51
كتب - محمد شرابي: تمتلك مصر ذخيرة قوية من الخبرات والكفاءات والعلماء بمختلف المجالات والتي خرجت من القطر المصري لتحجز مكانا متميزا في فضاء قطر آخر
ويعد الدكتور اسماعيل غيتة الخبير التربوي بكلية التربية بجامعة ستراثكلايد باسكتلندا احد تلك العقول, فقد استطاع عبر عقدين من الزمان ان يسهم في تطوير منظومة التعليم هناك بعد ان تخرج في هندسة القاهرة منذ 30 عاما وعمل بوزارة التربية والتعليم ببريطانيا وحصل علي درجة الدكتوراه.
وفي حوار سريع اكد ان التعليم بمصر يهتم بالمدرسين و ما يطلق عليه الــlearning بينما هناك يهتمون بالتلاميذ أوTeaching كما انهم يضعون المعلومة في ابسط شكل, بخلاف ما يحدث في مصر, فهم يعطون التلميذ المعلومة ويتركونه يفهمها أو لا, فهم حريصون جدا علي اعطاء الطفل المعلومات التي تناسب مراحل نموه العقلي سنويا, كما انهم لايضغطون المناهج في وقت قصير عكس ما يحدث في مصر, فمثلا جزئية المساحات بمادة الرياضيات يدرسها الطلاب هنا بالصفين الاول والثاني الاعدادي فقط, بينما هناك يتم تدريسها علي 4 او5 سنوات.
وحول نظام التعليم في مصر اوضح انه ينقصه الالتزام, فعلي المدرسين ان يؤدوا واجبهم بأمانة ولابد ان يكون المديرون مؤهلين اداريا بحيث يتمكنون من ادارة الامور بشكل جيد والاولاد يلتزمون بالحضور.. فهناك التزام في كل شيء عكس هنا, فالتعليم في مصر ينقصه الالتزام فقط, فالمناهج هنا هي نفسها هناك, ولكنها مقسمة علي عدد اكبر من السنوات ومبسطة, وبالخارج لايوجد مجال للحفظ بل للتفكير وذلك نظرا لربط المناهج بالحياة مما يدعو لإعمال العقل ولابد من تضمين المناهج والمشاكل الاجتماعية والاقتصادية والسياسية, واكد ان الطفل المصري متميز جدا في المرحلتين الابتدائية والاعدادية, ولكن المشكلة تظهر مع الثانوية لانه يبحث عن النجاح فقط فيهتم بالامتحانات وهو ما يعيدنا للمنهج وطريقة التدريس, فهما هنا يقللان من قدراته التفاعلية واولياء الامور يتابعون اولادهم بالمدرسة من خلال تقرير المدرسة مرة واحدة سنويا حول مستوي ابنائهم, فهم يثقون بالمدرسةوكذلك بالمدرسين لأن التلاميذ يخرجون من المدرسة وهم مستوعبون دروسهم اليومية جيدا, كما انه في بعض الحالات يستعين بعض اولياء الامور المقتدرين بمدرسين خصوصيين لأولادهم, وجري العرف هناك علي امكانية ان يأخذ الاولاد درسا خصوصيا ولكن ليس عند مدرسهم المباشر بالصف بل عند مدرس آخر حتي لايكون المدرس مكسورا امام تلامذته, لذا لو طلب احد من مدرسه درسا يرفض.
ساحة النقاش