حتي لا تغرق سفينة الزواج‏!‏

نورا عبدالحليم 317 

الانفصال أو الطلاق من أكثر الكلمات قسوة في حياتنا الاجتماعية‏,‏ لأنها تعني إنهاء علاقة بين زوجين‏,‏

 

 عاشا معا تحت سقف واحد لفترة من الوقت بحلوها ومرها, إلا أن هذه الكلمة لا تعني استحالة الرجوع أو العودة بينهما مرة أخري, بل ان علاقات المرة الثانية قد تكون أكثر صلابة لإحساس الطرفين بالرغبة الأكيدة في استمرارها.
عموما.. هذه دعوة الي كل الأزواج الذين عاشوا تجربة الطلاق.. والذين لم يصلوا بعد إليه, لكنهم قرروا الانفصال.. والذين مازالوا في مرحلة المشاكل الكثيرة والمستمرة, ويفكرون في انهاء علاقتهم الزوجية.. ندعوهم للتمهل قليلا وقراءة تلك السطور.
لنعلم بداية أن الطلاق أو الانفصال يتم نتيجة تراكم عدد من المشاكل الصغيرة.. والضغوط النفسية التي لا ينتبه إليها الطرفان عادة, ولا يدركان مدي خطورتها أو عمق تأثيرها علي كل منهما, والكلام علي لسان الدكتور سيد صبحي أستاذ الصحة النفسية بجامعة عين شمس والذي يضيف ان هذه المشاكل تتداخل مع تراكمها كقطع الموزاييك في نسيج يفتقد الصبر والاستعداد للتضحية, فتبدو أضخم من حجمها الطبيعي, فتتعقد الأمور وتتشابك الخيوط,ومتي اصطدم زورق الحياة الزوجية بالصخور, وتسرب اليه الماء وبات مهددا بالغرق, فلا سبيل الي انقاذ الحياة الزوجية إلا بالإسراع في العودة حتي لا يغرق الزورق بمن فيه في قاع النهر, ولهذا فإن أهم فترة يمكن من خلالها الحكم علي جدوي استمرار علاقة زوجية هي الفترة التي تلي قرار الانفصال مباشرة, لأنها تبدأ مع ذروة مشاعر الغضب والثورة علي الطرف الآخر, واتهامه بأنه السبب الأوحد لانهيار علاقة كان يمكن لها الاستمرار والازدهار, ورغم مايظهر من رفض مطلق من كلا الطرفين للتفاهم أو التنازل, فإن الفترة الأولي بعد الانفصال هي التي يتسلل منها بالفعل أول شعاع للضوء لإعادة ما انقطع, ولهذا فإن الحرص علي استغلال تلك الفترة بصورة بناءة يتيح أملا حقيقيا في بناء علاقة جديدة, وليست مجرد علاقة علي أنقاض علاقة أخري, وهنا يؤكد د. سيد صبحي أنه يجب ألا تطول هذه الفترة أو تقصر أكثر من اللازم, لأنها إن طالت أضاعت علي الطرفين فرصة التقارب وربما باعدت بينهما لأنها مكنت الطرفين من الاعتماد الكامل علي نفسه وأكدت بداخله رغبته في التغيير الي حياة مختلفة تماما, أما إذا دفعت النوايا الطيبة بالزوجين مرة أخري الي مواصلة حياتهما الزوجية دون أن يعبرا معا جسر التفاهم, فإن هذه العودة السريعة تشكل أكبر خطر علي استمرار علاقتهما لأنها تجعلها عرضة للانهيار مع أول مشكلة قادمة.
والسؤال هنا يطرح نفسه: كيف يمكن بالفعل استغلال فترة الانفصال لصالح الطرفين؟ وكيف يمكن اعتبارها فترة تحضيرية لاستئناف علاقة زوجية أساسها الحب والتفاهم؟
بداية لابد أن نؤمن بأنه ليس في الإمكان علي وجه الإطلاق أن تغيري إلا ماهو قابل للتغيير في زوجك, هذه هي النصيحة الأولي التي توجهها د. زينب شاهين أستاذ علم الاجتماع بالجامعة الأمريكية لكل زوجة علي اعتبار ان المرأة هي مفتاح عودة الحياة الزوجية إذا أرادت أو تحمست أو رغبت في ذلك.
وتستطرد في نصائحها لكل زوجة قائلة: أنت قادرة علي تغيير نفسك في الحدود التي لا تعطيك أي إحساس بأنك فعلت هذا مضطرة تحت وطأة الشعور بالخوف من المجهول أو الرغبة في الاستمرار في الحياة الزوجية لمجرد أنها أمان اجتماعي أو مادي, فيجب أن تسعي دائما لتغيير ما تعلمينه من عيوبك بشجاعة واهتمي في فترة الانفصال بصحتك ومظهرك, ومن الطبيعي أن تطلبي نصيحة أصدقائك والمقربين إليك, ولكن إياك أن تنفذي منها إلا مايقبله عقلك ويرضي عنه قلبك معا, ومهما كان نوع الخلاف بينك وبين زوجك فاحفظي سره لأن ذلك يلعب أهم دور علي الاطلاق في عملية استعادة الثقة بينك وبينه.. فالرجل يغفر لك كل شيء إلا إفشاء أسراره الصغيرة, واهتمي بأبنائك واشرحي لهم بطريقة بسيطة أسباب ماحدث دون الخوض في أي تفاصيل, ولا تنفعلي إذا وجدت لديهم ميلا للطرف الآخر, فإنه بلا شك عزيز علي قلوبهم, فلا تحرميهم مطلقا من الاتصال بأبيهم, وتحدثي عنه أمامهم دائما بالصورة اللائقة.
وتذكري أنه إذا كانت لديك رغبة حقيقية للعودة فلا ترفضي أي مبادرة منه, بل رحبي بها علي الفور وتأكدي أن هذا يدفعه نحوك أكثر.
وأخيرا.. إذا عدت فاغلقي فورا ملف الماضي, ولكن احتفظي به ليذكرك دائما بأن تصويب الأخطاء أفضل وسيلة للحصول علي تجربة ناجحة, واعتبري علاقتك به علاقة جديدة تماما واحرصي علي انجاحها واستمرارها, بل وحققي فيها كل ما لم تتمكني من تحقيقه من قبل.

 

azazystudy

مع أطيب الأمنيات بالتوفيق الدكتورة/سلوى عزازي

  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 80 مشاهدة
نشرت فى 10 يونيو 2011 بواسطة azazystudy

ساحة النقاش

الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي

azazystudy
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,827,313