فى ندوة الأهرام عن مستقبل سيناء‏:‏ قطار التنمية خرج عن مساره‏!
إدارة الندوة‏ - عبدالمحسن سلامة - شارك فيها‏ - رأفت سليمان وسيد صالح وشريف عبدالباقى وجيهان الغرباوى ووجدى رزق وإبراهيم سنجاب:


التنمية فى سيناء تعيش أزمة حقيقية عبر عنها المستثمرون ومشايخ أهلها‏،‏ الذين استضافتهم ندوة الأهرام واستعرضوا العقبات التى تعترض قطار التنمية وتعطل مسيرته‏، وهذه الأزمة لم ينكرها أعضاء اللجان المختصة بمجلس الشورى.

 

بل أكدوا أنهم سجلوا بعضها في تقريرهم عن التنمية في سيناء‏,‏ الذي سيتم استكماله فيما بعد ليرسم صورة أكبر للواقع الذي أكد المسئولون الذين استضافتهم الندوة أنهم سيفجرون المشكلة بكل أبعادها في مجلسي الشعب والشوري لوضع حد للإهمال الذي لم يقتصر علي وزارة أو جهة معينة‏,‏ ولكنه شمل الكثير من الجهات المسئولة‏..‏ وفي ظل هذه المصارحة والمكاشفة غير المحدودة انطلقت مناقشات الندوة التي نستعرضها في السطور التالية‏..‏
د‏.‏ جلال غراب‏:‏
وزارة السياحة غائبة
ولا دور للمحافظين‏..‏ والمشكلة سنطرحها
في البرلمان لوضع حد لها
مشايخ القبائل‏:‏
الملاحقات الامنية
أفقدت السائحين الثقة فينا‏..‏ والمحافظون
لا يهتمون بنا‏!‏
في البداية قال المهندس سامي سليمان رئيس جمعية مستثمري نويبع وطابا‏:‏ ما يحدث الآن في سيناء لا يبشر بالخير‏,‏ وخلال السنوات الأخيرة تفاقمت المشكلات الخاصة بالتنمية بشكل مروع في نويبع وطابا التي تقع في منطقة الوسط‏,‏ ويوجد بها الكثير من القبائل من أهل سيناء‏,‏ الذين يعتمدون علي التنمية السياحية بشكل كبير‏,‏ وخلال الفترة الماضية التي سبقت توقف التنمية في المنطقة واحجام البنوك عن الاستمرار في تمويل المشروعات السياحية التي توقفت كان أهل سيناء قد بدأوا اندماجا حقيقيا في عمليات التنمية من خلال المساهمة في عمليات الانشاء‏,‏ كمقاولين اشتروا آلات ومعدات ولودرات بمئات الآلاف من الجنيهات‏,‏ للمساهمة في طفرة النمو التي كانت متوقعة‏,‏ وعندما توقفت التنمية ضاعت هذه الأموال عليهم‏,‏ مما تسبب في ظهور مشكلات عديدة بين الدولة وأهل سيناء‏,‏ صورها البعض بأنهم أناس خارجون عن القانون‏,‏ وهذا للأسف يعطي دلالة خطيرة عن تفاقم مشكلات تعطل التنمية في منطقة نويبع وطابا‏,‏ وللأسف الشديد‏,‏ المشكلة صناعة حكومية من الألف الي الياء‏,‏ فالحكومة هي التي وضعت التخطيط‏,‏ وقالت في يوم من الأيام إن منطقة نويبع وطابا ستكون لها الأولوية‏,‏ لتكون أهم منطقة سياحية في مصر‏,‏ ومراعاة للبعد القومي‏,‏ اشترط أن تكون الاستثمارات الموجودة في المنطقة بالذات مصرية‏100%,‏ وبناء علي ذلك ذهبنا الي نويبع وطابا بدراسات جدوي ممتازة‏,‏ وقامت البنوك بضخ الأموال وتوفير التمويل لكل المشروعات‏,‏ التي بدأت تظهر علي الأرض بصورة متسارعة‏,‏ لكن حدث ما لم يكن متوقعا‏,‏ فجأة أحجمت البنوك عن التمويل‏,‏ وتوقفت ماكينات العمل في أغلب المشروعات التي كانت تحت الانشاء‏,‏ بعد أن أشاع البعض أن المنطقة أصبحت غير واعدة بسبب الانتفاضة‏,‏ التي حدثت في الأراضي المحتلة في فلسطين‏,‏ والعمليات الإرهابية التي وقعت في المنطقة قبل‏6‏ سنوات من الآن‏,‏ وهو ما دفع البنوك لترفع مظلة التمويل نهائيا عن عشرات المشروعات الموجودة في المنطقة‏,‏ وهذا ليس ذنب المستثمرين الذين خاطروا بأموالهم ووقتهم‏,‏ بل كان يجب أن تدعمنا الحكومة والبنوك الوطنية حتي نخرج من هذا النفق المظلم الذي دخلنا فيه‏,‏ سواء بمنحنا بعض الاستثناءات أو المزايا التي تدفع التنمية في المنطقة الي الأمام‏,‏ باعتبارها جزءا استراتيجيا وحيويا من مصر‏,‏ كما أن المشكلة الأكثر خطورة هي أن الهيئات الحكومية والشركات التابعة للحكومة‏,‏ تتعامل معنا بأسلوب غريب‏,‏ وكأننا لسنا مصريين برغم أننا أخذنا المبادرة والعمل في منطقة حيوية تهم مصر من الناحية الأمنية‏.‏
وأحب أن أقول إنه خلال الشهر الماضي قامت الشركة القابضة للمياه والصرف الصحي برفع أسعار المياه العكرة لترتفع فاتورة الفندق من المياه من‏2000‏ جنيه الي‏30‏ ألف جنيه‏,‏ في الوقت الذي لا تتعدي نسب الاشغال في بعض الفنادق‏5%‏ فقط‏.‏
‏*‏ الأهرام‏:‏ تقصد أن المشكلة ليست في التعثر فقط وهناك عوامل أخري تعانون منها في سبيل تشغيل الفنادق والقري السياحية؟
‏**‏سامي سليمان‏:‏ اننا نرفض لفظ متعثرين‏,‏ لسنا متعثرين نحن مستثمرون جادون تخلت البنوك عنا في الثلث الأول من الطريق‏,‏ نحن شركات مصرية مائة في المائة أموالنا موجودة علي الأرض في مشروعات‏,‏ لو تم ضخ الملايين فيها سوف توفر عشرات الآلاف من فرص العمل‏,‏ وسوف تعود بخيرها علي أهل سيناء في الوسط والشمال والجنوب‏.‏
الي جانب ذلك هناك مطالب بحل شامل لهذه المشكلات التي تعترض التنمية السياحية في وسط سيناء‏,‏ مطلوب ميناء سياحي‏,‏ وتطوير الميناء الموجود في نويبع‏,‏ مطلوب تنشيط سياحة السفاري التي توقفت‏,‏ وأثرت بشكل كبير علي حياة الكثير من قبائل سيناء لان ما يذاع خارج مصر يؤثر علي سمعة السياحة بأن المناطق الجبلية وسيناء غير آمنة‏.‏
‏**‏ سهام عزالدين جبريل عضو مجلس الشوري وعضو لجنة الانتاج الصناعي والطاقة بالمجلس وعضو المجموعة البرلمانية في شمال سيناء‏:‏
أرفض اطلاق مسمي البدو علي أهل سيناء‏,‏ نحن كلنا مصريون وهذا التصنيف مرفوض من جانبنا‏,‏ أهل سيناء أعيد وأكرر أهل سيناء مواطنون مصريون‏.‏
