٤حالات اغتصاب كل ساعة
أبناء يقتلون آباءهم .. وتحرش جنسي في الشواع والمواصلات.. وجرائم قتل وسرقة كل يوم تحقيق: نشوة الشربيني ابجني تجدني.. ظرفني تعرفني.. شممني البريزة نعيش حياة لذيذة.. طنش.. نفض.. يا عم فوت .. قشطة.. كبر الجمجمة.. إلي آخر هذا المسلسل من المصطلحات، شاعت بين أفراد المجتمع، حتي أنها أصبحت تتردد بكثرة وأصبح لها مدلول واضح وقاموس معروف بين الشباب. لقد شهد المجتمع انقلاباً في سلوكيات وقيم وأخلاق الناس، حتي أن الجرائم الأخلاقية، التي تحدث يومياً، صارت تقليدية، وكأنها زداة تنفيس عن البعض، فلم يعد يحتمل أحدا منهم الآخر، لا في الشارع، ولا في المواصلات، وحتي في الأسرة الواحدة. دراسات وأبحاث كشفت عن دوافع ومعدلات هذه الجرائم، وعرت المجتمع تماماً مما ينخر في العظام من بلاوي، بعضها مستخبية، يتواري والآخر معلن. الأكثر من ذلك ما كشفه آخر مسح عالمي للقيم عن مصر عام 2008، حيث أجري هذا المسح علي عينة من الشباب المصري، بلغ عددها 712 فردا في الفئة العمرية من 18 إلي 30 عاماً، بنسبة بلغت 23٪ من إجمالي العينة الكلية، فيما يتعلق بخصائصهم، فقد بلغت نسبة الذكور في عينة الشباب 40٪، في مقابل 60٪ للإناث، كما أن 61٪ منهم يسكنون مناطق ريفية، في مقابل 395 منهم يقيمون في الحضر، وأغلبهم من الحاصلين علي تعليم متوسط ودون المتوسط. ووفقاً للمحددات التي قد تؤثر في توجهات الشباب المصري تعكس قدراً كبيراً من التناقض، ويتضح هذا التناقض من مستوي الرغبة في حياة جيدة، دون تحمل المسئولية والأمل في العمل الجاد ما يفقدهم الشعور بالهوية والانتماء للوطن؛ والتغاضي عن أهمية الدين في الحياة. وكشفت النتائج أيضاً عن الميل الواضح لدي الشباب، إلي الارتباط بالقيم المستحدثة والواردة من الخارج التي تمجد روح الفردية »الأنانية«؛ كما كشفت عن ميل 62٪ من الشباب نحو الاستكانة خلف حياة بلا مخاطرة، يضفي علي نوعية الحياة التي يفضلونها، طابع الحداثة غير المكتملة، خاصة أن غالبيتهم من ذوي المستوي التعليمي المنخفض. جرائم الاغتصاب وفي الإطار ذاته كشفت دراسة حديثة للدكتورة فادية أبو شهية، أستاذ القانون الجنائي بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية عن خطر ظاهرة الاغتصاب الجنسي، وهتك العرض، والتي بلغت أكثر من 30 ألف حالة اغتصاب في مصر سنوياً، أي أن هناك ما بين 3 و4 حالات اغتصاب تتم كل ساعة تقريباً، كما أن 65٪ من تلك الجرائم، ترتكب في محافظات الوجه البحري. وارجعت الدراسة ذلك إلي عدة عوامل منها: البطالة وتأخر سن الزواج، وعدم توافر التواجد الأمني في العديد من المناطق الريفية أو المدن. وحذرت الدراسة من أن تلك العوامل تنذر بكارثة تهدد سلامة وأمن المجتمع المصري. جرائم التحرش في استطلاع أجراه المركز المصري لحقوق النساء في عام 2008، كشف عن أن 83٪ من النساء المصريات، و98٪ من النساء الأجنبيات اللاتي يعشن في القاهرة يؤكدن أنهن تعرضن للتحرش بإحدي