مسرحية المضحكة

تأليف/علي محمد الغريب

إعداد وكلمات أغاني الدكتورة/ سلوى عزازي

 

 المشهد الأول:

موسى:  يا فتاح يا عليم ..يا رزاق ..يا كريم..ماذا تريدين يا هنية؟

هنية: أريد حقي في حصيلة أمس0

موسى:   حصيلة أمس كانت بسيطة( يخفت صوت موسى وهنية مع استمرار الحديث بما يوحي بالاتفاق بينهما)

فلاحة 1: هذا التمثال .. موضوع هنا منذ زمن.. هل أحد يعلم.. تمثال من هذا؟

فلاحة2: إنه تمثال مؤسس هذه الجمعية.. الذي تبرع لها بهذا المنزل

فلاحة 1: ولماذا جاء التمثال إلى هنا؟

فلاحة2: هو لم يأت به.. أهل الكفر عندما توفي.. جاءوا بمثال صنع لهم هذا التمثال..عرفانا له بالجميل

موسى:   (ينادي) حامد أبو شعبان.. حامد أبو شعبان.

أحد الفلاحين:  غيرُ موجودِ.

موسى:  غيرُ موجودِ (يرفع دفتر حامد الصغير) كيف أتى هذا الدفترُ.. هل أتى وحدهُ؟!

مغاوريامرأته خضرة ..كانت هنا منذ قليل.

موسى:   أين ذهبت؟

مغاوري:   لا ندري.

موسى:   (متعصباً) عجيبة والله!

مغاوري(يلمحها قادمة من بعيد) هذه هي.. قد جاءت يا موسى أفندي.

خضرة: (تدخل وبيدها جريدة ومن خلفها ابنها ذو السنوات الست) ها.. جاء دوري  يا أفندي؟

موسى:  (بغضب) أين كنتِ.. يا ست خضرة؟

خضرةحلمك عليّ يا أفندي.. كنتُ عند أم مسعد بائعة الجرائد.

موسى:   وهل هذا يومه؟

خضرة:   ذهبت لشراء الجريدة.. حتى يأتي دوري، كأن قلبي كان يشعر بأن الجرائد فيها شيء يخصني.

مغاوري(يحبس ضحكته) خير إن شاءَ اللهُ يا دكتورة خضرة!

خضرة:  .. الدكتور نديم ابن عمي العمدة عائد من أمريكا (تفرد الصحيفة وتشير للفلاحين( انظر ..أنت.. وهو.. هذه صورة الدكتور نديم ابن (كفر أبو وزة( سوف يعود غدا ليرفع رؤوسنا جميعاً.. يا جمالك في الصورة يا نديم يا ابن عمي!

مغاوري:   (يقترب منها ويحاول أن ينظر في الصحيفة( أربني صورته يا بنت يا خضرة.

خضرة:   (بتعال) أنت أمي يا مغاوري!

مغاوري:   الصورة لا تحتاج إلى فك خط.. يا أم لسان طويل.

خضرة:   اذهب واشتر الجريدة من أم مسعد.. واقرأ على راحتك.

موسى:   انتهي يا خضرة.. لا نريد ثرثرة فارغة.

خضرة:   حلمك علينا يا موسى أفندي.. دعنا نفرح بصورة الدكتور نديم في الجريدة.

موسى:   وأين زوجك.. يا بنت.. لماذا لم يأت هو؟

خضرة:   وهل أنا لا أملأ عينك يا موسى أفندي؟

مغاوري:   أنت مشغولة مع الجرائد ..والثقافة التي نزلت عليك على آخر العمر.

خضرة:   أسكت أنت يا مغاوري.. كن في حالك.

مغاوري:   كان الله في عونك يا حامد.

خضرة:   ماله حامد يا مغاوري.. على الأقل  حظه أحسن من حظك.. تزوج واحدة عمها عمدة البلد.. وتاج رأسها، والأهم من هذا كله أنني تعلمت في محو الأمية، وأصبحت اقرأ الجرائد.. وأفهم نشرة الأخبار، أما أنت فيا حسرتي عليك.

