صورة الأدب السعودي في مقررات المرحلةالثانوية
بقلم : حسن حجاب الحازمي تقديم الباحث محمد عباس محمد عرابي

2010.02.13. 29 /2 /1431
قام الباحث الكبير حسن الحازمي بدراسة تقويمية لصورة الأدب السعودي في كتاب الأدب للصف الثانوي وبين أهم ما يميز هذه الصورة ودعا إلي ضرورة تضمن هذا الكتاب لنماذج معاصرة من شعراء الفترة الراهنة ويشرفنا أن نقدم الدراسة كاملة للأخوة القائمين على تطوير المناهج للاستفادة منها
وفيما يلي نص الدراسة

يسعى هذا البحث للكشف عن صورة الأدب السعودي في مقررات المرحلة الثانوية في المملكة العربية السعودية، ويطرح مجموعة من الأسئلة التي يمكن أن تمنحنا إجابتها صورة واضحة لواقع الأدب السعودي في مقررات المرحلة الثانوية، وتتيح لنا فرصة تأملها وتحليلها ونقدها وتقديم الاقتراحات المناسبة للإضافة والتعديل والتحسين لتظهر الصورة النهاية على القدر المؤمل من الاكتمال.
ويمكن إجمال أسئلة البحث في النقاط الآتية:
- ما حجم المادة المقدمة عن الأدب السعودي في مقررات المرحلة الثانوية في المملكة العربية السعودية؟
- كيف رتبت هذه المادة؟ وهل شملت جميع مراحل الأدب السعودي، وما المراحل التي استأثرت بالنصيب الأكبر؟
- ما نصيب الشعر وما نصيب النثر؟ وما الأسس التي بني عليها اختيار المراحل والنماذج؟
- كيف كان التحليل الأدبي للنصوص المقدمة؟
- كيف تبدو الصورة في النهاية؟ وما الذي يمكن أن يضاف أو يحذف أو يعدل حتى تكتمل الصورة؟
إن الإجابة على هذه الأسئلة تقتضي إجراء مسح أولي لمقررات المرحلة الثانوية لتحديد المقررات التي تناولت الأدب السعودي تناولاً كاملاً، أو التي قدمت نماذج منه؛ ليتم بعد ذلك تحديد العينة المقصودة بالدراسة، ومن ثم فحص هذه العينة وقراءتها قراءة متأنية تصف الصورة الموجودة، وتشير إلى ما فيها من نقص أو كمال.
لذلك قمت بإجراء مسح أولي لجميع مقررات المرحلة الثانوية، مركزًا على مقررات اللغة العربية بوصفها المقررات الأقرب إلى موضوع البحث، ثم حددت العينة المقصودة بالدراسة ثم قمت بقراءة هذه العينة قراءة وصفية تحليلية، تصف الصورة كما هي داخل هذه المقررات وتشير إلى جوانب اكتمالها أو قصورها، وتقارن بينها. ثم سعيت بعد اكتمال رؤيتي إلى الإجابة على أسئلة البحث، ليتشكل بعد ذلك ومن خلال الإجابة على أسئلة البحث مجموعة من الملحوظات المهمة التي تشير إلى جوانب النقص، وتقترح الحلول والإضافات التي يمكن أن تجعل صورة الأدب السعودي في مقررات المرحلة الثانوية أكثر حداثةً واكتمالاً وهو ما يطمح إليه هذا البحث.

 

تحديد عينة الدراسة

كان لابد من الاطلاع على جميع مقررات المرحلة الثانوية، سواءً تلك المقررات التابعة لوزارة التربية والتعليم أو التابعة للمعاهد العلمية، وقد كشف هذا المسح الأولي عن الآتي:
- مقررات اللغة العربية في المرحلة الثانوية التابعة لوزارة التربية والتعليم أربعة مقررات وهي: (النحو والصرف، والأدب العربي، والمطالعة، والبلاغة والنقد) وهي المقررات التي لها كتب مطبوعة على نفقة الوزارة، فأما النحو والصرف، والأدب العربي فيدرسان في جميع المراحل (من الصف الأول إلى الصف الثالث) ولجميع الأقسام (العلمية والشرعية) وأما المطالعة فتقدم لطلاب الصف الأول الثانوي (قبل تحديد التخصص) ثم تقدم لطلاب الصف الثاني الثانوي والثالث الثانوي في قسم العلوم الشرعية والعربية (لا تقدم لطلاب التخصص العلمي) وأما البلاغة والنقد فتقدم فقط لطلاب الصف الثاني الثانوي والثالث الثانوي في قسم العلوم الشرعية والعربية بالنسبة للبنين، وتقدم للبنات من الصف الأول الثانوي حتى الثالث الثانوي(1).
- مقررات اللغة العربية الخاصة بالمعاهد العلمية التابعة لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية خمسة مقررات وهي: النحو والصرف، والأدب العربي وتاريخه، والبلاغة والمهارات اللغوية، والعروض والقافية. فأما النحو والصرف والأدب العربي وتاريخه، والمهارات اللغوية، فتسير مع الطالب من الصف الأول الثانوي حتى الصف الثالث الثانوي، أما البلاغة فتدر�'س في الصف الأول الثانوي والثاني الثانوي بهذا الاسم (البلاغة) وتدر�'س في الصف الثالث الثانوي باسم (البلاغة والنقد) وأما العروض والقافية فتدرس فقط لطلاب الصف الثالث الثانوي(2).
