كتبت ـ تهاني القيعي: 244
الإجازة الصيفية فرصة لاكتشاف موهبة أبنائنا وتنميتها واستخدام قدراتهم الابداعية في إفادتهم والترفيه عنهم بعد عناء التحصيل الدراسي والامتحانات
وما تكبدوه من إرهاق نفسي وعصبي خلال الفترة السابقة التي شهدت تحولات جذرية في حياتنا بفضل الثورة التي كشفت قدرات ابنائنا علي التغيير. والسؤال الذي يتبادر لأذهان الآباء والأمهات هو: كيف نكتشف قدرات ابنائنا ومواهبهم.. وكيف ننميها؟
< الإجابة يقدمها الدكتور عادل أحمد عز الدين استاذ الصحة النفسية بجامعة عين شمس الذي يوضح ان هناك عوامل تؤثر علي مواهب أبنائنا ومنها القدرات العقلية التي تنقسم بدورها الي قدرات عامة وأخري خاصة للمتفوقين والمتميزين في مجالات محددة كالموسيقي و الاختراع والرسم, وهناك عوامل نفسية داخلية كالارادة والرغبة في الانجاز واخري خارجية كالبيئة الأسرية أو المدرسية ومدي تشجيعها لهذه الموهبة أو اكتشافها لها مبكرا أو إهمالها, وهناك ظروف مرتبطة بفرص الأداء المتاحة والمحتملة, فإذا تضافرت كل هذه العوامل لإبراز موهبة أبنائنا فلابد أن يظهر المتميزون وأن نشجعهم في أثناء الدراسة وخلال الاجازة الصيفية ليمارسوها في الأندية ومراكز الشباب وقصور الثقافة وغيرها.
وأكد الدكتور عادل عز الدين أن جميع الدراسات الحديثة اثبتت ان الاشخاص الموهوبين يميلون الي التفوق في جميع المجالات, فهم أقوياء, وصحيحو الجسم, وهم أذكياء ولديهم جاذبية اجتماعية, ومستقرون من الناحية الانفعالية وهم أيضا يتميزون بقدراتهم القيادية, وقادرون علي حل المشكلات الناجمة عن التفاعل مع الآخرين وإدارة الحوار والنقاش والتفاوض بشأن القضايا الحياتية التي يتعرض لها زملاؤهم الآخرون كما أنهم محبوبون من قبل أقرانهم. ويضيف استاذ الصحة النفسية أنه يمكن اكتشاف مواهب ابنك في مرحلة مبكرة من عمره في مجال معين رغم عدم تميزه بمستوي ذكاء مرتفع بصورة ملحوظة بالنسبة لاقرانه, وقد تظهر مهاراته في( الموسيقي أو الرياضيات, أو العلوم, أو السفر, أو الرسم.. إلخ). ويبدو لنا ان لهذا الأبن دافعا معينا يحفزه علي ممارسة المهارة أو التميز في ذلك المجال فنقدم له الدعم في التميز لابراز الموهبة والدافع لإحراز تقدم ملحوظ في مجال إهتمامه ويضيف أن هناك صفات معينة تميز الموهوبين وتعتبر مؤشرا يساعد في التعرف عليهم, منها وجود بعض المهارات العامة في الإدراك والتفكير كالاستماع كثيرا إلي الموسيقي أو الاهتمام بمشاهدة الصور والمناظر المختلفة أو الاهتمام بالاعداد والعلاقات بينها, كما يتميز الطفل الموهوب بالقدرة علي تنظيم الأفكار وإدراك العلاقات بينهما وكذلك إدراك المعني الأساسي, كما يتميز بالتلقائية والثراء في محاولة تقديم الحلول أو التوصل إلي الأساليب اللازمة للتغلب علي ما يتعرض له من مشكلات, ولذلك فإذا ركز الموهوب كل طاقاته علي شيء معين مثل كتابة الشعر أو قصة أو رسم لوحة مثلا.. فقد يظهر فيها تركيبات متميزة لأنه يتميز بالتفوق الحركي.
ساحة النقاش