كتب - حسن فتحي:
تمني بعض المشاركين في أول مؤتمر لأمراض الكبد ينعقد بعد ثورة25 يناير, الاستفادة من الزخم الإعلامي الذي أحدثته الثورة لتشجيع كافة الجهات الدولية علي تقديم الدعم المادي والتقني لمحاصرة الفيروسات الكبدية,
والتي تتصدر قائمة مشكلاتنا الصحية, مستفيدين في ذلك بإدراج مشكلة الفيروسات الكبدية علي قائمة الوبائيات العالمية. جاء ذلك خلال المؤتمر السنوي الرابع عشر للكبد والجهاز الهضمي الذي نظمته الجمعية المصرية لأمراض الكبد والجهاز الهضمي والأمراض المعدية بالفيوم, باعتبارها من أكثر المحافظات احتياجا لتقديم خدمة طبية وتعليما طبيا مستمرا, بحضور أكثر من 150 أستاذا واستشاريا من الجامعات المصرية والقوات المسلحة ومعاهد البحوث, والذي استهل محاضراته بتقليد متميز بندوة ثقافية تحدث فيها السفير جمال بيومي والسفير أحمد الغمراوي والدكتور أحمد الجارم عن رؤيتهم لحاضر ومستقبل مصر بعد ثورة 25 يناير.
ناقش المؤتمر, كما أوضح الدكتور عمر هيكل أستاذ الكبد والجهاز الهضمي ورئيس المؤتمر, التهاب الكبد الفيروسي سي والاستقصاء البحثي الذي قامت به المستشفيات ومراكز البحوث, والذي يوضح طبيعة الالتهاب الكبدي سي في مصر, حيث تصل نسبته الحالية إلي 12% في المتوسط, وتصل نسبة انتشار الفيروس في المرحلة العمرية 50 ـ60 سنة إلي أكثر من 30%, في حين تتراجع إلي أقل من 5% في السن الصغيرة بين 10 ـ15 عاما. وحذر الدكتور عمر هيكل من عدم تقيد جميع المراكز الصحية والمستشفيات بالقري بالقواعد الأساسية لمنع انتشار العدوي بالفيروس سي, حيث يتم استخدام المحاقن لأكثر من مرة, كما أن بعض المعتقدات الموجودة في المجتمع مازالت تمثل أحد مشاكل العدوي بالفيروس مثل عادات الختان الجماعي والحلاقة والوشم في المواسم والأعياد, مشيرا إلي الأبحاث التي توضح أن الإصابة بالالتهاب الكبدي الفيروسي سي تحتاج إلي كمية كبيرة من الفيروس لكي يتم نقل العدوي.
والكبد الدهني الذي يعانيه كثير من المصريين, كان موضع محاضرة الدكتور حسني سلامة أستاذ الكبد والجهاز الهضمي بطب القاهرة, موضحا أن الكبد الدهني من الإصابات الآخذة في الانتشار لعدة عوامل أهمها السمنة المفرطة والسكر وارتفاع الدهون الثلاثية في الدم بالإضافة إلي بعض الأدوية التي قد تحدث هذه التغيرات مثل بعض المسكنات وأدوية الروماتيزم خاصة الكورتيزون, والعديد من الحالات يكون الكبد دهنيا وغير مصحوب بمشاكل صحية, ولكن هذا الكبد الدهني حساس لأي عوامل قد تؤثر علي الكبد مثل الأدوية أو الإصابات الفيروسية, مما قد يدفع هذا الكبد إلي التطور من حالة الكبد الدهني إلي الكبد الدهني الملتهب NASH وأيضا قد يتطور إلي تليف وفشل كبدي.
وإذا تصادف أن هناك عدوي بفيروس سي, فإن هذا الكبد الدهني, طبقا لتأكيدات الدكتور حسني سلامة, يؤثر ويتأثر بهذه الإصابة, حيث أن وجود الدهون بكثرة داخل الكبد تعجل من التأثير الضار للفيروس سي وتعوق استجابته للأدوية بنسبة 40 ـ60%, كما أن الإصابة بفيروس سي قد تكون زيادة في نسبة الدهون داخل الكبد, ما يعني أنها علاقة مزدوجة بينهما, فقد اكتشف العلماء أن هناك دهون كبد تنتج عن الإصابة بفيروس سي من النوع الثالث, وعلاج هذا الفيروس يقضي علي الدهون, كما ثبت أن اكتشاف وجود فيروس سي من النوع الرابع المنتشر في مصر مع وجود عيوب في التمثيل الغذائي يؤدي إلي حدوث الكبد الدهني, وعلاج الفيروس هنا لن يخفف من الدهون, لكن علاج الدهون سيزيد نسبة الاستجابة لعلاج الفيروس. وحول الكشف المبكر عن أورام الكبد, تحدث الدكتور محمد كمال شاكر أستاذ الكبد والجهاز الهضمي بطب عين شمس, مشيرا إلي الحملة القومية للكشف المبكر عن سرطان الكبد التي أطلقتها الجمعية المصرية لسرطان الكبد العام الماضي من خلال مراكز علاج الفيروسات الكبدية التابعة للجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية, حيث تم وضع آليات تفعيل هذه الحملة مع انطلاق هذه المراكز المجهزة بالأجهزة والكوادر الطبية المدربة, بهدف اكتشاف البؤرة الكبدية مبكرا.
ويوضح الدكتور شاكر أن هناك حالات يتم وضعها ضمن برنامج الكشف المبكر لأورام الكبد وهم مرضي التليف ومريض الفيروس بي حتي ولو لم يكن مصابا بالتليف ومرضي الفيروس سي الذين يعانون من درجة عالية من التليف والمرضي الذكور فوق سن الـ50 والمرضي الذين لديهم تاريخ عائلي للإصابة بأورام الكبد, وقد تم وضع خطوط إرشادية من خلال جمعية سرطان الكبد للاكتشاف المبكر لهذه الحالات بعمل موجات صوتية والكشف عن الفابيتوبروتين كل 4 أشهر.
ساحة النقاش