دراسة : التمييز الديني في التعليم ينسف مبدأ المواطنة
Posted on فبراير 2, 2010 by besara7a i1 Votes
ذكر معظم من علقوا على مجزرة نجع حمادى أن من أسباب جرائم الكراهية المستمرة ضد الاقباط ، “التعليم” الذى يزرع التعصب والتطرف والعنصرية الدينية لدى المسلمين ويبث العنصرية تجاه غير المسلمين ويغذى النظر لهم بدونية ، بينما رفض آخرين ذلك وقالوا ان التعليم المصرى (الفاشل على كافة الاصعدة) هو تعليم عظيم ومتسامح ولا علاقة له بزرع الكراهية لدى أطفال الأغلبية نحو الاقلية . وللجميع اهدى هذه الدراسة القيمة التى كانت ورقة عمل قدمها الباحث المهندس/ عادل الجندى عضو مجموعة مصريون ضد التمييز الديني (مارد) فى المؤتمر الأول للمجموعة لمناهضة التمييز الديني عام 2008 تحت عنوان : واقع التمييز الديني في التعليم ينسف مبدأ المواطنة.
كيف تحولت مقررات اللغة العربية إلى دروس إجبارية في الإسلام الأصولي
م/ عادل جندي
مقدمة
كنا قد سمعنا من قبل عن أسلمة التعليم المصري، كجزء من التوجه العام بأسلمة كل نواحي الحياة في مصر ـ بدءا من “تسرب” الدين إلى بعض المقررات وانتهاء بمسابقات تحفيظ القرآن الكريم التي تقوم بها وزارة التربية والتعليم بمشاركة عشرات الآلاف من الطلبة من كل المحافظات وتوزع فيها الوزارة الجوائز على الفائزين..
لكن حادثة معينة كانت مدعاة لكي نبحث الموضوع بشيء من التدقيق، وهي كالتالي: “آن” طفلة بالكاد تخطت السابعة، تلميذة في السنة الثانية الابتدائية في إحدى مدارس اللغات الخاصة، جاءت لأمها باكية ذات يوم لأن مُدِّرسة اللغة العربية عنَّفتها لأنها لم تذاكر جيدا درسها. سارعت الأم لتهدئة روعها ودعتها لمراجعته معا. الدرس عنوانه “صديقي”، وفي نهايته (ص 18) يوجد تحت عنوان “اقرأ وتعلم واحفظ” (في أطار ملون) هذا النص: [قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "دخلت امرأة النار في هرة ربطتها فلم تطعمها، ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض". رواه البخاري]. حاولت الأم شرح الحديث والفكرة الكامنة فيه للطفلة، (فسرت ما هي “الهرة”، لكن لم تعرف ما هو “الخشاش” فخمنت المعنى)، وأفهمتها بأن هذا نص ديني مقدس لدى الإخوة المسلمين، ولكنها اضطرت لأن تشرح لها مفهوما جديدا عليها يتعلق بالنار التي يعاقَب فيها من يخالفون الأوامر الدينية. أخيرا نجحت في مساعدتها على حفظ النص كما طلبت منها المدرسة.
في اليوم التالي، عادت الطفلة باكية مرة أخرى، إذ عنفتها المدرسة وبصورة أشد. لماذا يا صغيرتي؟ تبين أنها قد نجحت في “تسميع” النص، لكنها لم تبدأه بـ “قال رسول الله صلى الله عليه وسلم”…
***
كشفت مراجعة مفصلة لكتب اللغة العربية في المرحلتين الابتدائية والإعدادية، المقررة بواسطة وزارة التربية والتعليم، هول المفاجأة: فقد تحولت دروس اللغة بصورة مباشرة وغير مباشرة إلى دروس في الدين الإسلامي.
بناء على مجموعة الكتب التي تحت أيدينا، وهي الخاصة بالفصل الدراسي الأول لعام 2007/2008، يتبين أن عدد دروس اللغة العربية المقررة على التلاميذ بين الصف الثاني الابتدائي وحتى الثالث الإعدادي هو 126 درسا، من بينها 52 تحتوي نصوصا وإشارات إسلامية؛ أي بنسبة 41% ـ وتفصيلها:
صف ثان ابتدائي: (15/7)
ثالث (15/7)
رابع (15/5)
خامس (17/6)
سادس (17/8)
ـ صف أول إعدادي (15/8)
ثان (15/7)
ثالث (17/4)
وهناك ما يكفي من الأدلة التي تبين، بدون تقوّل أو ادعاء أو مبالغة، عمق واتساع ظاهرة تحول مقررات اللغة العربية إلى دروس إجبارية في العقيدة الإسلامية. ولا تتعلق المشكلة بالطبع بكونها “إسلامية”، فالمبدأ يظل هو الأهم: أن تدريس الدين (أي دين) مكانه مقررات وحصص الدين فقط، ويجب ألا يتسرب إلى مقررات أخرى إلا في استثناءات نادرة وطبقا لمعايير صارمة.
وللتدليل على خطورة الأمر نقارن بما يحدث في وسائل الإعلام، حيث ما أكثر ما يؤكد اختراق الفاشية الدينية لها: خذ مثلا ما قاله كاتب “تحقيقات السبت” (الصحيفة “القومية” الكبرى ـ 22 ديسمبر 2007) تحت عنوان “الدستور الأخلاقي للقرآن” من أن “الإسلام يَجُبُّ ما قبله”، أو ما شابه ذلك مما يقوله عادة كاتب “من أسرار القرآن” (كل يوم اثنين) وغيره كثيرون؛ وهي مزاعم بلهاء وجوفاء، مليئة بعشق الذات المرضي، وبالتعجرف والصلف؛ ولكن في هذه الحالة قد يكون للقارئ ـ نظريا ـ بعض “الحرية”، مثل إلقاء الجريدة في القمامة، أو إرسال احتجاج إلى القائمين عليها (بغض النظر عن كونه لن ينشر)، أو مقاطعتها…
أما في حالة المقررات الدراسية، فالأمر مختلف تماما لوجود عنصر زائد: وهو الإجبار ـ وخاصة في ظل نظام التعليم المصري الذي يعتمد التلقين الأحادي ويرفض أسلوب المناقشة والجدل والرأي المختلف والتقييم الموضوعي ـ وبالذات لكون الرسوب في مادة اللغة العربية يعني الرسوب التام وإعادة السنة.
بل إن ما يجري يتعدى في خطورته ما كان يحدث على يدي آلة “البروباجاندا” الجهنمية التي أدارها جوبلز في ألمانيا النازية، لأن غسيل الأمخاخ بأيديولوجية وضعية لا يقاس بمحاولات تشكيل ضمائر وشخصيات تلاميذ المدارس عبر فرض هيمنة “مرجعية دينية” معينة عليهم.
