الإيذاء الجنسي للأطفال بقلم:سوزان فايق [email protected] |
أطفالنا فلذات الأكباد هل هم في خطر في مراحل حياتهم الأولي؟ هل تصورت الأم للحظة أن أحد القريبين قد يكون سبباً لتحطم نفسية طفلها؟ في حوار داربيني وبين أحد أطباء الأمراض النفسية ذكر لي ان غالبية المشاكل النفسية التي يعاني منها مرضاه ترجع إلي خبرات جنسية أجبروا عليها في الصغر وكبروا وكبرت معهم هذه العقد ولم يفلحوا في التخلص منها أبدا.. فهم يتذكرونها بكل تفاصيلها المؤلمة ويترتب عليها مشاكل لا حصر لها قد تكون في معظم الأحيان مدمرة والسؤال.. ما هو تعريف التحرش الجنسي بالأطفال يطلق مسمي "التحرش الجنسي" SEXUAL ABUSE علي كل اثارة يتعرض لها الطفل عن عمد وذلك بتعرضه للمشاهد الفاضحة أو الصور الجنسية أو العارية أو غير ذلك من مثيرات كتعمد ملامسة أعضائه التناسلية أو حثه علي لمس أعضاء شخص آخر أو تعليمه عادات جنسية سيئة فضلا عن الاعتداء الجنسي المباشر في صوره المعروفة. الطبيعي منها والشاذ وقد يتعرض الطفل لهذا الإيذاء في سن صغيرة جدا في الثانية أو الثالثة من عمره إذا غاب عن رقابة والديه ولو لحظات في وجود غرباء في المنزل مثل الخادمة أو المربية أو السائق أو ابن الجيران أو حتي أحد أقاربه من الشباب في سن المراهقة. حسنا فعل بعض أطباء الأطفال عندما يمنعون تقبيل الطفل بكل الصور أما نحن الأقارب والأصدقاء فنتعمد اظهار السعادة بالأطفال الصغار بتقبيل الطفل عدمة مرات - ومن فمه أحيانا علي سبيل الدعابة - فينمو في ذهن الطفل ان هذا ما هو الا نوع من الحب فيعتاد علي هذا الفعل من غرباء غير الآباء والأقارب وهنا تكمن الخطورة ان الطفل الصغير لا يفكر في الشكوي من مثل هذا التصرف ليلفت نظر أبيه وأمه لما هو أخطر من هذا. من ناحية أخري قد تطمئن الأسرة لوجود الأطفال في سن أكبر الخامسة حتي الثامنة بمفردهم في المنزل أثناء الدوام اليومي للأبوين وخصوصا في الاجازات الصيفية بعيدا عن الاختلاط في الحضانة مثلا مما يقيهم من انتشار العدوي بالأمراض لكنهم في سبيل ذلك يعرضونهم لما هو أشد أثناء عبث الأطفال بأجهزة التليفزيون أو الكمبيوتر لذلك علي الآباء التأكد تماما من نظافة اجهزتهم من القنوات الاباحية بإلغائها تماما لئلا يقع بصر الطفل علي لقطات قد تحتاج سنين طويلة لكي ينساها وتسبب له ما يسمي بالإفاقة الجنسية المبكرة والنشاط الجنسي الزائد الذي يجعله بغير علم يسعي لتقليد ومحاكاة ما شاهده. كيف نحمي أطفالنا من التحرش بهم؟ يطالب الأطباء عادة بضرورة استخدام لغة حوار واضحة ومفهومة يستطيع أن يستوعبها الطفل في سني عمره المبكرة فالأم يجب أن تكون واعية جدا لكل ما يفعله الابن أو الابنة ففي مرحلة سنية معينة يبدأ باكتشاف جسمه وتلمس أعضائه فيجب الا تنتهره بغضب بل تشرح له مثلا لماذا يختلف عن اخته في تكوينه الجسدي. وتدير معه حوارا تلقائيا تشرح له ان الله خلق لنا أعضاء مثل العين والفم واليدين وهي كلها أعضاء جميلة نظهرها في أحسن صورة ولكن هناك أعضاء أخري لابد أن نخفيها عن الغرباء ولا يصح أن يروها أبدا. أيضا من المهم تدريب الطفل علي التصرف بشكل ناجح مثل أن يصرخ أو يهرب من الموقف وأيضا أن يبتعد عن أماكن الشبهات والأماكن البعيدة مثل سطح المنزل والأماكن المظلمة وعن الغرباء وغير ذلك تعويد الطفل علي التحدث مع والدته عن كل تفصيلات يومه وعدم اظهار الغضب أو الهلع أمامه إذا تحدث عن مواقف حدثت له قد تراها من منظورها انها خطيرة بل تعالج الأمر بهدوء جدا لئلا يخشي الطفل ويعتاد كتمان مثل هذه الأمور عنها أو عن أبيه. لكن ماذا لو تعرض الطفل للتحرش؟ أهم نقطة يجب أن توضح له الأم انه مجني عليه وليس جانيا فتزيل شعره بالذنب تجاه نفسه ويمكن اللجوء لطبيب نفسي لمساعدة الأم في العلاج الفوري لما حدث قبل أن يتأصل بداخل الطفل كخبرة سلبية تزيد مشاعر الغضب.. أو الاستمتاع أيضا.. لديه كلما تذكرها وعلي الدولة القيام بواجبها عن طريق بث بعض الاعلانات التثقيفية والوقائية من خلال التليفزيون توضح كيفية التصرف للأهل وللطفل في مثل هذه الظروف. |
نشرت فى 11 أكتوبر 2010
بواسطة azazystudy
الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
4,825,212
ساحة النقاش