اختبار تورنس للتفكير الابتكاري بالأداء والحركة :
Thinking Creatively In Action and Movement
ولقد وضع تورانس اختباره هذا (الأداء والحركة) في عام (1981) من أجل اختبار إمكانية وجود الإبداع لدى الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة (رياض الأطفال).
وظهرت فكرة هذا الاختبار من خلال ملاحظاته – تورانس – للطرق التي يعبر بها الأطفال عن إبداعهم في مرحلة ما قبل المدرسة، في إحدى مراكز رعاية الأطفال.
ويعلق تورانس بقوله:
إن اختبارات الإبداع في الأداء والحركة ملائمة نمائياً لأطفال ما قبل المدرسة، وأن هذه الاختبارات تعبر عن أنواع من الإبداع مهمة في حياة الأطفال، وأن هذه الاختبارات يفهمها الأطفال ويدركونها جيداً.
وأضاف كذلك أن اختباراته في التفكير الإبداعي شكلياً ولفظياً، حققت نجاحاً هامشياً في استخدامها مع الأطفال، وقد يعود ذلك لأن الأطفال في هذا العمر لديهم مهارات هامشية للتعبير عن أفكارهم بالكلمات والرسوم. ويشمل اختبار تورانس الإبداعي في الأداء والحركة عدداً من الاختبارات الفرعية هي:
النشاط الأول : (كم طريقة) How Many Ways?
حيث يسأل الطفل في الاختبار أن يفكر في أكبر عدد من الطرق التي يستطيع المشي أو الركض بين خطين على جانبي الغرفة، وأثناء ذلك يقوم الفاحص بتسجيل درجات على سلم لديه يمتد (0-3) لكل فكرة (طريقة مختلفة في المشي أو الركض)، (حيث تعطي درجات لأداء الطفل. وهناك دليل خاص بذلك يمكن أن يسترشد به الفاحص.
يحاول الأطفال في وقت مبكرا من أعمارهم أن يكتشفوا طريقتهم للانتقال من مكان إلى مكان آخر، ويستخدم بعض الأطفال طرقا تعلموها، أو تم تشجيعهم عليها بواسطة أفراد أسرتهم بدون أن يخترعوا طرقا أخرى أو يحاولوا استخدام طرق لا يرغب فيها الكبار. والبعض الآخر من الأطفال يخترعون طرقا أخرى أكثر ابتكارا للوصول من مكان إلى آخر. والبعض الثالث من الأطفال يصرون على استخدام الطرق المحظورة عليهم والتي يعاقبون بسببها. ويبدو أن هناك من الأطفال من يستجيبون بطريقة أكثر إبداعية كلما حرموا أو أعيقوا عن الاستجابة بطريقة معينة. وقد تم إعداد هذا النشاط أساسا، لتمثيل قدرة الطفل على إنتاج طرق بديلة للتحرك Alterative Ways Of moving ويجب على الفاحص أن يقبل استجابات الطفل اللفظية والحركية في هذا النشاط.
والهدف من إعداد وتصميم النشاط الأول في هذا الاختبار هو قدرة الأطفال على إنتاج الطرق البديلة للحركة وكل من الإجابات اللفظية والعملية التي يقدمها الطفل يجب أن تكون مقبولة.
النشاط الثاني: (هل تستطيع تقليد ) Can You Move Like?
في هذا التمرين يسأل الطفل، هل تستطيع أن تتحرك مثل …؟
مثال: شجرة في مهب الريح، حيث يتم وضع الدرجات هنا على جانب واحد وهو (التخيل) الذي يتم تقديره من خلال تأدية الطالب لست (6) من الحركات.
وأُعد هذا النشاط ليكون ممثلا لقدرة الطفل على التخيل Imagination والمشاركة Empathy، وتقليد الأدوار غير المألوفة. ويبدأ الأطفال في فترة مبكرة من حياتهم في تقليد حركات الحيوان والإنسان. ويمثل هذا السلوك بداية المشاركة للآخرين. ويتضمن هذا النشاط(6) ستة مواقف تقتضي أربعة منها أن يتظاهر الطفل بأنه حيوان أو موضوع (مثل الطيور أو فيل أو خيول) ويتطلب الموقفان الأخيران منه أن يقوم بأدوار متصلة بموضوعات أخرى (مثل قيادة السيارة ودفع فيل عن لعبة معينة تخص الطفل) حيث تعطى درجات لأداء الطفل على سلم يتراوح بين (1-5).