مغاوري:   طول عمرك لسانك طويل... ماذا فعلت بتعليمك؟

خضرة:  لا تقل ذلك.. لولا التعليم ما استطعت معرفة ما يحدث في كندا.

مغاوري: يحدث في كنكة00!..وصلنا إلى كنكة..وماذا يحدث في كندا.

خضرة:  كان المرضى يموتون في قسم العناية المركزة بأحد مستشفيات كندا ... في تمام الساعة الحادية عشر صباحا من كل أحد ..وبعد فشل الأطباء في تفسير المشكلة ... قرروا الانتظار خارج قسم العناية المركزة قبل الوقت المرتقب... فرأوا عامل النظافة يدخل المركز ..ويفصل جهاز الإمداد بالحياة ..حتى يضع المكنسة الكهربائية  .

مغاوري:.. انتهي يا بنت.. حد يسمعك.

خضرة:   هل أعجبك كلامه يا أفندي؟

موسى:   هو قصده مصلحتك.

خضرة:   لا دخل له بمصالحي.. أنا أدرى بما ينفعني.. وما يضرني.

موسى:   عموماً حدث خير (ينظر في الدفتر الكبير ثم في دفترها الصغير)هل معك فلوس؟

خضرة:   (تضع يدها في صدرها وتخرج حافظة نقود قماشية قديمة) خير ربنا كثير.. والحمد لله.

موسى:   مطلوب ألف وسبعمائة جنيها.

خضرة(تضرب صدرها في استنكار) ألف وسبعمائة جنيها؟ كفانا الله شركم! ما هذا الكلام يا أفندي؟!!

موسى:   هذه قوانين الجمعية، وليس كلامي أنا (يرفع الدفتر الصغير ويقرأ منه).. المستحق على المتعامل حامد أبو شعبان.. سبعمائة جنيها غرامة امتناع عن زراعة القطن.. وثلاثمائة وخمسون جنيها تقاوي.. وستمائة وخمسون جنيها سماد..

مغاوري:    سمعتي يا ست خضرة؟ ادفعي.. وخلصيني، ولا تعطلي الناس عن مصالحهم.

خضرة:   والله.. لن أدفع لك غير فلوس التقاوي.. والسماد، أما غرامة القطن، فهذه  أبعد من شواربكم.

موسى:   أنت حرة ..سأحرر لكم محضر امتناع عن أداء الحق العام.

خضرة:   اعمل ما بدا لك.. حامد زوجي.. لم يترك في البيت غير فلوس التقاوي.. والسماد. 

فلاح آخر:   عجيبة والله.. خضرة.. تتكلم بدون أن تعمل حساباً لأحد.

موسى:   اسكتوا.. لا تتدخلوا.. دعوها تتحمل نتيجة عنادها.

مغاوري:   هي لن يصيبها شيء يا موسى أفندي.. المتضرر من كل هذا الكلام هو زوجها المسكين.. دفتر التعامل باسمه هو، أما هي.. فلسانها طويل من غير فائدة!

خضرة:   احفظ أدبك يا مغاوري.

فلاح:  يا بنت يا خضرة ..مغاوري  خائف على زوجك.. حامد لن يتحمل  معاداة الجمعية له.

خضرة:   أنصح نفسك أنت.. وهو.

مغاوري:   (ينادي أحد الصبية الجالسين مع أهاليهم) يا محمود يا بن إبراهيم.. ناد عمك حامد أبو شعبان من داره، وقل له امرأتك خضرة ستسجنك (الصبي ينطلق خارجاً.. مغاوري ينظر باتجاه خضرة)

موسى:   خلصونا من هذا اليوم الطويل.. اجلسي يا ست خضرة حتى يأتِ زوجُك لنتفاهَم معه.