‏**‏ أوزوريس الغزاوي‏:‏ أحب أن أسلط الضوء علي نقطة مهمة جدا‏,‏ وهي من المسئول عما يحدث في نويبع وطابا؟ بصراحة ودون لف ودوران الحكومة هي المسئولة‏!!‏ فقد ذهبنا الي منطقة مخططة تخطيطا جيدا‏,‏ المستهدف منه تحقيق تنمية متكاملة في هذا الجزء المهم‏,‏ وتعميره بالبشر لكن بعد سنوات قليلة من بدء مسيرة التنمية وجدنا الوعود الحكومية تتبخر وتتخلي عنا جميعا‏,‏ الي جانب التخبط في القرارات التي أثرت علي السياحة‏,‏ فهناك مستثمر تم اتهامه بأنه يعمل مع اليهود‏,‏ وسحبت منه الأراضي‏,‏ وأمام التحكيم الدولي حصل علي حكم بتعويض يعادل أضعاف تكاليف الفندق الذي سحب منه عدة مرات‏,‏ ولم تفلح الجهات المسئولة في تراجع المستثمر عن تنفيذ الحكم‏,‏ وأصر علي الحصول علي التعويض‏,‏ لهذا فإن حملات التشويه لبعض المستثمرين قد أثرت علي المنطقة التي يعمل بها مستثمرون مصريون يلتزمون بالجدية والالتزام والاحترام‏.‏ نقطة أخري أحب أن أشير إليها وهي التخطيط الذي علي أساسه أخذنا الأراضي للتنمية السياسية كان المخطط اقامة مدينتين جديدتين‏,‏ واحدة في نويبع وأخري في طابا‏,‏ تكونان بمثابة ظهير سياحي متكامل مع الفنادق والقري السياحية التي انتشرت في المنطقة‏..‏ لكن للأسف لم يحدث ذلك بل انتشرت العشوائيات‏,‏ علي طول الساحل الذي يمتد لمسافة‏70‏ كيلومترا والمطلوب في أسرع وقت ممكن عمل تخطيط شامل متكامل من خلال مكاتب استشارية عالمية للمدينتين الجديدتين قبل ضياع المنطقة‏.‏
الي جانب ذلك‏,‏ لابد أن نعترف أن طابا ونويبع خرجتا من المعادلة السياسية في البرنامج الانتخابي للسيد الرئيس‏,‏ وعلي سبيل المثال لدينا عشرات الآلاف من العاملين في هذه المنطقة‏,‏ مطلوب توطينهم وتسكينهم وأصحاب القري السياحية والفنادق علي استعداد لبناء مساكن لهم في حال توفير الأراضي لهم‏,‏ وممكن أن يتم ذلك من خلال البرنامج الانتخابي للرئيس مبارك‏.‏
وتحتاج المنطقة من طابا لنويبع الي علاج سريع وحاسم‏,‏ حتي تدب فيها عجلة الحياة من جديد‏,‏ مطلوب بعض الحوافز والمزايا وحلول جادة‏,‏ تعيد إدارة عجلة التنمية فيها‏,‏ فلا يعقل أن تطالبنا وزارة المالية بالضرائب علي فنادق معطلة‏,‏ وأخري نسبة الاشغال فيها محدودة ولا يعقل أن تقوم شركات المياه بمضاعفة الأسعار لعدة مرات دون سبب واضح‏,‏ ولا يعقل أن تفرض وزارتا الكهرباء والبترول عشرات الآلاف بل الملايين من أجل رسوم ادخال الغاز والكهرباء الي القري السياحية‏.‏ لابد أن نعيد صناعة النجاح في نويبع وطابا فمصر تستقبل الآن‏12‏ مليون سائح سنويا‏,‏ وهذا يعني أن مقومات السياحة المتكاملة موجودة في مصر‏,‏ وأن الحلم الأكبر هو جذب أكثر من‏50‏ مليون سائح‏,‏ ولابد من حل كل المشكلات العالقة في طابا ونويبع‏.‏
