الطفل المتنمر‏..‏ بلطجي المستقبل‏!!‏
كتبت - سعدية شعيب: 280 

في السنوات الأخيرة شاعت ظاهرة التنمر بين الأطفال‏-‏ وهو أحد أشكال السلوك العدواني بل أكثرها خطورة علي الإطلاق‏-‏وقد أكدت الدراسات أن هذا الطفل‏

 

عادة ما يكون نتاج العلاقات الأسرية غير السوية وضحية النبذ وسوء المعاملة والتعرض للعقاب البدني غير المتزن, وفقدان الحب والحنان, وتقول د. إيمان أحمد خميس أستاذ الصحة النفسية كلية التربية جامعة المنوفية إن ظاهرة الطفل المتنمر تشعرنا بقلق عميق إذ أن قوة المشكلة وتفاقمها يكمن في الحرص علي الصمت والسكوت علي الطفل المتنمر وكتمان كونه متنمرا علي أقرانه, هذا من جهة, والخوف والخجل من تعرض الأطفال لحوادث التنمر من جهة أخري, وقد أوضحت الدراسات أن النتائج المترتبة علي ظاهر تنمر الأطفال خطيرة وعميقة وطويلة الأمد وتتراوح مابين الاكتئاب والانتحار والأحداث المروعة والسلوك الجانح في المدارس, أما عن خصائص الأطفال المتنمرين فنجدهم وقد فشلوا في تبني معاييرهم الأخلاقية كما أن تصرفاتهم لاتخضع للضبط الذاتي, وهم دائما مايبحثون عن المتعة الشخصية دون الشعور بالذنب لمايصيب أقرانهم من أذي, ويعتبرون أن ضحاياهم يستحقون مايفعل بهم, كما أنهم يمتلكون هوية سلبية تهتم بإظهار القوة والكفاءة والشجاعة, والانطباع الذي يؤخذ عنهم أنهم جريئون ولايخافون, وكأنهم يقومون بالشجار والتنمر من أجل استعراض قوتهم ليؤثروا علي ضحاياهم أومن يشاهدونهم, كما أن التنمر عند الأطفال يطلق عليه علماء النفس لفظ بلطجة, فالطفل المتنمر هو نفسه البلطجي الذي يروع الناس في الشارع, وفي البيوت عندما يشب عن الطوق ويصبح شابا, وقد وصف شعور المتنمر الصغير أنه يهدف إلي التلذذ بمشاهدة معاناة الضحية من بعض الآلام والمظاهر التي يتركها عليه.
وتضيف د. دعاء عوض سيد أحمد أستاذ الصحة النفسية بكلية التربية جامعة الإسكندرية أن هناك معدلات عالية من التنمر لدي بعض الأطفال الصم, حيث يتجهون الي التنمر نتيجة عدم قدرتهم علي إستخدام أسلوب فعال في التواصل مع الآخرين, فهم لايستطيعون إرسال رسائل كلامية واضحة, كما يسيئون فهم وتفسير الرسائل التي تصل إليهم من الآخرين مما يدفعهم للتنمر علي الآخرين. وعموما فإن الأطفال المتنمرين العاديين أو الصم غالبا مايتعرضون للرفض من الآخرين, كما أنهم يفقدون أصدقاءهم ويجدون صعوبة في إقامة علاقة مع أقرانهم, وكذلك بالنسبة لضحاياهم من الأطفال الذين يقع عليهم الضرر,وهو ما قد يؤدي بالضحية الي التحول هو الآخر الي التنمر كرد فعل. ولكي نساعد الطفل المتنمر علي العلاج لابد من وجود القدوة أو النموذج السلوكي الذي يعزز الأفعال التي يظهر فيها التعاطف مع الذين نتعامل معهم داخل المنزل أو خارجه, كما يجب علي الوالدين إخبار المعلم أو أي شخص يثق فيه الطفل عن تعرضه أو قيامه بأي سلوك عدائي يشعرهم بعدم الإرتياح, وأن يفهم الطفل ضرورة كسر حاجز الصمت بحثا عن التدخل المبكر لمنع التأثيرات السيئة التي تقع عليه علي المدي البعيد.

 

azazystudy

مع أطيب الأمنيات بالتوفيق الدكتورة/سلوى عزازي

  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 214 مشاهدة
نشرت فى 31 أكتوبر 2011 بواسطة azazystudy

ساحة النقاش

الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي

azazystudy
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,797,221