بقلم: د. فوزى درويش 86
لماذا تخصص اليابانيون في التكنولوجيا المتقدمة؟ لم يفقد اليابانيون أبدا شعورهم بأنهم مكشوفون فهم يعتمدون علي الخارج بالنسبة للمواد الخام بأجمعها,
فكان الجواب الذي أصروا عليه هو التكنولوجيا وإذا تتبعنا هذه الاستراتيجية, فإن اليابانيين تدعمهم القدرة الاجتماعية الفريدة في التجديد, فهم يتعلمون بسرعة فائقة التكنولوجيات الجديدة التي تكون قد تم تطويرها ابتداء خارج بلادهم, وغالبا مايتم تطويرها وتوظيفها في بلادهم بأسرع مما يحدث في البلاد التي نشأت فيها أصلا.
وكانت النتائج مذهلة فبحلول عام 1977 مثلا صارت اليابان تزود العالم بنسبة ثمن مايحتاجه من التكنولوجيا, ثم ما إن حل عام 1982 إلا وكانت اليابان تستخدم اكثر من ثلاث مرات من الروبوت الصناعي المبرمج مالدي الولايات المتحدة منه ـ مع العلم بأن عدد سكان اليابان يقل عن نصفه بالنسبة للولايات المتحدة.
لذلك يثور السؤال: كيف استطاع اليابانيون الحصول علي هذه التكنولوجيا, وبهذه الفاعلية ولماذا هم بهذه السرعة في استخدام التكنولوجيات مثل الربوت الصناعي وغيره؟ للاجابة علي ذلك فإن اليابانيين في مرحلة مبكرة, في 1950, وكانت اليابان لتوها قد استنشقت أنفاسها بعد هزيمتها في الحرب العالمية الثانية (1945) قد وقعت علي 36.000 ترخيص باستيراد تكنولوجيا كلفتها حينذاك 1.7 بليون دولار عام 1981 وكانت الشركات التجارية اليابانية ذات قدرات وظفتها في جلب المعلومات التكنولوجية, ففي أحد التقارير كانت الشركات الست الكبري في اليابان قد أنفقت من ميزانيتها مايزيد علي 200 مليون دولار في هذه الانشطة.
وأصبح اليابانيون متفوقين ليس فقط في مقدرتهم علي استكشاف تكنولوجيات جديدة كان قد تم تطويرها ابتداء في بلاد أخري وتم تحويل هذه المنتجات الي أخري جديدة عالية الجودة قادرة علي المنافسة, وكذلك قدرتهم السريعة في استخدام تكنولوجيات جديدة أكثر تقدما, والمثال البارز في هذا المجال هو القدرة الفائقة علي استخدام الروبوت الصناعي, حتي إن اليابان كانت في نهاية 1982 تمتلك 21.00روبوت صناعي وكان لدي الولايات المتحدة ثلث ما لدي اليابان منه.
الجامعة المصرية اليابانية للعلوم والتكنولوجيا هذه الجامعة, جامعة حكومية مصرية تم إنشاؤها بالتعاون مع اليابان في المدينة الجديدة لبرج العرب بالاسكندرية بمقتضي القرار الجمهوري 149 في مايو 2009 علي أساس أن تخدم المجتمع المصري, والعالم العربي, وإفريقيا في سبعة برامج وهي الاليكترونيات وهندسة الاتصالات, وعلوم الكمبيوتر, والميكاتروينك وهندسة الروبوت, والهندسة الصناعية وأنظمة الادارة وعلم المواد الهندسية ومصادر الطاقة والمشروعات الهندسية وهندسة الكيماويات والبتروكيماويات.
والأمل معقود في أن يكون للجامعة فرع في القاهرة للتيسير علي الطلاب حينما تمضي السنتان اللتان تم الاتفاق علي مرورهما لكي تنضم الي قائمة التنسيق لدخول الجامعات حيث تقتصر الدراسة حتي الآن علي الدراسات العليا للماجستير والدكتوراه.
المزيد من مقالات د. فوزى درويش<!-- AddThis Button BEGIN <a class="addthis_button" href="http://www.addthis.com/bookmark.php?v=250&pub=xa-4af2888604cdb915"> <img src="images/sharethis999.gif" width="125" height="16" alt="Bookmark and Share" style="border: 0" /></a> <script type="text/javascript" src="http://s7.addthis.com/js/250/addthis_widget.js#pub=xa-4af2888604cdb915"></script> AddThis Button END -->
ساحة النقاش