‏**‏ مدحت جورج‏,‏ ممثل لاحدي الشركات السياحية‏:‏ اننا نعمل في سيناء منذ التحرير‏,‏ وكان من الممكن أن نأخذ أرضا في الغردقة أو مرسي علم‏,‏ لكن حضرنا الي طابا ونويبع اقتناعا بأن المنطقة ستكون درة السياحة في مصر والشرق الأوسط‏,‏ وتقدمنا بدراسات جدوي لمشروعات احتمال نجاحها كبير جدا‏,‏ لكن للأسف بعد إثارة قضايا نواب القروض وهروبهم الي الخارج‏,‏ فقد تضررنا برغم التزامنا‏,‏ وتوقفت البنوك عن ضخ الأموال في مشروعات موجودة علي الأرض‏,‏ وفي حال تشغيلها سيكون هناك آلاف من الشباب يعملون‏.‏
نحن مستثمرون جادون‏,‏ لنا مطالب بسيطة لن ترهق الجهات المسئولة‏,‏ نطالب البنوك بالعودة الي التمويل‏,‏ نطالب بفتح الصحراء والجبال لرحلات السفاري‏,‏ نطالب بتجديد وتطوير الميناء ويكون بها جزء لميناء سياحي فقط بعيدا عن مشكلات الحجاج وغيرهم‏,‏ وعمليات شحن البضائع في نويبع‏,‏ نطالب برؤية متكاملة بين وزارتي الداخلية والدفاع من جهة ووزارة السياحة من جهة أخري لأزمة السياحة في نويبع وطابا‏.‏
نقطة أخري‏,‏ أحب أشير اليها وهي علي مدي‏15‏ عاما مضت‏,‏ كانت هناك رحلات سفاري الي جبال سيناء‏,‏ هل حصلت مشكلة في هذه الرحلات من البدو؟ بالطبع لا لم يحدث‏!‏ في الوقت الذي كانت العمليات الارهابية موجودة بكثرة في القاهرة والصعيد‏..‏ المشكلة كبيرة ولابد من حلها بواقعية‏,‏ فأهل سيناء الذين منعت عنهم رحلات السياحة هم أهل كرم‏,‏ وهم قادرون علي حماية السائحين‏,‏ ولم يمس سائح واحد من أهل سيناء‏,‏ لكن للأسف تضررت شركات السياحة وكأنها هي التي قامت بالعمليات الارهابية وكانت سببا في المشكلة‏,‏ لهذا نطالب بضرورة عودة رحلات السفاري فورا‏.‏
‏**‏ سهام عزالدين جبريل‏:‏ هناك مشكلات عديدة في تنمية سيناء وفي مجال التمليك وأصبح علي أي مستثمر يرغب في الاستثمار في سيناء أن يعمل وفق نظام حق الانتفاع‏,‏ في الوقت الذي ترفض فيه البنوك تمويل المشروعات الخاصة بحق الانتفاع‏,‏ وهذه قضية خطيرة علي التنمية‏..‏ طرحنا في الشوري هذه القضية‏,‏ وطالبنا بضرورة اصدار قانون للملكية في سيناء‏,‏ له ضوابط معينة ومحددة‏,‏ لأننا نعيش في منطقة تمثل عصب الأمن القومي المصري‏,‏ في نفس الوقت لابد من اعطاء الفرصة للمصريين للاستثمار بكل قوة وجدية في سيناء‏.‏
من ناحية أخري‏,‏ أحب أن أشير الي أن المشروع القومي لتنمية سيناء الذي بدأ في‏1994‏ ويستمر حتي عام‏2017‏ يشمل رؤية ضرورة وجود‏4,5‏ مليون مواطن في سيناء‏,‏ وشبكة من المشروعات الزراعية والصناعية والسياحية‏,‏ لكن للأسف المشروع كما هو واضح معطل‏,‏ فترعة السلام لم يتم استكمالها‏,‏ وخط السكك الحديدية أيضا معطل والمنطقة الصناعية في شمال سيناء لم توضع علي خريطة المناطق الصناعية في مصر‏.