تقرير «القومى لحقوق الإنسان» يدين استخدام الشرطة المفرط للقوة فى ميدان التحرير

تصوير- على المالكى

مسئولو القومى لحقوق الإنسان أثناء إعلان التقرير

طالب المجلس القومى لحقوق الإنسان بضرورة التعجيل فى محاكمات المتهمين فى جرائم قتل وإصابة المتظاهرين سلمياً خلال ثورة ٢٥ يناير، والإسراع فى وتيرة الانتهاء من التسويات المتعلقة بالتعويضات وجبر الأضرار لأسر ضحايا الجرائم التى ارتكبت خلال الثورة.

وذكر المجلس - فى ختام تقرير لجنة تقصى الحقائق حول أحداث البالون وميدان التحرير، الذى أعلنه أمس - أن اللجنة انتهت إلى أن مسار الأحداث يؤكد وجود ترتيب مسبق من بعض الجهات، وتفاعل عفوى من أهالى الشهداء، خاصة بعد تأكد وجود سيارات لا تحمل لوحات معدنية قامت بنقل الحجارة إلى مواقع الأحداث وافتعال أزمة غير مبررة عند مسرح البالون، وفى الوقت نفسه تأكد استخدام القوة المفرط من جانب الشرطة، التى أطلقت عدداً كبيراً من القنابل المسيلة للدموع لا يتناسب مع إجمالى عدد المتظاهرين، وكذلك استخدام طلقات الخرطوش على نحو أدى إلى ارتفاع عدد المصابين، كما أشارت إلى قيام الشرطة باعتقال بعض المواطنين أثناء إسعافهم، بينما استخدم المتظاهرون كسر الحجارة والأسلحة البيضاء وزجاجات المولوتوف وفقاً لما جاء فى التقرير.

وخلص التقرير إلى أن الأحداث تمت فى سياق مشحون بالاحتقان على خلفية بطء إجراءات محاكمة المتهمين أو المشتبه فيهم بجرائم قتل المتظاهرين خلال أحداث الثورة، وشعور المصابين وأسرهم بعدم اهتمام الدولة والمجتمع بأوجه المعاناة التى يعيشونها، فضلاً عن الشعور السائد بالقلق من جانب المجتمع تجاه مسار تحقيق أهداف الثورة والتباس المسار السياسى، مما يخلق بيئة صالحة لشيوع الاضطراب فى المجتمع.

من جهة أخرى، أكدت المبادرة المصرية للحقوق الشخصية أن تحقيقاتها (التى استندت إلى شهادات باحثيها فى مواقع المصادمات، وإفادات شهود العيان والزيارات الميدانية لمستشفيات تلقت مصابين على خلفية الأحداث) انتهت إلى أن كلا الطرفين تبادلا العنف، وإن كان بدرجات متفاوتة بطبيعة الحال، غير أن جهاز الشرطة اقترف حزمة من الممارسات العنيفة المخلة بكل المواثيق المنظمة للعمل الشرطى، بما فيها محددات استخدام القوة فى حالات «فض الشغب».

وخلصت المبادرة - فى تقرير أصدرته أمس الأول - إلى أن استخدام الأسلحة النارية كان موجهاً للجزء الأعلى من الجسد، ما تسبب فى إصابة المئات من المتظاهرين، بينما وردت بعض شهادات لمصابين أكدوا فيها أنهم أصيبوا بطلقات فى ظهورهم، ما يدل على أن قوات الأمن كانت تستهدفهم حتى أثناء انسحابهم من أماكن الاشتباكات.