***
أولا: تصنيف النصوص
تبين دراسة مفصلة لما تحويه تلك المقررات من نصوص دينية أنه يمكن تصنيفها ـ بصفة عامة ـ لتقع تحت بنود وأهداف مختلفة، مثل:
1ـ التأكيد على الإسلام مصدرا وحيدا للفضائل، وهذا بالطبع ادعاء مزدوج (فهو ليس الوحيد، وإذا شاء أحد تقرير إن كان هو الأسمى يجب مقارنته بإنصاف وموضوعية بكل ديانات العالم الأخرى).
2ـ تأكيد المرجعية الإسلامية لكل شيء وأي شيء، عن طريق حشر النصوص الدينية بدون مناسبة؛ بدءا من اختيار الصديق إلى مشاكل البيئة، ومن فضيلة الصدق إلى تلوث الغذاء، ومن حب الوطن إلى الحِرَف في مصر الفرعونية، ومن السياحة إلى جمال الكتابة الخ. حتى الصف الأول الابتدائي، الذي يقتصر على تعليم الأبجدية، يُطلب فيه من الطفل أن “يقرأ ويحفظ ويتعلم” الآيات 1ـ3 من سورة العلق.
3ـ الإصرار على كون الإسلام أساس قيمة الإنسان وعلاقات المجتمع، وليس المواطنة أو الإنسانية.
4ـ إجبار الجميع، أيا كانت دياناتهم، على الالتزام بإعلاء وإتباع الأوامر والنواهي الإسلامية و “طاعة الله ورسوله”.
5ـ فرض عقائد إسلامية على الطلبة المسيحيين تختلف عن، أو تتعارض مع، المسيحية.
6ـ تزوير وتحريف حقائق التاريخ.
7ـ غرس أفكار وأسس دولة الفقيه الدينية وأيديولوجيات الفاشية الطالبانية بصورة مذهلة، إذ تتوارد أفكار مثل “لا طاعة للحاكم فيما عصى الله ورسوله”، بينما لا ذكر إطلاقا للدستور أو القانون أو مواثيق حقوق الإنسان. باختصار: لو قام “الإمام الشهيد” حسن البنا بتأليف هذه المقررات لما جاءت مختلفة!
نحيل القارئ إلى الملحق في نهاية هذه الدراسة لمراجعة نماذج حرفية وتفصيلية من النصوص توضح ما سبق.
ثانيا: هل من أسباب وضرورات “لغوية”؟
من الواضح أن الأمر “ديني” صرف، ولا علاقة له برغبة مزعومة في زيادة درجة إتقان اللغة العربية، وذلك لعدة أسباب، أهمها:
1ـ كما تدل المقدمة التي يكتبها المؤلفون في كل من الكتب التي راجعناها بلا استثناء، هناك إصرار على أن العربية لغة “خاصة” إذ حباها الله بكونها لغة القرآن، وهو موقف شوفيني يتجاهل مهمة اللغة كأداة تواصل وتعبير، وهو ما تقوم به كافة لغات الأرض (كثير منها بصورة أفضل من العربية)؛ ويتناسى حتى أن ثلاثة أرباع مسلمي العالم لا يعرفون العربية.
2ـ كما يبين الواقع، فلا شك في أن مستوى إتقان العربية عند الطلبة قبل إدخال المحتوى الديني كان مقبولا بالفعل وهو، على أي حال، أفضل بكثير من مستوى خريجي المدارس الآن.
3ـ لو كان الأمر يقتصر على دوافع لغوية، فما أكثر النصوص التي تفي بهذا الغرض بدون اللجوء إلى الديني منها؛ وإذا لزم الأمر فلماذا لم تؤخذ عينات من مختلف “الكتب المقدسة” وليس الإسلامية فقط؟
4ـ وإذا كان الهدف “لغويا”، فهل يعني ذلك التعامل مع النصوص الدينية بتجرد وبدون تقديس؟ وماذا يحدث لو لم يجد الطالب في بعضها ما يؤكد بلاغتها اللغوية، أو لو رفض القبول بمعانيها؟ الإجابة البديهية ـ يؤكدها ما سمعناه ـ هي أن النصوص مقدسة ولا يجوز النقاش فيها إلا بما يثبت كمالها وقدسيتها!
ومن المذهل أنه في نفس الوقت الذي تقوم فيه جامعة الزيتونة في تونس (التي توازي الأزهر في مصر) بتدريس الدين المقارن لطلبتها بتفتح واحترام وحيادية (راجع كتابات الأستاذ العفيف الأخضر)، تقوم وزارة التربية والتعليم المصرية بأسلمة بل طلبنة (نسبة إلى الطالبان) مناهج اللغة العربية، وغيرها، مما يؤكد بحق إصرار مصر المحروسة على دور الريادة في التخلف والظلامية! (ويقولون لنا بعدها أننا نعيش في “دولة مدنية”!!). وبالطبع لا توجد في العالم دولة متحضرة (أو نصف متحضرة ـ أو حتى تفكر في السعي على طريق التحضر!) تجري فيها مثل هذه الأمور.
ثالثا: تأثير المقررات على التلميذ المسلم
التلميذ المسلم الذي يدرس الدين في حصص اللغة العربية (إضافة لمقررات الدين، التي لا نعرف بالضبط ماذا يقال له فيها) يجد أنه:
ـ لا يدرس إلا عن الإسلام والمسلمين وكأن الكرة الأرضية ـ أو على الأقل مصر (!) ـ حكر عليه وعليهم.
ـ يجري تحذيره عيانا بيانا من مصاحبة “أتباع الديانات الأخرى”، لأن “المرء على دين خليله”.
ـ لا يسمع عن وجود شركاء في الوطن إلا في استثناءات نادرة جدا تؤكد القاعدة؛ مثل ذكر اسم د. مجدي يعقوب (في الصف الثالث الإعدادي) ضمن عدد من كنوز مصر وثروتها البشرية ضمت فاروق الباز وأم كلثوم وآخرين؛ ومثل ذكر تعبير “حضارة قبطية” مرة واحدة ووحيدة خلال سنوات تسع من الدراسة، جاءت في درس عن السياحة في الصف الخامس الابتدائي؛ أو ذكر “أننا كمصريين، رجال ونساء، مسلمين ومسيحيين، شيوخ وأطفال، نعتز بوطننا مصر”، في الصف الأول الإعدادي ـ مع التأكيد طبعا على دور مصر في خدمة دين الله “منذ أن استظلت بمظلة الإسلام السمحة”.
