رغم تسجيل أعلي نسب العنوسة والفقر
مهــر العروسة‏2‏ كيلو ذهب في أسيوط

أسيوط ـ أسامة صديق‏:‏ 1068 

مفارقات عجيبة ومثيرة يعيشها اهالي محافظة اسيوط‏..‏ فبالرغم من تصنيف قري ومراكز المحافظة بأنها تعيش اسفل خط الفقر منذ عصور طويلة إلا أن معاملاتهم اليومية وعلاقاتهم الاجتماعية لاتعرف معني التنازلات.

 

  حتي ان اسيوط سجلت الحد الاقصي في نسبة العنوسة بسبب الغلاء في المهور ورغم القصور في اداء اجهزة الخدمات والمرافق فإن اسعار العقارات قد التهبت وقاربت نحو40 ألف جنيه للمتر المربع وصل سعر الشقة إلي اكثر من مليون جنيه في بعض المناطق أي أن سعرها قد قارب سعر العقارات في دبي وهي من أغلي عواصم العقارات العربية!!
وتتلخص الأسباب الرئيسية في غلاء المهور ومزايدات الأهالي علي من يخطب ودهم ويطلب ابنتهم للزواج, فالأهالي يعتقدون أنه كلما ارتفع المهر زادت قيمة ابنتهم وعظم شأنها عند زوجها. وعلي الشباب أن يدفع ليثبت حبه, وهذا ما يتنافي مع قول رسول الله صلي الله عليه وسلم أقلهن مهورا أكثرهن بركة, فقد وصلت المهور إلي2 كيلو ذهب في مركز أبنوب,وستة وخمسين ألف جنيه في مركز القوصية حيث كان للهجرة غير الشرعية إلي إيطاليا ورومانيا وفرنسا واليونان دور كبير في ضخ ملايين الجنيهات في بعض القري والتي صاحبها الإنفاق ببذخ في حفلات الزفاف أما عن اسعار السكن فأسعارها في ازدياد مستمر حتي وصل سعر الشقة بشارع الهلالي بمدينة أسيوط إلي مليون جنيه, وفي مركز أبنوب وصل سعر المتر إلي ما يقارب40ألف جنيه لامر الذي جعل من زواج البعض شيئا من المستحيل ويحتاج لمعجزة في عصر انتهت فيه المعجزات وأصابهم باحباط فاق كل الحدود.
ويقول محمود فوزي عيد موظف بديوان المحافظة: أن السبب في عنوسة الفتيات وعزوف الشباب عن الزواج هو تسلط الآباء وابتعادهم عن اتباع السنة النبوية الشريفة والتي جاء فيها قول الرسول الكريم إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه, وأصبح هم أولياء الأمور هو البحث عمن يملك المال والجاه بصرف النظر عن خلقه وتدينه بحجة تأمين مستقبلها الامر الذي يؤدي الإرتفاع سن الفتيات دون زواج مما يعرضهن لخطر العنوسة وهذا سبب رئيسي لانتشار الانحراف والرذيلة, وأصبح الزواج صفقة والمرأة سلعة تباع وتشتري ووالدها هو من يحدد السعر والسعر متوقف علي مؤهلها ووظيفتها وجمالها. وتحدث دائما المقارنة بين الأقارب والجيران في المهور, وعلي سبيل المثال في قرية مثل موشا وصل فيها المهر إلي خمسين ألف جنيه إضافة لباقي مصاريف وتجهيزات الزواج.
ويشير الطبيب مؤمن الأمين إلي ان تأخر سن الزواج اصبح قضية شائكة يجب ان تتنبه إليها الجهات المسئولة عن الشباب والأسرة, والطريف أن تلك المشكلة دفعت الكثيرين ممن أصابهم مرض العنوسة أن يطلقوا لتفكيرهم العنان فقد دشن البعض صفحات علي موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك يحثون فيها الشباب علي الزواج ويطالبون أولياء الأمور بتسهيل متطلبات الزواج من مهور وتكاليف, ودعا البعض الآخر وكن فتيات انهن يردن أزواجا بلا مهور للضغط علي أولياء أمورهن خوفا من السقوط في براثن العنوسة ومن أجل اللحاق بقطار الزواج.
ويطالب مؤمن الاسر الأسيوطية ألا ينظروا إلي الدخل المادي دون التركيز علي خلقه أو دينه أو مركزه الاجتماعي حفاظا علي مستقبل جيل لم يقترف ذنبا حتي يعاقبه بحرمانه من شئ جبله الله عليه هو الزواج وبناء أسرة, وبين ان ما يحدث هو ثقافة مجتمعية تراكمت عبر السنين ويجب ان يصلح كل شخص من نفسه حيث أن العنوسة أصبحت قنبلة موقوتة تهدد المجتمع المصري بأكمله حيث تزداد يوما تلو الآخر حالات الانحراف والاغتصاب التي تطالعنا بها الصحف كل يوم.
محمد عبد المنعم عبيس موظف بالعبارات النهرية بأسيوط يقول: من المعروف ان دخول الشباب منخفضة جدا مما يصعب عليهم توفير متطلبات الزواج ويضطر الشباب للاعتماد علي الأهل لتحميلهم أعباء اجتماعية فوق ما يتحملونه من أعباء في حياتهم المعيشية اليومية ليصبح السؤال أين دور منظمات المجتمع المدني لتوعية الأسر بذلك الخطر الكبير, وأين دور المنظمات الحكومية التي تركت الأمور حتي تفاقمت وأصبحت أزمة مستعصية.
ومن جانبه يقول أحمد ثابت هلال المدرس المساعد بكلية الخدمة الاجتماعية ـ جامعة أسيوط وعضو مجلس إدارة نقابة المهن الاجتماعية بأسيوط في البحث الذي أعده حول العنوسة أنها تعبير عام يستخدم للإناث اللائي تعدين سن الزواج المتعارف عليه في كل بلد مع العلم أن نسبة العوانس في العالم العربي بلغت15مليونا, أما في مصر فقد بلغت هذه النسبة9 ملايين.
وعن دور مؤسسات المجتمع المدني في التعامل مع هذه الظاهرة في محاولة لايجاد الحلول اقترح الترويج لفكرة عدم المغالاة في المهور والاخذ بتجربة إحدي قري مركز يوسف الصديق بالفيوم بأن تقوم كل من إدارة الجمعيات الأهلية وإدارة شئون المرأة بالتضامن الاجتماعي والمجلس القومي للطفولة والأمومة بالتوعية عن مخاطر المشكلة لما لها من مخاطر شديدة من خلال حملات التوعية والندوات المختلفة, خاصة في القري والنجوع والتوعية الدينية من خلال دور العبادة المختلفة بضرورة عدم المغالاة في الأمور وقيام قيادات المجتمع بوضع بعض القواعد التي قد تحد من عملية غلاء المهور باعتباره السبب الرئيسي في تأخر سن الزواج كعرف أو عادات وتقاليد.

 

azazystudy

مع أطيب الأمنيات بالتوفيق الدكتورة/سلوى عزازي

  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 116 مشاهدة
نشرت فى 30 أغسطس 2011 بواسطة azazystudy

ساحة النقاش

الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي

azazystudy
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,827,214