هنية:  لماذا لم تسددي المبلغ يا خضرة؟

خضرة:   أي مبلغ يا هنية.. يكفينا ثمن المستحقات.

هنية: ادفعي لموسى أفندي رشوة .. وهو يجد لك طريقة للخروج من هذا المأزق.

خضرة: رشوة.. أي رشوة تقصدين

هنية: ادفعي له مبلغا ماليا

  خضرةأدفع مبلغا ماليا.. كم؟

هنية: (تفكر) أقول لك.. أعطيه بطة أو أرنبة.

خضرةبطة..أرنبة..هل جننت يا هنية؟

هنية: لماذا؟

خضرةألا تعلمين بكم البطة الآن ؟

 هنية: أعلم أن أنفلونزا الطيور.. رفعت أسعارَ اللحوم .. حتى أصبح كيلو اللحم بمبلغ كبير..لذلك .. إذا أعطيته بطة سوف يسعد بها.

خضرةأنا أذهب لبيع البط في المدينة بأغلى الأسعار.. وأولادي أولى بثمن البطة من موسى أفندي.. كما أن الرشوة حرام

هنية: الرشوة حرام؟

خضرةطبعا.. أما سمعت الحديث الذي يقول:" لعن الله الراشي والمرتشي، والرائش الذي يمشي بينهما"

هنية: وما معنى الرائش يا خضرة؟

خضرة: الوسيط بين الاثنين

هنية: تلعنينني يا خضرة..حسبي الله .. ونعم الوكيل( تتركها وتذهب بعيدا عنها)هل هذا جزاء خوفي عليكِ.. ونصيحتي لك؟

خضرة: رشوة.. أنا أدفع رشوة؟..أنا متعلمة في مدرسة محو الأمية(تعدل خمارها وتنظر إلى مغاوري دون أن تتكلم، ثم تنادي ابنها ليجلس جنبها) تعال هنا يا شعبان.. لا تبتعد عني (ابنها يتقافز ويلهو، وأثناء مروره بجوار   التمثال   يلفت انتباهه أنف التمثال المدلاة فينزعها ويلهو بها وهو متوجهاَ إلى أمه).

الفلاحون: (يتصايحون) أنف التمثال  ..  أنف  التمثال  .

موسى(ينتفض ملتفتاً إلى التمثال فيجده بدون أنف) أين ذهبت؟ من أخذها؟

الفلاحون:   (يشيرون إلى الطفل) هذا الولد.. مع هذا الولد.

موسى:   (يجري باتجاه الطفل) نهارك أسود يا ابن خضرة.. هات  أنف  التمثال يا ولد. (الولد يجري ويلقي بنفسه في حضن أمه خائفاً) النهار بان من أوله.. ألم يكن لدينا شغل إلا أنت.. ووالدتك هذا اليوم.

خضرة:   ماذا بك يا موسى أفندي؟

موسى:   ماذا بك يا موسى أفندي؟!.. أنت نائمة؟ (يشير باتجاه التمثال) ابنك أخذ  أنف  التمثال  !

خضرة:   (ببرود) رأيته.

موسى:   (يقلدها) رأيته.. ولماذا لم تكسري رقبته في الحال.

خضرة:   أكسر رقبته..الولد لم يرتكب جريمة

موسى:   إنها جريمة شنيعة..  أنف  التمثال  .

خضرة:   من غير شعارات فارغة يا موسى أفندي (تأخذ الأنف من يد الصغير)خذ  أنف  التمثال  .. اشبع بها.

موسى:   هكذا.. ببساطة؟!

خضرة:   يعني أقطع لك أنف الولد حتى تستريح؟!

موسى:   الجمعية هي التي ستطلب حقها..

خضرة: وما حقها

موسى:    إصلاح أنفِ التمثال.

