النحو العربى المفترى عليه

١٩/ ١٢/ ٢٠١٠

اتسع البين بين اللغة العربية وبين أهلها وحاول المصلحون التقريب ورأب الصدع لكن النتائج ظلت باهتة.

إن اللغة العربية مرتبطة بالفكر والتأمل اللذين تقوم عليهما الحضارة الإنسانية، قال الله تعالى: «إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون». ربطت الآية بين اللغة العربية وبين التعقل والتفكر، لأنها تحمل فى طياتها الإمتاع والإقناع فى نحوها وبلاغتها، لكن طلابنا لا يعون شيئا من ذلك، لم؟

لأنهم لم يصل إليهم إمتاع ولا إقناع. إن موطن الداء يكاد ينحصر فى تدريس النحو، ولقد أطلق الدكتور طه حسين تصريحه النارى عندما قال: «إن لغتنا لا تدرس فى مدارسنا، وإنما يدرس فيها شىء غريب لا صلة بينه وبين الحياة»!.

وقديما أدرك الجاحظ ذلك عندما قال: «أما النحو فلا تشغل به قلب الصبى إلا بقدر ما يؤدى إلى السلامة من فاحش اللحن». وتتابعت المحاولات، فهل اقتفينا أثر هؤلاء؟

إننى تحت هدى هؤلاء أقول: إن النحو استنتاج عقلى من العلاقات المعنوية الناشئة من بين كلمات الجمل، لذا يجب علينا أن نرجع إلى أصل الأشياء فى تدريسه، ففى المرحلة الابتدائية نعتمد على النص الجميل والجمل بأنواعها، وفى كل حالاتها، وبالعلامات الأصلية والفرعية للإعراب دون أن نعرب أو نطلب إعرابا، فنقول مثلا: «اللاعبون ماهرون» و«كان اللاعبون ماهرين» و«إن اللاعبين ماهرون»، «الرجال يأكلون»، «الرجال لم يأكلوا»، «الرجال لن يأكلوا»، «يسعى التلميذ إلى النجاح»، «لم يسع المهمل إلى النجاح»..

وهكذا نأتى بالجمل المتنوعة ليصنع على نهجها ويقارن بين الجملة الاسمية الخالية من النواسخ وبين حالها وشكلها بعد دخول كان وأخواتها أو إن وأخواتها دون التعرض للإعراب، وكذلك يقارن بين شكل الأفعال دون النواصب والجوازم وبين شكلها بعد دخول النواصب والجوازم عليها، دون أن نذكر له إعرابا أو نطلب منه ذلك، وإنما يقارن بين الأشكال ويلاحظ التغيير، وفى آخر هذه المرحلة نعطيه الجمل وأسماءها وأسماء أركانها، بعد أن نكون قد قومنا لسانه وأجاد النطق دون تفصيل للإعراب، أما فى المرحلة الإعدادية فنعطيه تفصيلا مناسبا مع ذكر العلاقة بين تشكيل الكلمات التى أجادها نطقا وبين الإعراب المفصل..

أما فى المرحلة الثانوية العامة فالأمر مختلف تماما، فيجب زيادة الدروس المقررة وذكر التعليل والذكر والحذف والإضمار والإظهار والتقديم والتأخير وتباين الحروف العاملة (الأدوات)، وكذلك الأسماء، وإعطاء بعض أجزاء من النحو النظرى وأخص فى ذلك طلاب القسم الأدبى، وربط كل شىء بالمعنى الذى هو أصل النحو وغايته.

أيمن عسل- مدرس ثانوى لغة عربية- إدارة المنتزه- الإسكندرية

azazystudy

مع أطيب الأمنيات بالتوفيق الدكتورة/سلوى عزازي

  • Currently 33/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
12 تصويتات / 198 مشاهدة
نشرت فى 19 ديسمبر 2010 بواسطة azazystudy

ساحة النقاش

الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي

azazystudy
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,616,739