- كشفت القراءة الأولى لهذه المقررات جميعًا أن مادة البحث - الخاصة بالأدب السعودي - موجودة فقط في مقرر الأدب المقدم لطلاب الصف الثالث الثانوي - تحديدًا في الفصل الدراسي الثاني - إضافة إلى بعض النصوص المختارة من الأدب السعودي (شعرية، ونثرية) في مادة المطالعة للصف الثالث الثانوي، ومادة البلاغة والنقد للصف الثالث الثانوي.
- مقررات الأدب العربي في المرحلة الثانوية - التابعة لوزارة التربية والتعليم أو التابعة لجامعة الإمام ممثلةً في المعاهد العلمية ، قدمت مادة الأدب العربي مرتبة ترتيبًا تاريخيًا - أي أنها اعتمدت المنهج التاريخي -فمقرر الأدب العربي لطلاب الصف الأول الثانوي يقدم في العصر الجاهلي، وعصر صدر الإسلام، وعصر بني أمية، ومقرر الأدب لعربي للصف الثاني الثانوي يقدم الأدب في العصر العباسي، والأدب في عصر الدول المتتابعة، والأدب الأندلسي، ومقرر الأدب العربي للصف الثالث الثانوي يقدم الأدب العربي في العصر الحديث؛ وقد خصص الفصل الدراسي الثاني من هذا المقرر للأدب السعودي في المملكة العربية السعودية بوصفه جزءًًا من الأدب العربي الحديث، وهذا ترتيب منطقي يتناسب مع المنهج التاريخي الذي اتبع في بناء مقرر الأدب العربي للمرحلة الثانوية.
- الملاحظ أنه خلال مقرر الفصل الأول المخصص للأدب العربي الحديث لم يرد ذكر لأي أديب سعودي، مع أن هناك فرصة سنحت في مقرر الأدب التابع للمعاهد العلمية عند الحديث عن الشعر الحر، حيث أشار المقرر إلى أن نازك الملائكة هي أول من كتب الشعر الحر، وهناك من ينازعها الريادة وذكر علي باكثير، ومحمود حسن إسماعيل(3). وكان بإمكانه أن يضيف الشاعر السعودي محمد حسن عواد، خصوصًا أن هناك عددًا من الباحثين قد أثبتوا له هذه الريادة(4).
6- هناك بعض النصوص الشعرية والقصصية من الأدب السعودي قدمت في مقرر المطالعة ومقرر البلاغة والنقد المقدمين لطلاب الصف الثالث الثانوي (التابع لوزارة التربية والتعليم).
7- إذن فالعينة الرئيسية للدراسة هي المادة العلمية المقدمة عن الأدب السعودي في مقرر الأدب العربي المقدم للصف الثالث الثانوي (الفصل الدراسي الثاني) وهي المادة التي ستخضع للقراءة والتحليل والمقارنة والملحوظات، واقتراح الإضافات والتعديلات الممكنة ولكن هذا لا يعني تجاهل النصوص التي اختيرت في مادتي المطالعة والبلاغة المقدمتين للصف الثالث الثانوي.

 

القراءة الوصفية التحليلية

أولاً: مقرر الأدب السعودي للصف الثالث الثانوي التابع لوزارة التربية والتعليم:
تبين لنا من خلال المسح الأولي لمقررات المرحلة الثانوية التابعة لوزارة التربية والتعليم أن الأدب العربي قدم وفقًا لتسلسله التاريخي، فكان العصر الجاهلي وعصر صدر الإسلام وبني أمية من نصيب الصف الأول الثانوي خلال الفصلين الدراسيين وكان العصر العباسي وعصر الدول المتتابعة والعصر الأندلسي من نصيب الصف الثاني الثانوي خلال فصلين دراسيين وكان الأدب العربي الحديث من نصيب الصف الثالث الثانوي، لكنه قسم تقسيمًا غريبًا؛ فمقرر الفصل الأول من مادة الأدب المقدم للصف الثالث الثانوي حمل العنوان الآتي:
الأدب العربي للصف الثالث الثانوي الفصل الدراسي الأول - جميع الأقسام (بنين) (على غلاف البنين) وبنات (على غلاف كتاب البنات مضافًا إليه أدبي علمي تحفيظ قرآن.
وداخل هذا المقرر قُد�'مت حركة الأدب العربي الحديث بدءًا بتحديد بداية العصر الحديث، ثم عوامل نهضة الأدب في العصر الحديث، ثم الحديث عن الشعر والنثر في العصر الحديث واختيار نماذج من هذا الأدب (شعرية ونثرية)، والغريب أنه لم يشر من قريب أو بعيد إلى الأدب السعودي داخل هذا المقرر، ولم يذكر أي أديب سعودي أو يستشهد بأي نص لأديب سعودي؛ ولعل لمعدي المقرر عذرهم فسيكون هناك جزء مخصص في الفصل الثاني للأدب السعودي.
