سحر الأبيض 309
برغم انتشار محطات الكارتون الفضائية التي تخاطب الأطفال, ويقضي الطفل أغلب وقته يشاهدها إلا أن حدوتة قبل النوم مازالت تتمتع بسحرها القديم حتي بعد انتشار الكارتون والعاب الكمبيوتر,
ولكن المهم كيف تحكيها الأم؟ تؤكد ذلك الدكتورة أمينة شافعي أستاذ علم النفس بمعهد الطفولة,التي تضيف أن الأم لابد أن يكون لديها ملكة الحكي لتوصيل الرسالة في الحدوتة بكل ماتحمل من عناصر ومعان مفيدة في تربية سلوك الطفل وإلقاء الحكاية بصوت الأم أو الأب يحفز خيال الطفل, لأنه يستخدم حينها حاسة السمع ويركب بنفسه الصور التي يحبها علي الأشخاص في الحدوتة.
فالحكاية تحمل الطفل إلي عوالم ربما لايعرفها أو غير موجودة في الواقع مثل الأرنب الشجاع والمغامرون الخمسة.
وتوضح الدكتورة أمينة أن كل طفل له أسلوب حكاية معينة, فالبنات تحب الحدوتة التي تحكي السلوكيات التي تدل علي الأمومة, بينما الطفل الولد يحب الحدوتة التي تحكي عن الشجاعة والقوة, فيجب علي الآباء مزج الحدوتة بالسلوك المرغوب تعليمه للطفل, وبذلك نصل إلي الهدف المطلوب وهو التربية السليمة دون عقاب خاصة أن الحكاية لها سحر علي الأطفال لأنهم يتلقونها بأعصاب مسترخية مترافقة مع الاستماع, حتي إن الأطفال مادون العاشرة يطلبون تكرار الحكاية نفسها مع أنهم يعرفونها تمام المعرفة لكنهم في كل مرة يجدون فيها متعة جديدة, ومع التقدم في التكنولوجيا الحديثة لم تتراجع أهمية الحكاية قبل النوم في تنمية شخصية الطفل.
ولاتزال الحكاية من أهم الوسائل التعليمية في المراحل الأولي, وتنصح د.أمينة الآباء بأن تكون للحكاية أهداف معينة ولا تكون مجرد اضاعة للوقت, بل تكون عاملا مساعدا في تربية الطفل ولانتجاهل أن الحكاية تنشئ علاقة حب ومودة بين الأطفال والآباء ويمكن استغلال التكنولوجيا الحديثة في ايصال الحكاية إلي الطفل بطريقة أكثر متعة, وذلك من خلال برامج الكمبيوتر المتخصصة في ذلك أو باستخدام الكتب الملونة والمجسمة.
ساحة النقاش