والنتيجة هي أن يشب الطفل وقد تيقن عقله بأن “المسلم” وحده هو صاحب هذه البلاد (بل العالم كله!) وما عداه من كائنات بشرية فبلا حقوق ـ وحتى إذا عامَلها بالحسنى فهذا من فضله وكرم أخلاقه! وإضافة لكون العملية التعليمية التي تعتمد “النقل” و “الصم” على حساب التفكير تُخرج أجيالا من ممسوحي العقل، فإذا بالجرعات الدينية المذكورة تجعلهم أيضا ممسوخي النفسية، بل مرضى بالنرجسية والشوفينية والعنصرية، يظنون أنهم ينتمون لخير أمة أنزلت للعالمين وأن هذا يعطيهم حقا إلهيا بالتسيُّد على باقي خلق الله.
وهل هناك عجب بعد كل هذا أن نجد الأجيال الجديدة أكثر تعصبا وتطرفا واستعدادا للانضمام إلى جماعات الإرهاب من آبائهم؟ أو نجد أن الشباب هم الذين يتزعمون الاعتداءات الطائفية المتكررة التي يتلذذ مقترفوها بحرق دور عبادة وممتلكات غير المسلمين؟
رابعا: تأثير المقررات على التلميذ المسيحي
يتعرض التلميذ المسيحي لكم هائل من النصوص الإسلامية المقدسة في غيبة تامة لمجرد ذكر معتقداته. وقد يثور هنا تساؤل: لكن ماذا يضير الطالب المسيحي في دراسة ما يحض على الخير في الإسلام؟
والإجابة هي أن المسيحي في مصر، بصفة عامة، على قدر كبير من المعرفة بالتراث الإسلامي وما أكثر من قرءوا فيه ودرسوه بصفة شخصية وبدون إجبار في المدرسة. لكن ما يجدُّ هو أن تدريس دينٍ معين خارج المقررات والحصص الخاصة بذاك الدين هو في حد ذاته إجبارٌ كريه ـ أضف لذلك الأسلوب المتعالي المتعجرف الذي لا يرى في غير الإسلام مرجعية، وبالتالي يوجه رسالة مباشرة لا لبس فيها بدونية المعتقدات الأخرى وهيمنة الإسلام.
إذن فغير المسلم يتعرض ليس فقط لحملة من التبشير الناعم، بل هي دعوة خشنة تتميز بالصلف والغرور والاستعلاء. ويجد نفسه إزاء خيارات، أحلاها أمَرُّ من العلقم:
1ـ أن يتعامل مع المادة المقررة بما يتفق مع ضميره، وهو إذن راسب لا محالة ـ إن لم يكن متهما (هو وأهله) بازدراء الأديان؛
2ـ أن يتحلى “بتكبير المخ” ويجاري الدرس والمُدرِّس بهدف واحد هو أن ينجح في الامتحان، وفي هذه الحالة يتربى على الكذب والنفاق والرياء.
3ـ أن ينصاع راضيا بما يقال له، ليدخل في حالة من الخنوع الذمي المقيت.
والنتيجة أخطر بكثير مما يظن البعض وتتعدى كون عملية غسيل المخ المستمرة قد تؤدي إلى زعزعة الإيمان وسهولة التحول تحت ضغط الظروف. ففي نقاش مع بعض الشباب الأقباط حول ضرورة الاندماج في المجتمع وعدم التقوقع في الكنيسة، اعترف أحدهم، وهو في نهاية المرحلة الثانوية، بأنه أصبح “يكره” الإسلام والمسلمين. وإذ يؤنبه ضميره بشدة بسبب هذه المشاعر، بررها بأنه يجد نفسه محاصرا بالإسلام في المدرسة والبيت (ميكروفون المسجد الملاصق) والتلفزيون والشارع ووسائل المواصلات، ولذا يحاول الهروب بعض الوقت إلى الكنيسة لكي يحتفظ بما تبقى له من قواه العقلية.
عزلة شباب الأقباط، إذن، لها من المبررات أكثر مما يشير إليه البعض من تهم الانسحاب والتقوقع والسلبية.
أضف إلى هذا تفشي ظاهرة خطيرة وهي ما يمكن أن نطلق عليه “أسلمة” (نسبة إلى “الـتأسلم”) التفكير بين الأجيال الجديدة من المسيحيين، إذ أصبحوا أكثر اهتماما بمظهر التدين عن جوهره، مشبَّعين بالبر الذاتي، و”حَرفيين” (يهتمون بالحرف لا الروح)، يبحثون عند رجال الدين عن “الفتاوى” التي تريحهم من عناء التفكير وتحمل المسئولية.
خامسا: متى بدأ كل هذا العبث الإجرامي بالمناهج، ولماذا؟
على مر العصور كان التعليم خاصا، تحت مسئولية الأفراد والجماعات والطوائف؛ لكن مع منتصف القرن العشرين أصبح “عاما” تقوم به أو توجهه الدولة ـ وهذا في حد ذاته ليس بالأمر السيئ لأنه يمكن أن يصبح أداة لتنشئة أجيال الشعب الواحد في إطار ثقافي وطني مشترك.
بعد 1952، احتكرت الدولة تحديد محتوى المقررات الدراسية واعتماد الشهادات التعليمية. وبرغم كونه من المفترض في الأصل أن الدولة، وبالتالي تعليمها، محايدة إزاء الأديان، إلا أنه بدأ تدريجيا بث الدروس الدينية الإسلامية في مقررات اللغة العربية. وتدل المعلومات المتاحة على أن الجذور تعود لأواخر الثمانينيات. لكن من الغريب أن تكون تلك هي الفترة التي تعاقب فيها عدد من الوزراء وحاول فيها الوزير حسين كامل بهاء الدين الوقوف في وجه أتباع الفاشية الدينية في المؤسسة التعليمية.
كيف إذن تم “التغاضي” عن اختراق المناهج بهذه الصورة؟ التفسير الوحيد المقنع هو أن الأمر كان يمثل “سياسات عليا”؛ أي أن هذا الاختراق الظلامي جاء نتيجة لصفقة النظام الحاكم مع قوى الفاشية الدينية: “لنا الحكم والسلطة (ومنافعهما!) ولكم التعليم والإعلام والمسجد والشارع”؛ ظنا من الحكام أنهم بهذا قد ضمنوا كراسيهم لفترة تتعدى “العمر الافتراضي” للنظام ـ في أسلوب يشبه صفقة فاوست مع الشيطان…
سادسا: جريمة على مستويين “عام” و “خاص”
ما يحدث في التعليم المصري يمثل جريمة تأتي على مستويين: الأول، “العام”، يتعلق بتخريب عقول أجيال من المصريين وتربيتهم على “التفكير” الغيبي اللاعقلاني غير الخلاق وإعدادهم ليكونوا “جنودا” مخلصين في خدمة دولة الفاشية الدينية.