أما مقرر الفصل الثاني من مادة الأدب العربي المقدم للصف الثالث الثانوي فقد حمل العنوان الآتي: الأدب العربي للصف الثالث الثانوي الفصل الدراسي الثاني جميع الأقسام (بنين) (على غلاف كتاب البنين) وبنات (على كتاب البنات) وأضيف إليه (أدبي علمي تحفيظ قرآن).
وكان من المتوقع أن يكون هذا المقرر خاصًا بالأدب الحديث في المملكة العربية السعودية بوصفه جزءًا من الأدب العربي الحديث، الذي قدم في الفصل الأول ولم يتطرق فيه إلى الأدب السعودي، لكن معدي الكتاب لم يريدوا ذلك، فخصصوا الجزء الأول من هذا المقرر لأدب الدعوة الإسلامية وشغلوا به أربعًا وثلاثين صفحة من (9 - 43)، وكان الجزء المتبقي من المقرر مخصصًا للأدب الحديث في المملكة العربية السعودية في خمسين صفحة تقريبًا (44 - 95) ولا أدري لماذا أقحم أدب الدعوة الإسلامية مع أن هذا لم يكن مكانه، فهو جزء من الأدب العربي على امتداد عصوره الإسلامية، وقد وردت نماذج منه في كل المقررات السابقة، ولعل وروده في هذا المقرر ينافي ما ذكر في مقدمة المقرر إذ ورد الآتي: «هذا وقد خصصنا هذا الكتاب لدراسة الأدب الحديث»(5). فعند الحديث عن أدب الدعوة الإسلامية اضطر المعدون إلى تقديم رحلته على مر العصور الأدبية، وقدموا نماذج من كل عصر، ثم توقفوا أمام العصر الحديث واختاروا منه نماذج للدراسة والتحليل لكل من: أحمد محرم، ومحمود غنيم، وإبراهيم فطاني، والشيخ محمد بن عبدالوهاب، ومصطفى صادق الرافعي.
وهنا نجد نموذجين من الأدب السعودي، وكأن المعدين أرادوا أن يكفروا عن خطئهم السابق حيث غابت أسماء الأدباء السعوديين ونماذجهم عن مقرر الأدب العربي الحديث، فعوضوها هنا في أدب الدعوة الإسلامية بتقديم نموذجين أحدهما شعري وهو صوت من حراء للشاعر السعودي إبراهيم فطاني، والآخر نثري وهو وصايا وإرشادات للشيخ محمد بن عبدالوهاب.
أما الجزء المتبقي من مقرر الصف الثالث الثانوي (التابع لوزارة التربية والتعليم) فقد خصص للأدب الحديث في المملكة العربية السعودية، وهو ما يعنينا هنا بدرجة كبيرة لأنه وكما يبدو من خلال العنوان سيسعى إلى تقديم صورة كاملة للأدب الحديث في المملكة، والمساحة التي شغلها ستتيح لنا فرصة استعراض هذه الصورة.
يبدأ الحديث في هذا الجزء المخصص للأدب الحديث في المملكة العربية السعودية بلا مقدمة وإنما يبدأ مباشرة بعنوانين العنوان الأول: الأدب الحديث في المملكة العربية السعودية، وتحته عنوان آخر: المرحلة الأولى من بدء الدعوة حتى تأسيس المملكة (1157 - 1351ه) وعلى الرغم من امتداد المساحة الزمنية التي تصل إلى قرنين من الزمان، فإنها لم تحظ سوى بأربع صفحات (44 - 47) والصفحة الرابعة كانت للمناقشة بدأ فيها بالحديث عن أهمية دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب وأثرها في ازدهار الأدب السعودي في العصر الحديث، ثم تم الحديث باختصار عن أغراض الأدب في هذه المرحلة وخصائصه، وذكر ثلاثة شعراء فقط من شعراء تلك الفترة وهم سليمان ابن سحمان، وأحمد بن مشرف، ومحمد بن عثيمين، أما النثر فنموذجه الأوحد كان الشيخ محمد بن عبدالوهاب.
ثم ينتقل الكتاب بعد ذلك للحديث عن المرحلة الثانية محددًا فترتها الزمنية من تأسيس المملكة حتى أيامنا الحاضرة ويمكن أن يفهم تاريخ أيامنا الحاضرة من خلال تاريخ الطبعة (1430ه 2009م)، وبعد مقدمة صغيرة في حدود خمسة أسطر أشار فيها معدو الكتاب إلى أنه إضافة إلى دور دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب في نهضة الفكر والأدب في المرحلة الأولى والثانية، فإن هناك عوامل أخرى أسهمت في نهضة الأدب وازدهاره في المرحلة الثانية؛ وضعوا عنوانًا كبيرًا: عوامل ازدهار الأدب الحديث في المملكة العربية السعودية، وتحت هذا العنوان قُد�'مت خمسة عوامل مهمة وهي: (التعليم، والمطابع والمكتبات، ووسائل الإعلام، واتصال الأدباء السعوديين بغيرهم، والنوادي الأدبية).