‏ نقطة مهمة أحب أوجهها الي الإعلاميين‏:‏ توقفوا عن تصنيف أهل سيناء كبدو وقبائل أهل سيناء‏,‏ هم مصريون قلبا وقالبا‏,‏ هم الذين حافظوا علي الأرض في سنوات الاحتلال‏,‏ لم يفرطوا في شبر واحد منها‏,‏ ونحن نحمل أمانة الدفاع والحفاظ علي هذه الأرض كمصريين‏,‏ لكن ما نحتاجه فقط هو تنمية هذه الأرض‏,‏ حتي يكون هناك دافع قوي يروع أي طامع في سيناء‏,‏ أطالب من هنا أن يكون المشروع القومي لمصر خلال السنوات المقبلة هو تنمية سيناء‏,‏ وأضيف جزئية علي التقرير الذي تم إعداده عن سيناء‏,‏ وناقشه مجلس الشوري في حضور زعماء القبائل‏,‏ وهي المرة الأولي التي تحدث في تاريخ المجلس أن يشارك أبناء سيناء في مناقشة تقرير أعد عنهم وتمنياتي أن يتم تنفيذ التوصيات التي جاء بها التقرير علي أرض الواقع‏.‏
‏**‏ أوزوريس الغزاوي‏:‏ لقد قيل لي إن الشرطة انشأت فرعا جديدا لشرطة السفاري‏,‏ وأن الرحلة الواحدة التي تمتد لأسبوع ستكون تكلفتها كمصروفات حراسة‏,‏ وغيرها من قبل الشرطة ما بين‏20‏ الي‏15‏ ألف جنيه هل هذا منطق للتنمية السياحية؟‏!‏
‏**‏ الدكتور جلال غراب‏:‏ لما حضرت الي الندوة كان اعتقادي أن الكلام سيكون في المطلق عن تنمية سيناء‏,‏ لم أتخيل حجم المشكلات التي سمعتها الآن‏,‏ وأعد الحاضرين أن مجلس الشوري سيقوم بعمل تقرير آخر عن جنوب سيناء‏,‏ ومشكلات التنمية فيها‏,‏ خاصة في الوسط‏,‏ فتقرير مجلس الشوري السابق اهتم بالشمال ولم يتعرض بصورة كاملة الي الجنوب‏,‏ أنتم لكم مطالب مشروعة ولابد أن نقف جميعا وراء هذه المطالب‏,‏ ومنها قيام البنوك بإعادة ضخ الأموال الي المشروعات في طابا ونويبع‏,‏ لكن الغريب الذي أسمعه الآن أن الشرطة تطلب أموالا لتأمين رحلات السفاري‏,‏ فالشرطة في الأصل جهاز خدمي‏,‏ يجب ألا يحصل علي أموال لتأمين السياحة‏,‏ لان الهاجس الأمني في سيناء له الأولوية‏,‏ وليس فيه نقاش‏,‏ أو تهاون‏,‏ لأن هناك فروقا بين التوجه الحكومي والتوجه الشعبي‏,‏ هناك ظروف عالمية تفرض واقعا معينا علي سيناء‏,‏ لكن في وسط هذه الظروف لابد من تنمية سيناء بأسرع وقت ممكن‏.‏
نقطة أخري‏:‏ طلب الحصول علي اعفاءات أو مزايا في عرف القانون أصبح مرفوضا‏,‏ ميزانية الدولة أصبح بها عجز‏114‏ مليار جنيه‏,‏ وهي لا تتحمل المزيد من العجز‏.‏
‏**‏ المهندس سامي سليمان‏:‏ أحب أوضح للدكتور جلال غراب أن المستثمرين في نويبع وطابا لم يطلبوا اعفاءات أو مزايا فوق القانون‏,‏ فالمنطقة بها‏60‏ فندقا معطلا لكن ببعض التيسيرات تستطيع هذه الفنادق أن تضخ عوائد للدولة تتجاوز عشرة مليارات جنيه سنويا‏,‏ وتوفر آلافا من فرص العمل‏,‏ فلايعقل أن يكون هناك مستثمر يطلب توصيل الغاز الطبيعي الي فندقه‏,‏ وتطالبه شركة الغاز بـ‏8‏ ملايين جنيه مقابل أن تصل ماسورة الغاز الي باب الفندق‏,‏ نفس الوضع يتكرر عند توصيل الكهرباء والمياه‏,‏ بصراحة كلها عمليات تعجيزية خطيرة لم نجد لها أي حل‏.‏
