70% من الطلاب: النظام التعليمي يعلمنا التناقض والخداع الأساتذة: الطلاب مصابون بالانفصام.. بسبب المناهج |
دعاء عمرو |
أثارت نتائج الدراسة التي أعدها أحد معاهد الدراسات التربوية جدلاً واسعاً في الأوساط العلمية حيث أوضحت الدراسة أن 3.70% من الطلاب يرون أن النظام التعليمي الحالي يجعلهم يتعلمون التناقض والخداع للاختلاف الكبير بين ما يدرسون في الكتب وبين المعاملات اليومية.. وأن 83% من الطلاب الجامعيين يشعرون بانفصام بين ما يتعلمونه وما يجدونه في الحياة اليومية بسبب أساليب التعليم والمناهج التي تبعد كل البعد عن الواقع حيث أجريت الدراسة علي طلبة التعليم الجامعي وشريحة المرحلة الثانوية من التعليم قبل الجامعي. أساتذة الجامعات اختلفوا حول مدي واقعية هذه النسب مشيرين إلي أن نسبة ال 3.70% مبالغ فيها في حين اتفق البعض علي نسبة ال 83% وذلك بسبب تجمد المناهج عند 30 عاماً ماضية وتوقف التطوير فيها بشكل شبة تام. قال دكتور وليم عبيد أستاذ المناهج بتربية عين شمس: هناك بعض السلبيات وأوجه النقص فيما يخص النظام التعليمي الجامعي ولكن ليس لدرجة أن يري 35.70 من الطلاب أن النظام التعليمي يدربهم علي الخداع لأنه بالبحث في سلوك الطلاب داخل الجامعة نجد أنهم اعتادوا علي الإهمال وإلقاء التهم بشكل خزافي علي النظام التعليمي موضحاً أنه يعتقد أن نسب البحث غير ممثلة جيداً. أوضح أن المشكلة لا تتعلق بالمناهج وحسب وإنما تمتد للطالب والنظام التعليمي ككل فالطالب ينشأ علي فكرة دخول الامتحان من أجل النجاح فقط لا من أجل تكوين معارف وعلوم تفيده في الحياة بأن يكون قادراً علي وضع خرائط ذهنية لمشروعه الخاص وكيفية إدارته والوصول به للجودة المرجوه. تكاتف اقترح أن تُفعل كليات التربية طرقها في التدريس بما يواكب متطلبات العصر الحديث لتخريج معلمين قادرين علي استيعاب الطلاب وكذلك الأكاديمية المهنية للمعلمين بتدريب المدرسين علي أحدث الوسائل التكنولوجية لتوصيل المعلومة بشكل يعتمد علي إنتاج المعلومة بشكل ذاتي وعدم الارتكاز علي الحفظ والتلقين فقط وأن تتكاتف الجهتان مع وزارة التربية والتعليم في الأهداف من أجل مصلحة المنتج الرئيسي في العملية التعليمية وهو الطالب. إصلاح أضاف دكتور عوض الغباري رئيس قسم اللغة العربية بكلية الآداب جامعة القاهرة أنه يجب أولاً التعرف علي نوعية الطالب الذي شارك في الدراسة خاصة أن هناك نسبة كبيرة من الطلاب الذين اعتادوا إلصاق التهم بالنظام التعليمي في حين أنهم لا يبذلون أدني مجهود للوصول لهدف ما في الحياة بسبب قلة انتمائهم لأنفسهم أو للوطن بالإضافة لأن المنظومة ككل مريضة وتحتاج لعلاج علي كافة المستويات. أوضح أن الرفض دون محاولة تذكر للإصلاح هو في حد ذاته فشل لذا يجب علي الطالب أن يبدأ بنفسه أولاً ويحاول أن ينجح ويحقق تميزاً بين أقرانه بحيث لا تقتصر العملية التعليمية لديه علي الحفظ فقط كما اعتاد علي مدار سنوات حياته والا يكون هدفه الوحيد هو النجاح في الامتحان وحين يجد استاذ الجامعة أنه أمام طالب