الطفل الوحيد.. سعيد أم تعيس؟
كتبت ـ سعادة حسين:
الطفل الوحيد.. هل هو أكثر سعادة من ذلك الذي لديه إخوة وأخوات؟.. هذا السؤال تم طرحه من خلال دراسة جديدة ,
أجراها معهد الأبحاث الاجتماعية والاقتصادية في أمريكا . وأظهرت أن التنافس بين الإخوة قد يؤثر علي تكوين الطفل العاطفي.. وأشارت النتائج إلي أن نصف الأطفال الذين شملتهم الدراسة أكدوا معاناتهم من تربص إخوتهم. وذكر ثلث أطفال العينة أنهم تعرضوا مرارا للضرب أو الركل من أحد إخوتهم, كما عبر بعض الأطفال عن ضيقهم من إطلاق إخوتهم عليهم صفاتا مزعجة أو سرقة أغراضهم, ويعني ذلك أن الولد الوحيد كما قال الباحث كوندي كنيس ليس مضطرا للتنافس مع إخوته بهدف لفت انتباه أبويه, كما أنه ليس مضطرا لمشاركة غرفته وأغراضه مع أحد ومن ثم فإن الشعور بالسعادة ينخفض كلما كثر عدد الأولاد بالمنزل وعلي العكس يري د.عادل المدني أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر أن الطفل الوحيد يكون في البداية سعيدا باهتمام والديه وتدليلهما له بالإضافة إلي تلبية رغباته, لكنه سرعان مايشعر بالوحدة وتتضاءل هذه السعادة بمرور الوقت وبعد فوات الأوان لأن الطفل يكون قد تعود علي عدم المشاركة وبالتالي يصبح أنانيا ناكرا جهد والديه ثم بعد ذلك الآخرين.. وهذا ضد طبيعة الانسان الذي يعيش في مجتمع يعتمد علي المشاركة الايجابية والفعالة لذا فإن الطفل الوحيد قد يصطدم بالآخرين عند الاحتكاك بهم إذا تعارضت المصالح كذلك فإنه يرفض الدخول في أي منافسات مع أقرانه بل يفضل الاستحواذ علي كل شئ وفي الكبر لايستطيع العمل ضمن فريق لأنه سيشعر دائما أنه أفضل من المحيطين وقد تتحول شخصيته إلي الشعور بالعظمة وحب الذات أو النرجسية.
والطفل الوحيد غالبا مايسأل أمه بعد فترة أن تنجب له أخا يلعب معه أو أختا يعتني بها ويتحدث إليها.
وعلي النقيض فإن كثرة الأبناء في الأسر كما يقول د.عادل قد يجعل الأطفال في تنافس شديد طوال الوقت للاستحواذ علي حب الأب والأم, ولايشعرون بأي إشباع مهما قدم الآباء من رعاية وحب وحنان بل ينتابهم شعور بالاهمال الدائم مهما حاولت الأسرة أن تقدم لهم, لذا فالحياة الصحيحة تكون مع إخوة وأسرة صغيرة أفضل من أسرة كبيرة المهم وجود أخ أو أخت ليشاركه لعبه وفرحه وحزنه
ساحة النقاش