تحذير دولي من تحول مرض السكر إلي وباء
تحقيق:مني حرك
في احدث تحذير دولي, اعلن رئيس الاتحاد الدولي للسكر ان الارقام الاخيرة لنسب المصابين بالمرض تتخطي الـ285 مليون نسمة .
ومن المتوقع أن يتضاعف عدد المصابين بحلول عام2030 مما يظهر ان السكر تحول الي وباء, وان العالم يخسر معركته في احتواء المرض, وانه لا توجد دولة محصنة ومجهزة تجهيزا كاملا لدحر هذا العدو المشترك.
وتأتي هذه التصريحات احتفالا باليوم العالمي للسكر الذي يوافق14 نوفمبر. وعالميا فانه كل10 ثوان يموت شخص لاسباب ذات صلة بمرض السكر, وكل10 ثوان يصاب شخصان بالسكر, وكل30 ثانية تقع حالة بتر في الاطراف بسبب مضاعفات السكر, وكل عام يصاب7 ملايين شخص بالبول السكري, وفي كل عام هناك4 ملايين حالة وفاة بسبب مرض السكر بنسبة6,8% من الوفيات التي تحدث في العالم سنويا, وهو يعد رابع سبب رئيسي للوفاة في العالم, وداء يصيب الآن7% من البالغين, حيث تمثل الاصابة بالسكر تهديدا خطيرا للصحة, حيث يعد السبب الرئيسي للعمي والفشل الكلوي والنوبات القلبية والسكتة الدماغية وبتر الاطراف.
أما عن الوضع في مصر, فرغم أننا لأول مرة نخرج من قائمة اكثر10 دول اصابة بالسكر في العالم, الا ان مصر تحتل الآن المرتبة العشرين في العالم, بعدما كانت في المرتبة العاشرة, لكن هذا لايعني تراجعا في عدد المرضي, بل ربما لأن الاحصاء الدولي الاخير جاء اكثر دقة وسبقتنا فيه دول اخري, لكننا لدينا نحو4,4 مليون مريض بالسكر بما يعادل11,4% من السكان, و202 شخص لديهم استعداد للاصابة بالسكر, وربما نكسر حاجز الثمانية ملايين مريض في2030.
وتأتي السمنة وعدم ممارسة الرياضة والوجبات الجاهزة وضغط الدم المرتفع غير المنضبط وارتفاع الدهون الثلاثية في الدم في مقدمة الاسباب التي تعجل بظهور مرض السكر.
التشخيص المبكر
وفي احدث دراسة لوزارة الصحة لدراسة التشخيص المبكر لمرض السكر ومرحلة ما قبل السكر في المجموعات الاكثر عرضة للاصابة بمرض السكر وجد ان معدل الاصابة بمرحلة ما قبل السكر وصلت الي12% ومرضي السكر غير المشخصين الي14% لذا كان لابد من تنفيذ مشروع قومي لخفض معدل الاصابة بهذا المرض.
هذا ما اكده الدكتور ابراهيم الابراشي مدير المعهد القومي لامراض السكر والغدد اننا بدأنا بالفعل تنفيذ خطة علي محورين أساسيين الأول محاولة خفض معدل الاصابة بمرض السكر وتبدأ بالاشخاص الأكثر عرضة للاصابة بالمرض مثل مرضي السمنة, مرضي ارتفاع ضغط الدم, مرضي ارتفاع نسبة الدهون بالدم والاشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي للاصابة بمرض السكر, حيث ان الدراسات العالمية تؤكد انه يمكن خفض الاصابة بينهم ما بين1 ـ2% سنويا وذلك من خلال توجيه هؤلاء للمرضي الي مراكز المشروع والتي سوف تكون في مقر عيادات السكر المنتشرة في المحافظات المختلفة وهي عدد45 عيادة او مركزا, وسوف تبدأ الخطة الزمنية في محافظة القاهرة ثم الاسكندرية ثم الوجه البحري واخيرا الوجه القبلي, وذلك خلال خمس سنوات وهي الخطة الزمنية المقترحة الأولية لتنفيذ هذا المشروع هذا بالاضافة الي زيادة عدد المراكز الي100 في خلال السنتين الاخيرتين من المشروع سيتم مباشرة هؤلاء المرضي بواسطة اطباء مدربين لتثقيفهم علي النظام الغذائي الصحي والحركة البدنية ومباشرتهم بصفة مستمرة ومتابعة مستوي السكر بالدم والوزن, حيث ان الدراسات العالمية اوصت بخفض الوزن بمقدار5 ـ7% من الوزن الحالي علي مدار ستة أشهر الي عام وتوزيع عدة انظمة غذائية تلائم كل شخص حسب العمر والوزن والامراض المصاحبة له.
أما المحور الثاني فموجه للمجتمع كله من خلال التوعية المباشرة من خلال ندوات تثقيفية لتغيير نمط الحياة وتقديم ارشادات خاصة بنوعية الطعام الصحي.
