حنان المصري
أكدت دراسة اقتصادية أجراها الباحث علاء حسب الله عضو مجلس إدارة الجمعية العلمية للصناعات الغذائية بالاسكندرية أن مصر مقبلة علي أزمة طاحنة في أسعار المواد الغذائية
بدأت ملامحها مع بداية هذا العام بالارتفاع الجنوني في أسعار السكر, وأشارت الدراسة إلي أن مصر مقبلة علي أزمة كبيرة في أسعار القمح وغيره من المواد الغذائية.
بداية نشير إلي تحذير خطير اطلقه روبرت زوليك رئيس البنك الدولي بأن عام سنة2011 سيشهد ارتفاعات قياسية في أسعار الغذاء خاصة في منطقة الشرق الأوسط ودول أفريقيا بسبب نقص الإمدادات الغذائية وارتفاع تكاليف الطاقة والنقل... مؤكدا اننا علي مشارف ارتفاع مفزع للأسعار خاصة القمح الذي يمثل عصب الغذاء والذي يشهد ارتفاعا جنونيا منذ بداية هذا العام...
أيضا هناك زيادة كبيرة في أسعار المحاصيل الاساسية التي ارتفعت بنسبة تتراوح ما بين6% و35% وحذرت الدراسة أن مصر ربما تعيش أزمة شديدة في توفير الاغذية... وقد تتعدي هذه الخطورة ما حدث عامي2007 و2008 في أزمة الغذاء الكبري والتي شهدت وقوع15 ضحية في طوابير الخبز.
وقد أشارت الدراسة إلي تقرير أمريكي يحذر من انخفاض حاد في إمدادات الغذاء خلال السنوات القليلة القادمة بسبب التغيرات المناخية التي يشهدها العالم حاليا وخلال العامين الماضيين والتي أدت إلي ارتفاع أسعار المواد الغذائية إلي قرابة الثلثين.
كما أشارت منظمة الفاو إلي انقراض مايزيد علي75% من المحاصيل الغذائية واحتمال قفز هذا المعدل إلي97% بحلول عام 2055في ظل الاتجاه العالمي المتزايد لاستخدامات الوقود الحيوي خاصة في الولايات المتحدة الامريكية وهناك توقع بارتفاع أسعار الذرة بنسبة71% خلال السنوات القادمة.
بالاضافة إلي ما كشفه الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء في مصر عن انخفاض المساحة المزروعة من قصب السكر بنحو2.2% العام الماضي وبلغت317 ألف فدان, كما تراجعت كمية الأنتاج إلي51.5 مليون طن بانخفاض6% وهذا يعني أننا قد ساهمنا داخليا أيضا في ارتفاع أسعار السكر مما أدي بالتالي ارتفاع المنتجات الغذائية والمشروبات في مصر حتي كوب الشاي المشروب المفضل للمواطن المصري أرتفع سعره.
انخفاض الأرز
وفيما يتعلق بأهم المنتجات الغذائية والأكثر استهلاكا في مصر ألا وهو الأرز الذي إنخفضت مساحته إلي1.37 مليون فدان بنسبة تراجع22.5% وكذلك كمية الانتاج إلي24% تحقيقا لرغبة الدولة في تخفيف الحمل علي الري الحقلي وكذلك انخفضت مساحة محصول القطن إلي384 ألف فدان بانخفاض يمثل نسبة9% وكمية الانتاج إلي11% مما أثر علي محصول زيت الطهي المستخرج من بذور الأقطان والذي كان يصنع منه زيت التموين المدعم المعروف في مصر.. وللعلم هناك62 مليون مواطن مصري يستفيدون من السلع الغذائية المدعمة في مصر.
وإضافة الي الحقائق السابقة تناولت الدراسة حقائق أخري لا تقل خطورة ومنها حقائق ترتبط بالتغيرات المناخية المخيفة التي تعيشها مصر منذ الصيف الماضي والتي أثرت علي محاصيل الفاكهة والخضراوات
حيث تحمل رقما مخيفا وهو أن مصر في حاجة إلي أكثر من23 مليار جنيه لمواجهة التغيرات المناخية علي مستوي الدولة هذا ما أعلنه الوفد المصري في قمة المتغيرات المناخية الأخيرة في المكسيك في نهاية العام الماضي. وهو أمر يجب أن نتحرك فيه بكل جدية خاصة أن مصر فقدت300 ألف فدان من أخصب الأراضي الزراعية بمنطقة الدلتا خلال الـ25 عاما الماضية وحوالي700 ألف فدان علي مستوي محافظات مصر ومازالت تتناقص الرقعة الزراعية نحو30 ألف فدان سنويا!.
ساحة النقاش