لكن الحديث عن هذه العوامل كان حديثًا إنشائيًا يفتقد إلى الدقة في المعلومة، وإلى التواريخ، وإلى كثير من المعلومات المهمة، فعلى سبيل المثال عند الحديث عن التعليم ودوره لم يُشر إلى البداية التاريخية للتعليم النظامي في المملكة العربية السعودية، ولم يشر إلى إنشاء مديرية المعارف وتطورها إلى وزارة المعارف ثم وزارة التربية والتعليم، ولا إلى تطور المدارس الكمي (ولو في الهامش على الأقل) إذا كان المتن لا يتسع لذلك، بل إن عدد الجامعات المذكور ثماني جامعات في طبعة الكتاب الأخيرة عام 1430ه 1431ه وهذا يعني أن الكتاب يقدم معلومات غير دقيقة، فعدد الجامعات وصل خمسًا وعشرين جامعة حكومية غير الجامعات والكليات الأهلية(6).
وعند الحديث عن المكتبات أشير فقط إلى إنشاء المكتبة العامة في الرياض سنة (1363ه) ولم يشر إلى أن المكتبات العامة عممت في جميع المناطق ولم يشر إلى المكتبات الكبرى في المملكة مثل مكتبة الملك فهد الوطنية، ومكتبة الملك عبدالعزيز، ومكتبات الجامعات الكبرى مثل مكتبة جامعة الملك سعود، ومكتبة جامعة الإمام، ومكتبة جامعة الملك عبدالعزيز، ومكتبة جامعة أم القرى.
وعند الحديث عن وسائل الإعلام لم يشر إلى صحيفتي القبلة وأم القرى، ومجلة المنهل وكان يمكن أن يشار ولو في الهامش إلى أبرز الصحف المحلية، وإلى الملاحق الثقافية التي أسهمت فعلاً في رقي الأدب وازدهاره مثل ملحق الرياض وملحق المدينة، ومجلة اليمامة، والمجلة العربية، ومجلات الأندية الأدبية وغيرها.
وعند الحديث عن اتصال الأدباء السعوديين بغيرهم لم يشر إلى دور البعثات في ذلك وعند الحديث عن الأندية الأدبية لم يذكر عددها ولا أسماءها مع أن ذلك كان متاحًا ولو في الهامش.
ثم انتقل الكتاب بعد ذلك للحديث عن الشعر السعودي المعاصر بادئًا بموضوعاتها التي جعلها في قسمين: موضوعات تقليدية وذكر تحت هذا العنوان ثلاثة موضوعات وهي الغزل والمديح والرثاء، وموضوعات مستحدثة وذكر تحت هذا العنوان، في القضايا الاجتماعية، وفي القضايا الوطنية والسياسية.
ثم انتقل الكتاب للحديث عن الاتجاهات الفنية في الشعر السعودي وجعلها في ثلاثة اتجاهات وهي: الاتجاه التقليدي والاتجاه التجديدي والاتجاه الرومانسي.
وختم الكتاب حديثه عن الشعر السعودي بعنوان كبير هو: نهج القصيدة في الشعر السعودي وأفرد لهذا العنوان الكبير تسعة أسطر فقط، وكأن الغرض منها أو من هذا العنوان هو الحديث عن الشعر الحر بوصفه شكلاً من أشكال القصيدة في الشعر السعودي. فهل يمكن أن يختزل الحديث عن الشعر الحر بهذه الصورة المخلة؟!
فإذا تأملنا النماذج الشعرية التي اختيرت عند الحديث عن موضوعات الشعر السعودي فسنجد أنها قليلة جدًا ولا تحمل صورة شاملة، فعند الحديث عن الغزل في الشعر السعودي قدم له بمقدمة جميلة أشارت إلى أن الغزل يشغل مساحة واسعة في الشعر السعودي وأن الشعراء السعوديين في موضوع الغزل ثلاث فئات: فئة أعرضت عن الكتابة فيه (ولم يذكر المعدون ولو اسمًا واحدًا من هذه الفئة ولا لماذا أعرضوا عنه) وفئة وقفوا معظم كتابتهم الشعرية في الغزل (ولم يذكروا ولو اسمًا واحدًا من هذه الفئة) وفئة ثالثة يعد الغزل جزءًا من شعرها على تفاوت في كميته لدى كل شاعر وذكروا لهذه الفئة أمثلة وهم الشعراء: محمد حسن عواد، ومحمد حسن فقي، وطاهر زمخشري، وحسن القرشي، وحمزة شحاته وغابت أسماء مهمة ومنها: أحمد الصالح، ويحيى توفيق.
أما المناهل التي استقى منها الشعراء الغزليون شعرهم وصورهم فذكر المعدون أن من الشعراء من يستوحي الشعر الجاهلي والإسلامي ومنهم من يستوحي الشعر العباسي والأندلسي ومنهم من يستوحي الشعر الغزلي المعاصر في الأدب العربي الحديث دون أن يذكروا أمثلة لشعراء كل فئة من هذه الفئات الثلاث؛ ثم قُد�'م نموذجان شعريان: أولهما بيتان لابن عثيمين (عادة ما يستهل بها قصائده كما يفعل الشعراء الجاهليون)، وثانيهما، ثلاثة أبيات فقط للأمير عبدالله الفيصل.
وأعتقد أن ذكر عدد من أسماء الشعراء الذين اهتموا بالغزل أثناء التقسيمات التي ذكرت كان سيغطي على قلة النماذج، وسيمنح الطالب فكرة شاملة عن أبرز الشعراء الغزليين في العشر السعودي فلا يعتقد أن عبدالله الفيصل وابن عثيمين هما فقط شعراء الغزل في السعودية.