والهدف من إعداد هذا النشاط هو قياس قدرة الطفل على التطور (الخيال) والتركيب والفنتازيا والقيام بالأدوار غير المألوفة.
النشاط الثالث: (ما الطرق الأخرى)… What Other Ways ?
في هذا الاختبار يسأل الطفل عن الطرق الأخرى التي يستطيع أن يضع بهذا الكأس الورقي في السلة (سلة المهملات).
والهدف من هذا النشاط هو السماح للأطفال باختبار قدراتهم وحدود الموقف.
النشاط الرابع: (ماذا تفعل بكوب الورق) ? What it might be
هو شكل من الاختبارات ذات الاستخدامات غير العادية للأطفال، وعلى سبيل المثال: يسأل الطفل ماذا تستطيع أن تعمل بفنجان من الورق؟
من الملاحظ أن الأطفال يتعاملون مع الأشياء أو الموضوعات لتحقيق أغراض، غير الأغراض المحددة لها. فيستطيع بعض الأطفال أن يتخيلوا موضوعا مألوفا عاديا على أنه شيء آخر يحتاجون إليه لحل مشكلاتهم أو لاستخدامه في لعبهم، وعلى الأقل يستمر ذلك حتى يتعلموا جيدا أن يستخدموا الأشياء لتحقيق وظائفها التي من أجلها وجدت هذه الأشياء فنحن نعلم أطفالنا يجب أن يستخدموا الكراسي للجلوس عليها بدلا من ركوبها وأن يستخدموا الكوب في الشرب بدلا من استخدامه مثل الكرة يقذف به، ومع ذلك فإن طبيعة الطفل التي لا تقهر تؤكد ذاتها، ويستمر الطفل الصغير في اختراعه لوظائف غير عادية للأشياء أو الموضوعات المألوفة لديه .
والهدف من النشاط هو تعويد الأطفال على استخدام الأشياء استخداما صحيحا في موضعها.
وفي النشاطين الثالث والرابع يعطى الأطفال درجات للطلاقة تحسب بعدد الاجابات وأما درجات الأصالة لهذين الناشاطين تحسب بالرجوع الى قوائم تعطي كل استجابة درجة تنحصر من (0-3)
ويقيس اختبار تورانس من خلال هذه النشاطات الأربعة مجموعة من القدرات هي:
1. الطلاقة: وهي تقاس بالعدد الكلي للاستجابات المناسبة. ويقيسها النشاط الأول والثالث والرابع.
2. التخيل: يقاس بالقدرة على أداء الأنشطة الحركية الخاصة بالموقف وتقليد الأدوار غير المألوفة. ويقيسه النشاط الثاني.
3. الأصالة: وتختص الأصالة بالنشاط الأول والثالث والرابع.
زمن تطبيق الاختبار:
إن أنشطة الاختبار غير مؤقتة بصورة أساسية، مع أن الفاحص يحث على تسجيل الوقت المطلوب لكل اختبار فرعي.ويحتاج الأطفال عادة ما بين 10-30 دقيقة.
التحضير لعملية تطبيق الاختبار:
يجب أن يجري هذا الاختبار بطريقة فردية أي مع كل طفل على حدة بشرط أن يصحب الطفل إلى مكان أو حجرة بعيدة حتى لا يلاحظ غيره من الأطفال، كما يجب أن يكون هذا المكان متسعاً إتساعاً كافياً لحركة الطفل. ثم يجب أن يكون المكان صحياً وخالياً من عوامل التشتيت بقدر الإمكان.
من الأفضل أن يكون مع الفاحص صندوق أو علبة صغيرة من الكرتون، يضع فيها كراسات الاختبار التي سيتم استخدامها، وعدد مناسب من الأقلام الرصاص والأدوات اللازمة لتطبيق النشاطات الأربعة، حيث يحتاج إلى أشرط لاصقة حمراء وصفراء، وسلة مهملات وكؤوس ورقية وصور لطيور وحيوانات.
- صدق وثبات الاختبار:
وقد أجريت عدة دراسات للتحقق من صدق اختبار تورانس، وأثبتت نتائج دراسة على عينة قوامها 30 طالب، وكان معامل الصدق 0.96، وقد تم الحصول على معامل مشترك للصدق بنسبة 0.99 للطلاقة، 0.97 للأصالة من خلال عينة قوامها 18 طالب، وعلى عينة أخرى قوامها 50 طالب، كانت هناك معاملات مشتركة للصدق، بنسبة 0.99 للطلاقة، 0.98 للأصالة، ولم توجد هناك أية فروق في المتوسطات.
