الخلل في العلاقات الزوجية

قضايا الصحة الجنسية والمشاكل العاطفية لدي الرجل والمرأة وانعكاساتها علي رفاهية وإنتاجية الزوجين وتماسك المجتمع, ناقشها أبرز الخبراء في مصر والعالم في أكبر منتدي إقليمي مؤخرا والذي استعرض العديد من الحقائق التي ربما تكون من المفاجآت بالنسبة للكثيرين, إحدي الدراسات التي أجرتها الجمعية العربية للصحة الجنسية, أكدت أن98% من الرجال غير راضين تماما عن حياتهم الزوجية, ولم تكن النسبة أفضل كثيرا لدي السيدات, فقد كانت96% دراسة أخري في مملكة البحرين هذه المرة أشارت إلي أن70% من حالات الطلاق بدأت نواتها الأولي مع عدم الرضي في العلاقة الزوجية.
ووفقا لدراسات الجمعية العربية, تشير التقارير العلمية إلي أن50% من الرجال في المرحلة العمرية من40 إلي70 سنة يتعرضون إلي درجة ما من الضعف الجنسي, وأن10% فقط ممن يعانون هذه المشكلة هم من يذهبون للطبيب, بل إن الرجل ينتظر في المتوسط نحو مابين عامين إلي5 أعوام قبل أن يقرر زيارة الطبيب, والعوامل النفسية قد يكون لها أحيانا دور كبير في المشكلة والحل في نفس الوقت, مثل إحساس المريض بالخجل المبالغ فيه من مرضه أو أن يشعر أنه فقط دون الآخرين الذي يعاني المرض. ومن النادر أن يذكر المطلقون أو من يعانون من مشاكل في حياتهم الزوجية, هذا السبب تحديدا, إذ عادة ما يتخفون وراء أسباب مختلفة ربما تبتعد تماما عن الحقيقة, من بينها البخل أو سوء الطباع وغيرها الكثير, وذلك في ضوء العادات والتقاليد والخجل والحساسية المفرطة تجاه الأمر.
المنتدي كان من أبرز ثمراته, تأسيس جمعية الشرق الأوسط للطب الجنسيMESSM التي تعمل كتجمع لخبراء المنطقة في هذا المجال, وتستهدف زيادة الوعي حول تلك الأمراض وأحدث الاتجاهات والوسائل العلاجية المتاحة, وستكون الجمعية التي يرأسها الدكتور عمرو المليجي, أستاذ أمراض الذكورة بطب القاهرة بمثابة امتداد للجمعية العالمية للطب الجنسيISSM وبحسب مشاركون في المؤتمر, فإن الإسراع باستشارة الطبيب وتناول الدواء من جانب المريض, وإشراك الطبيب للمريض في عملية العلاج قد يكون أفضل السبل في عدم تفاقم الحالة, خاصة من الناحية النفسية. ويقولون: لايجب الانشغال بالأعذار.. الأفضل البحث عن العلاج.
وقد تقدمت أدوية علاج الضعف الجنسي لدي الرجال كثيرا منذ عام1998, بل أن المتاح حاليا من دواء, ليس فقط مساعدة الرجل علي عودة العلاقة الزوجية, بل وهو الأهم عودة التلقائية وإحساسه بالرجولة إلي حياته الزوجية. وحسب الدكتور أحمد عكاشة, الرئيس السابق للجمعية العالمية للطب النفسي فإن العلاقة الحميمية تستهلك أقل وقت في حياة الإنسان, فيما أن المشاكل التي قد تنتج عنه ربما تستغرق الجزء الأكبر من عمر الإنسان, وبرأيه فإن القوة الجنسية ليست الأهم في العلاقة الزوجية بل الحنان والعاطفة, وهو يشير إلي أن القلق والتوتر والضغط العصبي تمثل أهم أسباب الضعف الجنسي, موضحا أن الدراسات تشير إلي نحو68% من مرضي الضعف الجنسي يعتقدون أن الطبيب لن يرحب بمناقشة مشاكل الضعف الجنسي, وأن علي الطبيب في هذه الحالة أن يبادر بكسر هذا الحاجز وأن يتناقش مع مريضه في ذلك, وربما لايقتصر التردد في الذهاب للطبيب من قبل مرضي الضعف الجنسي علي الرجل الشرقي, فهناك30 مليون حالة في الولايات المتحدة70% منهم لايذهبون للطبيب. وأضاف إن جميع أدوية علاج الاكتئاب والأمراض النفسية تسبب مشاكل في اتمام العلاقة الزوجية لدي الرجل. ويقول الدكتور جون دين, الرئيس السابق للجمعية العالمية للطب الجنسي إن الخجل من مناقشة الرجل لقضايا الضعف الجنسي لايقتصر علي المنطقة العربية فقط, فالأمر يمتد إلي جميع أنحاء العالم, حيث يشعر الرجل بالحرج في مناقشة الأمر ويطوي النفس عليه. وهو يشير إلي أنه في كثير من الحالات قد يستغرق الرجل ما بين3-5 سنوات حتي يستجمع شجاعته ويذهب للطبيب. وقال أنه في المنطقة العربية قد تسهم عوامل عديدة مثل الإصابة بمرض السكر وغيرها في الإسراع بإصابة بالضعف ليبدأ ذلك في وقت مبكر نسبيا أي في منتصف العمر, وهو يؤكد علي أهمية الإسراع باستشارة الطبيب من جانب الرجال أو السيدات في حالات المرض الجنسي لما في ذلك من زيادة إمكانيات إنقاذ الحياة الزوجية خاصة وأن إنهيارها لاتقتصر أضراره علي الزوجين فقط بل يمتد إلي الأبناء أيضا.