جاد فإنه سيبذل مجهوداً مضاعفاً للوصول به لأعلي مراتب الرقي في الحياة. المناهج يري دكتور حامد طاهر نائب رئيس جامعة القاهرة الأسبق أن نسبة ال 3.70% غير واقعية إلي حد كبير حيث أنه من الخطأ القول بأن الجامعة تقدم تعليماً يخدع الطلبة وربما يعود لعدم تمثيل هذه الشرائح بشكل جيد في الدراسة. في حين اتفق د. حامد مع نسبة ال 83% من الطلاب الذين يشعرون بالانفصام عن الواقع بسبب الاختلاف الكبير بين ما يدرسونه وما يجدونه في الواقع ويرجع هذا لأن المناهج الجامعية تقدم معلومات لا تتماشي مع الواقع حيث أنها مازالت تتناول ما يسمي بمبادئ العلوم المتمثلة في تعريف العلوم والنشأة التاريخية وأقسام العلوم المختلفة في حين تتجاهل هذه المناهج التطبيقات الحديثة للعلم وأحدث النظريات العلمية التي تطبق حول العالم. دعا أساتذة الجامعات لتطوير أنفسهم وتحديث المعلومات التي يقدمونها للطلاب خاصة أن بعض المناهج التي تدرس الآن ترجع إلي 30 أو 40 سنة ماضية وبشكل أكبر في الكليات النظرية فالنظام التعليمي يحتاج لثورة شاملة فالأمر نفسه ينطبق علي طلاب مراحل التعليم قبل الجامعي الذي تتشابه فيه المناهج فنجد أن المعلومات التي يضمها منهج التاريخ بالمرحلة الإعدادية هي نفسها بالمرحلة الثانوية. طرق التدريس اتفق معه دكتور مجدي السرسي مستشار التطوير التكنولوجي بوزارة التربية والتعليم سابقاً ورئيس قسم الجغرافيا بكلية البنات جامعة عين شمس حيث أكد علي أن نسبة ال 3.70% مغال فيها وربما ترجع لعدم التمثيل الجيد لشرائح الطلاب أو قلة العينة المطبق عليها الدراسة من الأصل في حين أشار إلي المصداقية في نسبة الطلاب الذين يرون أن المناهج تصيبهم بالانفصال عن الواقع موضحاً أن ذلك يرجع إلي الأساليب المتبعة في التعليم وطرق التدريس والمناهج ذاتها. قال إن حل هذه المشكلة يكمن في تدريب الطالب بشكل أكبر علي الوصول للمعلومة وإنتاجها بوسائله الخاصة وعدم الاعتماد علي الكتاب الجامعي فقط بل استبداله بالوسائل التكنولوجية الحديثة واستخدام الوسائط المختلفة في تبادل المعلومات وتوصيلها للطالب حتي يكون هناك تطوير فعلي في العملية التعليمية في التعليم الجامعي بشكل خاص لأن الطالب عنصر أساسي في التعليم الجامعي أما في التعليم قبل الجامعي فالمدرس هو الأساس لذا يجب تأهيله بشكل جيد من قبل الأكاديمية المهنية للمعلمين وكليات التربية. تطوير المحتوي أوضحت دكتورة انشاد عز الدين رئيس قسم علم النفس بكلية الآداب جامعة المنوفية أن ارتفاع نسبة الطلاب الذين يرون أن المناهج تصيبهم بالانفصال عن المجتمع يعني أنه لا يوجد تحديث في برامج التدريس ومواكبتها للواقع الذي يجب أن تكون انعكاساً واضحاً له حيث يجب توظيف المناهج طبقاً لطبيعة الدراسة والكلية التي يدرس بها الطالب بما يخدم أهداف المجتمع المحيط فتحديث موضوعات ومناهج الكليات بمختلف أنواعها أمر ضروري للغاية. |
نشرت فى 8 نوفمبر 2011
بواسطة azazystudy
الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
4,798,029
ساحة النقاش