الفقر أخطر أعداء الأمم ٢٠/ ١٢/ ٢٠١٠ |
تذكرون مقولة أمير المؤمنين الشهيرة (لو كان الفقر رجلاً لقتلته بسيفى)، قالها لأنه استشعر خطورة الفقر ومدى سلبه لكرامة الإنسان وإرادته! ولأن من لا يملك قوته لا يملك كلمته، ولأن الفقر هو أول حلفاء الجهل والمرض، ولأن الإنسان هو العنصر الأساسى فى بناء الأمم، فلذلك (الفقر هو أخطر أعداء الأمم)!! ومع التحكم السافر للمال والثروة فى تقرير مصير الوطن.. أصبحت الثروة يستحوذ عليها إما الجهلاء، أو المستبدين الذين يستخدمونها ويسخرونها فى التقرب والوصول إلى مواطن صنع القرار، لتحقيق مصالحهم الشخصية، ويستحوذون على مناصب قيادية، بعد أن أصبحت النخبة المثقفة أغلبها منحصرة فى الطبقة المتوسطة والفقيرة!! وفى الانتخابات الأخيرة ظهرت وتجلت سطوة المال والثروة على تقرير مصير الشعب وتحديد مستقبله فى الخمس سنوات القادمة.. ففى المناطق والأقاليم والدوائر المختلفة، وبدلاً من تقديم المرشحين لبرامج سياسية أو خدمية تغير من أوضاع هذه المناطق والأحياء والأقاليم، وتغير من شكلها وتدعم تطويرها والنهوض بأحوال سكانها، اكتفى هؤلاء المرشحون بالتنافس على أصوات الناخبين!! حيث انقسم الفقراء والبسطاء فى معظم المناطق العشوائية والشعبية والأقاليم إلى قسمين: الأول انصرف عن الانتخابات بحكم إنشغاله بعمله ولقمة العيش.. والآخر ذهب إلى الانتخابات ليجنى غنائمها.. فأصبح الولاء لمن يدفع أكثر!! حتى إن بعض الناخبين لم يذهبوا مبكراً فى بعض الدوائر، وفضلوا الذهاب فى أواخر النهار، لأنه كلما مر الوقت واقترب موعد غلق الصناديق زاد سعر الصوت!! ومع زيادة الفقر والأمية أصبح البرلمان لا يمثل للمواطن البسيط إلا خمسين أو مائة جنيه يحصل عليها وهو يصطف فى طابور أمام اللجنة أو يحصل على جهاز كهربائى، أو بطانية، أو موبايل بالخط يهدى إليه من أحد المرشحين الأثرياء!! وكأن لسان حاله يقول: أهو أحسن من ما فيش!! للأسف نحن لا نرى هذه الأشياء.. ولا نرى النواب أنفسهم إلا فى مطلع كل موسم انتخابى!! محمد أحمد عبدالرحمن طه - القليوبية |
ساحة النقاش