جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
صحة الجهاز الهضمي
|
إنجى سويدان
|
المعدة هى بيت الداء، وهى أيضاً بيت الدواء.. فهناك بعض الممارسات التى من شأنها أن تساعدنا فى تجنب المعاناة من مشاكل الجهاز الهضمى وآلام المعدة والمغص، وذلك إذا حرصنا على اتباعها.. حيث أشارت أحدث الدراسات البحثية الحديثة أن هناك ما لا يقل عن 88% من البشر يعانون أو اشتكوا يوماً من متاعب المعدة أو سوء الهضم أو الشعور بالمغص والتقلصات، والتى غالباً يرجع أسبابها فى معظم الأحيان إلى سلوكيات خاطئة نتبعها أو بسبب عدم اتباع القواعد الصحيحة سواء فى اختيار الغذاء السليم أو عند تناول الطعام.. وربما تكون التنشئة والعادات الأسرية المتداولة مسئولة بدرجة كبيرة عن اكتساب واتباع القواعد الصحيحة والعادات الضرورية للحفاظ على الجهاز الهضمى، حيث إن معظمها يتعلق بنمط التغذية ومراعاة السلوكيات الصحية السليمة. وينصح الأطباء والمتخصصون للمحافظة على صحة الجهاز الهضمي بالاهتمام باتباع بعض الممارسات الصحية للحفاظ على الصحة العامة لنا، خاصة أن الجهاز الهضمى بالأخص يؤثر سلباً تقريباً على جميع أجهزة وأعضاء الجسم إذا أصابه أى خلل؛ لذا يجب أن نراعى عدة إرشادات.. أهمها التأكد من نظافة اليدين قبل الأكل من ناحية، ونظافة الغذاء نفسه قبل تناوله من ناحية أخرى، حتى لا نتعرض للإصابة بالأمراص الخطيرة والمختلفة، ولعل أبسطها يكون الإسهال المزعج. كما يجب الاهتمام بنظافة الأسنان بغسلها جيدًا قبل النوم وبعد الاستيقاظ، حتى لا يمتلئ الفم بالبكتريا الضارة نتيجة التخمر والتى نبتلعها مع الطعام إذا أهملنا غسل الأسنان. ويراعى اتباع آداب الطعام.. والتى من أهمها عدم ملء المعدة بالطعام حتى الشعور بالتخمة، وعدم تناول وجبات كبيرة لا يستطيع الجهاز الهضمي التعامل بسهولة معها وهضمها جيدا، وهذا حتى لا نصاب بسوء وعسر الهضم والذى بالتالى يحرمنا من الامتصاص الجيد للعناصر الغذائية المفيدة التى يحتوى عليها الطعام، بجانب الشعور السيئ بالخمول والكسل. ومن الإرشادات الهامة ضرورة مضغ الطعام جيداً، حيث إن هضم بعض المواد الغذائية مثل النشويات يبدأ من الفم عند اختلاطها باللعاب.. ومن هنا تأتى أهمية المضغ الجيد والذى يفيد فى الاستفادة من كافة المكونات الجيدة فى الطعام، بجانب أهميته فى الحفاظ على جودة عملية الهضم فى المعدة، وأيضاً التمتع برشاقة وعدم تكون الكرش.. فإن عدم المضغ الجيد للأكل يسبب سوء وتعطيل عملية الهضم بجانب عدم الاستفادة من العناصر الهامة فى الطعام. وينصح بألا نأكل بسرعة، خصص وقتاً لواجباتك بحيث تستمتع بالطعام دون عجلة وتسمح لنفسك بالاسترخاء قليلاً بعد ذلك لبضع دقائق. ويفضل الإقلال من شرب كميات كبيرة من السوائل مع الوجبات، وعند الشعور بالعطش يكفى كوب واحد على الأكثر. بينما شرب الماء بكثرة مفيد جداً ولكنه يكون طوال اليوم وبين الوجبات وليس مع تناول الطعام.. فشرب الكثير من السوائل مع الوجبات يخفف الإفرازات المسؤولة عن عملية الهضم ويسبب اضطرابها.. وبالطبع يجب الامتناع التام عن شرب المياه الغازية مع الوجبات أو حتى خلال الحياة اليومية، فبجانب أضرارها على الصحة - فإنها تؤثر سلباً للغاية على صحة الجهاز الهضمى وتعطى إحساساً كاذباً بالراحة فى حين أنها تفسد عملية الهضم. لاحظى أهمية تناول عشاء خفيف، حيث إن تناول وجبات دسمة أو كبيرة متأخرة في الليل يسبب مشاكل هضمية لان عملية الهضم تكون بطيئة في نهاية النهار فحاولى ألا تأكلى بعد الثامنة مساء، ويكون من الرائع أن تتناولى كوباً من الزبادى والذى يمنحك الشعور بالراحة بجانب فوائده الصحية الكثيرة التى سنوضحها. فبجانب قيمة الزبادى وغناه بالكالسيوم وفيتامين «ب»، فقد انتشر مؤخرا استخدام خمائر البروبيوتيك وإضافتها إلى منتجات الالبان لتحسين صحة الجهاز الهضمي.. ويعد المصريون من أكثر الشعوب عرضةً لمشاكل الجهاز الهضمي خاصةً الإحساس بالانتفاخ لكثرة الضغوط اليومية ونوعية الأكل.. وقد عقد مؤتمر مؤخراً تناول مشاكل المصريين الصحية الشائعة والتى يبدأ معظمها من الجهاز الهضمى، وشارك فى المؤتمر نخبة من كبار أساتذة الجهاز الهضمي بالجامعات المصرية. حيث يوضح الأستاذ الدكتور محمد رمضان أستاذ الجهاز الهضمي والكبد بكلية الطب جامعة عين شمس - أن «البروبيوتك» هي خمائر طبيعية حية عندما يتم تناولها بكميات مناسبة تعود بمنافع صحية على الجسم المضيف؛ لأنها تعيد التوازن في الأمعاء وتساعد الجسم على التخلص من البكتريا الضارة بالإضافة إلى تسهيل عملية الهضم.. بينما أكد الأستاذ الدكتور محمد سراج زكريا أستاذ الجهاز الهضمي والكبد بكلية طب قصر العيني على أهمية «البروبيوتك» في تحسين صحة الجهاز الهضمي والتعامل مع حموضة المعدة وتحقيق توازنها. كما أشار الأستاذ الدكتور يحيي الشاذلي أستاذ الجهاز الهضمي والكبد بجامعة عين شمس إلى أن البداية الصحيحة ليستعيد الجهاز الهضمي حيويته تكمن في اختيار الأطعمة البسيطة، والفعالة في نفس الوقت، والتي تساعد على الحفاظ على صحة الجهاز الهضمي، ومنها الأغذية التي تحتوي على خمائر البروبيوتك الموجودة فى الزبادي، كما أن الرياضة وأداء التمارين الرياضية بصورة مستمرة ومنتظمة تلعب دوراً لا يقل أهمية عن دور التغذية السليمة في الوصول إلى نفس الهدف.
|
مع أطيب الأمنيات بالتوفيق
الدكتورة/سلوى عزازي
ساحة النقاش