العلماء يختلفون علي وضع جهاز إنذار في القبر
قامت احدي بلديات وسط تركيا بتزويد المقابر بجهاز إنذار ينطلق في حالة عودة الميت إلي الحياة كما زودت المشرحة التي توضع فيها الجثة ببردات تتحسس الحركة داخلها ومزودة بنظام خاص يفتح آلياً حال الاحتكاك به.علق د. سعد الدين هلالي استاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر علي ذلك التوجه مبينا ان تلك الحادثة ليس لها أصل فقهي ويكون الحكم عليها بالعودة إلي قاعدة الأصل في الأشياء عند الأصوليين حيث ورد فيها قولان. الأول: ان الأصل في الأشياء المسكوت عنها الحظر والمنع الا اذا كانت هناك حاجة. فان كانت هناك حاجة كانت الحاجة مرخصة للمحظور. والرأي الثاني: يؤكد ان الأصل في الأشياء المسكوت عنها المشروعية الا اذا كانت هناك أضرار فإذا وجد الضرر كان محظوراً.
أضاف: اذا أردنا إسقاط الأقوال الفقهية علي هذا الاختراع فسنجد عندنا اتجاهين فقهيين الأول يري انه ممنوع شرعا استناداً إلي عدم الاذن الشرعي في ذلك خاصة وان الميت قد أفضي إلي ربه. وأنه لا يجوز دفنه الا بعد الاستيثاق من موته وان القبر جعل لامتصاص رفات الميت فكل ما في القبر هالك. وهذا الجهاز مضيعة للمال وان جمهور الفقهاء أباحوا نبش القبر لاستخراج ما فيه من مال مستدلين بسقوط خاتم أحد الصحابة في قبر رسول الله صلي الله عليه وسلم حال دفنه فنبش الصحابة قبر رسول الله لاستخراج الخاتم فقبل الرجل جبهة رسول الله صلي الله عليه وسلم وقال: كنت آخر من لامس جسد رسول الله.
قال د. هلالي ترجيح القول بالتحريم راجع إلي ان هناك من يظن بان وضع هذا الجهاز سيلتقط حساب الملكين كما ورد في الأحاديث المشهورة وهذا تدخل من الانسان في الأمور الغيبية. وهو لن يصل إلي شيء لان مسائل الغيب بيد الله والعلم الممنوح للانسان لا يجعله كاشفا لغيبيات الله. فهو علم قاصر علي الحياة الدنيا وفي مثل هذه الأجهزة تطاول علي الأمور الغيبية في القبر.
أوضح د. هلالي ان الاتجاه الثاني فقهيا يري مشروعية مثل هذا الجهاز تأسيساً علي عدم ورود نهي. كما ان المصلحة تقتضي حماية بعض من يتعجل في دفنهم بالموت الدماغي. حيث اتجه فريق من الأطباء المعاصرين إلي اعتبار ان من مات دماغياً فقد مات. وان من يتم دفنهم وفي حال عدم وجود أطباء متخصصين للكشف عن الميت قبل دفنه. أوتعجل أهل الميت فِي دفنه. فيكون مثل هذا الجهاز بمثابة انقاذ للميت قال تعالي: "ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً" وانه يجب ان نحسن الظن في وضع هذا الجهاز لانقاذ من فاق من غيبوبته دون الدخول في ضمائر الآخرين من كونهم يريدون تسجيل حساب الملكين. لان حساب الملكين يتم بآلية غير بشرية ويستحيل علي البشر معرفة الطبيعة الملائكية.
الصفحة السابقة
azazystudy

مع أطيب الأمنيات بالتوفيق الدكتورة/سلوى عزازي

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 99 مشاهدة
نشرت فى 30 سبتمبر 2011 بواسطة azazystudy

ساحة النقاش

الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي

azazystudy
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,797,481