توزيع الدعم وترشيده وضبطه عبر التليفون المحمول
كتب:جمال محمد غيطاس
يتسم الحل التكنولوجي الذي اقترحته جامعة الأهرام الكندية وشركاؤها لأزمة توزيع الدعم‏,‏ بأنه مصمم لكي يعمل من خلال العديد من الأدوات والأجهزة المتاحة لدي الجماهير المستحقة للدعم‏,‏ كالحاسب المنزلي وبطاقة التموين الذكية والتليفون المحمول وبطاقات التعرف علي الهوية بموجات الراديو.
شكل للسيناريو الثنائى لتوزيع الدعم

 

وغيرها‏,‏ بيد أن الفريق الذي قدم هذا الحل اختار التليفون المحمول ليكون هو أداة التواصل الرئيسية بين الجمهور المستحق للدعم والجهات الموفرة له‏,‏ والسلع والمنتجات والخدمات المدعومة والتجار والبقالين المسئولين عن توزيعه‏,‏ وهنا نحن بصدد سؤالين هما‏:‏ لماذا التركيز علي التليفون المحمول دون غيره؟ وكيف تم إدخال التليفون المحمول إلي حلبة توزيع وضبط وترشيد الدعم؟
اختار الفريق‏,‏ التليفون المحمول لاعتبارات عدة‏,‏ أولها أنه يتماشي مع إستراتيجية الوصول العريض النطاق للجماهير المستحقة للدعم التي تبناها فريق جامعة الأهرام الكندية‏,‏ الذي رأسه الدكتور جمال درويش‏,‏ عميد كلية الحاسبات وتكنولوجيا المعلومات‏,‏ وشركاؤها ومنهم برنامج التطوير والبحوث والابتكار التابع لوزارة البحث العلمي ومعامل شركة أورانج بالقاهرة‏,‏ لكون المحمول واسع الانتشار وتقريبا أصبح موجودا في أيدي ما يقرب من ثلاثة أرباع الشعب‏,‏ وبالتالي فوجوده في حد ذاته يغني عن إنشاء بنية تحتية للاتصالات تخدم شبكة معلومات توزيع الدعم‏,‏ ويستفيد من البنية التحتية القائمة لدي شركات المحمول الثلاث‏,‏ ولا يحتاج إلي إنتاج شرائح ذكية أو بطاقات ذكية خاصة أو خلافه بالملايين‏,‏ بل يعمل بالشريحة الموجودة بالتليفون كما هي‏,‏ ومن ثم فهو لا يضيف أعباء جديدة علي الدولة أو علي المواطن‏,‏ هذا فضلا عن سهولة استخدامه سواء من قبل المواطنين أو التجار والبقالين‏,‏ مع عدم احتياجه إلي مصادر خاصة لطاقة أو ترتيبات معينة عند التشغيل‏.‏
وعلي الرغم من وجود كل هذه المزايا بالتليفون المحمول فإن إدخاله حلبة المواجهة مع أزمة توزيع الدعم لم يكن بالأمر السهل‏,‏ إذ كان من المتعين أن يتصف الحل التكنولوجي المعتمد علي المحمول بمجموعة من الصفات منها‏:‏ أن يدعم النظام ويعمل مع أجهزة التليفون المحمول القديمة والحديثة علي السواء‏,‏ وأن يأخذ في اعتباره أن شريحة واسعة من المواطنين المستحقين للدعم والذين يعتبرون مستخدمين محتملين للنظام هم أميون لا يجيدون القراءة والكتابة‏,‏ وأنه لا يجب علي النظام أن يضيف أعباء جديدة علي المواطنين‏,‏ وأن يتكامل مع نظام البطاقات الذكية الموجود حاليا‏,‏ وأن يكون مؤمنا بدرجة كافية جديرة بالثقة‏,‏ وأن يسمح للمواطنين باستخدام طيف واسع من أجهزة المحمول وأجهزة الحوسبة المتنوعة والمختلفة في قدراتها‏,‏ وواجهات تفاعل تتنوع ما بين الأوامر البسيطة إلي الرسوميات التفاعلية المعقدة‏,‏ وأن يتعامل مع الحالات التي لا يملك فيها المواطن تليفونا محمولا‏,‏ وأن يستوعب الاختلافات والفروق القائمة بين نظم المعلومات وقواعد البيانات التي تعمل بها الجهات المختلفة الموفرة للدعم سواء في القطاع الحكومي أو الأهلي‏,‏ ويترتب عليها فروق واختلافات في إجراءات التعامل مع الدعم وما يتصل به من معلومات وبيانات‏.‏
