إعتصموا ثم اضربوا عن الطعام والإنتحار خيارهم القادم

الاخبار .. تعيش آلام وآمال حملة الماجستير والدكتوراه علي رصيف مجلس الوزراء

12/08/2011 12:05:25 ص

toolbar AkhbarElyom

تحقيق حازم بدر

" هنا يعتصم شهداء العلم " .. هذه العبارة التي أختارها خيرة عقول مصر من الحاصلين علي شهادات الماجستير والدكتوراه، ليضعوها علي باب الغرفة التي كانوا قد أعتصموا فيها بأكاديمية البحث العلمي، لم يكن من فراغ، فالقرار الذي اتخذوه ويصرون علي تحقيقه بعد أن نقلوا إعتصامهم من الأكاديمية إلي رصيف مبني مجلس الوزراء، هو إما ان تستجيب حكومة د.عصام شرف لمطالبنا، وإما الإنتحار، فهم يرون انه أهون كثيرا من نظرات " السخرية " التي يلحظوها دائما في عيون أقرانهم الذين فاضت عليهم مصر من خيراتها دون ان يحصلوا حتي علي شهادة البكالوريوس.
" الأخبار " قضت معهم يوما كاملا علي الرصيف ، الذي أنتقلوا إليه في محاولة لتوصيل صوتهم لمجلس الوزراء، بعد أن عجز الإعتصام بقاعة الأكاديمية عن تحقيق هذا الهدف، وهم مصرون علي الإستمرار في إدارة معركتهم من فوقه.
ويتساءل الدكتور شحاتة الشيخ الحاصل علي دكتوراه الفلسفة الإسلامية و المتحدث الرسمي بأسم المعتصمين عن سبب إصرار وزارة التعليم العالي علي توريث المناصب لأبناء الأساتذة، ويقول: " هل هم أبناء مصر، ونحن ابناء دولة أخري ".
ويري الدكتور شحاته ان التوريث في الجامعات هو السبب الرئيسي الذي يقف عقبة في طريق حصولهم علي حقهم الطبيعي في فرص العمل بالجامعات، ويطرح تساؤلا آخر: " إذا كانت الجامعات لا تنوي الإستفادة من الحاصلين علي شهادات الماجستير والدكتوراه، فلماذا توجد إذن دراسات عليا بالجامعات ؟!" .
تملكتني الدهشة وأنا اسمع ان هناك حاصلين علي الدكتوراة يشغلون مثل هذه المهن البسيطة، غير ان الدكتور شحاتة تابع في سرد التفاصيل حتي لا أشعر أن هناك مبالغات فيما يقوله.
فالذي يعمل فني في محولات كهرباء هو الدكتور أحمد موسي بدوي، الذي لديه أبحاث مهمة عن مشاكل التعليم، ودعي - مؤخرا - من الجامعة الأمريكية ببيروت للسفر لإلقاء محاضرة في هذا الصدد.
أما فني المعمل فهو د.جمال حمد الذي لا يزال يعمل في معامل وزارة الصحة، رغم انه صاحب بحث مهم حول تأثير الأحماض الأمينية علي الخلايا السرطانية والمفاجأة الأخري ان موظف مصلحة الأمن الصناعي هو د.الحسيني طاهر صاحب دكتوراه في الفيزياء النووية تخصص " إشعاع نووي " .
اما إبراهيم الهادي هو واحد من هؤلاء، حصل علي دكتوراه في التاريخ عام 2009 ويعمل فلاح باليومية في حقول قريته لأن درجته العلمية حرمته من بعض الوظائف.يقول إبراهيم: " رغم حصولي علي الدكتوراه إلا اني تقدمت لأعمل مدرس تاريخ بالحصة، ورفضوا تعييني بحجة ان مؤهلي أعلي من الوظيفة ،وحصل نفس الأمر عندما تقدمت للعمل بمدرسة خاصة بالسعودية، حيث قال لي صاحب المدرسة: كيف سأوجهك وانت أعلي مني في الدرجة العلمية " .
نفس الأمنية العادلة والبسيطة جدا، تتكرر مع تامر نسيم " ماجستير علم نفس " الذي استأذنه صاحب مخبز كان يعمل به في مغادرة العمل، لأنه لا يستطيع ان يوجهه في العمل. يقول تامر:  " رغم رضائي بهذا العمل البسيط، إلا ان الماجستير حرمني منه " .يقول عبد الحكيم حمدان ماجستير ميكانيكا حيوية : انا أعمل أخصائي رياضي في إحدي الكليات، لكن هل كنت أحصل علي الماجستير ليكون هذا مكاني.هذا القرار الذي اتخذه د.محمد تكرر علي لسان الكثيرين بعبارات مختلفة، فمحمد علي الحاصل علي ماجستير التربية الخاصة، والذي كان أحد الذين قرروا الدخول في إضراب عن الطعام يوم 28 يونيو الماضي داخل قاعة شهداء العلم بالأكاديمية، يقول: " بعد أن أضربنا عن الطعام وعرضنا أنفسنا للموت، لم يعد هناك ما نبكي عليه " .
ويبدو محمد مستفزا من تجاهل المسئولين لقضيتهم رغم إضرابه عن الطعام، واشرافه علي الإصابة بجلطة، ويقول: " لو واحد من المسئولين أصيب كلب أحد انجاله بمرض، سيهتم بحالته، أما أنا فكدت أصيب بجلطة ولم يعيرنا أحد إهتماما " .
ولذلك يعلنها محمد صريحة: " إما التعيين أو الموت " .
وبلهجة أكثر حدة يقول أحمد مصطفي قطب: " سألجأ إلي التصعيد لأعلي درجة حتي ولو أضطررت إلي حرق نفسي " .
ولا يستبعد محمد أبو الفتوح " ماجستير " هو الآخر أن يلجأ لهذا الحل، ويقول: "توقعوا أي شي ممن فقد الأمل " .ويحمل أبو الفتوح د.عصام شرف مسئولية من يتوفي منهم،ويقول: " انا أتعجب انه حاصل علي دكتوراه، وكثير من وزارئه حاصلين عل دكتوراه، ولا يكون عندهم إحساس بقيمة الدرجة العلمية " .
أما أسماء فتحي الحاصلة علي ماجستير في الجغرافيا، فإجرائها التصعيدي أقل حدة من سابقيها.
وأخرجت أسماء من ملف أوراق تحمله ورقة تفيد بقبولها في إحدي جامعات كندا بعد ان أرسلت لهم بحثها المهم حول قوانين حركة المياة في المجاري المائية.
ويشير محمد علي " ماجستير تربية خاصة " إلي ان الجامعات عندما تقوم بالإعلان عن أماكن شاغرة، يكون الإعلان مفصلا علي من يملكون واسطة بغض النظر عن اللوائح.
وتلفت د.فاطمة مرزوق " دكتوراه في الطب البيطري " الإنتباه إلي ان د.عصام شرف أشار إلي الدور الذي سيلعبه البحث العلمي في المرحلة المقبلة..
ويطرح د. عبد العزيز فتح الله حلا عمليا حتي لا يقال عنهم ان يريدون الضغط في مثل هذه الظروف الصعبة التي تمر بها مصر.
يقول: نحن علي أتم استعداد لنعمل لمدة عام بدون مقابل، لكن بشرط ان يتم تعيينا فورا، وساعتها سنعلق الإعتصام "


azazystudy

مع أطيب الأمنيات بالتوفيق الدكتورة/سلوى عزازي

  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 66 مشاهدة
نشرت فى 23 أغسطس 2011 بواسطة azazystudy

ساحة النقاش

الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي

azazystudy
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,797,778