الطرق، ومن جهة أخري اعترف 62٪ من الرجال بأنهم تحرشوا بإناث. وحذرت دراسة حديثة لمركز حوار للتنمية وحقوق الإنسان من ارتفاع معدلات الجريمة خلال عام 2008 وحتي بداية عام 2009، حيث رصدت نحو 254 جريمة في تلك الفترة، بلغ عدد المتهمين في تلك الجرائم 402 متهم، وقد شكلت جرائم الفقر مقارنة بالحوادث الأخري نحو 6.9٪ من إجمالي الجرائم التي ارتكبت خلال الفترة من يونيه 2006 إلي يونيه 2008، أي بنحو 3062 جريمة. وشهدت محافظة القاهرة وحدها نحو 188 جريمة تليها محافظة الجيزة بواقع 135 جريمة، ثم الإسكندرية والغربية 21 جريمة، وجاءت تجارة المخدرات علي رأسها بنسبة 27٪ ثم السرقة بالإكراه بنسبة 18٪ والبلطجة بنسبة 11٪، والقتل العمد بنسبة 10٪.. وذكرت الدراسة أن نحو 655 منهم غير متزوجون و27٪ متزوجين و6.8٪ مطلقون و0.9٪ أرامل. ومن أشهر الوقائع التي حدثت في الأشهر الأخيرة لعام 2009، ما سجلته محافظتا الجيزة وحلوان عن حدوث 160 حالة معاكسة وتحرش بالفتيات والنساء، وتحررت محاضر بالوقائع في أقسام الشرطة. وأكد شهود عيان حدوث تحرشات بالفتيات والنساء في الشوارع الرئيسية وأمام المولات التجارية والسينمات وعلي كورنيش النيل. وقد شهدت محافظة الجيزة في أول أيام عيد الأضحي الماضي 136 حالة معاكسة وتحرش بمحاضر الشرطة بالجيزة، في حين بلغت المعاكسات في عيد الفطر أكثر من 650 حالة معاكسة وتحرش و56 فعلاً فاضحاً في الجيزة و300 حالة تحرش بالقاهرة. وتركزت المعاكسات والتحرشات في الجيزة بين الشباب في حديقة الحيوان ومراسي المراكب النيلية والمنتزهات المختلفة. كما شهدت محافظة حلوان العديد من المخالفات التي انحصرت في محاضر آداب، حيث ضبطت مباحث الآداب 37 مخالفة منها 4 حالات فعل فاضح بالطريق العام، و24 حالة تحرش و9 حالات تعاطي مخدرات بالطريق العام. انهيار أخلاقي ومن جهة أخري ارتفعت معدلات الجريمة الأشهر الأخيرة، نتيجة انهيار الأخلاق والقيم المصرية، حيث لم يكد يمر يوم إلا ونسمع عن جريمة جديدة. ففي أواخر شهر إبريل الماضي، مزق محام بأسيوط جسد والده ووالدته بأكثر من 60 طعنة في الرقبة والبطن والوجه أودت بحياتهما في الحال بسبب مروره بضائقة مالية وفشله في العثور علي فرصة عمل وتركهما غارقين في دمائهما، وفر هارباً. وفي منتصف شهر مايو الماضي صدر حكم بالإعدام علي عامل بلاط، قتل أبيه بمنطقة المطرية بسبب مروره بضائقة مالية. وفي أواخر شهر أكتوبر الماضي، تم العثور علي جثة مذبوحة داخل مسكنها بمدينة الخصوص لطالبة بالصف الاعدادي وتبين أن مرتكب الحادث أم الفتاة وعشيقها. قاما بقتلها لأنها شاهدتهما في وضع مخل. هذه مجرد جرائم أسرية، تحدث داخل البيت المصري نتيجة لفقدان الاحترام وانهيار الأخلاق والقيم الحميدة، بين أفراد الأسرة الواحدة.. وهناك آلاف الجرائم من كل صنف ولون.. تنشرها الصحف يومياً، بخلاف ما لا ينشر، وهي مؤشر خطر علي تماسك الأسرة، بعد انهيار القيم والأخلاق. |
ساحة النقاش