كيف تربى أولادك بعد الثورة؟ كتب نوران عبدالحميد ١٦/ ٤/ ٢٠١١ كُتب كثيرا عن الثورات، ولكن، لم نر كيف تكون مشاعر الثوار وكيف تظهر أخلاقهم فى مثل تلك اللحظات، حتى جاءت ثورة يناير بكل ما فيها من قيم لتطرح أسئلة ليست فقط سياسية ولكن أخلاقية فهل هى أيضا ثورة أخلاق وتربية ستعيشها أجيال مختلفة فيما بعد؟ يقول الدكتور محمد أبوفرحة، خبير التنمية البشرية والتربية، لقد تأكدت الآن أن أولادنا هم رأس مالنا الحقيقى وفهمت أن بلدى موجود بأولاده وأزددت إيمانا بأن الله وهبنا الحياة لهدف واضح ومحدد هو تعميرها وفق منهج سليم، أهم ملامحه التواصل والتفاهم. فلقد أظهرت الأحداث الأخيرة مدى حاجة الأولاد، الذين سيصبحون بعد سنوات قليلة شباباً، إلى التواصل معهم ومعرفة أفكارهم، فغياب التواصل فى البيت أو المدرسة جعل المواقع الاجتماعية بديلاً للتواصل الأسرى ودهش الجميع عندما خرج عالم شباب الإنترنت بصورة لم نكن نتخيلها بمفاهيم غيرت المجتمع وأذهلت العالم. الحوار الديمقراطى. لقد انتهى عصر الإملاءات، فالحوار مع الأبناء يجب أن يبنى على الصدق واحترام أرائهم مع إعطائهم فرصة للتعبير عن أنفسهم، فالأولاد الآن لديهم مصادر ثقافة متعددة وسعت مداركهم لذلك، من الضرورى مناقشتهم وعدم الاستخفاف بهم وإعطاؤهم أوامر بلا داعى، فتتكون قدرتهم على تقبل كل الآراء. المصداقية. بأن يفعل الأب والأم ما يقولان، حتى لا تضيع ثقة الأبناء فيهما، ففاقد الشىء لا يعطيه فلن تستطيع أن تعلم ابنك الإيجابية وأنت سلبى بل ستعلمه العناد والكبر. اتقان العمل. ففى السنوات المقبلة لن يكون العمل مجرد وظيفة بل رسالة لتحقيق نهضة من أجلها قامت هذه الثورة، فتربية الأولاد على أن لهم دوراً فى المستقبل سيزيدهم احتراماً للذات وانتماء للوطن، ويخلق لديهم الطموح. زرع الكرامة. بمعنى، ألا يقبل أن يهان أو يعتدى على حقه أو يساق بلا تفكير، ولكن فى نفس الوقت ألا يتصادم ولا ينسى حدود الأدب واللياقة خاصة مع الكبار حتى وإن اختلف معهم بل يستعيد حقه ويجبر الناس على احترامه. روح الإصرار والعزيمة فيتعلم ألا ييأس مهما طال الوقت فهو قادر ويستطيع أن يكون الإنسان الذى يتمناه فيغير نفسه ومجتمعه إلى الأفضل ولا ييأس. التعاون والتعارف. فقد عشنا سنوات كجزر منعزلة لا يعرف الجيران بعضهم، فمن المهم أن ينشأ الأبناء على فكرة المشاركة والتوحد مع المجتمع وكل أحداثه، ليصبح إيجابياً وفعالاً فلا يرضى أن يعيش على الهامش. احترام القيم والمبادئ. فلن نستقيم فقط بالنجاح المادى، ولكن بألا ننسى الأخلاق فيثق الجيل الجديد بأنه فى النهاية لا يصح إلا الصحيح مهما طال الوقت واختلطت المفاهيم.
الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
4,796,021
ساحة النقاش