لكن مثل هذه الجريمة، وإن دخلت تحت بنود مواثيق حقوق الإنسان وحقوق الطفل، علاجُها عادة في أيدي الشعوب ومفكريها وقادة الرأي فيها، وعقوبتها النهائية هي أن تتخلص الشعوب من حكامها وتستبدل بهم آخرين! وإذا عجزت عن ذلك، أو لم ترغب فيه، فهذه مشكلتها! وفي النهاية فإن الشعوب تستحق حكامها.
المستوى الآخر للجريمة، هو “الخاص” والمتعلق بما يتعرض له غير المسلمين، ويخضع لتوصيفات محددة في المعاهدة الدولية لحقوق الطفل (راجع المواد 29 و 30 إضافة إلى 2 و 8 و 14) والمعاهدة الدولية للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية (راجع المادة 13ـ أ) وإعلان حقوق الأقليات الذي تبنته الجمعية العامة للأمم المتحدة في ديسمبر 1992 (راجع المواد 1 و 2 و 4) والإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
لا يخالجنا شك، إذن، في أن المصائب التي يرتكبها النظام الحاكم في حق “رعاياه” الأقباط “كوم”، وما يجري في التعليم “كوم” آخر باعتباره جزءا من سياسة “تطهير ثقافي” (Cultural Cleansing or Cultural Genocide)[1]، وهو يمثل جريمة ضد الإنسانية لأنه يبدو مرتبطا برغبة في إذابتهم تماما. كل هذا يجعل العقدين الأخيرين ـ من هذه الناحية ـ أسوأ فترة في تاريخ الأقباط منذ غزو العرب لأن التعليم كان محايدا إلى حد كبير في العقود السابقة، وكان ـ كما ذكرنا ـ خارج سلطة الدولة تماما في العصور الأسبق؛ ولأن ما يجري يفوق حتى ما كان يُنَص عليه حتى في “أحكام أهل الذمة في ديار الإسلام” والذي لم يكن تتطلب أن يحفظ الذمي الآيات القرآنية والأحاديث.
سابعا: المطلوب عمله فورا لوقف الجريمة
إزاء اتضاح معالم هذه الجريمة متكاملة الأركان (الفعل ـ القصد ـ الجاني ـ المجني عليه ـ جسم الجريمة) وثبوتها، نطالب بالوقف الفوري لتدريس كافة أجزاء مقررات اللغة العربية ذات الصبغة الدينية، وأيضا عدم امتحان التلاميذ فيما تم تدريسه، تمهيدا لتعديل المقررات بصفة عاجلة بدءا من العام الدراسي المقبل. نقول “فورا” وليس في الخطة الخمسية القادمة، أو العام القادم، أو بعد انعقاد هذا المؤتمر أو ذاك، أو كجزء من “الخطة الشاملة لتطوير التعليم” (التي لا تعني عادة سوى المزيد من التخريب التعليمي)؛ كما نرفض التحايل على الأمر عبر محاولات من إياها ـ على طريقة “جلسات صلح العرب” التي تنصبها السلطات من آن لآخر ـ مثل إضافة إشارة للآخر الديني هنا أو هناك ذرا للرماد في العيون، مما لن يؤدي ـ في ظل الأوضاع الحالية ـ سوى لفتح الباب أمام المزيد من “المقارنات” البلهاء. (ولمن يرون أهمية أن يبدأ التلميذ المصري (المسلم) في التعرف على معتقدات الآخر، فلهذا أسلوب مختلف سنتعرض له لاحقا).
تنفيذ هذا المطلب العاجل أبسط مما يتصور البعض ـ فقط إذا توافرت “الإرادة السياسية”: فهو لا يحتاج سوى لأمر علوي واضح يحمل أمرا صريحا: “أوقفوا تدريس الدين في غير مقررات الدين”.
لكن برغم بداهة المطلب ووجه الاستعجال فيه، لا نتوقع من قوى الفاشية الدينية إلا أن تخوض معركة شرسة ـ في وقت يبدو أنها في طريقها لزيادة قبضتها على المؤسسة التعليمية كما تبين من خبر (الأهرام 5 يناير) يقول فيه وزير التعليم د. يسري الجمل أنه سيتم إرجاع العديد من الـمدرسين الذين يقومون بأعمال إدارية إلى التدريس “بفضل الكادر التعليمي الجديد” (؟!) لكن إذا تذكرنا أن الكثير من هؤلاء كانوا قد أُقصوا عن التدريس أيام الوزير حسين كامل بهاء الدين بسبب “ممارساتهم الأصولية”، من حقنا التساؤل إذا ما كان الأمر يدخل في إطار صفقة جديدة ترتبط “بمراجعات” الجماعات “الجهادية” التي أعلن عنها مؤخرا…
ثامنا: إذا تقاعست الدولة عن تحمل مسئولياتها
إذا لم تكن الدولة مستعدة لتلبية هذا المطلب البديهي بوقف الجريمة فورا، فالحد الأدنى هو أن يتمسك التلاميذ المسيحيون بالمبدأ فيمتنعون عن تلقي تلك الدروس الإجبارية في العقيدة الإسلامية أو الإجابة على أسئلة الامتحانات التي تحتويها؛ وإذا كانت النتيجة هي رسوب جماعي في مادة اللغة العربية، فليكن! وقد يكون في ذلك رسالة واضحة إلى الجميع.
ولا مفر، في نفس الوقت، من تضافر منظمات حقوق الإنسان المحلية والعالمية في القيام بحملة دولية عاجلة بهدف إجبار حكامنا على وقف هذه المهزلة الهمجية. فأركان الجريمة ثابتة، ونتيجة هذه الفضيحة العالمية ـ كما أكد لنا خبراء حقوق إنسان مرموقون ـ قد تصل إلى تجميد عضوية مصر في المجلس الدولي لحقوق الإنسان واليونسكو (مما لا نرجوه ولا نطلبه). والأمر يمكن أن يتعدى ما سيحدث لسمعة مصر، إلى ملاحقة الجناة الحقيقيين ـ أي ليس فقط “مؤلفي الكتب”، بل المسئولين على مختلف المستويات حتى قمة السلسلة ـ ومقاضاتهم بصفهم الشخصية. مع ملاحظة أن هذه النوعية من الجرائم، كما تدل ملاحقات زعماء يوغوسلافيا وليبيريا ورواندا، لا تسقط بالتقادم…
[ولا نعتقد في فاعلية ما تبين مؤخرا من مواهب يتمتع بها مسئولون عنتريون في الدولة المصرية التي تضرب عرض الحائط بالتزاماتها التعاقدية بالنسبة للاتفاقيات الدولية، وتبدو مستعدة لأن تتحدى أي من تسول له نفسه "بالتدخل في شئونها الداخلية"؛ وكأنها توارثت رعاياها أبا عن جد، ومن حقها أن تفعل بهم ما تشاء، كيفما تشاء، متى تشاء!]
