تــرويض قـــــش الأرز
تحقيق: أحمد أبوشنب
قش الأرز الذي اساء الكثيرون استخدامه فأشعلوا فيه النيران وتسببوا في السحابة السوداء،ولم يفلح كثير من محاولات اعادة تدويره, هذا القش تحول إلي خشب بمواصفات عالمية وجودة عالية.
علي يد عالم مصري حصل في عام2000 علي أول براءة اختراع في العالم في ابتكار وسيلة ميكانيكية قادرة علي السيطرة علي قش الأرز ومعالجته دون احداث أي تلوث بيئي, كما حصل في عام2004 علي الدكتوراه عن ادارة المخلفات المنزلية وبها حصل علي درجة استشاري للهندسة البيئية من نقابة المهندسين.. انه الدكتور مهندس أحمد محمد القصاص الاستاذ بكلية الهندسة بجامعة طنطا الذي ابتكر أصغر خط انتاج للأخشاب علي مستوي العالم لا تتجاوز مساحته250 مترا مربعا بتكلفة لا تتجاوز مليون جنيه وهي نفس قيمة أرباحه في عام واحد!
القصاص الذي يطلق علي نفسه لقب عاشق القش قال ان تفشي ظاهرتي السحابة السوداء وتكدس تلال القمامة في عام2000 جعله يقرر تكريس جهوده في محاولة حل هاتين المشكلتين فقرر أن تكون رسالة الدكتوراه في ادارة المخلفات وخاصة المخلفات المنزلية.. وكان اختياري لهذا الموضوع عن اقتناع تام بأنني سأتمكن في يوم من الأيام من المشاركة في تغيير الوضع البيئي في مصر أو صنع شيء يمكن ان يعود بالفائدة علي المجتمع وكان التطبيق العملي علي مدينة المحلة الكبري التي أقيم فيها.. وكان لابد ان نعلم أولا المجهودات التي بذلت سابقا للتعامل مع القش وللاسف كانت هذه المحاولات تحدث انهيارا في الخصائص الميكانيكية لألياف القش.. لأنها كيميائية لذلك كان اتجاهنا العلمي في كيفية احداث السيطرة علي عود القش واستخلاص أليافه النافعة والقابلة لإنتاج تطبيقات صناعية وقابلة للتشغيل بعيدا عن المعالجات الكيميائية الضارة, خاصة إذا علمنا أن عود القش قسم ظهر كل من حاول ترويضه قبل ذلك مع أن قطره لا يتجاوز4 ملليمترات لأن البناء الهندسي والكيميائي الإلهي لعود القش يجعله يتحمل الشمس والندي والرياح لمدة ثلاثة اشهر ويحمل الأرز في أعلاه.. لذا فمقطع عود القش أسطواني مجوف عبارة عن خلايا نحلية متلاصقة علي طول الجسم الأسطواني, مكسوة بطبقات من الشمع والسليكا, تجعله لا يمتص المياه من سطحه الخارجي, ولا يقبل التحلل او الاندماج مع مواد اخري, ولهذا فشلت معظم الابحاث السابقة في التعامل مع القش خاصة أن أي تعامل معه يكون مكلفا جدا. والجديد الذي قدمناه وننفرد به علي مستوي العالم هو اننا ابتكرنا وسيلة ميكانيكية قادرة علي السيطرة علي قش الارز ومعالجته دون إحداث أي تلوث بيئي واستخلاص أليافه مباشرة لتكون قادرة علي التشكيل والارتباط بمواد رابطة مائية رخيصة التكاليف. وبعد استخدام هذه الوسيلة تكون ألياف القش الناتجة قابلة للتشكيل إلي ألواح خشبية خفيفة ومتوسطة وعالية الكثافة والمشهورة باسم(MDF)(MediumDensityFiberboard) وهي نوع من الاخشاب التي تستورد مصر منه سنويا بما يعادل400 مليون دولار, وكذلك معظم البلدان العربية والإفريقية. وبالتالي هذا الاسلوب هو الاول من نوعه علي مستوي العالم, وهو بسيط تكلفة انتاجه زهيدة.. هذا الابتكار من شأنه أن يخفض سعر خط الانتاج العالمي بما قيمته2.5 مليون جنيه, وكذلك يوفر40% من الطاقة الكهربية والبخارية المستخدمة في انتاج المتر المكعب الواحد, وكذلك مساحة المصنع, لذا تكمن براءة الأختراع في القدرة علي معالجة القش بانتاج ألواح مكونة من القش بنسبة100% بتكاليف زهيدة وتحقق ربحا عاليا جدا.. كما قمنا بتصميم اصغر خط انتاج اخشاب علي مستوي العالم والذي لا تتجاوز مساحته250 مترا مربعا بتكلفة لا تتعدي المليون جنيه ليحقق ارباحا سنوية اكثرمن مليون جنيه. مع العلم ان خط الانتاج العالمي يتكلف حوالي40 مليون جنيه بمساحة خط انتاج عشرة آلاف متر مربع بالإضافة لمساحة تخزين للخامات مما يصعب علي اي مستثمر صغير عمله.