‏**‏ أحمد هاني عبد العزيز‏:‏ بالنسبة لكلام الدكتور جلال غراب‏,‏ والخاص بعجز الموازنة‏,‏ أحب أقول إن الحكومة هي سبب هذا العجز‏,‏ وسوف تتسبب في تفاقمه مستقبلا‏,‏ فما جدوي انفاق المليارات علي البنية الأساسية في طابا ونويبع‏,‏ وغيرهما من المناطق دون أن يكون هناك استغلال لها باختصار شديد هو انفاق غير مستغل وعاطل ومن حق الميزانية أن تعاني من العجز‏.‏
أهل سيناء
‏**‏ الشيخ عطوة عيد‏:‏ قبل عام‏97‏ كنا نعمل في مخيمات سياحية بوضع اليد لا ندفع تأمينات ولا ضرائب‏,‏ ولا أي شئ آخر‏,‏ حتي جاءت هيئة التنمية السياحية‏,‏ وباعت لنا متر الأرض بدولار‏,‏ وطلبت منا تأسيس شركات مساهمة والاستعانة بقروض من البنوك لتطوير المشاريع الخاصة بنا‏,‏ وللأسف الشديد توقفت البنوك عن التمويل قبل أن تعمل المشروعات‏,‏ وزادت الديون والقضايا علينا بالعشرات‏,‏ والبعض صدرت ضده أحكام نهائية واجبة النفاذ‏,‏ كما أن تجديد رخص المشروعات مرهون بتسديد أموال كثيرة‏,‏ ونحن غير قادرين علي السداد فماذا نفعل؟ مطلبنا أن ترحمنا البنوك وأن تضع حلولا منطقية لعودة الروح لعشرات المشروعات‏.‏
‏**‏ الشيخ محمد سالم‏:‏ كان عملنا ينصب بصورة كبيرة علي الاستثمار في الغوص ورحلات السفاري‏,‏ الآن توقفت رحلات السفاري بصورة كبيرة‏,‏ الي جانب أن انتشار كمائن الشرطة كل عشرة كيلومترات أصبح يؤرق السائح وجعله يرتاب ويتردد في التعامل معنا‏,‏ كما أن المحافظين الذين يتولون زمام الأمور في محافظة جنوب سيناء جل اهتمامهم مدينة شرم الشيخ فقط‏,‏ ففي مدينة دهب التي نعمل بها قد نري المحافظ مرة أو اثنتين أو ثلاثا علي الأكثر في العام‏,‏ كما نعاني ـ نحن أهل سيناء ـ من تفرقة ممقوتة بين المستثمرين القادمين من خارج سيناء‏,‏ فالمسئولون ييسرون كل الأمور لهم ويعقدونها في وجه أبنائها‏.‏
‏**‏ نادر جرجس‏:‏ خلال‏18‏ عاما مضت لم ينفذ علي أرض الواقع في سيناء سوي‏30%‏ فقط من المستهدف‏,‏ وهذا مؤشر خطير للأسف لم يحرك ساكنا لدي الجهات المسئولة‏,‏ طابا ونويبع لهما امكانات خاصة لتصبحا أهم منتجع سياحي في مصر الي جانب أهميتها للأمن القومي المصري‏,‏ وهي تباع سياحيا للأسف من خلال الإسرائيليين‏,‏ الذين يتحكمون ببراعة شديدة في الأعداد الداخلة للمنطقة‏,‏ وهذا أمر جد خطير‏,‏ واذا كان البعض يلقي الاتهام علي الحكومات المتعاقبة‏,‏ فأنا أيضا معهم‏,‏ فإذا قامت الحكومة بحل المشكلات التي تعترض التنمية في نويبع وطابا لتغير الحال‏,‏ ثم ان البعض يسأل لماذا ترتفع تكلفة التشغيل في هذه المنطقة بالذات‏,‏ والرد معروف أن هذه المنطقة تفتقر الي الخدمات العامة‏,‏ بصورة كبيرة‏,‏ الي جانب عدم وجود عمالة مدربة متخصصة في جميع المجالات التي تخدم