كتب - أشرف أمين: 164
في أحدث تقرير ينشر بمناسبة اليوم العالمي للزهايمر, الذي يوافق21 سبتمبر, أظهرت دراسة علمية أن أكثر من ثلاثة أرباع مرضي ألزهايمر في العالم لا يعلمون أنهم مرضي أو حتي تم الكشف عليهم وعلاجهم.
وطبقا للدراسة فإن هذه النسبة تعادل27 مليونا من أصل36 مليون نسمة هم تعداد مرضي ألزهايمر في العالم.وكما هو معروف فإن ألزهايمر من الأمراض التي تصيب الإنسان في المراحل المتقدمة من العمر, وتحديدا بعد منتصف الستين, وكثيرا ما يحدث الخلط بين الأعراض الأولية للمرض وأعراض الشيخوخة, الأمر الذي يؤخر من فرص الكشف المبكر وتقديم العلاج والدعم النفسي للمريض.
وتتمثل الأعراض الأولية للمرض في عدم قدرة المريض علي تذكر الأشياء الحديثة مثل أين ذهب اليوم ومن قابل, وفي حالة عدم اكتشاف المرض أو علاجه تتطور الأعراض في صورة فقدان تدريجي للذاكرة وعدم القدرة علي الكلام بشكل سليم, إضافة حدوث تغير سريع للحالة المزاجية, كما يقل شعور المريض بحواسه وحدوث ضعف في وظائف تدريجي بوظائف الجسم وهو ماقد يؤدي للوفاة. وكما يوضح العلماء فإن مدي تطور حالة المريض تختلف من شخص لآخر, كما أنه لا يوجد الي يومنا هذا تفسير علمي لأسباب حدوث المرض أو مضاعفاته. وبشكل عام فإن أقدم الفرضيات لأسباب حدوث المرض ترجعه إلي حدوث ضعف للخلايا العصبية وتراكم أحماض أمينية مابين الخلايا الموصلة بما يعيق أو يؤخر نقل الإشارات الكهربية بالمخ.
وكما يؤكد مارك ورتمان مدير مركز أبحاث الزهايمر بالولايات المتحدة, فإن الكشف والعلاج المبكر للزهايمر يسهم في تقليل المضاعفات والحد بدرجة ما من سوء حالة المريض, خاصة وأنه لايمكن علاج الخلايا التالفة بالمخ, حيث تظهر الدراسات علي من أصيبوا بمرض ألزهايمر أن هناك تغيرات فسيولوجية مهمة يمكن ملاحظتها بالرنين المغناطيسي من ضمور لبعض المناطق بالمخ. ومن خلال إجراء الدراسات علي المتوفين, أظهرت أن مرضي ألزهايمر يعانون من ارتفاع نسب الشوارد الحرة بخلايا المخ وحدوث خلل للميتوكوندريا, وهي الجزء المسئول عن إنتاج الطاقة بالخلية.
ويوضح الدكتور مارك أن هناك عدة عوامل صحية ونفسية وبيئية تؤدي الي الإصابة بالمرض, حيث أظهرت الدراسات أن من يعانون من السمنة المفرطة والإصابة بأمراض القلب والجلطات والسكر وارتفاع ضغط الدم هم الأكثر عرضة للتعرض لضعف تدريجي في الذاكرة, وعلي ذلك فإن تغير نمط الحياة من خلال تقليل الدهون وممارسة الرياضة يقلل من احتمالات الإصابة بدرجة كبيرة.
أما فيما يتعلق بالعوامل الجينية, فتظهر الدراسات احتمالية توارث الجين المسبب للزهايمر والمعروف باسمapolipoproteinE(APOE) بحيث تظهر أعراض المرض في المرحلة العمرية مابين30 و60 عاما, إلا أنه بالمقارنة بتعداد المصابين بالمرض عالميا نجد أن نسبة المصابين وراثيا لايتعدون أقل من5% من مجمل المصابين, كما أن حمل الجين لايعني بالضرورة الإصابة بالمرض, حيث يجب أن يجتمع أكثر من3 جينات مختلفة حتي ترتفع احتمالات الإصابة.