وفي المديح قُد�'م نموذجان شعريان: أولهما بيتان شعريان لابن عثيمين وثانيهما أربعة أبيات شعرية لفؤاد الخطيب، مع مقدمة لا تتجاوز سبعة أسطر عن غرض المديح في الشعر السعودي وخصائصه التي لا تختلف عما فعله الشعراء القدماء.
وفي الرثاء قدمت ثلاثة نماذج أولها أربعة أبيات في رثاء الملك عبدالعزيز للشاعر علي حافظ، وثانيهما ثلاثة أبيات للشاعر أحمد قنديل في رثاء ابنته، وثالثهما بيتان للشاعر محمد حسن فقي في رثاء نفسه، مع مقدمة في حدود أربعة أسطر عن غرض الرثاء في الشعر السعودي أبانت أنه لا يختلف في مضمونه وبنائه عن العشر القديم.
وفي الموضوعات المستحدثة قدم الكتاب موضوعين: أولهما: في القضايا الاجتماعية، وتحت هذا العنوان قُد�'مت ثلاثة نماذج شعرية: أولهما ثلاثة أبيات عن تعليم المرأة للشاعر إبراهيم خليل العلاف، وثانيهما ثمانية أبيات حول الفقر وأحاسيس الفقير في العيد للشاعر أحمد العربي، وثالثهما للشاعر طاهر زمخشري عن تقلب الناس في هذا الزمان وتقديم المصلحة على المودة الحقيقية.
أما الموضوع الثاني من الموضوعات المستحدثة فكان بعنوان: في القضايا الوطنية والسياسية، وقدمت فيه ثلاثة نماذج شعرية: أولهما للشاعر حمزة شحاتة في التغني بمدينة جدة (ثلاثة أبيات) وثانيهما للشاعر حسن القرشي حول قضية فلسطين (خمسة أبيات) وثالثهما أيضًا للشاعر حسن القرشي حول القضية نفسها.
ويمكن أن يسجل هنا أن المعدين نجحوا في تقديم صورة جيدة لأبرز موضوعات الشعر السعودي لكن الطالب بحاجة أكبر إلى أن تكون مقدمات هذه الموضوعات أكثر شمولاً بحيث تحتوي على أسماء عدد أكبر من الشعراء البارزين في كل موضوع ومن مختلف أجيال الشعر السعودي ثم لا بأس بعد ذلك لو اختير لشاعرين أو ثلاثة نماذج دالة كما فعلوا.
فإذا انتقلنا إلى الاتجاهات الفنية في الشعر السعودي، فسنجد الكتاب يقدم بمقدمة مختصرة وجميلة تشير إلى أن الشعراء السعوديين لم يكونوا بمعزل عن حركة الشعر الحديث في العالم العربي ولهذا كانت التيارات الأدبية التي ظهرت في الشعر السعودي الحديث تماثل إلى حد كبير تلك التي ظهرت في البلدان العربية الأخرى خصوصًا مصر والشام والعراق.
وبناءً على ذلك قُس�'مت الاتجاهات الفنية إلى ثلاثة اتجاهات: الاتجاه التقليدي، والاتجاه التجديدي، والاتجاه الرومانسي، وبدأ بالحديث عن الاتجاه التقليدي الذي تأثر أصحابه بمدرسة الإحياء، وعادوا إلى النماذج العليا في الأدب العربي القديم، وقدم الكتاب أمثلة على ذلك نموذجين شعريين أحدهما للشاعر محمد بن عثيمين وهما بيتان من قصيدته الشهيرة في رثاء الملك عبدالعزيز:
العز والمجد في الهندية القضب

 

لا في الرسائل والتنميق والخطب

وأشار الكتاب إلى تأثره بقصيدة أبي تمام الشهيرة في فتح عمورية:
السيف أصدق أنباء من الكتب

 

في حده الحد بين الجد واللعب

أما النموذج الثاني: فخمسة أبيات من قصيدة الشاعر إبراهيم أحمد غزاوي ويظهر فيها محكاته لشعر أبي فراس الحمداني كما أشار الكتاب، الذي أكد أيضًا أن ديوان الشاعر حسين سرحان (أجنحة بلا ريش) يحاكي الشعر الجاهلي في لغته وأسلوبه وبنائه وصوره المستمدة من حياةالبادية.
أما الاتجاه التجديدي فيشير الكتاب إلى أن أصحابه من الشعراء السعوديين تأثروا بمدرسة الإحياء ومدرسة الديوان، وأنهم قطعوا في طريق التجديد أشواطًا بعيدة وبرز أثر الحضارة والتفاعلات الفكرية والثقافية المستحدثة في شعرهم كما فعل زملاؤهم في الوطن العربي، وقدم الكتاب نموذجين شعريين لشاعر واحد هو محمد حسن فقي.