السياحة‏,‏ فصاحب الفندق عليه أن ينشيء بجوار الفندق ورشة نجارة والمونيوم‏,‏ وغيرها من المهن التي تزيد التكلفة‏,‏ وبحساب بسيط أي فندق تقل فيه نسبة الاشغال عن‏80%‏ فهو في عداد الخاسرين‏,‏ اذا كانت العمالة المدربة غير موجودة‏,‏ وحاولنا استقدامها من الدلتا أو الصعيد فحدث ولا حرج‏,‏ فنسبة كبيرة منهم توضع في الحجز الاحترازي لأكثر من‏12‏ ساعة‏,‏ لمجرد الكشف عن الصحيفة الجنائية‏,‏ لذلك يرفض الكثيرون الذهاب للعمل في سيناء ورؤيتي لحل هذه المشكلات تنحصر في عدة نقاط‏,‏ هي‏:‏ استكمال البنوك عقودها مع الشركات المنتظمة والمنضبطة‏,‏ وتنمية المهن الحرفية بشكل متواصل‏,‏ وفتح رحلات السفاري أمام البدو‏,‏ وحل مشكلة ارتفاع أسعار المياه والكهرباء وتكاليف توصيل الغاز‏,‏ وانشاء سدود لحجز المياه المتدفقة من السيول واستغلالها في الأنشطة السياحية والزراعية‏,‏ وانشاء ناد في المنطقة لسياحة اليخوت والسفاري‏.‏
‏**‏ الشيخ فرج عواد من أبوزنيمة‏:‏ أنا رجل بدوي أعيش في المنطقة لم يسألني أحد في يوم من الأيام عن رأيي سواء في التنمية أو غيرها‏,‏ علي الرغم من أن الأمن عندي أنا‏,‏ وليس الشرطة‏,‏ أنا القادر علي حماية السياحة لأنني أعرف الطرق والدروب جيدا في الصحراء ولكن الحكومة تتبع معنا سياسة عدم الاهتمام‏.‏ عندما رغبت في اقامة استراحة علي الطريق‏,‏ طلب مني ملاءة مالية بقيمة نصف مليون جنيه‏,‏ فمن أين أستطيع توفير هذا المبلغ؟ واذا قمنا باستصلاح الأرض وزراعتها فهي غير مملوكة لنا‏.‏ سيناء مؤهلة لأن تكون قاطرة التنمية وهي جغرافيا مؤهلة لذلك وبها‏80%‏ من الثروات المعدنية المصرية‏,‏ ومع ذلك فأهلها لا يتمتعون بخيرها‏,‏ فالمستثمرون يفضلون القادمين من الوادي والدلتا علي أبناء سيناء فمنابع الرزق تجف أمامنا‏.‏
‏**‏ سهام عزالدين‏:‏ أؤيد الشيخ فرج فيما يقوله‏,‏ فنحن نشعر فعلا بهذه التفرقة في العمل بين ابناء سيناء والقادمين من الدلتا والوادي في فرص العمل‏,‏ فالشركة القابضة للمياه معظم العاملين فيها من بورسعيد والدقهلية ولهم الأولوية في التعيين‏,‏ كما أن شركات البترول لا تعين أبناء سيناء‏.‏
‏**‏ صفاء الحلواني‏:‏ لنا مطلبان‏,‏ الأول‏:‏ أن يكون هناك مطار لنويبع والثاني‏:‏ أن تكف شركة المياه عن رفع الأسعار ولا يعقل أن يباع متر المياه بتسعة جنيهات أما أساس المشكلات فهي مع البنوك ولو تم حل هذه المشكلة من الممكن أن تنطلق السياحة في نويبع وطابا كما يجب إعادة تخطيط مدينة نويبع التي أصبحت كلها عششا وعشوائيات‏,‏ باختصار القطاع الخاص عمل ما يجب عليه والحكومة لم تفعل شيئا ومنذ سنوات طويلة نطالب من وزارة السياحة أن تتدخل لإعادة تخطيط هذه المنطقة التي من الممكن أن تباع فيها الأرض بالسنتيمتر ولكنها أهملتها وكأنه شيء متعمد‏.‏