خضرة:   إصلاح أنفِ التمثال؟ التمثال أنفه كانت واقفة على فتلة.. لماذا لم تصلحه الجمعية من قبلُ؟

موسى:   هل تعلمين الجمعية شغلها؟ ابنك من نزع  أنف  التمثال  ..ومن أتلف شيئاً فعليه إصلاحه.

خضرة:   التمثال كله تالف منذ زمن.. تكلم يا مغاوري.. لماذا سكتَ الآن؟

مغاوري:   الشهادة لله يا موسى أفندي.. أنفُ التمثال كانت ستسقط وحدها.. حتى لو لم يلمسها الولد ابن حامد.

موسى:   مادام هو من أسقطها.. فعلى ولي أمره إصلاحها.

خضرة:   وأنا مستعدة  أعيدها.. أفضل مما كانت عليه.

موسى:   أنت من ستصلحينها.. بأي صفة؟!

خضرة:   بصفتي.. ولية أمر من أتلفها.

موسى:   (متهكماً) وكيف ستصلحينها يا باش مهندسة خضرة

خضرة:   شيء بسيط.. يوم الجمعة سأحضر طينا من الترعة.. أصلح به أنفَ التمثال.. وحاجبه.. وكل ما يلزم.(الفلاحون يضحكون)

موسى:   (يشعر بالإهانة) أنا مخطئ.. لمجارتك في الكلام.. يجب أن أحيل الموضوع إلى إدارة المنطقة.. لاتخاذ التصرف السليم.. معك.. أنت.. وابنك.. ومخطئ مرة أخرى لأنني حاولت لمَّ الموضوع.. لكنك لا تستحقين المعروف.    

حامد(يدخل):   السلام عليكم.

الجميع : وعليكم السلام.

مغاوري:   إلحق نفسك يا حامد.. يا أبو شعبان.. امرأتك خضرة جنت.. وستورطك مع الجمعية.

حامد:  جمعية!

خضرة:   تكلم باحترام يا مغاوري.

حامد:   ما الذي جاء بكِ إلى هنا يا بنت؟!

خضرة:   أنا جئت بنفسي.. عندما لم تأت من السوق ..قلت لنفسي يا بنت يا خضرة خذي الدفتر.. والفلوس لتحاسبيهم في الجمعية.

حامد:   (بغضب) هكذا من تلقاءِِ نفسك؟

خضرة:   أنا كنت ناوية.....

حامد:   اسكتي.. ولا كلمة.. حسابك في المنزل.. هيا أمامي (لابنه) قم يا ولد.. يا شعبان.

خضرة:   أنا لم أحاسب موسى أفندي بعد.

حامد:   أحسن.. هاتي الفلوس، وأمامي على المنزل (تناوله النقود)

موسى:   إلى أين يا حامد؟

حامد:   إلى منزلنا.. لن ندفع الحساب اليوم.. يلزمك خدمة يا موسى أفندي؟

موسى:   أنا لن أتكلم.. تكلم أنت يا مغاوري.. تكلموا يا رجال.

حامد:   ماذا حدث يا مغاوري؟

مغاوري:   صلي على النبي.

حامد والحضور:  عليه الصلاة والسلام.

مغاوري:   امرأتك خضرة ارتكبت جريمتين دفعة واحدة.

حامد:   جريمتان؟!!

مغاوري نعم والله.. كما أقول لك.. جريمة بمفردها.. والأخرى.. ابنك شعبان شريك فيها.

حامد:   حتى أنت يا شعبان يا ابني.. كل هذا يطلع منك.. أنت والمثقفة أمك.. (لخضرة)أتركك.. وأذهب إلى سوق البهائم.. وأعود لأجد كل هذه الكوارث؟!!

خضرة:   لا تصدقه يا حامد.. خضرة امرأتك متعلمة.. تشرفك.. وترفع رأسك.. ولا تفعل ما يسوؤك أبدا.

حامد:   (يهز رأسه متعجباً) لا تفعلين ما يسوؤني.. أجل.. فما معنى كلام مغاوري..؟!

