الدور الخفي لزوجات حكام إسرائيل في الحياة السياسية
عادل شهبون

 


الدور الذي تلعبه زوجة رئيس وزراء إسرائيل في حياة زوجها بصفة خاصة والحياة السياسية بصفة عامة وتأثيرها علي عملية اتخاذ القرارات في الدولة العبرية كان موضوع كتاب جديد صدر في إسرائيل.


رؤساء وزراء اسرائيل مع زوجاتهم

 

 وتناول جوانب خفية من حياة هؤلاء الزوجات بدءا من بولا بن جوريون زوجة أول رئيس لوزراء إسرائيل مرورا بتسيبورا شاريت ومريم أشكول وعليزا بيجين وشولاميت شاميروليئة رابين ولي لي شارون وعليزا أولمرت وانتهاء بسارة نيتانياهو‏.‏
فموشيه شاريت ثاني رئيس لوزراء إسرائيل كان حريصا علي الالتصاق بزوجته تسيبورا ووجد صعوبة في ممارسة مهام عمله بدونها ففي عيد البوريم عام‏1955‏ تم دعوة الزوجين لحضور أحد الاحتفالات وفور هبوطهما من السيارة تعالت أصوات تصفيق الحاضرين وأخذ الجميع يلوحون لهما بالقبعات واقترب منهما العشرات من مصوري الصحف بكاميراتهم ومع نهاية الاحتفال عاد الزوجان إلي منزلهما وبعد دقائق اختفت الزوجة تسيبورا تماما وباءت محاولات شاريت بالبحث عنها داخل المنزل بالفشل فهبط إلي الطابق الأسفل ليجد المرأة التي كانت قبل ساعة أو ساعتين السيدة الأولي في احتفال كبير منهمكة في غسل الملابس داخل غرفة الغسيل وتسيبورا هي واحدة من بين‏11‏ سيدة تحدث عنهن الدكتور إيلان بن عامي المحاضر في قسم الاجتماع السياسي بالجامعة المفتوحة في كتابه الأول والأولي وبن عامي عندما تناول الحياة الخاصة لزوجات رؤساء وزراء إسرائيل كان كمن يسير في حقل ألغام فقد كشف عن أن بولا بن جوريون زوجة أول رئيس لوزراء إسرائيل كانت لها طباع وعادات محيرة لم تعلم عنها وسائل الاعلام أو المواطنون أي شئ لكن الذي كشف عنها هو الصحفي‏'‏ آرييه تسيموكي‏'‏ في كتاب عن فترة عمله كمتحدث باسم شرطة القدس حيث يقول‏:‏ قمنا بتأسيس صندوق فيما بيننا كرجال شرطة من أجل بولا بن جوريون فعندما كنا نرسل شرطيا لحراسة المنزل كانت بولا تقول له أنا سوف أتولي الحراسة واذهب انت لتشتري لي الخضروات والبقالة دون أن تعطيه نقودا وإذا تجرأ وطلب نقودا لهذه المستلزمات كانت تصيح فيه وتعنفه لذا فقد كان معظم رجال الشرطة يرفضون الذهاب لحراسة منزل بن جوريون لأن هذا يكلفهم كثيرا ويضيف آرييه ان هذا هو ما دفعهم لانشاء صندوق داخلي لتعويض حراس منزل رئيس الوزراء‏!‏ ويصف بن عامي بولا بالزوجة التي كانت تهتم بكل ما يخص زوجها من ملابس وقائمة طعام وموعد النوم والاستيقاظ ومقابلاته وحتي غسل الأسنان وتدخل بولا في شئون زوجها ألقي الضوء علي طباع زوجة أخري تسير علي نفس النهج وهي سارة نيتانياهو فقد حدث خلاف بين سارة والسياسية‏'‏ ليمور ليفنات‏'‏ فليمور بحكم عملها كمسئولة الإعلام بحزب الليكود في انتخابات عام‏1996‏ اتصلت تليفونيا بمنزل المرشح نيتانياهو لكن سارة رفضت أن تعطيه المكالمة بدعوي أنه لا يتلقي اتصالات هاتفية مساء الجمعة وبعد هذا الخلاف ووصول نتانياهو للحكم حاولت منع تعيين ليمور كوزيرة في الحكومة بن عامي يذكر في كتابه حادثا مشابها لبولا كزوجة لرئيس الوزراء بن جوريون فحينما توجه يعقوب ينائي مسئول الاتصال بوزارة الدفاع إلي منزل بن جوريون في الواحدة بعد منتصف الليل وطلب مقابلته لأمر مهم رفضت بولا بحجة أن بن جوريون نائم وبعد إلحاح يعقوب في طلب اللقاء استجابت وتبين أنه يريد إبلاغ رئيس الوزراء بإعلان الرئيس الأمريكي ترومان اعتراف الولايات المتحدة بإسرائيل وبعد ذلك بعدة أيام واجه رئيس الأركان مشكلة مشابهة عندما توجه إلي منزل بن جوريون للحصول علي موافقته للقيام بعملية عسكرية فقالت له بولا أعلم أن هناك حربا لكن بن جوريون في حالة راحة الآن الحرب يمكن أن تنتظر ومثل من أتين بعدها فقد أحبت بولا الهدايا وذات مرة طلبت من سكرتير الحكومة أن يحضر لها هدية أثناء زيارته لأمريكا وقد اشتهر عنها تسببها في العديد من الأزمات السياسية ففي إحدي المرات قالت لسكرتير عام الأمم المتحدة ولم يكن متزوجا لماذا لا تتزوج ليكون لك مشاكلك الخاصة وتريحنا‏!