وأعتقد أن الحديث عن الاتجاه التجديدي كان ينقصه الكثير من المعلومات المهمة، فما قدم يشير إلى تجديد محافظ، والأسماء والنماذج التي قدمت تحمل بصمة التجديد، لكنه تجديد أقرب إلى المحافظة، وغابت حركة التجديد المنطلق الذي تخلى عن البناء التقليدي للقصيدة، ممثلاً في حركة الشعر الحر الذي كان له رواده وله أسماء بارزة فيه تركت دواوين كثيرة، وبصمة واضحة في حركة الشعر السعودي.
وفي الاتجاه الرومانسي أشار الكتاب إلى أسباب ظهور هذه الاتجاه في الأدب السعودي المعاصر مرجعًا ذلك إلى عدة عوامل منها حالة القلق النفسي الذي انتاب الشباب بسبب الظروف الاقتصادية والاجتماعية، وكذلك الاطلاع على تجارب شعراء المهجر ومدرسة أبولو، وتأثر الشعراء السعوديون بهاتين المدرستين، وقدم الكتاب أسماء بعض الشعراء الرومانسيين وهم: الأمير عبدالله الفيصل، وعبدالله صالح العثيمين، وحسن عبدالله القرشي، وسعد البواردي، وقدم ثلاثة نماذج شعرية قصيرة لحسن القرشي وإبراهيم الدامغ وعبدالله الفيصل، ولا أدري لماذا أفرد الاتجاه الرومانسي بالحديث وغاب الاتجاه الواقعي، وكان يمكن للاتجاه الرومانسي أن يكون ضمن الاتجاه التجديدي فهو ملمح من ملامح التجديد، وكان يمكن أن يقال: إن حركة التجديد داخل الشعر السعودي أتاحت الفرصة لظهور عدد من الاتجاهات الفنية في الشعر السعودي ومنها الرومانسية، والواقعية، والرمزية.. إلخ. أما أن يفرد الاتجاه الرومانسي ويطل كأنه الاتجاه الفني الوحيد في الشعر السعودي فهذا منافٍ للواقع العشري في المملكة.
وقد ختم هذا المبحث المخصص للاتجاهات الفنية في الشعر السعودي بحديث قصير وموجز حمل رقم : ثالثًا وجاء بعنوان (نهج القصيدة في الشعر السعودي) ذكر فيه:
«أن الشعراء السعوديين المعاصريين لم يلتزموا بصورة القصيدة العربية المألوفة المكونة من أبيات مشطورة إلى شطرين يقف كل بيت مستقل تمام الاستقلال فلقد تجاوز بضعهم ذلك إلى (الشعر الحر) الذي يعتمد على تعدد القوافي وتنويع الأوزان وعلى تكرار التفعيلة الواحدة دون التزام بنظام الأبيات الكاملة المتتابعة كذلك يطلق عليه في بعض الأحيان (الشعر المرسل) والغريب أنه بالرغم من مهاجمة النقاد المحافظين لهذا الشكل الجديد للشعر فإن كثيرًا من الشعراء السعوديين لم يهتموا بهذا النقد واستمروا في نظم شعرهم بهذا الشكل الجديد إلى جانب ما ينظمونه في القالب التقليدي»(7).
هكذا تختزل حركة الشعر الحر في المملكة العربية السعودية بهذه الصورة المخلة التي تقدم معلومات خاطئة عن الشعر الحر، ولا تحاول أن تربط بينه وبين حركة الشعر الحر في العالم العربي، ولم تقدم أي اسم من أسماء رواد هذه الحركة فأين محمد حسن عواد، وسعد البواردي، وحسن القرشي، وأين سعد الحميدين، ومحمد الثبيتي، ومحمد الحربي، وعبدالله الصيخان، وغيرهم من الأجيال الشعرية التالية.
ثم ينتقل الكتاب من الحديث عن الشعر السعودي المعاصر إلى الحديث عن ا لنثر السعودي المعاصر متناولاً القصة والمقالة فقط، وليس هذا فحسب بل إنه يحصر النثر السعودي في هذين الفنين، يقول المعدون في مقدمة حديثهم عن النثر السعودي المعاصر:
«ينحصر النثر الفني في الأدب السعودي المعاصر في نوعين: فن القصة وفن المقالة: أما فن المسرحية فما زال في بداية ظهوره، ونلاحظ أن فن المقالة تفوق عند الأدباء السعوديين على فن القصة بأنواعها المختلفة، كما نلاحظ كذلك أن بعض الشعراء السعوديين شاركوا في الكتابة في هذين الفنين النثريين مثل: عبدالقدوس الأنصاري، ومحمد سعيد العامودي، وسعد البواردي، وطاهر زمخشري، وحسن عبدالله القرشي، وجميعهم كتب القصة، أما القاصون الآخرون فلم يعرف عنهم الشعر إلا فيما ندر، وكذلك بالنسبة للمقالة فإن معظم الشعراء قد شاركوا في كتابتها)(8).