خضرة:   مغاوري لم يقل شيئاً.. هو قال جريمتان ..وسكت (لمغاوري)تكلم يا سوء!

حامد:   تكلم يا مغاوري.. ماذا فعلت خضرة.. والولد شعبان؟

مغاوري:   والله.. لا أدري.. بأيهما أبدأ يا حامد.. يا حبيبي!

حامد:   (فاقد الصبر) ابدأ بأية مصيبة... تعجبك.. يا مغاوري يا أخي.. لا تعلقني أكثر من هذا!

مغاوري:   قل له أنت يا موسى أفندي، المشكلة مشكلتك.

موسى:   لا.. بل قل له أنت، فربما كذبني.. وأنا لم اعد احتمل إهانة من حامد وامرأته.. تكلم فأنت طرف محايد.

حامد:   (في حدة) تكلم أنت أو هو.. المهم أن أعرف ماذا حدث بالضبط!

مغاوري:  يجب أن أتكلم أنا.. صلي على النبي.

حامد:    ألف صلاة على الحبيب!

مغاوري:   امرأتك خضرة أتت إلى هنا في الصباح، وتركت دفتر الحساب عند موسى أفندي، وراحت لأم مسعد بائعة الجرائد....

حامد:   (يقاطعه) لا تحكِ لي قصة حياتها.. قل لي المشكلة!

مغاوري:   يجب أن تعرف كل ما حدث.

حامد:   يا أخي.. قل لي ما فعلته.. بحق موسى أفندي لتغضبه.

موسى:   هي أغضبتني أنا وحدي؟ هي أغضبت كل الموجودين هنا.. اسألهم بنفسك.

حامد:   حقك عليّ يا موسى أفندي، وإذا ثبت لك حق.. فرقبتي سدادة.. قل يا مغاوري.

مغاوري:   امرأتك رفضت تسديد غرامة الامتناع عن زراعة القطن.. وتحدت موسى أفندي.. وكل قرارات الجمعية.

حامد:   هي فعلت ذلك؟

مغاوري:   هذه الجريمة الأولي.

حامد:   والله لو دفعت قرشاً واحداً، لطلقتها ..وقطعت رقبتها.

خضرة:   (تزغرد) يحيا العدل.. ربنا يحميك لشبابك يا حامد.. يا ابن صابحة.. قادر يا كريم.

حامد:   (يزجرها) اخرسي يا بنت.

موسى:   أنت تشجع امرأتك على عصيان أوامر الجمعية يا حامد.. يا أبو شعبان؟

حامد:   انتظر يا موسى أفندي، حق الجمعية محفوظ.. وماذا بعد يا مغاوري ؟

مغاوري:   الجريمة الثانية يا سيدي.. المحروس ابنك.. خطف  أنف التمثال (يشير للتمثال) وامرأتك لم تتحرك.. ولم تزجر الولد!

موسى:   ولما عاتبتها سخرت مني.. وقالت لي إنها ستلصق أنف التمثال بطين من الترعة.. هل يصح هذا الكلام من امرأتك يا حامد؟

حامد:   (يضحك) الله يجازي شيطانك يا بنت يا خضرة.. طين من الترعة؟!!

خضرة:   على قدر استطاعتي.. ثم ما الذي لا يعجبهم في طين الترعة؟ أنا أرمم مصطبة عمي العمدة سنوياً من طينتها.. وهل أنفُ التمثال أحسن من مصطبة عمي العمدة؟

حامد:   يا بنت.. أتساوين التمثال .. بمصطبة عمك العمدة؟!!

خضرة:   من قال هذا؟.. مصطبة عمي أحسن.. يكفى أن نمرح عليها في ليالي الصيف.. أتذكر يا حامد؟ (تغمزه بمرفقها)

موسى:   سمعتَ ما قالته امرأتك في حق التمثال يا حامد؟

خضرة: التمثال مجرد حجر لا يضر ولا ينفع..والإسلام حرم التماثيل.. وطين الترعة يجلب لنا الخير..ولا تنس أن الإنسان مخلوق من طين.