ولإنجاح هذا المشروع القومي كان لابد من حملة اعلامية تسبق البدء بالمشروع عن طريق وسائل الاعلام المرئية وغير المرئية لتوصيل ثقافة النظام الغذائي الصحي واهمية الرياضة لكل فئات المجتمع.
منظمة متكاملة
واوضح الدكتور خليفة عبدالله رئيس قسم السكر بكلية الطب جامعة الإسكندرية إننا نعمل جاهدين من اجل عمل منظومة متكاملة من وزارة الصحة والجامعات والمدارس ووسائل الإعلام للوصول بأمان لمريض السكر والحد من المضاعفات, ومن اجل ذلك شارك أكثر من35 أستاذا في إصدار كتاب به جميع القواعد الإرشادية للتعامل مع مرضي السكر من خلال أهمية الالتزام بنظام غذائي جيد لمريض السكر, وياحبذا لو استطاع المريض أن ينظم غذاءه ويتحكم في وزنه ويصر علي ممارسة الرياضة, ويجب ان نعلم ان هناك ما هو اخطر من المرض نفسه عند مريض السكر فيجب الا يتعرض مريض السكر لارتفاع في نسبة الكوليسترول أو ضغط الدم ويجب أن يمتنع تماما عن التدخين. لان هذه الامراض يمكن ان تصيب مريض السكر بكل المضاعفات حتي لو كان السكر منضبطا, لذلك لابد من الكشف الدوري علي الكلي والقلب وقاع العين لعلاجها قبل الدخول في المراحل المتأخرة وللجمعيات الأهلية والطبية دور كبير في زيادة الوعي كما توضح, الدكتورة إيناس شلتوت أستاذ الأمراض الباطنية والسكر بكلية طب جامعة القاهرة ورئيسة الجمعية العربية لدراسة أمراض السكر أن أعداد المصابين بمرض السكر في تزايد مستمر وبحلول عام2030 سيصل عدد المصابين إلي370 مليون مريض علي مستوي العالم وحوالي نصف هؤلاء المرضي لايعلمون أنهم مصابون أو يتجاهلون الإصابة ولايتلقون العلاج, وبذلك تزيد مضاعفات السكر حيث إن أكثر من60% من مرضي السكر مصابون بارتفاع في ضغط الدم, مما يؤدي إلي حدوث مضاعفات علي القلب والأوعية الدموية مما يؤثر علي الكليتين والأوعية الدموية. وأضافت أن من أهم المضاعفات لمريض السكر هو القدم السكرية الذي يصيب من10 إلي25% من مرضي السكر ويحتاج1% من المرضي سنويا لعمليات البتر وتنشأ الإصابة بسبب نقص سريان الدم إلي القدمين وكذلك التهاب الأعصاب بالقدمين وهناك تطور حديث باستخدام أجهزة لقياس سريان الدم في الأوعية الدموية الدقيقة عن طريق منظار للشعيرات الدموية وجهاز دوبلر لقياس وصول الدم للقدمين والاكتشاف المبكر لحدوث القدم السكرية وعلاجه وتم استخدام ميكروسكوب خلوي مجهز بالكمبيوتر لدراسة التهابات وإصابات الأوعية الدموية الدقيقة الملتحمة بالعين لدراسة مضاعفات مرض السكر وتقاس حدة الإصابة طبقا لعدد الأوعية الدموية التالفة أو انسدادها وبالتالي نستطيع تحديد مستوي إصابة مريض السكر وننصح بضبط معدلات السكر حتي لاتحدث أي مضاعفات.
سكر الأطفال
ولأن أكثر من20% من المصابين بالسكر في مصر من الأطفال وصغار السن وفقا لتقارير منظمة الصحة العالمية أشارت الدكتورة مني السماحي أستاذ طب الأطفال ورئيس وحدة السكر بطب عين شمس إلي ان هناك زيادة في اعداد الأطفال المصابين بمرض السكر حيث يأتي للوحدة من2 ـ3 حالات جدد كل أسبوع وينقسم مرض السكر لدي الأطفال الي نوعين يمثل أولهما أكثر من90% من نسبة الإصابة ويحدث نتيجة لحدوث تدمير كامل لخلايا البنكرياس المفرزة للأنسولين لذلك فان الطفل يعتمد علي الأنسولين التعويضي عن طريق الحقن مدي الحياة مما يمثل تحديا فعليا ليس للأطفال المصابين فقط بل للأسرة وللفريق الطبي والمجتمع بكاملة وذلك بسبب المضاعفات التي تحدث للطفل علي المدي القريب والبعيد مما يعرض الطفل للإعاقة. ولا توجد وسيلة قاطعة حتي الآن لمنع حدوث المرض حيث يعتبر وجود الاستعداد الوراثي أو الجيني ووجود أجسام مناعية مضادة في د م الطفل والتعرض لمؤثرات خارجية مثل الملوثات البيئية والإصابة بالفيروسات والصدمات العصبية كلها عوامل مجتمعة وراء حدوث هذا المرض.
ساحة النقاش