تاسعا: مراجعات شاملة ضرورية
ندعو أيضا إلى مراجعة كافة المواد ـ وليس فقط اللغة العربية ـ لتطهيرها من الاختراق الديني. ونُذَكّر بأن التخريب الذي حدث حتى الآن لعقول أجيال من المصريين لن تذهب آثاره بغير مجهودات إعادة تأهيل جبارة.
فقط، من باب التكفير عن فعلة شنعاء وجريمة نكراء، نطالب القيام بأقصى سرعة بإدخال مادة “أخلاقيات” أو “إنسانيات” في مراحل التعليم المختلفة، تشكل الحصصُ المخصصةُ لها نصفَ حصصِ مادة الدين (وبالتالي نصف درجاتها)، ويَدرِسها الطلبة جميعا. وذلك بشرط أساسي هو أن يوكل الأمر للجنة يرأسها تربوي عقلاني مرموق، مثل د. كمال مغيث، يقوم باختيار أعضائها من بين مثقفين ومفكرين وتربويين متحضرين (أي من خارج دائرة الظلاميين إياهم)، مع الاستعانة بخبراء من فرنسا الكافرة أو تونس الشقيقة؛ تقوم بإعداد مقررات هذه المادة التي تهتم بشرح الأخلاقيات من المنطلق الإنساني العام، والتوكيد بشكل عقلاني متفتح على ما هو مشترك بين ثقافات وديانات العالم كله وعلى ما تقول به مواثيق حقوق الإنسان.
***
ختاما، إن كانت هناك أدنى نية لجعل المادة الأولى من الدستور المصري التي تجعل نظام الحكم يقوم على “أساس المواطنة” أكثر من مجرد حبر على ورق، هل لنا أن نحلم بأن تصبح المدرسة مكانا مشتركا للتعليم “المدني” الذي يهدف لتربية أجيال من المواطنين المتساوين، القادرين على التفكير العقلاني الخلاق، وأن تبتعد المقررات عن التديين التخريبي، وعن الادعاءات الشوفينية بأن “أحد الأديان” هو وحده الصحيح، وكل ما عداه باطل؟
البديل الآخر هو المشاركة في سرادق نتذاكر فيه محاسن (المحروسة سابقا) مصر.
ملحق:
نماذج للنصوص الدينية الإسلامية في مقررات اللغة العربية
هذه النماذج وُضعت تحت العنوان الأنسب، وإن كان هناك تداخل في التوصيف والتبويب، مُذكِّرين بأن تعليقاتنا ستبقى مقتضبة لمجرد لفت النظر إلى أهم النقاط، حتى وإن كان هناك الكثير جدا مما يمكن قوله…
أولا: الإسلام مصدر الفضائل، والمسلمون هم الأخيار وحدهم
1ـ الصف الثاني الابتدائي ـ الوحدة الثانية ـ الدرس الثالث “ازرع شجرة” ـ
أنشطة وتدريبات: اقرأ واحفظ وتعلم (في إطار ملون): [قال رسول الله (ص): "ما من مسلم يغرس غرسا أو يزرع زرعا فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة". رواه الشيخان].
* تعليق: ماذا عن غير المسلم إذا غرس أو زرع: هل له صدقة؟!!!
2ـ الصف الثاني الابتدائي ـ الوحدة الثالثة ـ الدرس الثالث “الطاووس المغرور”. أنشطة وتدريبات: “اقرأ واحفظ وتعلم” (في إطار ملون): [قال رسول الله (ص): "لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر". رواه مسلم].
* تعليق: هل الإسلام وحده لا يحب الكبرياء؟
3ـ الصف الثالث الابتدائي ـ الوحدة الأولى “مواقف وسلوكيات” ـ الدرس الثاني: “في الطريق”. من أهداف الدرس: يحفظ الحديث الشريف. أنشطة وتدريبات: اقرأ وتعلم واحفظ (في إطار ملون): [سئل رسول الله (ص) عن حق الطريق فقال: "غض البصر، وكف الأذى، ورد السلام، وإرشاد الضال" رواه البخاري].
* تعليق: هل الإسلام وحده يعرف هذه السلوكيات؟؟ لماذا لا يزور مؤلفو الكتاب اليابان ليتعرفوا على أرقى نماذج السلوكيات بين أناس لم يسمعوا عن “الإسلام”؟
4ـ الصف الثالث ـ الوحدة الثانية ـ الدرس الخامس: “نصائح غالية” ـ أنشطة وتدريبات: تدريب رقم 6: “أوصى الإسلام بعدم (الإكثار) من تناول الطعام” ـ اقرأ وتعلم واحفظ (في إطار ملون): [قال رسول الله (ص): "ما ملأ ابن آدم وعاءً شرّا من بطنه". رواه الترمذي].
* لا تعليق!!
5ـ الصف الرابع ـ الوحدة الأولى ـ الدرس السادس: “نصوص وتذوق ـ أمي”. معلومات وأنشطة إثرائية:
ـ قال تعالى في كتابه العزيز: “ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا”
ـ قال رسول الله (ص): “الجنة تحت أقدام الأمهات”
تدريبات: (6) اكتب لوحة تتضمن حديثا شريفا يدعو لتكريم الأم، ثم علق اللوحة في فصلك.
* تعليق: ألا توجد “بالديانات الأخرى” نصوص تستحق الذكر في هذا الموضوع؟
6ـ الصف الرابع ـ الوحدة الثالثة “الحِرَف قديما”.
من أهداف الوحدة: (8) يذكر حديثا يبرز قيمة الصدق.
