرة على استيعاب التفاصيل الصغيرة.
- عدم النظام في الوقت والمكان.
- نبذ الأقران والوحدة الدائمة.
- يعاني من صعوبة تكوين صداقات.
- لا يستطيع فهم لغة الجسد(الإشارات) وتعبيرات الوجه مما يعرضه لكثير من المشاكل.

 مرحلة التعليم الثانوي

 ونلاحظ أن المراهق في هذه المرحلة وقبلها :

- يتجنب مهام القراءة والكتابة.
- لا يستطيع تلخيص موضوع ما.
- يعاني من مشكلة الأسئلة المفتوحة من الاختبارات.
- لديه فهم ضعيف للمعلومات.
- يعاني مشاكل كبيرة في تعلم اللغات الأجنبية.
- يعاني من الإرهاق العقلي المستمر.
-لديه مهارات ذاكرة ضعيفة.
- يعاني من مشكلة ضبط المواقع الجديدة التي يتواجد فيها.
- لديه انتباه قليل جدا للتفاصيل أو تركيز تام عليها.
- يقرأ المعلومات بطريقة خاطئة.
 

azazystudy

مع أطيب الأمنيات بالتوفيق الدكتورة/سلوى عزازي

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 1811 مشاهدة
نشرت فى 10 نوفمبر 2011 بواسطة azazystudy

ساحة النقاش

الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي

azazystudy
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

3,312,097