العالم أصبح أكثر تديناً والدين يساعد القوى العظمى الناشئة والصاعدة

  كتب   محمد عبدالخالق مساهل    ٩/ ١١/ ٢٠١٠

أكدت دراسة أمريكية أن الهويات الدينية العالمية والمحلية صارت متشابكة بفعل العولمة التى تعمل على تغيير طبيعة الدين ودوره فى الشؤون الدولية.

وقالت الدراسة التى نشرتها مجلة فورين أفيرز الأمريكية فى عددها الجديد الصادر لشهرى نوفمبر وديسمبر، وأعدها البروفيسور سكوت إم توماس الأستاذ بجامعة «باث» البريطانية والمتخصص فى العلاقات الدولية، إن الديانات «تتقاطع» مع ثقافات ودول ومناطق بعينها.

وأشارت الدراسة التى ترصد «تنامى نفوذ الدين فى السياسة الدولية»، إلى أن التدين يتزايد فى جميع أنحاء العالم، من جنوب الولايات المتحدة وحتى الشرق الأوسط، موضحة أنه ينمو فى الدول التى تتصف بتنوع واسع من التقاليد الدينية ومستويات التنمية الاقتصادية، ما يوحى بأن الفقر أو «العزلة الاجتماعية» ليسا مسؤولين بمفردهما.

ونبهت إلى أن الانبعاث الدينى لا يتحدد من خلال نمو الأصولية ولكنه يحدث عبر مختلف الطقوس والممارسات المتجددة.

وتوقعت الدراسة أن تتأثر الساحة الدينية العالمية فى السنوات المقبلة من خلال طفرة هائلة فى النمو السكانى من الدول المتقدمة فى الشمال، خاصة غرب أوروبا وجمهوريات الاتحاد السوفيتى السابقة، وصولاً إلى الدول النامية المعروفة بـ«دول الجنوب».

ولفتت الدراسة إلى أن التدين صار فى الوقت الراهن واحدا من «أدق» المؤشرات على «الخصوبة» أكثر من الهوية العرقية والطائفية، موضحا أن المتدينين يميلون إلى إنجاب مزيد من الأطفال أكثر من نظرائهم من العلمانيين.

وتكهنت الدراسة بأن يصبح الدين، وعلى نحو متزايد، ظاهرة «حضرية وليست ريفية»، موضحة أن النمو السكانى فى الدول النامية سوف يستقر فى «الحواضر» التى يضربها الفقر والمناطق التى ينتشر فيها الدين.

وأكدت أن التحول إلى العلمانية صار جزءاً حتمياً من «الحداثة» مع انتشار التعليم والعلوم والتكنولوجيا والازدهار، غير أن تلك المدن الضخمة صارت ملاذا لحركات الإحياء الدينى.

 وأشارت الدراسة إلى أن الديانات تمرست، تاريخيا، فى جذب أتباعها فى البيئات الحضرية. ونبهت الدراسة إلى أن هناك مجموعة من الاتجاهات تشمل الطفرات السكانية، والتمدن وتحول الدين عالميا، والتى تشير إلى أن الدين سوف يساعد فى تشكيل عوامل محركة للقوى العظمى القائمة والجديدة والناشئة، والتى من شأنها أن تؤثر فى محاولات الولايات المتحدة لتعزيز الحرية والمجتمع المدنى والديمقراطية والتماسك الاجتماعى والتنمية الاقتصادية عبر العالم.

وتوقعت الدراسة أن يلعب «التأثير التحولى» للعولمة على الدين دوراً رئيسياً فى انتشار الإرهاب الدولى والصراع الدينى وغيرها من التهديدات التى تحيق بالأمن العالمى. وأشارت إلى أن العولمة تمنح مزيداً من النفوذ لحركات الشتات الدينية والعرقية والتى تساهم فى تغيير طبيعة الأمن العالمى، واصفة هذه الجماعات بـ«الطرز الأكثر أهمية» فى العلاقات الدولية.

وقالت: «بما أن العالم صار أكثر تدينا، فإن الدين قد يغير العلاقات فى نظام دولة الأمة التقليدى، وسوف يكون عاملاً مهماً فى فهم توجهات السياسة الخارجية العامة فى كثير من الدول».

ونبهت إلى أن هناك نوعا جديدا يتشكل من العالم، وأن الشعوب والدول والجماعات الدينية التى تشكل الجنوب، تعمل على صنع هذه الأنواع، فى حين أن الديانات العالمية الكبرى تنتهز هذه الفرص التى تقدمها العولمة لتحويل رسائلها والوصول إلى جمهور عالمى جديد.

azazystudy

مع أطيب الأمنيات بالتوفيق الدكتورة/سلوى عزازي

  • Currently 30/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
10 تصويتات / 146 مشاهدة
نشرت فى 9 نوفمبر 2010 بواسطة azazystudy

ساحة النقاش

الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي

azazystudy
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,686,307