وعن النصائح التي يجب إتباعها, يقول الدكتور مارك إنه يجب لمن تخطوا الستين أن يحرصوا علي تجنب الأطعمة الدسمة في وجباتهم اليومية وممارسة الرياضة وتنشيط الذهن من خلال حل المعادلات الرياضية أو الكلمات المتقاطعة والقراءة باستمرار والاشتراك في أي نشاط اجتماعي, بما يتيح الاحتكاك بالمجتمع, فكل هذه الأمور رغم بساطتها, إلا أنها تساعد علي تنشيط خلايا المخ. كما ينصح مراجعة الطبيب عند ظهور أعراض سلوكية مفاجئة للمريض مثل الإصابة بالاكتئاب أو حدوث تغير سريع في الحالة المزاجية من السعادة للغضب السريع أو قلة النوم.
وعن مسببات الإصابة بألزهايمر, يقول الدكتور أحمد عبد الحليم الباحث بمركز أبحاث المخ بجامعة راتجرز بأمريكا إن هناك تفسيرات عديدة لحدوث المرض, خاصة بعد سن65 سنة الأكثر شيوعا هي ضمور منطقة بالمخ مسئولة عن تذكر الأشياء الخاصة مثل أسماء الأقارب والتواريخ والعديد من الأمور الشخصية, هذه المنطقة تعرف باسم الهيبوكامبوس, ومن خلال تصوير المخ يمكن معرفة حجم الضمور الذي لحق بهذا الجزء من المخ, أما عن أسباب ضمور هذه المنطقة في المخ, فهناك وفق رأيه مسببات متعددة وراء ذلك أشهرها انخفاض نسبة الأستيل كولين, وهو من أهم الموصلات العصبية وله دور وظيفي بمختلف أعضاء الجسم خاصة المخ والقلب والجهاز الهضمي. وفي مجال المبيدات, فإن معظم آليات القضاء علي الحشرات والآفات من خلال مبيدات حشرية تعمل علي خلل هذا الموصل العصبي في الحشرات, مما يؤدي إلي وفاتها خاصة إذا ارتفعت نسب السموم.
وطبقا للدراسات التي أجريت علي العديد من مرضي الزهايمر, فقد لوحظ أنهم يعانون من انخفاض نسب هذا الموصل الكيميائي, مما يعني تأثر الجسم بسموم أو كيماويات أثرت بدورها علي الموصل العصبي أستيل كولين, إضافة لذلك يعد المدخنون ومن يعانون السمنة ومرضي الضغط والسكر من أكثر الفئات عرضة للإصابة بألزهايمر نظرا لارتفاع نسب الكولسترول في الدم, وهو ما قد يؤدي إلي انسداد الشرايين ومنها شرايين المخ والتي تؤدي لضمور منطقة الذاكرة بالمخ. ويقول الدكتور عبد المنعم عاشور أستاذ الطب النفسي بطب عين شمس ورئيس جمعية ألزهايمر إن عدد المرضي في مصر يقدر بحوالي300 الف مصاب, وللأسف نسب الحالات التي تعرف أنها مصابة قليل للغاية, نظرا لغياب الوعي علي مستوي المواطنين والأطباء بسبل اكتشاف المرض مبكرا والخلط بين المرض وأعراض الشيخوخة. ومن المتوقع خلال عام2040 أن يرتفع عدد المصابين الي مليون نسمة في مصر, كما من المتوقع أن يصل هذا التعداد عالميا الي100 مليون نسمة, وسعيا لزيادة الوعي المجتمعي فإن العالم يحتفل هذا العام بالزهايمر تحت شعار للديمنشيا( أو تدهور القوي العقلية) وجوه, حيث تقوم الجمعيات المعنية المرض بإقامة الندوات وتدريب الأطباء وفرق التمريض علي طرق الكشف عن المرض وتوعية كبار السن بالأنماط الصحية والغذائية لتجنب احتمالات الإصابة. و في مصر ستقوم جمعية الزهايمر بعقد ندوة علمية غدا صباحا بدار الضيافة بجامعة عين شمس للحديث عن الحقوق المجتمعية لمرضي الزهايمر ودور المجتمع والدولة في هذا الأمر.
ساحة النقاش