هذه هي مقدمة الحديث عن النثر السعودي المعاصر وجاءت تحت عنوان: (أنواعه واتجاهاته) وللقارئ أن يتأمل هذه المقدمة ويتساءل: ما مصدرها؟ ومتى كتبت؟ وكم معلومة غير دقيقة قدمت؟ وهل يمكن أن تكون صادقة فيما قالته عن النثر السعودي؟ ولماذا يحصر النثر السعودي فقط في القصة والمقالة؟ أين المسرح وأين النقد الأدبي؟ وأين الخطابة؟ ومن قال بأن فن المقالة هو الفن المتفوق؟ ومتى كان هذا؟ وهل يمكن أن نتناسى واقع الرواية السعودية الآن؟ وواقع الحركة النقدية السعودية الآن؟ وأسماء كبيرة جدًا في فضاء الأدب السعودي لنتوقف فقط عند الأنصاري والعامودي والبواردي والقرشي؟!.. لذلك بحسب هذه المقدمة فإن ما سيرد فيما بعد من حديث عن النثر السعودي سيكون مجزوءًا ومشوهًا وغير دقيق، فالكتاب بعد ذلك يتحدث عن القصة والمقالة تبعًا لمقدمة، وتحت عنوان القصة: يتناول الكتاب القصة القصيرة والرواية معًا دون تفريق بينهما أو مراعاة لمراحل تطور كل منهما إذ يقول المعدون للكتاب: «بالرغم من أن القصة مختلفة الأنواع من حيث البناء الفني واللغة والأسلوب... إلا أن حديثنا سيتناول القصة في الأدب السعودي بصفة عامة دون تحديد لمختلف أنواعها. وقد كانت قصة (التوأمان) لعبدالقدوس الأنصاري أول عمل قصصي ظهر في الأدب السعودي»(9).
ثم يُقس�'م الحديث عن القصة إلى قسمين: 1- المرحلة الأولى من تأسيس المملكة إلى نهاية الحرب العالمية الثانية (1351 - 1365ه) 2- المرحلة الثانية ما بعد الحرب العالمية الثانية. وفي المرحلة الأولى يشير المعدون إلى أنها بدأت بكتابة القصة القصيرة وهي من حيث الحجم لا من حيث الخصائص الفنية، ويضربون نموذجًا بقصة (رامز) لمحمد سعيد العامودي، ويسهبون في شرح القصة ولا يذكرون أسماء أخرى لقاصين آخرين يمثلون القصة القصيرة في هذه المرحلة ولا يشيرون إلى الرواية وبواكيرها.
وفي الحديث عن المرحلة الثانية: ما بعد الحرب العالمية الثانية يقدم له بمقدمة جميلة أشارت إلى تميز هذه المرحلة بعودة الشباب المبتعثين واستفادتهم من تجربة الابتعاث، وتزايد صدور الصحف والمجلات، وتأثر الكتاب السعوديين بالثقافات المختلفة، مما كان له الأثر البارز في تطور كتاباتهم القصصية، ولكن هذه المقدمة الجميلة لم تقد إلى تفصيلات دقيقة وشاملة، إذ إن الحديث بعدها انصب فقط على حامد دمنهوري بوصفه رائد الفن القصصي الحديث في السعودية، وعلى مدى صفحة ونصف يستعرض الكتاب رواية ثمن التضحية لحامد دمنهوري ثم يختم هذا المبحث عن القصة بهذه الخاتمة: «وقد أدى الاستقرار السياسي والاقتصادي في المملكة خلال السنوات العشرين الأخيرة إلى ظهور قيم حديثة في الأخلاق والحكم والحياة، وكان لابد أن يعبر الكتاب عن أنفسهم بأقلام جديدة الألوان وبأصوات مختلفة النبرات، وحملت الصحف المتكاثرة عبء التعبير عن تطلعات هذا المجتمع الجديد، وأبانت عن التيارات المتدافعة، وفي هذه الجو ولدت القصة الفنية السعودية، فتخلصت إلى حد كبير من الأسلوب السطحي، واتجهت إلى التصوير الإنساني، وإن لم تتخل�' عن المضامين الاجتماعية، كذلك تنوعت اتجاهاتها الفنية، فمنها الرومانسي، ومنها الواقعي، ومنها التاريخي، ومنها ما اعتمد على الأسطورة كرمز، ومن نماذج هذه القصص (شبح من فلسطين) و(دعوة إلى الآخرة) لسعد البواردي، و(عروس من القاهرة) لغالب أبي الفرج، والمجموعة القصصية (أرض بلا مطر) لإبراهيم الناصر، و(التضحية) و(المتسولة) لأمين الرويحي.
ولا شك أن القصة بأنواعها ما زال أمامها مستقبل كبير على أيدي الكتاب السعوديين المعاصرين حيث تشهد هذه الأيام إقبالاً لم تشهده من قبل، كما أسهمت المرأة بنصيب وافر في هذا الميدان»(10).
وللقارئ أن يتساءل عن هذه الإنشائية الواضحة في المقدمة وفي الخاتمة، وعن غياب المعلومة الدقيقة؟ وعن سر اختلاط القصة القصيرة بالرواية؟ وعن مصدر هذه المعلومات التي قُد�'مت ووزنها؟ وهل يمكن أن تتناول القصة بهذا الشكل المتداخل؟ وبهذه الصورة المبتورة؟ وأين الأسماء البارزة فعلاً في القصة القصيرة والرواية؟ وأين المراحل التي مر بها كل فن؟ ولماذا توقف الحديث والأسماء عند جيلين فقط من أجيال القصة؟ هل يعني هذا أن هذه المادة كتبت قبل عام 1400ه، وأنها منذ عام 1400ه على حالها لم تتغير؟
وتحت عنوان: المقالة يؤكد الكتاب ومعدوه مرة أخرى أن المقالة احتلت المكانة الأولى بين فنون النثر في الأدب العربي المعاصر، ولما كانت الصحف والمجلات هي المكان الطبيعي لظهور المقالة، فقد ارتبطت نشأة المقالة بنشأة تلك الصحف في الأدب العربي الحديث في كل الأوطان العربية، وكذلك كان الحال في المملكة العربية السعودية؛ ثم يشير الكتاب إلى مرحلتين مرت بهما المقالة في الأدب السعودي وهما:
1- المقالة من تأسيس المملكة إلى نهاية الحرب العالمية الثانية (1351 - 1365ه).
