الصعايدة عرفوا نـوع الجنين.. في بطن أمه!
اسيوط ــ وائل سمير: 1780
حبات القمح والشعير كانت دليل الصعايدة للتعرف علي المولود في بطن امه حتي اصبحت هذه الحبات اكثر إقناعا للصعايدة مما توفر لهم من اجهزة سونار حديثة.
احد افراح الصعيد - صورة ارشيفية
صدق أو لاتصدق عندما تعرف أن الصعايدة هم أول من حدد نوع الجنين قبل ظهور التكنولوجيا الحديثة حيث تمسكوا بعادات أجدادهم الفراعنة في عالم الطب
لقد ورث الصعايدة هذه الخبرات عقودا طويلة قبل أن يصل الغرب الي معرفة نوع الجنين بأحدث الوسائل العلمية وفي فترة زمنية قريبة بينما كان أجدادنا الصعايدة توصلوا الي ذلك من خلال أخذ عينات من بول السيدة الحامل ويقومون بزراعة حبتين من القمح والشعير كلا منهما علي حدة ويتم ريهما بماء البول الخاص بالسيدة المراد معرفة جنينها فإذا نبتت حبة القمح اولا عرف بأن الجنين ذكر وإذا نبتت حبة الشعير أولا عرف بأن المولود انثي وهذه التجربة مكررة ومعادة ومعترف بها بين أوساط أهل النجوع والقري في صعيد مصر والذين لم يتخلوا عنها إلا بعد ظهور التكنولوجيا الحديثة وانتشارها بكثافة في القري والنجوع والمراكز الطبية ورغم ذلك يلجأ الكبار من أهل الصعيد الي تلك الطريقة البدائية لأنهم علي اقتناع تام بنتائجها رغم وجود تلك الأجهزة الحديثة التي يتندرون عليها عندما تخطيء في تحديد جنس الجنين.
ومابين الخرافة والإيمان بالعادات والتقاليد شعرة لا يلحظها إلا كل متابع لعادات وتقاليد أهل الصعيد الذين يؤمنون إيمانا مطلقا بالموروثات عن الآباء والأجداد ورغم انتشار العلم ووسائل الاعلام المختلفة إلا أن الكثير منهم قابضون علي بعض المعتقدات التي يرون انها صحيحة100% ولا يجب المساس بها او تغييرها ومنها علي سبيل المثال الزيارة التي تقوم بها الأسرة في الصعيد سواء للعريس أو للعروس والتي تشمل عادة اللحوم والسمن البلدي وغيرها من الاطعمة إلا أن الخبز العيش يكون دائما هو العمدة في الزيارة ويتعين علي الأسرة التي تجهز الزيارة أن تشمل مراعاة ان يكون عدد ارغفة العيش فردي للتفاؤل وطردا للتشاؤم حيث تصر الأسر علي هذه العادة ومبعثهم في ذلك أن العروس التي يتم زيارتها ويوضع لها الخبز بشكل فردي تؤمن لها حياتها بالايتزوج عليها زوجها مرة أخري وكذلك الأمر بالنسبة لأسرة العريس التي تقوم بزيارة أسرة العروس ويقدمون لهم العيش بشكل فردي أيضا حتي لا تتزوج العروس علي العريس سواء بسبب الوفاة أو الطلاق
قد تكون الطبيعة الجافة والتربية القاسية لها أثرها في تكوين شخصية الرجل الصعيدي الذي لايتعامل مع انصاف الأمور فدائما ما يعطي كل شئ حقه فالمآتم والأفراح علي السواء فالحزن عندهم حزن ويأخذ عدة أشكال سواء من ناحية تقدير المتوفي والوقار لأسرته.. فلا تقام افراح بدير الناحية التي يكون فيها متوفيا وذلك تقديرا لروح المتوفي وأسرته وهذه العادة الشائعة تساعد علي ربط الأواصر بين الأسر أما بالنسبة لأهل الميت فإنهم يقومون عادة بإقامة سرادق لتلقي العزاء لمدة ثلاثة أيام يتم فيها نحر الذبائح وتقديم الطعام للمعزيين بالإضافة إلي إحياء ذكري الاسبوع والأربعين ومن ثم السنوية ويحرم خلال الأربعين يوما الأولي تشغيل جهاز التليفزيون علي أسرة المتوفي وجيرانه ان كان في قرية وكذلك احترام المتوفي ان كان طفلا من حيث تناول طعام محدد وذلك بعدم اعداد اي طعام باللون الأحمر والاكتفاء بما هو لونه اخضر مثل الملوخية والبامية الخضراء وما شابه ذلك والاستغناء عن المسبوكات بأنواعها.
إما في الأفراح فالأمور تأخذ شكلا آخر من حيث اقامة الفرح لمدة ثلاث ليالي تطلق خلالها الأعيرة النارية بشكل كثيف سواء من أسرة العريس او من الضيوف الذين يقومون بتحيته بإطلاق أعير نارية ويتم نحر الذبائح ويبدأ الفرح عقب صلاة العصر ويستمر حتي بعد مغادرة العريس وعروسه الي عش الزوجية ودائما ما تحيي هذه الحفلات فرق المزمار والطبل البلدي
ساحة النقاش