* تعليق: لماذا الرجوع إلى النصوص الإسلامية لإبراز قيمة الصدق بينما الموضوع عن “الحِرَف والصناعات أيام قدماء المصريين”؟؟ وهل كان هؤلاء صادقين التزاما منهم بالإسلام؟؟؟
7ـ الصف الرابع ـ الوحدة الثالثة ـ الدرس الثالث: “نصوص وتذوق ـ الصدق”. [عن ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ عن النبي (ص) ـ قال: "إن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وإن الرجل ليصدق حتى يُكتب عند الله صدّيقا، وإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وإن الرجل ليكذب حتى يُكتب عند الله كذابا" (متفق عليه)]. الشرح. معلومات وأنشطة إثرائية:
ـ أعطت الأديان جميعا للصدق قيمة عظمى، وجعلته أساس التعامل الناجح بين البشر.
ـ وقد ورد في القرآن الكريم قوله تعالى: “يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا من الصادقين” (التوبة 119)
ـ عن أبي هريرة أن رسول الله (ص) قال آية المنافق ثلاث: “إذا حدّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا أؤتمن خان”.
* تعليق: فجأة، بعد أن يصل الطالب إلى الصف الرابع الابتدائي، يكتشف أن هناك “أديان” أخرى! حسنا: إذا كانت “الأديان جميعا” قد أعطت للصدق قيمة، فلماذا لا نجد نصوصا مقارنة منها؟؟
***
ثانيا: تأكيد المرجعية الدينية لكل شيء عبر حشر النصوص الإسلامية بدون مناسبة
1ـ الصف الثاني الابتدائي ـ الوحدة الثانية “بيئتي نظيفة” ـ الدرس الأول “أجمل مدرسة”. أنشطة وتدريبات: اقرأ واحفظ وتعلم (في إطار ملون): [قال تعالى: "اقرأ باسم ربك الذي خلق. خلق الإنسان من علق. اقرأ وربك الأكرم. الذي علم بالقلم. علم الإنسان ما لم يعلم". (سورة العلق: الآيات 1ـ5)].
* تعليق: الموضوع عن جمال المدرسة ونظافتها. ما هي علاقته بهذه الآيات؟
2ـ الصف الثاني ـ الوحدة الثالثة “حيوانات وطيور” ـ الدرس الرابع “البطة السوداء”. اقرأ وتعلم واحفظ (في إطار ملون): [قال رسول الله: "من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهّل الله به طريقا إلى الجنة" (غير مذكور من رواه)].
* تعليق: الموضوع حول أهمية العمل والتعاون. ما علاقته بالحديث؟ وهل سينطبق على أهل الغرب “الكافر” فيدخلون الجنة لأنهم سلكوا طريق العلم؟!
3ـ الصف الثالث ـ الوحدة الثانية “الغذاء والصحة” ـ الدرس الثاني: “تلوث الغذاء” ـ أنشطة وتدريبات (ص35) ـ اقرأ واحفظ وتعلم (في إطار ملون): [قال الله تعالى: "ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون". (الروم، الآية 41)].
* تعليق: ما علاقة الموضوع بالآية ـ خصوصا في سياق السورة؟
4ـ الصف الثالث ـ الوحدة الثانية ـ الدرس الثالث: “الجسم السليم” ـ أنشطة وتدريبات: “اقرأ واحفظ وتعلم” (في إطار ملون): [قال رسول الله (ص): "المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كلٍّ خيرٌ". رواه مسلم].
* تعليق: ما علاقة الجسم السليم بـ “القوة” التي يشير إليها الحديث؟ وما دوافع غير المؤمن لأن يكون له جسم سليم؟
5ـ الصف الثالث ـ الوحدة الثانية ـ الدرس الرابع: “عادات ضارة” ـ أنشطة وتدريبات: “اقرأ واحفظ وتعلم” (في إطار ملون): [قال الله تعالى: "يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين". (الأعراف، الآية 31)].
* تعليق: الموضوع عن العادات الضارة مثل أكل الطعام غير المفيد أو عدم مضغ الطعام أو الاقتراب من التلفزيون. ما علاقته بالآية؟ وماذا عن “بني آدم” الذين لا يذهبون للمسجد: من أين يأخذون زينتهم؟!
6ـ الصف الرابع ـ الوحدة الثالثة “الحِرَف قديما” ـ الدرس الأول: “الزراعة والصناعة في مصر الفرعونية”. معلومات وأنشطة إثرائية: عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله (ص): “ما من مسلم يغرس غرسا، أو يزرع زرعا فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة، إلا كان له به صدقة” (رواه البخاري). هذا الحديث الشريف يوضح أهمية الزراعة في حياة الإنسان…
* تعليق: ما علاقة الموضوع بالحديث؟ وكيف أجاد المصريون القدماء في الزراعة والصناعة وصنعوا أعظم حضارة عرفتها البشرية قبل أن يسمعوه؟ وماذا عن غير المسلم: ما مصير عمله إذا غرس أو زرع؟؟
7ـ الصف الخامس ـ الوحدة الأولى “معالم السياحة في مصر” ـ الدرس الثاني “قواعد نحوية ـ أدوات الاستفهام” ـ حوار بين كريم وعمر وبين عمر ووالده حول زيارة لشرم الشيخ في عيد الفطر بعد نهاية شهر رمضان. الأسئلة تتضمن عدد الخلفاء الراشدين، وموعد عيد الفطر وطريقة الاحتفال به.
* تعليق: ألا يزور خلق الله شرم الشيخ إلا في عيد الفطر؟ وما علاقة شرم الشيخ بعدد الخلفاء الراشدين؟
8ـ الصف الخامس ـ الوحدة الثانية “الأرض كوكبنا” ـ الدرس الثالث: “كيف نحافظ على الأرض؟”
متن الدرس: “(..) كذلك يمكن الإسهام بزراعة البيئة من حولك ودعوة أصدقائك إلى العمل من أجل المحافظة على الأرض نظيفة. وسبحانه القائل: ["ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون". (سورة الروم 41)].
* تعليق: ما علاقة الموضوع بالآية (في سياق السورة)؟ وأليست هناك دوافع أخرى للمسلم وغير المسلم للحفاظ على البيئة؟؟
9ـ الصف السادس ـ الوحدة الأولى “مجتمعنا” ـ الدرس الثالث ـ نصوص وتذوق: “إتقان العمل”. قصيدة للشاعر أحمد شوقي. معلومات وأنشطة إثرائية: (..)
ـ اذهب إلى المكتبة، وابحث عن آيات قرآنية أو أحاديث شريفة أو أشعار تؤكد قيمة العمل وسجلها لتعرضها على زملائك.
تدريب (4) اذكر من الأبيات ما يتفق مع كل مما يأتي:
ـ قال صلى الله عليه وسلم: “إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه”.
ـ قال تعالى: ["إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا" (الكهف 30)]
ـ قال تعالى: ["ومن يتق الله يجعل له مخرجا. ورزقه من حيث لا يحتسب" (الطلاق 2 و 3)].
