..‏ ومتي نقول لا للطفل؟
كتبت : ثريا ثابت 348 



‏ينصح علماء النفس الأم بألا تضعف أمام رغبات أطفالها حتي لا ينشأوا علي الخطأ والتسيب وألا تكون مستبدة قاسية في تربيتهم فيشبوا ضعاف الشخصية‏,‏ لا رأي لهم ولا مبدأ‏..‏

 

هذه القاعدة التربوية هي أساس الدراسة التي قامت بها هالة الشاروني اخصائية علم نفس الأطفال التي تقول إن علي الأم اطلاق الحرية للصغيرللهو والانطلاق, واستثمار طاقاته الخلاقة وحيويته فيما بعد لأن هذه الحرية هي الركيزة الأساسية في مجال بث الشخصية الاستقلالية القوية في نفوس الأبناء.
لكن يجب علي الأم في الوقت نفسه خلق المناخ المناسب لطفلها لممارسة الحرية. فيجب عليها أولا حمايته من الأخطار المحيطة به بقدر المستطاع. والتي قد تشكل خطورة علي حياته مثل تغطية برايز الكهرباء بفيش الأمان. أو بإخفاء الأدوات الكهربائية وإبعاد الأدوات والتحف القابلة للكسر. وحفظها بعيدا عن تناول أيدي الأطفال.
وعلي الأم في نفس الوقت متابعة تصرفات ابنها عن بعد لتقويم أخطائه وتصحيح مساراته اذا انحرفت فإذا فعلت ذلك فإنها لن تحتاج الي استخدام كلمة لا إلا فيما ندر.
أما الحالات التي تستدعي استخدام كلمة لا منها مثلا:
اذا اضطرتك الظروف الي اصطحاب طفلك في احدي الزيارات والمناسبات فلا تتركي له العنان ليلعب ويلهو بكل ما يقع تحت يديه, ولا تكتفي مثلا بمطالبته بالحذر من لمس ابريق الشاي الساخن خوفا عليه من أي ضرر, بل عليك المحافظة علي ممتلكات الغير. فقد تحتبس أنفاس أهل المنزل وهم يرون الصغير يحمل بين يديه بعض التحف التي تنتشر في أرجاء الغرفة ولا يقابل هذا التصرف من الأم أي شعور بالقلق مكتفية فقط بتحذيره من احتمال تعرضها للكسر, ولكن الصغير لا يلتفت لتلك التحذيرات وهنا يحتاج الأمر الي بعض الحزم من جانب الأم ايضا.. وقد يلجأ الطفل الي بعض الحركات البريئة مما يدعو بعض الحاضرين الي التصفيق له مجاملة, وهذا يزيد من حركته وتشجيعه علي الاستمرار في اللهو بممتلكات الغير, والأجدر هنا أن تحسم الأم الأمر وتطلب من طفلها عدم لمس أي شيء مستخدمة الحزم فيما تقول لأن الطفل يستطيع ان يعرف متي تكون الأم جادة ومتي تكون غير جادة.
وتضع هالة الشاروني أربع قواعد تربوية يمكن للأم اتباعها لتلقين الصغير أصول الطاعة واحترام الحريات. وهذه القواعد يمكن تلخيصها فيما يلي:
> عدم السماح للطفل بتجاوز حدوده وذلك بمنعه منعا فوريا عند اللزوم, لأن التساهل وعدم الحزم يؤديان الي تمادي الطفل في أخطائه واعتباره أن كلمة لا تعني نعم.
> الحد من استخدام كلمة لا كثيرا, وانما عند الضرورة فقط. فخير الكلام ما قل ودل, والمبالغة في استخدام كلمة لا عند كل تصرف يصدر من الصغير تأتي بنتيجة عكسية بينما استخدامها عند الضرورة يؤدي الي تعاون الطفل وتفهمه لاتجاهاتها بمجرد الاشارة أو النظر اليه.
> الالتزام بمباديء معينة محددة فالتخطيط وعدم الالتزام بهوية معينة يشعر الطفل بعدم الاستقرار, ومن ثم يتجاهل آراءك ومطالبك.
> يجب عليك أن تضعي لطفلك حافزا تشجيعيا, لكي يتجنب الانحرافات, ويلتزم بكل ما هو صحيح وقويم.
> اظهري سرورك ورضاءك عندما يتجاوب طفلك لتوجيهاتك, فالتشجيع ضرورة ملحة تماما مثل التأنيب عند ارتكاب الخطأ علما بأن الامتداح والتشجيع خير وسيلة لدفع الطفل إلي الطريق المستقيم, وبالتالي النجاح والتفوق والابداع.
> الضوء الأحمر قبل التمادي في الخطأ:
لا تنتظري أن يقترب طفلك من الخطر أو من حافة الهاوية, ولكن يجب توعيته مسبقا بالأدوات أو المواد التي تلحق به الأذي والضرر مثل السكين أو المقص وتوجيهه الي كيفية استخدام هذه الأدوات بأسلوب سليم, وعلميه أهمية عدم اتلاف ممتلكات الغير وعدم قطف الزهور من الحديقة ووفري له فرصة ممارسة هوايات مفيدة يشغل بها وقته.
وتوصلت الدراسة كما تقول هالة الشاروني إلي أن هذا من شأنه تنمية ثقة طفلك بنفسه وبك نظرا لأن امتناعه عن التخريب سيكون عن اقتناع وليس عن خوف لأن منع الطفل من ارتكاب الخطأ بالقوة دون اقناع يؤدي الي استمراره في ارتكاب نفس الخطأ لكن في الخفاء وقد يرتكب أخطاء أخري مماثلة.
وأخيرا تقول إن اتباع هذه المباديء الأساسية يؤدي الي تشجيع غريزة حب الاستطلاع لدي الطفل, وتنمية خبراته وسلوكياته, والحفاظ علي الممتلكات الشخصية وممتلكات الغير وبلورة شخصيته الاستقلالية علي أساس المباديء العلمية التربوية المتطورة.

 

azazystudy

مع أطيب الأمنيات بالتوفيق الدكتورة/سلوى عزازي

  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 119 مشاهدة
نشرت فى 20 مايو 2011 بواسطة azazystudy

ساحة النقاش

الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي

azazystudy
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,764,335