‏**‏ الدكتور جلال غراب‏:‏ من الواضح أن وزارة السياحة غير موجودة في هذه المنطقة وأين دورها ودور المحافظ المسئول؟
ومن الواضح أن المشكلة يجب تفجيرها في مجلسي الشعب والشوري لوضع حد لهذه المشكلات فلا يعقل أن نطالب بتنمية سياحية وجميع الخدمات غير طبيعية في أسعارها والطرق غير مأمونة والميناء عشوائي يعني باختصار كل الوزارات اهملت هذه المنطقة‏.‏
‏**‏ الأهرام‏:‏ لماذا لم يشعر أهل سيناء بالعوائد التي أضافتها السياحة للمنطقة‏,‏ هل هذا سببه الاضطرابات الحادثة في سيناء؟
‏**‏ الشيخ فرج‏:‏ الأول كانت السياحة مصدر رزق لنا لكن الآن لم تعد كذلك كل ما يخصنا من السياحة الاستقرار أمنيا‏.‏
‏**‏ الشيخ بركة‏:‏ نحن ندعو للاستقرار دائما لأنه في هذه الحالة سوف نستفيد جميعا‏,‏ لهذا لابد أن تفتح سياحة السفاري‏.‏
‏**‏ الأهرام‏:‏ هناك مواصفات للظهير السكني‏,‏ ويجب وضع ضمانات حتي لا تتحول لمجرد تجارة علي الموظفين والشباب‏.‏
‏**‏ المهندس سامي سليمان‏:‏ هناك مواصفات للسكن الذي يتناسب مع طبيعة سيناء‏,‏ لابد من وجود منازل تأخذ في شكلها الطبيعة البدوية والبيئة‏.‏
‏**‏ الأهرام‏:‏ ما هي الآليات لإعادة إحياء المشروع القومي لتنمية سيناء؟‏!‏
‏**‏ سهام عزالدين‏:‏ هذه الآليات موجودة بالكامل في تقرير مجلس الشوري وتوصياته في محاور السياحة والصناعة والزراعة والتنمية البشرية والصحة‏,‏ ووضعنا رؤية كاملة لإعادة احياء المشروع القومي وكيف تتعامل الوزارات والهيئات بدون تعارض‏,‏ لكن نطالب بإنشاء وزارة لتنمية سيناء وتكون تابعة لرئاسة الجمهورية مباشرة ويكون في يدها كل الأمور الخاصة بسيناء‏.‏
‏**‏ الدكتور أحمد شاه ثابت‏:‏ سيناء للأسف غير مستغلة بشكل جيد‏,‏ فمثلا مياه الأمطار تهطل بملايين الأمتار سنويا وتضيع في البحر وأثبتت الدراسات أن هناك امكانات كبيرة لحجز هذه المياه وعمل بحيرات طبيعية بين الجبال واستغلالها في الري والسياحة‏,‏ نقطة أخري مهمة وهي أن تطوير النشاط البحري لم ينل حظه في المنطقة ولابد من وجود ميناء سياحي متخصص ما بين نويبع وطابا يستقبل عشرات اللانشات المتحركة ما بين طابا ونويبع وايلات‏.‏
‏*‏ الأهرام‏:‏ شكرا للسادة الحضور والكرة الآن في ملعب رئيس الحكومة د‏.‏أحمد نظيف للتحرك العاجل في حل المشاكل‏.‏

azazystudy

مع أطيب الأمنيات بالتوفيق الدكتورة/سلوى عزازي

  • Currently 40/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
13 تصويتات / 167 مشاهدة
نشرت فى 28 أكتوبر 2010 بواسطة azazystudy

ساحة النقاش

الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي

azazystudy
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,763,513