الخميس, 21 يوليو 2011 17:45 |
القاهرة- (رويترز):
بدأ المصريون الذين لجأوا الى مواقع مثل فيسبوك وتويتر فى ثورتهم ضد الرئيس السابق حسني مبارك يتساءلون عما اذا كان إيمانهم بهذه المواقع باعتبارها المحرك الرئيسي وراء مستقبل ديمقراطي لمصر مبالغا فيه بعض الشيء. وفي حين يكثر المرشحون في فترة ما قبل الانتخابات لإنهاء الحكم العسكري وإرساء ديمقراطية مدنية تمسك الساسة بالإنترنت لإظهار أنهم قادرون على مخاطبة الشبان الذين أطلقوا الانتفاضة ضد الرئيس المخلوع بلغتهم.فاستخدم الكثيرون ومنهم المدير الدكتور محمد البرادعي الإنترنت كوسيط لحملتهم لحشد التأييد في الداخل وجمع المال، مستفيدين بتفاعلية موقع فيسبوك لنشر صورة لديمقراطية خاضعة للمساءلة. لكن مع انتشار الأمية واستخدام قلة فقط من المصريين للانترنت قد يتضح أن الاعتماد على الشبكة العالمية في حشد التأييد استراتيجية خطيرة. ويتمسك بعض المرشحين بالأساليب القديمة مثل النزول الى الشارع ومصافحة الجماهير وتنظيم الاحتشادات حتى قبل تحديد موعد الانتخابات، فيعقد عبد المنعم أبو الفتوح القيادى السابق فى الإخوان المسلمين المؤتمرات في الضواحي الفقيرة للقاهرة ومدن أخرى واتسمت خطبه بأساليب الخطابة الوطنية مشيرا إلى أنه تربى فى الأحياء الفقيرة. ومثل هذه الاساليب لحشد التأييد جديدة على العديد من المصريين الذين كانت الانتخابات تعني لهم قيام أنصار مبارك بشراء الأصوات وحشو الصناديق قبل بدء الاقتراع والترويع. بينما تشعر الجماعات العلمانية الليبرالية بالقلق من قاعدة التأييد التي تحظى بها جماعة الاخوان المسلمين ودعت الى تأجيل الانتخابات البرلمانية ليتاح لها الوقت للظهور على الساحة السياسية. وحتى شباب الفيس بوك فى مصر يقولون: ان الحملات على الانترنت لن تحقق النجاح في انتخابات نزيهة. وقال محمد عادل العضو في جماعة 6 ابريل انه لا يرى كيف يمكن لأي مصري سواء شابا او متقدما في السن أن يعطي صوته لشخص لم يره يجوب الشوارع ويلتقي بالناس ويتعرف على مشاكلهم ويتفقد ظروفهم ويرى الواقع على الأرض. وقال عبد الرحمن سمير أحد منظمي حملة البرادعي: انه يقر بأن جماعة الاخوان المسلمين تحظى بميزة عليهم اذ ان لديها جماعة منظمة وتعمل بالسياسة منذ سنوات طويلة في حين انهم لم يظهروا على الساحة سوى منذ عام ونصف العام وأضاف أن الفيس بوك هو الوسيلة الأفضل والأقل تكلفة. ولجأ المجلس العسكري الى مواقع التواصل الاجتماعي بعد فترة وجيزة من توليه السلطة فأطلق صفحة على الفيسبوك ليعرض فيها خططه المفصلة ويستخدم الموقع في بعض الاحيان لإعلان انباء مهمة قبل ان تظهر في مكان آخر وهى نفس الصفحة التى حصل فيها البرادعى على أكبر عدد من الأصوات فى استفتاء على اختيار مرشحى الرئاسة. لكن المنتقدين للبرادعى يقولون: انه يتعين عليه بذل المزيد من الجهد للوصول الى الضواحي الفقيرة وبلدات الريف التي يعيش فيها أغلب المصريين. وقال المحلل السياسي والاكاديمي مصطفى السيد الذي يقدر ان6 ملايين فقط من سكان مصر يستخدمون الانترنت "الاسلاميون يتمتعون بميزة لأن لديهم مؤسسة منظمة قادرة على مساعدتهم على الوصول للجماهير." وفي دولة تعاني من الفقر وانهيار نظام التعليم والسخرية من السياسة التي تكرست على مدى عقود من حكم مبارك فإن التحدي ليس مجرد حشد الاصوات بل تعريف المواطنين بأهمية التصويت. والبعض كذلك يعلم غير المتعلمين واجباتهم المدنية في محاولة لمواجهة محاولات من جانب شخصيات عامة لكسبهم في صفوفهم باستخدام الرشاوى ولمنع الاسلاميين من اغرائهم بالترويج لانفسهم باعتبارهم حماة الدين. ويوم السبت الماضي شارك حزب المصريين الاحرار الذي يرعاه رجل الاعمال القبطى نجيب ساويرس في الاحتفال بمولد السيدة عائشة زوجة النبي محمد. وقال خالد أبو هيكل أحد أعضاء الحزب: "نشعر انه من المهم بالنسبة لنا أن نكون موجودين في الشوارع وان نرى الناس ونتحدث معهم عن حزبنا وعن خططه وأن نقدم الخدمات للناس في مجالات مختلفة." وشدد السيد على ضرورة التنويع بين الأساليب من أجل حشد أكبر دعم جماهيرى للحزب. |
اقرأ المقال الأصلي علي بوابة الوفد الاليكترونية دراسة : الإنترنت وسيلة محدودة للدعاية فى مصر
ساحة النقاش