ارتفاع الأسعار واستخدام التكنولوجيا الحيوية أهم التحديات
43رسالة ألمانيا من: عبدالناصر عارف
ستظل الزراعة أهم نشاط بشري, باعتبارها المسئول عن توفير الغذاء للعالم, ولكن تزداد التحديات والمشكلات التي تواجه الزراعة والمزارعين حدة برغم التقدم التكنولوجي في هذا المجال,
ويتلخص التحدي الذي يواجه قطاع الزراعة في كيفية تحقيق التوازن بين زيادة الإنتاجية وتحقيق أرباح اقتصادية مع الحفاظ علي البيئة والتوافق الاجتماعي للوصول الي زراعة مستديمة.
الشركات العالمية الكبري العاملة في مجال المعدات والتكنولوجيا الحيوية والكيماويات الزراعية, تبدي اهتماما كبيرا بمستقبل الزراعة في العالم, ومن هذا المنطاق أجرت إحدي الشركات الألمانية دراسة شاملة ميدانية في4 قارات و6 دول للوصول الي رؤية وتصورات المزارعين والمستهلكين حول مستقبل وتحديات الزراعة, وجري الإعلان عن نتائج هذه الدراسة في مؤتمر صحفي بمدينة لودفيج شافن بألمانيا, وأعلن الدكتور استيفان مارسينوفسكي عضو مجلس المديرية التنفيذية بالشركة, أن الدراسة كشفت عن أن أسعار الغذاء وحفظ الأغذية ستظل أهم التحديات التي تواجه قطاع الزراعة, بالإضافة الي استخدام التكنولوجيا الحيوية لزيادة انتاجية الزراعة, وهذا يتطلب تقديم دعم أكبر للمزارعين في الفترة المقبلة.
وكشفت الدراسة عن أن غالبية المستهلكين ليسوا علي استعداد لدفع مبالغ أكبر للحصول علي منتجات زراعية تراعي الحفاظ علي البيئة, كما يتوقع المزارعون الذين أجريت عليهم الدراسة أن يكون هناك تفهما أكبر من قبل المستهلكين وصناع السياسات للزراعة والمزارعين, وأنه لابد أن يكونوا علي استعداد لدفع المزيد للحصول علي منتجات زراعية مواتية للبيئة.
وبعيدا عن نتائج الدراسة المتشابكة, كان للأهرام حوار سريع مع السيد ماركوس هيلدت رئيس قسم وقاية المزروعات بالشركة حول رؤيتهم كشركة عالمية لمصر ودول الربيع العربي في المستقبل, حيث قال إننا متفائلون بالثورة التي حدثت في مصر وكذلك في بقية البلدان العربية ونتمني أن يحدث التحول سريعا نحو الديمقراطية, وأضاف أن أهم مميزات الثورة في مصر هو مواجهة الفساد, لأن الفساد معوق ومشوه لمناخ الاستثمار, وقال إننا نتطلع الي تغيير في هيكل ومعادلات جذب الاستثمار في مصر ليتم في شفافية وتنافسية, مشيرا الي أن شركته ستزيد استثماراتها في مصر وفي افريقيا عموما في الفترة المقبلة.
وحول مواجهة الشركة ـ كونها إحدي كبريات شركات الكيماويات الزراعية ـ للسمعة السيئة لاستخدام الكيماويات في الزراعة في مصر قال السيد ماركوس هيلدت إن هذا يرجع في المقام الأول الي سوء استخدام الكيماويات الزراعية في مصر, إما لجهل وعدم معرفة المزارعين بطرق استخدام هذه الكيماويات, أو لفساد بعض رجال الأعمال الذين لا يلتزمون باستخدام المعايير المتعارف عليها دوليا في استخدام الكيماويات الزراعية, مؤكدا أن شركته تراعي بحزم وبدقة المعايير البيئية والصحة العامة في كل ما تنتجه من كيماويات خاصة بالزراعة وأنها تخضع لرقابة ذاتية والتزام شديد بالشروط الصحية والبيئية, خاصة أنها تستخدم في جميع أنحاء العالم, وأوضح أن الاتجاه الاستراتيجي للشركة هو تقديم حلول متكاملة للزراعة والمزارعين للحصول علي إنتاجية أعلي وربحية أكبر من ناحية, والحفاظ علي التوافق البيئي والاجتماعي من ناحية أخري, حيث يقدم قسم حماية النباتات وقسم التكنولوجيا الحيوية حزما متكاملة من الحلول الملتزمة بالشروط البيئية والصحية.
وكشفت الشركة عن استراتيجيتها المقبلة فيما يسمي بالتوازن الزراعي والتي تستهدف تحقيق التوازن والتكامل في الاستثمار الزراعي بين البعد الاقتصادي والبعد البيئي والبعد الاجتماعي, للوصول الي أساليب مبتكرة لتحقيق الزراعة المستدامة, كما كشفت عن استراتيجيتها للمبيعات فيما يتعلق بالكيماويات الزراعية والتي تستهدف الوصول الي6 مليارات يورو حتي عام2020 مع التركيز علي قطاع التكنولوجيا الحيوية, حيث تجري حاليا أبحاث لاستنباط صنف جديد من نبات الكانولا لانتاج زيت صحي مفيد لمرضي القلب.
ساحة النقاش