‏ ونموذج الزوجة التي عانت في بداية حياتها الزوجية ظهر أيضا في فترة عليزا بيجين زوجة رئيس الوزراء مناحم بيجين وبعدها شولاميت شامير زوجة أسحق شامير وكل من بيجين وشامير كان عضوا في منظمات سرية يهودية أيام الانتداب البريطاني علي فلسطين وكان مطلوبا القبض عليهما من قبل السلطات البريطانية‏0‏
أما بولا بن جوريون فقد عانت في شبابها من تعدد علاقات زوجها النسائية يقول مؤلف الكتاب‏:‏ أنا لم أجد أي واحدة من هؤلاء الزوجات تورطت في علاقات غرامية خارج اطار الزواج لكن عددا من الأزواج رؤساء الوزراء كانت لهم علاقات غرامية ومناحم بيجين كما يقول بن عامي كانت له علاقة بإحدي السيدات خارج إسرائيل وكان يلتقي بها عندما يسافر إلي اوروبا وهذا ما اكتشفه أبناء هذه السيدة بعد وفاتها حيث عثروا علي خطابات غرامية أرسلها لها بيجين أما مريم أشكول فقد كانت واحدة من بين كثيرات قبل أن يقع عليها الاختيار لتكون الزوجة الثالثة لليفي أشكول الذي اشتهر بتعدد علاقاته النسائية وعندما تولي أشكول رئاسة الوزراء ذهب إليه رئيس جهاز الشاباك‏(‏ الأمن العام‏)‏ وقال له‏:‏ لتعلم يا سيدي أن رجالي من الآن فصاعدا سوف يكونون ملاصقين لك لحراستك والذهاب معك في كل مكان وربما تريد من وقت لآخر زيارة سيدة أو أخري فكن مطمئنا أن رجالي لن يتفوهوا بكلمة واحدة فنظر إليه أشكول وقال له لا عليك دعهم يقولوا ما يشاءون‏!‏ أما زوجته مريم فكانت علي قدر كبير من الثقافة وفي فترة وجيزة أصبحت تدير كل شئون زوجها حتي راح البعض يردد أن أشكول يعدها لخلافته في منصبه ونموذج مريم هذا تكرر مع ليئة رابين زوجة أسحق رابين التي كانت تلقب بمديرة الدولة العبرية فقد قيل انها تمسك بكل الخيوط في يديها وتتدخل في التعيينات السياسية تعطي نصائح للوزراء وتوجه لهم اللوم أحيانا أما سونيا بيريز زوجة رئيس الوزراء الأسبق ورئيس إسرائيل الحالي شمعون بيريز فهي نموذج الزوجة التي اختارت الابتعاد تماما عن وسائل الإعلام والعيش في الظل وهي ترفض حتي الآن الإقامة مع زوجها في مقر الرئيس‏0‏
أما عليزا أولمرت زوجة إيهود أولمرت فهي الوحيدة من بين زوجات رؤساء الوزراء التي تتبني رؤية ونهجا سياسيا يخالف نهج زوجها فعلي مدي‏30‏ عاما لم تصوت مطلقا لحزب زوجها في الانتخابات وصوتت له فقط حينما أصبح عضوا في حزب كاديما أما شولاميت زوجة رئيس الوزراء الأسبق اسحق شامير فقد رفضت حضور مؤتمر السلام الذي عقد في مدريد عام‏1991‏ ويشير المؤلف إلي أن زوجات رؤساء الوزراء لم يساهمن في تحسين وضع المرأة في إســرائيل ويشير أيضا إلي أن القانون الإســرائيلي لم يعـــط زوجات رؤساء الوزراء أي ميزة سوي الاعتراف بحقهن في الدفن بجوار أزواجهن في مقابر زعماء إسرائيل‏

azazystudy

مع أطيب الأمنيات بالتوفيق الدكتورة/سلوى عزازي

  • Currently 30/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
10 تصويتات / 107 مشاهدة
نشرت فى 16 ديسمبر 2010 بواسطة azazystudy

ساحة النقاش

الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي

azazystudy
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,746,512