* تعليق: حتى لو كان الدرس عن موضوع عام هو “إتقان العمل”، والنص قصيدة شعر، تُحشر النصوص الإسلامية حشرا ويطلب من التلاميذ البحث عن المزيد منها!!
10ـ الصف السادس ـ الوحدة الثالثة ـ “صحتي”: أهداف الوحدة: (…) يلتزم بأوامر الله، ويجتنب نواهيه
ـ الدرس الأول: “كيف يكون الطعام مفيدا“. معلومات وأنشطة إثرائية: ـ قال رسول الله (ص): “المعدة بيت الداء” وهو ما يشير إلى أن سبب غالبية الأمراض هو المعدة.
ـ الدرس السادس: “الصحة عنوان الحياة“. تدريب (11): اجمع بعض الآيات القرآنية والأحاديث النبوية والأقوال المأثورة التي تدعو إلى الصحة والقوة، وكون منها مقالا لمجلة المدرسة أو إذاعتها.
* تعليق: هناك الكثير.. فقط: لاحظ أن موضوع الوحدة هو “صحتي”، لكن هدفها هو “الالتزام بأوامر الله وتجنب نواهيه” (طبقا للإسلام طبعا!)
11ـ الصف الثاني الإعدادي ـ الوحدة الثالثة: “لرياضة أخلاق وبطولة” ـ الدرس الثاني: “أخلاق رياضية”
لقد حرص الإسلام على تربية النشء تربية رياضية وتربية عقلية (..) فقد قال رسول الله (ص): “اخشوشنوا فإن النعمة لا تدوم”. وها هو ذا عمر بن الخطاب (ض) يقول: “علموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل ورووهم ما يجمل من الشعر”
* لا تعليق!!
***
ثالثا: الإسلام أساس قيمة الناس وعلاقات المجتمع وليس المواطنة أو الإنسانية
1ـ الصف الرابع الابتدائي ـ الوحدة الأولى “أنت والأصدقاء” ـ الدرس الأول: “الصداقة” ـ معلومات وأنشطة إثرائية ـ من الأقوال المأثورة عن أهمية الصداقة:
ـ قال رسول الله (ص) “المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل”.
ـ “المرء يعرف بخلانه” الإمام على بن أبي طالب كرم الله وجهه.
تدريبات: رقم (9): اكتب حديثا شريفا يبين أهمية الصداقة على لوحة كبيرة ثم علقها في فصلك أو قم بإلقائها في إذاعة المدرسة.
* تعليق: المعنى الظاهر للحديث: على المرء ألا يصادق من يخالفونه في الدين (؟!)
2ـ الصف الخامس ـ الوحدة الثالثة “بيئتي” ـ الدرس السادس: “الجليس الصالح”ـ
أهداف الدرس: في نهاية هذا الدرس يستطيع التلميذ أن: يختار الصديق الصالح. يتجنب الصديق السيئ (..).
متن الدرس: (..) وقد شبه الرسول (ص) في هذا الحديث (النافع وغير النافع من الناس) بتشبيه جميل، تعال نقرأه سويا: [عن أبي موسى، عن النبي (ص) أنه قال: "إنما مَثَل الجليس الصالح، والجليس السوء محامل المسك، ونافح الكير، فحامل المسك إما أن يحذيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحا طيبة، ونافح الكير إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد منه ريحا خبيثة"]. شرح وتدريبات وأنشطة حول الحديث.
* لا تعليق!
3ـ الصف الأول الإعدادي ـ الوحدة الأولى “حب الوطن” ـ الدرس الأول: “وطني مهد الرسالات”
(..) ولمصر وسط هذا الوطن (العربي) المجيد موقع متميز، ومكانة عظمى، فكم عاش فيها من الأنبياء، وسار على أرضها من العظماء. وقد ذكرها الله في القرآن مرات عديدة، بالخير والأمن والهدى والنماء. وعلى أرضها عاش النبي إدريس (عليه السلام)، ومر بها “إبراهيم” أبو الأنبياء عليه السلام، وأهداه ملكها السيدة “هاجر” فتزوجها، وأنجب منها “إسماعيل” ـ عليه السلام ـ جد العرب، وإليه ينتهي نسب الرسول (ص)، وفي مصر عاش “يوسف” عليه السلام، وتولى أمر الزراعة والاقتصاد، وأرسل إلى أبيه “يعقوب” ـ عليه السلام ـ وإلى إخوته جميعا؛ ليقيموا معه في مصر، ويصف القرآن استقباله لإخوته وأبيه؛ حيث يقول تعالى: ["وقال ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين" (يوسف 99)].
وعلى أرض مصر، ولد “موسى” و “هارون” عليهما السلام وبعثا إلى فرعون، الحاكم الظالم، وعلى جبل “الطور”، كلم الله “موسى” تكليما، وعلى مقربة منه التقم البحر “فرعون” وجنوده، ولقد أقسم الله بهذا المكان المقدس، فقال تعالى: ["والتين والزيتون. وطور سينين" (التين 1:2].
كما عاش بها “عيسى” ـ عليه السلام ـ ، ابن السيدة الطاهرة العذراء “مريم” وانتشرت بين أهلها دعوته، وذاقوا في سبيل الإيمان بالله العذاب من الرومان الوثنيين. ولمنزلة مصر بين أخواتها، وصى بها رسول الله (ص) فقال: “إنكم ستفتحون أرضا يذكر فيها القيراط، فاستوصوا بأهلها خيرا، فإن لهم ذمة ورحما” (..)
وهكذا كانت مصر خادمة لدين الله، وحاضنة لأنبيائه، ومهدا لدعوتهم، ومددا لهم بالأتباع والجند والمناصرين، وشاركها في ذلك أبناء الأقطار العربية الأخرى، ولأن الله شرف مصر بهذه المنزلة، فقد نبه الرسول (ص) إلى دورها في الحفاظ على دين الله، ونشره وتعليمه، وحمايتها للأمة كلها، حيث قال (ص): “إذا فتح الله عليكم مصر، فاتخذوا فيها جندا كثيفا، فذلك الجند خير أجناد الأرض”. وقد قام أهل مصر بهذه المهمة خير قيام، ففيها الأزهر الشريف منارة العلم، ودار العلماء، وبها آلاف من العلماء والدعاة، وجيشها رد المعتدين والطامعين، ولا يزال يحمي ديار العروبة والإسلام حتى الآن.
