جدل مفيد حول قانون جديد!
برغم الجدل المحتدم حاليا حول مشروع القانون الجديد بتجريم الاحتجاجات والاعتصامات, فإن هذا الجدل يعد ظاهرة صحية ومفيدة, وذلك لسببين: أولهما: أنه( أي الجدل) إيذان بانتهاء ذلك العصر الذي كانت القوانين تصدر فيه وتفرض دون أخذ الرأي والمناقشة.
وثانيهما: أن الجدل حول هذا القانون هو بداية لجدل آخر سيتكرر في قادم الأيام حول كل الأمور, صغيرها وكبيرها, وبالتالي فإنه فرصة للتعلم والتدريب علي الديمقراطية الحقة!
فإذا أتينا إلي هذا القانون تحديدا, فإن ثمة وجهتي نظر حوله, الأولي: تري أنه ضروري جدا في هذه المرحلة من تاريخ البلاد, حتي تستقر العملية الإنتاجية, ويقول أصحاب هذه الرؤية: إن المطالب الفئوية المتعددة في المجتمع الآن لا يمكن أن تتحقق في ظل مجتمع مضطرب متوتر غاضب, بل يجب أن نعطي أنفسنا فرصة للهدوء حتي تدور عجلة الإنتاج, وبالتالي نجد من الموارد ما ننفق منه علي تحقيق هذه المطالب, ويشير أصحاب وجهة النظر تلك إلي أن الذي صبر30 سنة يمكنه الصبر عدة أشهر, وأنه لا يمكن لكل المطالب أن تتحقق دفعة واحدة.
ويستند هؤلاء في حجتهم إلي أن قطاعا عريضا من الجمهور المصري يريد الاستقرار.
غير أن هناك وجهة نظر أخري, وفريقا آخر يخشي أن يكون هذا القانون مقدمة لتكميم الأفواه, والتضييق علي الحريات, ويتساءلون: إذن لماذا قامت الثورة؟ علي كل حال إن لكلا الرأيين وجاهته, وقد أكدت حكومة عصام شرف أن القانون لن يتعرض أبدا للحريات, بل سيتم تطبيقه فقط علي الخارجين علي القانون المشاغبين, هواة الهدم والتخريب, أما الاعتصامات السلمية المنطقية فلن يتعرض لها أحد, وفي كل الحالات فإن الحوار هو السبيل الوحيد للوصول إلي حل بشأن هذا القانون الجديد.
ساحة النقاش