أكدت لجنة من علماء التغير المناخى بالأمم المتحدة، فى بيان صحفى، الخميس، أن حوالى 220 مليون مواطن أفريقى، سيواجهون نقصاً إضافياً فى إمدادات المياه بحلول عام 2020. وتوقع الخبراء المشاركون فى مؤتمر التغيرات المناخية، الذى تجرى فعالياته حاليا بمدينة كانكون المكسيكية، تعرض الدول التى تقع على مصبات الأنهار، مثل نهر النيل، وفى منطقة الصحراء الكبرى لـ«الفقر المائى»، محذرين من انخفاض نصيب المواطن المصرى من المياه إلى أقل من 400 متر مكعب من المياه بحلول عام 2050، بدلاً من 750 متراً مكعباً حالياً، فيما تُعرف الأمم المتحدة الدول التى تعانى من الفقر المائى بتلك التى يقل فيها نصيب الفرد عن 1000 متر مكعب من المياه.

كما ناقشت اجتماعات اللجان الفنية بالمؤتمر احتمالية زيادة خريطة الأمراض الوبائية على المستوى العالمى بسبب التغيرات المناخية، وحذرت من انتشار أكثر من 12 مرضاً «فتاكاً» فى العديد من دول العالم ويأتى فى مقدمة هذه الأمراض «أنفلونزا الطيور، وحمى الوادى المتصدع، والكوليرا، والطاعون، والحمى الصفراء، والسل، وداء النوم». وطالبت لجنة علماء التغير المناخى خلال مشاركتهم فى الاجتماعات بضرورة مراجعة الاستخدامات الحالية للمياه والتركيز على تلبية احتياجات مياه الشرب والحد من استخدام المياه فى زراعة محاصيل شرهة للمياه مثل «الأرز، وقصب السكر، والموز»، مشيرين إلى تعرض عدة دول، منها مصر، إلى زيادة مساحات التصحر، وتهديد التنوع البيئى بها بسبب الآثار السلبية للتغيرات المناخية.

من جانبها أكدت مصادر مصرية رفيعة المستوى مشاركة فى المؤتمر، أن مصر تحتاج لاعتمادات تصل إلى 23 مليار جنيه لتنفيذ مشروعات من شأنها التأقلم مع التغيرات المناخية فى القطاع الزراعى، ومنها استنباط سلالات من المحاصيل الزراعية تتحمل «الجفاف، وارتفاع درجات الحرارة، وملوحة التربة» للحفاظ على الإنتاجية الحالية لهذه المحاصيل.

وكشفت مصادر رسمية لـ«المصرى اليوم» عن أن مصر ستعرض رؤيتها للتأقلم والتكيف مع التغيرات المناخية، من خلال تنفيذ عدد من الخطط فى قطاعات الزراعة والرى، للحد من تأثير التغيرات المناخية على مصر، إلا أن عدداً من الخبراء شككوا فى قدرة الدولة على توفير هذه الاعتمادات حاليا، متوقعين أن تلجأ مصر إلى البحث عن تمويل من الجهات المانحة، أو قروض ميسرة لحل أزمة نقص الاعتمادات المالية.

وشدد خبراء فى التغير المناخى على ضرورة أن تقوم الحكومة المصرية بزيادة الاعتمادات المالية بصورة عاجلة للمراكز البحثية للمساهمة فى تنفيذ مشروعات التكيف مع التغيرات المناخية، والبدء فى خطة أخرى لاستكمال منظومة حماية الشواطئ المصرية الواقعة فى شمال الدلتا، لتجنب الارتفاع المتوقع فى منسوب مياه البحر المتوسط، واختلاط مياه البحر المالحة مع الخزان الجوفى العذب فى شمال الدلتا، بالإضافة إلى مراجعة المشروعات الاستثمارية فى المناطق «الهشة»، وهى المناطق الأكثر تعرضاً للتأثيرات السلبية للتغيرات المناخية، لضمان استدامة التنمية فى هذه المشروعات.

وفى سياق متصل أعلنت جمعية الحفاظ على الحياة البرية العالمية عن تعرض العالم لـ12 مرضاً مميتاً، بسبب الآثار السلبية للتغيرات المناخية، ودعت الجمعية إلى مراقبة أفضل لصحة الحيوانات البرية للمساعدة فى إعطاء إنذار مبكر بشأن كيفية انتشار العوامل المسببة للمرض مع الارتفاع المتوقع فى درجة حرارة الأرض بسبب تزايد ظاهرة الاحتباس الحرارى التى يتعرض لها العالم حاليا. وأصدر البنك الدولى، الخميس ، تقريراً جديداً يحمل فيه الزيادة السكانية فى المدن المسؤولية عن تزايد الانبعاثات الحرارية فى العالم، موضحاً أن تكلفة التكيف مع التغيرات المناخية بسبب سكان المدن تتراوح ما بين مليار و100 مليار دولار سنويا.

وطالب التقرير الحكومات بتغيير منظومة العمل فى المدن لتقليل الانبعاثات فيها بسبب تزايد الاستهلاك البشرى للوقود «البترول»، الذى يعد أحد أسباب زيادة الانبعاثات الحرارية عالمياً، مشيرا إلى أهمية تنفيذ حزمة من السياسات العامة لتطوير المجتمعات المحلية والإدارة الجيدة للمدن كثيفة السكان.

وأشار التقرير إلى وجود 8 مدن تتزايد فيها الانبعاثات الحرارية ومعدلات التلوث وهى «نيويورك، ومكسيكو سيتى، وعمان، وساوباولو، وبرشلونة، ودنفر، وريودي جانيرو، وبانكوك»، مؤكداً استعداد البنك لمساعدة «القاهرة، ومكسيكو سيتى، وبانكوك»، فى تمويل مشروعات من شأنها تقليل الانبعاثات الحرارية وتنفيذ برامج للحد من تلوثها.

واعتبر تقرير رسمى أصدرته منظمة الأرصاد الجوية العالمية، التابعة للأمم المتحدة، أن العام الجارى (2010) واحداً من أكثر 3 أعوام ارتفاعاً فى درجات الحرارة، منذ بدء تسجيل درجات الحرارة عام 1850 مما يعد دليلاً لا يقبل «التشكيك» فى حقيقة ظاهرة التغيرات المناخية، لاسيما أن العام الحالى يأتى فى نهاية عقد شهد ارتفاعات قياسية فى درجات الحرارة تسببت فى سقوط أعداد كبيرة من الوفيات وبخاصة فى القارة الأوروبية.

وأعلنت المنظمة هذه البيانات فى مؤتمر صحفى عقدته مساء الخميس ، على هامش مؤتمر الأمم المتحدة للتغيرات المناخية، الذى تجرى فعالياته حالياً بمدينة كانكون المكسيكية بحضور 192 دولة من جميع أنحاء العالم بهدف مواجهة ظاهرة الاحتباس الحرارى.

وكشف رئيس منظمة الأرصاد الجوية العالمية، مايكل جارود، أن العام الجارى يتفوق حتى الآن فى ارتفاع درجات الحرارة بمعدل بسيط عن عامى 1998 و2005، وهما أكثر عامين حرارة، موضحاً أنه قد يتراجع إذا شهد شهر ديسمبر الحالى موجات من البرودة.

azazystudy

مع أطيب الأمنيات بالتوفيق الدكتورة/سلوى عزازي

  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 151 مشاهدة
نشرت فى 8 فبراير 2011 بواسطة azazystudy

ساحة النقاش

الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي

azazystudy
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,794,402