ويضيف أنه يوجد في مصر ثلاثة مصانع لانتاج الاخشاب من المخلفات الزراعية) هي: مصنع طنطا للكتان, ومصنع النويهي بطنطا.. وهما لإنتاج الخشب الحبيبي من ساس الكتان.. وهو أردأ وأرخص أنواع الألواح الصناعية, كما ان انتاج الالواح الصناعية في هذين المصنعين يأتي في المرحلة الثانية بعد استخلاص زيت الكتان وتيل الكتان كنوع من استغلال بقايا عود الكتان.. بالإضافة إلي ان زراعة الكتان تعتمد علي تعاقد المصانع مع الفلاح ليزرع لهم الكميات المطلوبة. ويوجد في نجع حمادي خط انتاج خشب(MDF) من باجاس مصاصة قصب السكر, حيث يستهلك مخلفات مصنع السكر.. وانتاجه عالمي وقياسي. أما في مصر والعالم فلا يوجد مصانع لانتاج هذا الخشب من قش الأرز مصانع.. وفي الصين يوجد انتاج اخشاب من قش القمح والأرز ولكن باستخدام مواد رابطة من مشتقات السيانيد لصق أمير, وهو سام وله محاذير بيئية واحتياطات في استخدامه.
ويضيف ان لوح الخشب بالمقاس المعروف في الأسواق العالمية يتكلف من خلال هذا الابتكار ما لا يتعدي40 جنيها قش+ مواد رابطة+ تكاليف تشغيل ويباع بسعر المصنع جملة بسعر75 جنيها.. أي بمتوسط ربح90% من التكلفة, وهذه هي ارباح اللوح الواحد من الخشب الخام.. أما اذا تمت تكسيته ميلامين, فإن الأرباح ستزيد بواقع30% اخري وإذا تم تحويله حيث انك تنتج من خامة لا تتجاوز ثلاثة جنيهات الواحا يتعدي سعر أحدها75 جنيها. كذلك تنعكس الجدوي في توفير العملة الصعبة اللازمة للاستيراد. بالإضافة إلي توفير العملة الصعبة أيضا, من عملية التصدير للمنتج.. وكذلك توفير الإنفاق الصحي والبيئي.
وقال ان مصر تنتج تقريبا5 ملايين طن قش أرز سنويا.. وخط الانتاج الذي تم تصميمه ينتج240 لوح خشب في اليوم أي12 مترا مكعبا من الخشب بواقع استهلاك12 طن قش/ يوم.. وهو ما يوازي3000 طن سنويا ويعادل انتاج300 متر مكعب سنويا, بصافي أرباح750 جنيها للمتر, أي تقريبا2.3 مليون جنيه لخط الإنتاج الواحد والذي يحتاج إلي تشغيل70 عاملا فقط لذا فإن5 ملايين طن تعني اقامة1660 مصنعا, وتشغيل مائة وخمسين الف عامل, بالإضافة إلي ايرادات تبلغ نحو8 مليارات جنيه. بهذه النتيجة يمكن ان تتبوأ مصر مكانة خاصة في تدوير المخلفات واقامة الاستثمارات المماثلة في الدول العربية المنتجة للقمح ومثيلاتها وتشغيل العمالة المصرية.
ساحة النقاش