إن هذا الدعم الآتي من القاعدة لا يحمل فقط طابعا مهنيا وفنيا لازما للتطوير, ولكن يحمل ايضا التزاما مجتمعيا وأخلاقيا أظننا في أشد الحاجة اليه, وإذا كنا نكرر اقتناعا المبرر بأن اتطوير التعليمب يعد قاطرة حقيقية لإحداث نقلة نوعية في تقدمنا, فإنني أدعو اقاعدته الأساسيةب من المدرسين الملتزمين, الذين لا أود أن اشك في وجودهم لحظة واحدة إلي لعب هذا الدور المستقبلي المهم.
إن الحراك المجتمعي, الذي نشهده الآن يضج بالحركات الفئوية المطالبة بحقوق اصحابها, ولابأس في ذلك دون شك لكني أتوقع من المعلمين, وأرجو ألا أكون مخطئا, حركة تربوية مختلفة نوعيا, تجمع بين الحقوق والواجبات وتعرب عن رغبتها الأصيلة في المشاركة في تطوير التعليم ومواجهة سلبياته.
قد يتمثل عماد هذه الحركة في شباب المدرسين, ببراءتهم المهنية والأخلاقية, ومن يرغب في الانضمام إليها من كبارهم, المهم أن يتمسك أصحابها, في مختلف المدارس والمراحل التعليمية, بالمبادئ الآتية:
> إعادة الاحترام التام الي الدور التربوي التعليمي للمدرسة في الفصول ومجموعات التقوية لمن يحتاجها, والإدانة التامة للدروس الخصوصية في المنازل والمراكز( اياها) والدعوة الي نظام متميز لإثابة الملتزمين بذلك, يساعد فيه أولياء الأمور بجزء من المبالغ الباهظة, التي يدفعونها في الدروس الخصوصية, التي تفسد التعليم أداء ومناخا وتدمر قيمة المدرس وقامته وعلاقته بطلابه.
> النقد الذاتي الموضوعي لأدائهم وإمكانات مدارسهم, والمساهمة في تقدير احتياجاتهم التدريبية لتطوير هذا الأداء مهنيا وفنيا( تكنولوجيا), وما تحتاجه مدارسهم لتقوم بالدور المنوط بها بكفاءة, إنهم أقدر الناس علي المساهمة في نقد الكتب الدراسية وتحديد الامكانات المعملية وتطوير نظم التقويم والامتحانات الحالية, التي تساعد علي انتشار الدروس الخصوصية واقتراح الأساليب الإدارية الافضل.. الخ.
> التواصل الفعال مع أولياء الأمور ومجالس الآباء في متابعة أبنائهم, وتطوير مدارسهم والمشاركة في إدارة شئونها, وسيساعدهم علي ذلك المناخ الأخلاقي الذي يخلو من الابتزاز وإجبارهم علي الدروس الخصوصية, ومد اليد لأخذ المقابل المدان.
> انتهاز الفرصة الحالية, المتمثلة في وجود وزير حاسم لكشف أي فساد في العملية التعليمية بعيدا عن تصفية الحسابات الشخصية التي تعد فسادا مرفوضا في حد ذاته.
وحتي تنجح هذه الحركة المأمولة, التي من حق أصحابها إبتداع أسلوب إطلاقها وتنظيمها, يجب دعمها بشتي الوسائل ومن بينها:
ــ ما ذكرته سابقا عن إسهام أولياء الامور في تدعيم مجموعات التقوية, كبديل عن الدروس الخصوصية, وقد يتم ذلك عن طريق صندوق في المدرسة, له حسابات شديدة الانضباط يودعون فيه نسبة مما تبتزه الدروس الخصوصية من جيوبهم, لإثابة المدرسين الملتزمين والارتقاء بالمدارس بمشاركة مجتمعية لازمة. وأن يعد ذلك بديلا عن الجهود الحالية لرفع المستوي المادي للمعلمين, في ظل الظروف الاقتصادية التي يعاني منها الجميع, إن واقعية النظرة الي المستوي المعيشي للمعلمين, ستساعد شباب هذه الحركة المأمولة علي الالتزام بأهدافها ونشرها بين زملائهم وفرضها عي غيرهم.
ــ التوسع في برامج شباب المعلمين وقياداتهم الإدارية, وتطوير هذه البرامج باستمرار والاستفادة من التجارب العالمية المماثلة, ولعل من المناسب ايضا إثابة المتميزين وتغيير قواعد الترقية بناء علي الإنجاز دون الاكتفاء بالاقدمية, ولأن الشيء بالشئيء يذكر, أود أن أشير باختصار الي خطة أوباما لتطوير المدارس الحكومية.
إنها تقوم علي القياس العلمي لارتقاء معدلات الإنجاز بالنسبة للمدارس والمدرسين والطلاب, دون الاكتفاء بقياسات عامة لا تظهر التفاصيل المهمة, وربط التحفيز والدعم الحكومي والمجتمعي بالمحاسبة والإنجاز, وغير ذلك من الأمور التي يمكن الرجوع إليها إذا اردنا, مع أخذ سياقنا الخاص في الاعتبار. كما نتمني أن يتبناها أساتذتهم في كليات التربية, وأن يكون شيخ شيوخهم الصديق العزيز حامد عمار أباها الروحي. مع الحرص علي أن تظل هذه الحركة قاعدية, تنتشر بالقدوة من مدرسة الي أخري ومن محافظة الي أخري, نتمني أن تلقي مساعدة مشروعة من الوزير والوزارة لما قد تلقاه من مقاومة متوقعة, هذه المساعدة ستكون من أهم آليات تمكينها من بث رسالتها التربوية والتعليمية بنجاح وثقة.
> يمتد دور أولياء الأمور ومجلس الآباء من الدعم المادي الذي يطبقونه, لتطوير حالة المدرسة والمدرسين ومجموعات التقوية التي نرجو أن يعاد تنظيمها بصورة تعظم فعاليتها وقدرتها التربوية والتعليمية علي الاستغناء التام عن فيروس الدروس الخصوصية, كما كان يسميها الدكتور حسين كامل بهاء الدين, الي الدعم الأدبي المفتقد بين المعلم والمجتمع, عليهم أن يعبروا عن حبهم واحترامهم للمعلمين الملتزمين بكل الصور, بدءا من إهدائهم الورود في عيد الحب الي الاحتفال بالمدرسة التي تتخلص نهائيا من الدروس الخصوصية.
أخيرا أوجه كلمة الي كل مدرس شاب, هل تحب هذه الصورة الرديئة لمدرس ينتقل من بيت الي بيت وينتظر ظرفا به بعض النقود, يقدم إليك مع كوب شاي, ومع لعنات الأم التي اقتطعت هذه النقود من قوت أولادها ؟ أم تفضل رفع ذلك مع تحسين أحوالك المادية والأدبية, بحيث تصبح المعلم الذي يستحق أن نقوم له ونوفيه التبجيلا, لأنه كاد في نظرنا يكون رسولا؟ وهل تعد هذا الاقتراح من أحلام اليقظة التي يجب أن ننساها, أم من آمال التطوير التي يجب أن نرعاها ؟ الخيار لك أولا وأخيرا.
نشرت فى 27 أكتوبر 2010
بواسطة azazystudy
الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
4,794,524
ساحة النقاش