الهام الحجر
بعد أن وقف أطفالنا في اللجان الشعبية للدفاع عن بيوتهم, وشاركوا في الثورة, عادوا إلي مدارسم وهم أكثر اعتزازا بمصريتهم
وثقة في أنفسهم وأكثر قدرة علي المشاركةفي كل ما يهم مجتمعاتهم وشارعهم ومدرستهم.وهذا ما يوضحه الدكتور عادل مدني أستاذ الطب النفسي بطب الأزهر, مؤكدا أن الثورة جعلت اطفالنا أكثر انتماء لبلدهم وأسرتهم وبيتهم ومدرستهم, وهذا الشعور بالانتماء مهم جدا, فالانتماء مرادف للوطنية أيضا.
فالطفل اليوم متسامح مع زميله وصديقه ومتعاون معه في المدرسة ومتعاون مع أمه, والطفلة التي كانت غير معتادة علي ترتيب بيتها ونظافته أصبحت حريصة علي ترتيب وتنظيف حجرتها, كما شاركت في تنظيف الشوارع وطلاء الرصيف, هذه الصفات الجميلة تنتقل تلقائيا بعد ذلك لوطنها الأصغر أي بيتها.
ويضيف الدكتور عادل مدني أن الثورة زرعت في نفوس أولادنا الثقة بالنفس وجعلتهم فخورين أمام زملائهم العرب بأنهم مصريون لدرجة أنني شاهدت طفلا يقول لصديقه هذه الجملة التي شدتني وأعجبتني بشدة: أنت تبكي ليه يا ابني أنت مصري فالطفل اصبح عنده الثقة بالنفس منذ مولد الثورة وكأنه ولد من جديد, ويضيف ان هذه الروح يجب أن تنعكس علي التعليم وان يحرص الطفل علي إنجاز الواجبات اليومية والتميز لأن كل طفل اصبح عنده الإصرار والعزيمة لأن يصبح له شأن ويشارك في بناء بلده.
وقال إن الثورة زرعت في الأولاد حبهم لمدرستهم والانتماء لها واحترامهم للمدرسين, وأصبح كل طالب يشعر ان له ذاتا وشخصية مستقلة في المذاكرة والمحافظة علي المدرسة, والكثير منهم قاموا بطلاء حوائط المدرسة وزرعوا الاشجار والزهور في حديقتها ونظفوا فناء المدرسة ووضعوا لافتات تدعو إلي عدم القاء أي شيء علي الأرض, أي أن الثورة غيرت عادات وسلوك أولادنا وزرعت فيهم روح التعاون والانتماء لبلدهم مصر ووطنهم الصغير البيت والمدرسة.
ساحة النقاش