لذلك تطلب الأمر من فريق الباحثين الكثير من الوقت والجهد من أجل إبداع برمجيات ونظم قادرة علي توفير كل الخصائص السابقة في الحل المقترح‏,‏ وقد قدم الفريق العديد من الإبداعات في هذا الصدد‏,‏ منها التوصل إلي طرق وأساليب تجعل قاعدة البيانات أو مستودع البيانات المركزي للدعم قادرا علي تلقي بيانات وطلبات يتم توليدها عبر التليفونات المحمولة للمواطنين‏,‏ وتسافر لاسلكيا عبر شبكات المحمول حتي تصل إلي الحاسبات المركزية المسجل عليها قاعدة البيانات‏,‏ ثم يعيد النظام التعامل مع هذه المعلومات بصورة تجعلها قابلة لأن تصل إلي التليفون المحمول الخاص بالتاجر أو البقال فور أن يطلبها‏,‏ وفي الوقت نفسه يستطيع أي مسئول بالجهة الموفرة للدعم متابعة هذا التفاعل القائم بين المواطن والتاجر والبقال لحظة بلحظة‏,‏ سواء عبر تليفونه المحمول أو حاسبه الموجود بالعمل أو خلافه‏.‏
وتضمنت هذه الإبداعات أيضا تطبيقا أو برنامجا خفيفا وسريع العمل‏,‏ يتم تحمليه وتشغيله علي التليفونات المحمولة‏,‏ ليكون هو واجهة الاستخدام التي يتعامل من خلالها المواطن والتاجر والبقال التمويني أثناء توزيع والحصول علي الدعم‏,‏ وعند التطبيق علي نطاق واسع لا يكون علي المواطن أو التاجر سوي الذهاب بتليفونه المحمول إلي أحد فروع شركة المحمول المشترك بها أو احد محلات خدمة وصيانة المحمول‏;‏ ليتم تحميل البرنامج علي تليفونه مثلما يحدث عند تحميل نغمات أو تغيير نظام أو تعريبه إلخ‏,‏ وهذا بالنسبة للموديلات القديمة‏,‏ أما أصحاب التليفونات الأحدث التي تقبل بتنزيل البرامج إليها بسهولة عبر توصيلها بالحاسب أو عبر اتصالها بالإنترنت فيمكن لأصحابها تنزيل البرنامج من الإنترنت أو عبر الحاسب المنزلي كما هو الحال الآن مع الألحان والأغاني وغيرها‏.‏
بعد تثبيته وتشغيله علي التليفون المحمول‏,‏ يسمح هذا البرنامج للمواطن بتحديد التاجر أو الجهة أو البقال الذي يريد أن يتسلم منه السلعة أو الخدمة المدعومة‏,‏ ثم تحديد الأصناف أو السلع المدعومة نفسها‏,‏ وتحديد الحصة التي يرغب فيها من كل صنف‏,‏ والتعرف علي ثمن أو تكلفة ما يريد الحصول عليه‏,‏ وتحديد موقعه وموقع البقال أو التاجر‏,‏ والجهة المانحة أو الموفرة للدعم‏,‏ وطريقة الدفع‏,‏ ثم إصدار طلب الشراء‏.‏ أما التاجر فيسمح له البرنامج بتلقي طلبات الشراء والتعرف علي حالة المخزون لديه‏,‏ وفحص حالة كل طلب من حيث أحقية صاحبه في الصرف من عدمه‏,‏ وهل مسجل لديه أم لا وهل تسلم كميات في السابقة من حصته أم لا؟ ثم تسجيل الأصناف المطلوبة وإعداد فاتورة الشراء‏,‏ وتوضح الصور المنشورة في الشكل رقم‏1‏ لقطات من هذا البرنامج بعد تحميله علي التليفون وتشغيله من قبل المواطن أو التاجر والبقال‏.‏
والبرنامج متاح للعمل بسيناريوهين مختلفين حسب مقتضيات الظروف‏,‏ الأول سيناريو ثنائي وفيه يقوم كل من المواطن والتاجر أو البقال باستخدام تليفونه المحمول في طلب وصرف وتوزيع الدعم‏,‏ والشكل رقم‏2‏ يشرح خطوت هذا السيناريو‏,‏ والثاني سيناريو أحادي يتم فيه استخدام التليفون المحمول الخاص بالتاجر أو البقال فقط في حالة ما إذا كان المواطن لا يملك تليفونا محمولا أو لا يعرف كيفية تشغيله‏,‏ والشكل رقم‏3‏ يشرح خطوت هذا السيناريو‏.‏

 

azazystudy

مع أطيب الأمنيات بالتوفيق الدكتورة/سلوى عزازي

  • Currently 30/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
10 تصويتات / 129 مشاهدة
نشرت فى 23 نوفمبر 2010 بواسطة azazystudy

ساحة النقاش

الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي

azazystudy
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,798,323