صفر البحث العلمي بسبب غياب الإدارة الرشيدة
كتب ـ وجيه الصقار:
لماذا تحصل مصر علي صفر في البحث العلمي؟ ولماذا لم يسجل أي بحث مصري أهمية تذكر وسط 60 بحثا علميا من الشرق الأوسط, في حين حصلت إسرائيل علي امتياز في 47 بحثا.
بينما حصلت السعودية علي4 ابحاث مما جعل الجهاز المركزي للمحاسبات يلقي باللوم علي الجامعات المصرية معتبرا أن أبحاث جامعاتنا لا ترتقي للبحوث الجادة بالمعايير العالمية.
فكيف يري خبراء البحث والعلوم المصرية, هذه النتيجة المخجلة؟ الدكتور بهاء الدين زغلول الأستاذ المتفرع بمركز بحوث الفلزات, أشار إلي أن السياسة الحالية تركز علي المشروعات البحثية والتي لاتقبل التطبيق وليس فيها إضافة أو فائدة في النهاية فالإدارة الرشيدة غير موجودة, وهي أساس نجاح أي عمل في أي مكان وتتولاها عناصر غير فعالة وغير مدربة وليس لها رؤية مستقبلية وكله يمشي حاله هذا لا ينفع مع مستقبل بلد! يرفع فيه شعار استراتيجية وخطة للبحث العلمي ويبددون ملايين الجنيهات دون وعي أو ضمير, فمصادر التمويل الحالية لم تكن موجودة آليا والمشروع في المتوسط يتكلف2 مليون جنيه بعد أن كان يتكلف 50 ألفا أو أقل, ونتيجة عدم المتابعة والمراقبة تتبدد الأموال والصح أن تكون المكافأة لمن يكمل عمله ويثبت نجاحه في مشروعه, قال د. زغلول: ابحاثنا بلا مصداقية وهذه ظاهرة حقيقية فإن المتابع لهذه في المشروعات يجد أن منها الكثير منقولة نقلا كاملا أو جزئيا علي أساس فلسفة لا أحد يقرأ أو يحكم المشروعات ـ لكن يفعل مايريد. فلو جاء محكمون من الخارج مثلما يحدث بالدول المتقدمة سينكشف المستور بأن اكثر من 70 % من المشروعات لايصلح تماما لانها لاتفي بفكر العصر إذا فرض نزاهة البحث, وهذا يكشف أن مصر انتهت علميا وتعليميا ولم يعد هناك علماء فلم يخرج لدينا بعد من هو في مستوي الدكتور القصاص عالم البيئة, والدكتور فاروق الباز وهما ممن تعلموا واستثمرا في داخل مصر.
وأكد د. بهاء أن المشكلة الحقيقية لم تعد في التمويل رغم أن نسبة البحث العلمي من الميزانية نحو 0.2 % وهي ضعيفة جدا, ولكن المشكلة أن كثيرا من العاملين في البحث العلمي جعلوا من مشاريع البحث وسيلة للاسترزاق, والجهات التنفيذية, لاتقدر خطورة اختيار القيادة العلمية والتي تتم علي معايير لا علاقة لها بالعلم والدراية بالبحث العلمي بل ولاتصلح في غالب الاحيان لتقدير استراتيجية مستقبل البحث في مصر.
ويختلف الدكتور مغاوري شحاته رئيس جامعة المنوفية الأسبق مع فكرة توفر أموال كافية للبحث العلمي أن الدول المتقدمة لا تقل اعتماداتها للبحث العلمي عن 5 % من الناتج القومي, وأن الاعتمادات الحالية تسد احتياجات الباحثين من المرتبات فقط وأنهم في حالة غير جيدة حتي يخرجوا ابحاثا جيدة, وهذا ما يجعل استراتيجية البحث العلمي حبرا علي ورق, مؤكدا أن أسباب تخلف مصر في البحث العلمي ترجع الي عدم وجود مناخ البحث العلمي في مصر, فليست هناك فرص للمبدعين والمبتكرين وأن الجامعات المصرية هي مصدر البحوث بنسبة 72 %وليست هذه مهمتها الأولي, لأن البحث العلمي عالميا تتوفر له أجهزة تعمل فقط في مجاله ومتفرغة له, فالباحث لدينا له محاضرات وانتظام دراسي ويريد الترقية بالبحث وبأي شكل وتكون النتيجة سوء النتائج, في الوقت الذي تمثل فيه المؤسسات العلمية المصرية شكلا ضعيفا للغاية نتيجة التكرار والإعادة في نفس البحوث وباسلوب نمطي لا جديد فيه ولقضايا قديمة لا تفيد المستقبل, فلا اجتهاد علمي أو بحثي مخطط فالكل يعمل للترقية الوظيفية وليست للنهضة ببلده, لذلك فالبحوث لا تكون في إطار خطة قومية أو استراتيجية فالكل يعمل لحساب نفسه مما يترتب عليه توقف التنمية الحقيقية علي كل المستويات.
وأشار إلي أن سبب تقدم اسرائيل في البحث العلمي بنسبة47 بحثا علي مستوي الشرق الأوسط وإفريقيا, مع عدم وجود بحث مصري واحد منافس, يرجع إلي أن اسرائيل تعتمد علي البحث العلمي في كل أمورها, وليس لديها عشوائية بحثية مثلنا, فنحن للأسف ـ لا يهمنا البحث العلمي حتي الجامعات تؤديه بشكل ثانوي فيما عدا بعض مركز البحوث في مجال الهندسة الوراثية,.
ساحة النقاش