بقلم : محمد حبيب
من اليوم عهد جديد.. ومولود جديد نريد له الحياة الكريمة.. نربيه ونعلمه.. نثقفه ونؤكد للمحيطين له أن العلم هو سبيله الوحيد للتطور والنمو.. أحلام عديدة تمنيناها.. ووعود كثيرة عشناها.. واليوم أصبح الجميع يحلم أيضا بالغد والمستقبل.
من اليوم يجب أن نفكر كيف سنبني مصر الحديثة.. بالعلم أم بالجهل.. بالفهلوة أم بالتكنولوجيا.. بالمعامل والأفكار والمراكز البحثية العلمية أم بالغرف المغلقة وقرارات تحت الترابيزة والتسلط.
من اليوم يكون القرار للشعب وليس للحكام والمتسلطين وأنصاف المتعلمين والجهلاء والمسنودين علي أحزاب هشة.. ومراكز ومناصب عفي عليها الزمن.
من اليوم لن يكون للمنصب أي قيمة.. وأن إرادة الأمة والشعب والأفراد هي الصوت الأعلي والأوحد.. وعلي الجميع أن ينصت وأنها ثورة شعبية غيرت مصر والأمة العربية والعالم.. هي الجديدة في كل شيء.
من اليوم يجب علي العالم أن يعرف أن هناك مصريا يقف أمام التاريخ ليبلغه أن المستقبل يجب أن يتغير كما غيرناه مع حرب السادس من أكتوبر.. وأن المصري لن يستعبد بعد اليوم.. سواء داخل أرضنا الغالية أو في الدول العربية أو في العالم.. وأنه يحمل بطاقة قومية تعني أنه مصري غالي الكرامة صاحب القرار.. ومعه جواز للسفر يجب أن يحترمه العالم ويقف أمامه تقديرا واحتراما لثورته الجديدة والحديثة علي العالم والتي لم يشهدها التاريخ من قبل.. وأن المصري له قوة وعظمة وفكر وأحلام ومستقبل يصنعه بنفسه وليس بقرارات حكام أو بصناعة دول.
من اليوم سنبلغ أولادنا أن غدا قد بدأ.. وأن المستقبل والأحلام لهم فقط ولن نخاف أن نتركهم إلي عالم آخر ونحن مرعوبين أو خائفين علي مستقبلهم.. سيجدون العلم والتعليم والتكنولوجيا في أيديهم.. والسكن لن يكون لأبناء أصحاب السعادة.. وأن المراكز والمناصب للموهوبين والمجتهدين فقط.. وأن من يريد أن يعرف طريقه إلي المستقبل عليه أن يبذل الجهد.
من اليوم سنقول للشباب والأبناء مستقبلكم سوف يكون بأيديكم وليس بيد الآخرين.. احلموا وفكروا وابتكروا واصنعوا وابذلوا الجهد وستجدوه أمامكم.. ولن يكون بجواركم الجهلاء وأنصاف المتعلمين ممن يصنعهم الأمن أو الحزب أو الوزراء وأصحاب المال.. الواسطة أخذت إجازة طويلة بل تم دفنها في مقابر مزبلة التاريخ.
من اليوم سنبدأ حياة جديدة مع عهد جديد لن نتركه دون أن يشارك في رسمه أطفال وفتيان وفتيات وشباب ورجال ونساء وعواجيز.. لن نترك غيرنا يرسم لنا العهد الجديد. ولن نعطي الإشارة إلي المسئولين بالتحدث بدون إذن مسبق منا.. سنختار الغد والمستقبل من أجل أبنائنا وأحفادنا وأحفاد أحفادنا بدلا من يحملونا المسئولية بأن حطمنا أحلامهم وآمالهم ومستقبلهم.
من اليوم لن يكون هناك أسياد وعبيد.. بل شعب واعد واع له كل تقدير واحترام.. من يجلس علي كرسي من رئيس الجمهورية أو وزير أو غفير سيجلس لخدمة الشعب وليس لخدمة نفسه.. ونحدد له واجباته ومسئولياته ونحاسبه.
من اليوم يقول الشعب كلمته ويتحدث ويقرر والجميع يستمع.. إننا في عهد جديد.. رسالة جديدة.. أحلام وفكر وطموح وعلم حتي لا يحاسبنا أولادنا علي مستقبل قتلناه بأيدينا.
ساحة النقاش