حامد:   اذهبي من هنا الآن يا بنت يا خضرة.

خضرة:   أنا لن اذهب قبلك...

حامد: (يقاطعها صارخاً فيها) اذهبي قبل أن أمسك بزمارة رقبتك في يدي.

خضرة: يا حامد أنا غلطانة لأنني...(حامد يتوجه إليها غاضباً لكنها تجري من أمامه مصطحبة ابنها وصحيفتها)

أحد الفلاحين:   حرام عليكم كل هذه العطلة.. وراءنا بيوت وبهائم!

موسى:   كل هذه العطلة بسبب خضرة امرأة حامد.. هي التي عطلتنا.. وأضاعت علينا النهار (لحامد) وأنت ستدفع ما عليك.. أم ستمشي وراء كلام امرأتك؟

حامد:    سأمشي وراء كلا..طبعاً سأدفع ما عليّ!

موسى:   (يجلس خلف مكتبة ويفتح الدفتر الكبير)مطلوب منك ألف وسبعمائة جنيها.

حامد:   لماذا؟

موسى:   سبعمائة جنيها غرامة امتناع عن زراعة القطن.. وثلاثمائة وخمسون جنيها تقاوي.. وستمائة وخمسون جنيها سماد..

حامد:   أنا لن أدفع إلا فلوس التقاوي والسماد.. أما هذه الغرامة.. فأنا من يستحق التعويض.. وليس أنتم.

موسى:   (في استياء) نعم.. نعم.. هذا اليوم على حسابك.. أنت.. وامرأتك.. تريد أن تخالف الدورة الزراعية التي وضعتها الجمعية.. ثم تطلب المكافأة.. يا أخي استح من نفسك!

حامد:   أنا لا أحتاج مكافآت من أحد.

موسى:   إذن فادفع ما عليك!

حامد:   حاضر (يخرج نقوداً من جيبه ويضعها أمامه) خذ.. هذا ما لكم عندي.. ألف جنيه بالتمام والكمال.

موسى:   وغرامة القطن؟

حامد:   لن أدفعها.

موسى:   هل أنت أحسن من هؤلاء الناس.. تكلموا يا ناس.. تكلم يا مغاوري.

مغاوري:   أنا سأدفع.. يا موسى أفندي

موسى:   (لحامد) سمعت؟

حامد:   كل حي معلق من عرقوبه.

موسى:   يعني أنت تخالف قرارات الجمعية.. وتمتنع عن أداء الحق العام؟

حامد:   أنا لم أمتنع.. أنا أطالب بحقي.

موسى:   حقك في زراعة لب التسالي بدلاً عن القطن.. المحصول القومي للبلد؟

حامد:   عجبت منكم.. الجمعية هي التي تدفعنا إلى زراعة اللب والشمام، لتمتلئ دورنا باللب، فنتسلى.

فلاح:   والجمعية هي التي منعتنا عن زراعة القطن، وهي التي تحاسبنا لأننا لا نزرعه!.. الجمعية تريد خسارتنا مرتين!  

موسى:   أنا موظف في الجمعية منذ ثلاثين عاما، ولم أر قراراً واحداً يمنع الفلاحين من زراعة القطن.

حامد:   (يضحك ويقهقه)المصيبة هنا.. نحن لم نُنه عن زراعته بقرار.. نحن نهينا بالإكراه!

موسى:   بالإكراه؟!!

حامد:   نعم بالإكراه.. وكل هؤلاء ال�

التحميلات المرفقة

azazystudy

مع أطيب الأمنيات بالتوفيق الدكتورة/سلوى عزازي

  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 78 مشاهدة
نشرت فى 20 نوفمبر 2010 بواسطة azazystudy

ساحة النقاش

الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي

azazystudy
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,796,590