كتبت -سهير هدايت:
علاجات جديدة تقلل من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين التاجية أثناء القسطرة وأخري لمنع جلطات المخ في مرضي الذبذبة الأذينية التي تصيب أكثر من30% في مرضي ارتفاع ضغط الدم.
ودمج مضادات الكالسيوم والانجوتنسين في قرص واحد.. هذه القضايا كانت محور مناقشات المؤتمر السنوي السابع لشعبة تجلط الدم والنزف وجامعة جنوب الوادي الذي عقد بالأقصر برئاسة الدكتور عمر عواد بطب عين شمس, والدكتورين يحيي كشك وسمير عبد القادر بطب أسيوط. العلاجات الحديثة تحتوي علي أكثر من عقار خاصة لمرضي ضغط الدم الذين يحتاجون في معظم الحالات إلي أكثر من عقار, نظرا لان نسبة انضباط الضغط بعقار واحد لاتتعدي40% وبالتالي يلجأ الطبيب إلي استخدام أكثر من عقار لضبط الضغط, هذا ما أوضحه الدكتور عادل الإتربي أستاذ القلب بطب عين شمس ورئيس شعبة تجلط الدم, مشيرا إلي أن الدراسات التي أظهرت أن استمرارية المريض علي الدواء ترتبط بعدد الأدوية المستخدمة وبالتالي مدي التزام المريض بتعاطي الدواء, لذا تنصح الدراسات بدمج الأدوية في قرص واحد مما يحسن من الالتزام المريض بأخذ الدواء وبالتالي استجابته للعلاج.
ووفقا للدكتور عمر عواد فإن الأبحاث الحديثة تنصح بضرورة توخي الدقة في اختيار الأدوية حسب حالة كل مريض, فمثلا في مرضي السكر ينصح بأخذ أنواع معينة من الأدوية كمضادات الأنجوتينسين, أما في مرضي قصور الشرايين وجلطات المخ ينصح باستخدام مضادات الكالسيوم, مشيرا إلي انه تم في الآونة الأخيرة دمج مضادات الانجوتنيسين مع مضادات الكالسيوم في قرص واحد, وهذا يضمن استخدام هذا القرص في مختلف نوعيات المرضي وبفاعلية عالية وبسهولة في الاستخدام, ويوضح الدكتور يحيي كشك أن دراسة' اسكوت' الشهيرة أثبتت فعالية هذا الدمج في الوقاية من مضاعفات الضغط والإقلال من الوفيات, كما أثبتت دراسة' جيكي' نفس النتائج مما أدي إلي تغير في الإرشادات الطبية في علاج الضغط, سواء الأمريكية أو الأوروبية, حيث تنصح هذه الإرشادات باستخدام هذا الدمج للأدوية المستخدمة حاليا للضغط, وتتوافر هذه النوعيات في مصر بمختلف جرعتها مما يوفر للمريض المصري فرص الحماية بأحدث وانسب طرق علاج الضغط.
واستعرض الدكتور حسين رزق رئيس قسم القلب بطب قصر العيني المخاوف التي أثيرت مؤخرا حول الآثار الجانبية لهذه الأدوية, من حيث نسب حدوث جلطات القلب والوفيات, والتي أظهرت بعض الدراسات زيادتها في حالة استخدام هذه الأدوية, ولكن بعد دراسة متأنية لأكثر من50 ألف مريض في مراكز متعددة علي مستوي العالم, تبين عدم جدوي هذه المخاوف وبالتالي ضرورة استخدام هذه الأدوية لعلاج الضغط في السنوات الأخيرة, كما تناولت المناقشات الطرق الحديثة لتحديد درجة الخطورة واحتمالية الإصابة بأمراض القلب في حالة وجود بعض مؤشرات الخطورة بالدم, حيث وجد انه في مرضي ضغط الدم تزيد نسبة الإصابة والمضاعفات علي القلب في حالة وجود هذه المؤشرات, فمثلا في حالة وجود زلال ميكروسكوبي بالبول في مرضي الضغط تزداد نسب الإصابة بضيق الشرايين والفشل الكلوي.
لذا تنصح الدراسات المختلفة بضرورة تحليل زلال البول بصفة روتينية لمرضي ارتفاع ضغط الدم, وفي نفس الوقت يجب أيضا تحليل نسبة حمض البوليك بالدم ودلالات الالتهابات وهذا ما أوضحه الدكتور شريف الطوبجي أستاذ أمراض القلب بطب قصر العيني, موضحا أنه من المعروف أن تصلب شرايين القلب والشرايين بصفة عامة تزداد في حالة ازدياد نسب الكولسترول الضار بالدم' المنخفض الكثافة'IDL, حيث وجدت علاقة وثيقة بين ارتفاع نسبة الكولسترول الضار وتصلب الشرايين خاصة في وجود عوامل خطورة أخري كارتفاع ضغط الدم أو ارتفاع السكر بالدم, وفقا لما أكده الدكتور محمد جمال بطب أسيوط.
وتناولت المناقشات عقارا جديدا لمنع جلطات المخ في مرضي الذبذبة الأذينية التي تصيب30% في مرضي ارتفاع ضغط الدم وتساعد هذه الذبذبة علي تخثر الدم داخل الأذين, مما يعرض المرضي لخطر الإصابة بجلطات المخ بنسب تصل إلي5% في العام, لذا لابد أن يتعاطي المريض أدوية للسيولة بصفة دائمة, ونظرا لأن الأدوية الحالية تحتاج إلي تحليلات متكررة بالدم, وإلي متابعة طبية مستمرة قد تؤدي إلي مضاعفات أهمها نزيف المخ, لذا اتجهت الأبحاث في الفترة الأخيرة إلي محاولة الوصول إلي دواء لايحتاج إلي تحليلات متكررة ولايسبب هذه المضاعفات ولايحتاج لمتابعة طبية خاصة خلال السنوات الماضية, وأشار الدكتور حسام قنديل أستاذ القلب بطب قصر العيني إلي نوعيات من الأدوية تمنع وتقلل بكفاءة عالية من نسب حدوث نزيف المخ, ومنها عقار الدابي جاتران لمنع جلطات المخ والإقلال من مضاعفات الأدوية الحالية, يتناوله المريض بطريق الفم مرتين يوميا وبدون الحاجة إلي أي تحاليل طبية أو متابعة دورية, وأدوية أخري تستخدم أثناء القسطرة مثل مركب البيفالوردن الذي يستخدم في علاج الجلطة الحادة للشرايين بالقسطرة, ويتميز بفاعلية عالية ضد الجلطات, وفي نفس الوقت يختفي وجوده بالدم خلال25 دقيقة من إيقافه, مما يزيد من فاعليته ويقلل من الآثار الجانبية التي قد تمنع المريض من إجراء جراحات عاجلة إذا احتاج الأمر, وذلك بالمقارنة بالأدوية الحالية والتي تمتد مفعولها لأكثر من4 ساعات بعد إيقافه, مما يزيد من الآثار الجانبية للدواء ويزيد من مخاطر إجراء أي جراحة عاجلة للمريض.
ساحة النقاش