وقد أجريت دراسة على 34 طفل في رياض الأطفال تراوحت أعمارهم ما بين، 3.5 إلى 6 سنوات، وقد تم حساب المعاملات المشتركة طبعاً لمعادلة بيرسون بين كل من مقياس تورانس للتفكير الابتكاري بالأفعال والحركات، ومقياس بياجيه، ومقياس بياجيه المعدل، ومقياس الاستعداد الرياضي وكانت النتائج على بعد الطلاقة، دالة إحصائية عن مستوى 0.001 لصالح مقياس بياجيه المعدل، ونفس درجة الدلالة لصالح مقياس الاستعداد الرياضي، أما بعد الخيال فقد انحسرت درجة الدلالة عند مستوى 0.05 لصالح مقياس الاستعداد الرياضي وبالتالي كانت الدرجة الكلية لإبعاد التفكير الابتكاري في مقياس تورانس في الأداء والحركة دالة إحصائياً عند مستوى 0.001 لكل من مقياس بياجيه المعدل والاستعداد الرياضي.
وفيما يلي عرض لصدق وثبات إختبار تورانس للتفكير الابتكاري باستخدام الحركات والأفعال في بعض الدراسات العربية:
ثبات الاختبار:
قام علي الدين(1982) بحساب ثبات الاختبار فبلغ معامل الثبات للطلاقة 0.76 الأصالة 0.77 والتخيل 0.72 والدرجة الكلية 0.82 وجمعيها دالة إحصائياً.
وقد تم حساب معاملات ثبات الاختبار في عدة دراسات أجنبية وعربية للمقياس ككل ولكل جزء من أجزاء الاختبار وبعدة طرق مختلفة.
صدق الاختبار:
كذلك قام بحساب صدق الاختبار مستخدماً أسلوب تحليل التباين المزدوج، إختبار Dunn (1973)، وقد أسفرت النتائج عن فعالية هذا الاختبار في التمييز بين الأعمار المختلفة.
وقد تم حساب معاملات ثبات وصدق الاختبار في عدة دراسات أجنبية وعربية للاختبار ككل ولكل جزء من أجزاء الاختبار وبعدة طرق مختلفة. ومن هذه الدراسات الأجنبية.
دراسة مورن وسيورز ومور Morrn,SurrerandMor (1988) ومن الدراسات العربية دراسة (صادق،1988 ؛ وفرماوي، 1998؛ والسيد، 1996؛ وتوفيليس، 1993؛ الضبع، 1997).
وفيما يلي عرض لكل من صدق وثبات الاختبار في دراسة الضبع (1997).
الثبات:
وقد تم حسابه عن طريق تطبيق الاختبار وإعادة تطبيقه على عينة من الأطفال بلغ عددها (30) طفلاً وطفلة، بفاصل زمني قدرة (15) يوماً بين التطبيق وإعادة التطبيق، وبتعيين معامل الارتباط كانت النتائج كما يلي: الطلاقة 0.95: التخيل 0.97: الأصالة 0.98.
الصدق: وقد تم حسابه بطريقتين:
صدق التجانس الداخلي:
تم حساب معاملات الاتساق الداخلي وذلك في ضوء الارتباط بين درجات كل بعد من أبعاد الاختبار وبين درجة الاختبار ككل على نفس العينة السابقة للتأكد من صدق كل بعد من أبعاد الاختبار كل على حدة.
فكانت الطلاقة 2.88، التخيل0.80، الأصالة 0.82.
ويتضح أن جميع معاملات الصدق للأبعاد الداخلية دالة عند مستوى (0.01) مما يعني أن هذا الاختبار صادق.
حساب صدق الاختبار باستخدام محك خارجي.
حيث تم استخدام تقديرات المعلمات للتفكير الإبداعي لأطفالهم من خلال ملاحظتهم لهم ومتابعة أعمالهم كمحك خارجي حيث قدم لكل معلمة قائمة بالصفات التي تميز الطفل المبتكر وطلب منهم أن يعطوا تقديراً لأطفال فصولهم حسب قدراتهم الإبداعية وذلك على مقياس مكون من (5) درجات في التفكير الإبداعي من 1:5 درجات، وتم حساب معامل الارتباط بين هذه التقديرات وبين درجات الأطفال في الاختبار، فبلغت قيمة معامل الصدق 0.85><!-- / message -->
نشرت فى 12 أكتوبر 2010
بواسطة azazystudy
الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
4,823,438
ساحة النقاش