* تعليق: ما أكثر ما يمكن قوله.. لكن هل أصبح دور الوطن في خدمة “دين الله” ونشره وتعليمه هو المهم؟
4ـ الصف الأول الإعدادي ـ الوحدة الأولى ـ الدرس الثالث: “طريق القوة والفلاح”:
كل أمة تود أن تحقق أهدافها، وتصل إلى أرقى درجات القوة والنجاح، ولا تستطيع ذلك إلا بجمع صفوفها وتوحيد كلمتها، لتكون على قلب رجل واحد، والآيات الآتية تدعو الأمة الإسلامية إلى ذلك. قال الله تعالى: ["واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون. ولتكن منكم أمة تدعو إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون" (آل عمران: 103ـ104)]. معاني المفردات والتراكيب: “واعتصموا بحبل الله”: تمسكوا بدين الله (..)
الشرح: يأمرنا الله ـ سبحانه وتعالى ـ أن نتمسك بتعاليم الدين، فهو الذي يجمع المؤمنين، ويربطهم برباط المحبة والأخوة، وينهانا عن التفرق؛ لأنه يؤدي إلى الضعف. ويطلب الله من المؤمنين أن يذكروا نعمة الله عليهم؛ إذ هداهم إلى الإيمان الذي جمعهم بعد فرقة، ووحدهم بعد الانقسام، لأن هذا التفرق يؤدي إلى معصية الله، وهذا العصيان يكون سببا في دخول النار، وقد كانوا على وشك ذلك، لكن الله أنقذهم من الوقوع في نار جهنم. وهكذا يبين الله للمؤمنين آياته لعلهم يهتدون إلى السراط المستقيم، ثم يأمرهم بواجب الدعوة إلى الله، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهؤلاء هم الفائزون.
تدريبات (حول تفسير الآيات)
* تعليق: الأمة في نظر هذا الدرس هي الأمة “الإسلامية” حيث الدين يجمع المؤمنين ويربطهم معا. ما الذي يربط “المواطنين” معا؟؟
5ـ الصف الأول الإعدادي ـ الوحدة الثانية “المسئولية واجبات وحقوق” ـ الدرس الثاني “مارية القبطية”
ماذا نتعلم في هذا الدرس؟ ـ قصة ماريا القبطية ـ الصبر عند الشدائد ـ أهمية ترابط المسلمين والأقباط. القضايا المتضمنة: الوحدة الوطنية.
في قرية من قرى الصعيد في مصر ولدت “مارية بنت شمعون”، وأمضت بها طفولتها الأولى قبل أن تنتقل ـ وهي في مطلع شبابها ـ إلى قصر “المقوقس” عظيم القبط بصحبة أختها “سيرين”. وهناك سمعت “مارية” بظهور نبي في جزيرة العرب، يدعو إلى دين جديد، فقد كانت في القصر حين وفد “حاطب بن بلتعة” مبعوث النبي (ص) إلى “المقوقس” يحمل إليه رسالة من النبي (ص) يدعوه فيها إلى الدخول في الإسلام، وقرأ “المقوقس” الرسالة، ثم طواها في عناية واحترام، والتفت إلى “حاطب” يسأله أن يحدثه عن ذلك النبي العربي، ويصفه له، فلما فعل، فكر المقوقس مليا ثم دعا كاتبه فأملى عليه هذا الرد: “..أما بعد، فقد قرأت كتابك، وفهمت ما ذكرت فيه، وما تدعو إليه.. وقد بعثت لك ببعض الهدايا؛ وجاريتين لهما مكانة عظيمة عندنا، وهدايا أخرى من خيرات مصر، والسلام عليك”. (..)
وانطلق “حاطب” عائدا إلى النبي (ص) محملا بالهدايا، ومعه “مارية” وأختها “سيرين” حتى وصل الركب المدينة (..) وتلقى النبي (ص) كتاب “المقوقس” وهدية مصر..، فوهب أختها “سيرين” لشاعره “حسان بن ثابت” ومضت الأيام، وقد طاب “لمارية” المقام في كنف النبي (ص) ورعايته.
وقد وجدت السيدة (مارية القبطية) في الرسول (ص) الصاحب والأهل والوطن، وشاء لها الله أن تحمل في “إبراهيم” (تفاصيل قصة ميلاده وموته) ثم لحق الرسول بالرفيق الأعلى، وعاشت “مارية” من بعده خمس سنوات منقطعة للعبادة لا تكاد تلقى غير أختها “سيرين”.
وماتت السيدة “مارية” وحسبها بعد هذا كله أن دعمت الصلة بين المسلمين وأهل الكتاب؛ وبين مصر والحجاز وجعلت النبي (ص) يوصي أمته بقوم “مارية” قبط مصر فيقول: “الله الله في أهل الذمة، فإن لهم نسبا وصهرا”. وقال: “استوصوا بالقبط خيرا، فإن لهم ذمة ورحما”. ولقد ترك النبي (ص) هذه الوصية ميراثا بعده، يعمل به المسلمون.
تدريبات: (7): اذهب إلى مكتبة المدرسة أو الحي واكتب موضوعا عن دخول الإسلام في مصر.
* تعليق: بغض النظر عن تاريخية تفاصيل القصة، فما أكثر ما يمكن قوله… فقط: هل تستند “الوحدة الوطنية” في مصر إلى زواج جارية قبطية من الرسول؟ ماذا لو لم تكن هناك “مارية”؟ الرسالة الواضحة ـ إضافة للعديد من الإيماءات ـ هي أن حقوق القبط ليست كونهم مواطنين، بل لأن الرسول أوصى بهم!
6ـ الصف الثاني الإعدادي ـ الوحدة الأولى “الإنسان والمستقبل” ـ الدرس الثاني: “التربية من أجل المستقبل”.
ماذا نتعلم في هذا الدرس؟ 1ـ موقف الإسلام من الطفولة ومن رعاية الأطفال. 3ـ سبب تسمية ابن عباس بحبر الأمة وترجمان القرآن. 4ـ حديث الرسول (ص) إلى ابن عباس.
متن الدرس: تربي الدول أبناءها ليواجهوا المستقبل باحتمالاته المتعددة (..) وقد كان الإسلام سباقا إلى الاهتمام بمستقبل الطفولة ورعاية الأطفال. وفي هذا الحديث يعلم النبي (ص) عبد الله بن عباس ـ رضي الله عنهما ـ كلمات، وكان ابن عباس لا يزال غلاما صغيرا، ولكنه وعى هذه الكلمات وعمل بها؛ حتى لقب بحبر الأمة وترجمان القرآن.
(في إطار ملون): [عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: "كنت خلف النبي (ص) يوما، فقال: يا غلام إني أعلمك ك
ساحة النقاش