الفلاحون والأخطاء الشائعة
في اللغة والسياسة
بقلم:د‏.‏ بشير صقر 98 



كثيرة هي الأخطاء الشائعة في قاموس البسطاء من الناس‏,‏ لكن المدهش أن تنتشر تلك الأخطاء بين كثير من المتعلمين‏..‏ فتري بعض الأطباء يطلب من مرضاه إشاعة علي الصدر أو إشاعة علي الساق‏,‏ ويحدثه المريض قائلا‏:‏ تلك هي الاشاعة‏.‏

 

لجنة التضامن مع فلاحي الاصلاح الزراعي ـ مصر
ولا تقتصر تلك الأخطاء علي العامة من الناس بل وصلت إلي قمة الهرم الاجتماعي حيث يتحدث كثير من المتعلمين والمتخصصين عن السياسة الزراعية في مصر باعتبارها مجرد قضية فنية ورقمية يتداولون فيها عبارات كالإنتاج والإنتاجية والمساحات ومواعيد الزراعة وطرق الري بعيدا عن الزراعيين ودورهم فيها, ويصبح تعبير قضية الزراعة, هوالمرادف في أوساط الكثيرين عن المسألة الزراعية الفلاحية.
فالقصة الأولي في الزراعة ليست أن( تزرع, وترعي, وتحصد) قدر ما هي بمن( ستزرع وترعي؟) ولمن( ستحصد؟).
والقصة الأخيرة في الزراعة هي سد احتياجات المجتمع والفلاحين من غذاء وكساء وشعور بالاستقرار والأمن.
وما بين القصتين الأولي والأخيرة تفاصيل كثيرة تحتاج لقراءة أخري متأنية. فالزراعة البحتة كالرياضة البحتة.. تهتمان بعلوم وفنون الزراعة.. والهندسة والفيزياء ومكانها هو مقاعد الدراسة وحقول التجارب وقاعات ومعامل البحث والتجريب.
أما المسألة الزراعية التي نعنيها فهي التي تهتم بالفلاح( الزارع بيده) كمعط رئيسي في عملية الإنتاج الزراعي إلي جانب اهتمامها بالأرض التي لها وظيفة اجتماعية, والفارق بينهما أن الأرض وسيلة بينما الفلاح هو هدف عملية الزراعة برمتها فضلا عن كونه أحد عناصر الإنتاج.
لذلك فالفلاح هو عصب المسألة الزراعية وحجر الزاوية فيها وأهم عناصرها باعتباره بشرا ومن النادر أن يترك الزراعة برغبته, وتدار معظم العمليات الإنتاجية في الريف بواسطته ومن أجل استمراره في العمل الزراعي لأنه وأقرانه من الفلاحين هم من ينتجون الغذاء والخامات التي يتم تصنيعها لسد الحاجات الضرورية للسكان.
إن النظرة للفلاح الصغير ولنمط إنتاجه تختلف من سياسة إلي سياسة, فوضعه في حدقات العين هو جوهر سياسة زراعية ترمي إلي تلبية الحاجات الغذائية للأغلبية الساحقة من السكان التي يمثل الفلاح الصغير جزءا كبيرا منها, بينما السياسة الزراعية التي تستهدف الربح تسعي جاهدة لتجريد الفلاحين الصغار والفقراء من أراضيهم لإنشاء المزارع الواسعة.. وحجر الزاوية في تلك السياسة هوالفكر المالتوسي الذي يسعي لبلوغ غايته بأي وسيلة ولا يفرق بين الموارد ومستخدميها بل ويعلي من أهمية الموارد علي من يستخدمونها, وهذا الفكر قرين الفلسفة الميكيافيللية ويفضي في نهاية المطاف إلي تدمير البشرية بالحروب والأمراض الفتاكة وبالعدوي المقصودة كانفلونزا الطيور والخنازير وبالكيماويات الخطرة التي تقضي علي جماعات بشرية.
إنها سياسات مقصودة, لاتهتم بفقراء العالم.. وتسعي جاهدة للتخلص منهم.

azazystudy

مع أطيب الأمنيات بالتوفيق الدكتورة/سلوى عزازي

  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 130 مشاهدة
نشرت فى 22 مايو 2011 بواسطة azazystudy

ساحة النقاش

الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي

azazystudy
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,746,667