2- المقالة بعد الحرب العالمية الثانية.
وفي المرحلة الأولى يتحدث الكتاب عن دور جريدة القبلة المتأثرة بأسلوب فؤاد الخطيب والكتاب المصريين والسوريين الذين عملوا فيها، ودورهم في تعليم أبناء الحجاز خاصة والسعوديين عامة الفن الصحيح للأدب والمقالة شكلاً ومضمونًا، ويشير أيضًا إلى دور صحيفة (أم القرى) في إرساء قواعد هذا الفن وتخليصه من أسلوبه القديم المليء بالسجع والتكلف، ويقدم الكتاب نموذجًا لفؤاد الخطيب عن اللغة العربية.
أما المقالة بعد الحرب العالمية الثانية فقد قدمها الكتاب في صفحتين فقط اختزل فيهما رحلة المقالة على مدى أكثر من ثمانين عامًا، وقد أشار الكتاب إلى ظهور مجموعة من الصحف السعودية في هذه الفترة كان أصحابها هم أدباء البلاد وكتابها وشعراءها، وكان لهذه الصحف الفضل في تطور المقالة، فعلى يد هؤلاء الكتاب الكبار تربى جيل جديد من الكتاب أسهموا في تطور الأدب بعامة والمقالة بخاصة. دون أن يذكر اسم صحيفة من هذه الصحف أو أديب من هؤلاء الأدباء لا القدامى ولا الجيل الجديد الذي تربى على أيديهم وبعد ذلك يتحدث الكتاب عن أنواع المقالة وتنوعها مشيرًا إلى ظهور المقالة الدينية والأدبية والنقدية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية مؤكدًا تتلمذ كتاب المقالة الجدد على أساليب كتاب المقالة في العالم العربي أمثال الزيات والعقاد والمازني وطه حسين وشكيب أرسلان.
ويضرب الكتاب مثالاً للمقالة الدينية مقالة للشيخ حسن عبدالله آل الشيخ بعنوان (الرشوة والمرتشي) ويضرب مثالاً للمقالة الأدبية مقالة للأستاذ حسين سرحان بعنوان (صلة الأدب بالحياة) ويختم الكتاب حديثه عن المقالة مؤكدًا للمرة الثالثة تفوق فن المقالة على الفن القصصي في مستواه الفني وكثرة كتابه وشمول موضوعاته مؤكدًا أن الصحافة هي السند الأول والمعين على ازدهاره وتقدمه، وهي مقولة إن صدقت على الأدب السعودي في السبعينيات والثمانينيات الهجرية فإنها قد لا تصدق الآن..
إن غياب أسماء الصحف والمجلات وأسماء أشهر الكتاب يشير إلى غياب المعلومة والاعتماد على الإنشائية بصورة كبيرة. كما أن الوقوف على أسماء ونماذج الجيل الثاني من الأدباء السعوديين يشير أيضًا إلى قدم المعلومات المقدمة، وربما تشير إلى أن معلومات هذا الكتاب هي المعلومات الأولى التي كانت تدرس للمرحلة الثانوية قبل عام 1400ه أي قبل ثلاثين عامًا من الآن، وأن معدي الكتاب لم يكلفوا أنفسهم عناء التجديد والإضافة والتطوير، أو حتى عناء تعديل بعض المعلومات القديمة جدًا.
فإذا ما انتقلنا إلى النماذج الشعرية والنثرية المختارة من الأدب السعودي للدراسة والتحليل فسنجدها على النحو الآتي:
في الشعر: قدم الكتاب أربعة نماذج شعرية وهي (العز والمجد) لمحمد بن عثيمين اختير منها عشرة أبيات (وأذان الفجر) لمحمد بن علي السنوسي اختير منها أحد عشر بيتًا و(هي أمتي) لعبدالله بن إدريس اختير منها عشرة أبيات و(مكة) لمحمد حسن فقي، اختير منها ستة عشر بيتًا.
وكانت الطريقة المتبعة لدراسة هذه النصوص موحدة فيها جميعًا، إذ يبدأ بذكر الأبيات المختارة من النص ويشرح في الهامش ما غمض من مفردات وردت في النص، ثم يعرف بالشاعر ثم تأتي فقرة خاصة بالتحليل وهو شرح نثري للنص الشعري، ثم تأتي فقرة خاصة بالنقد وفيها يتناول بإيجاز أسلوب الشاعر وصوره الفنية.
والملاحظ هنا أيضًا أن الشعراء الذين اختيرت نصوصهم ينتمون إلى الجيل الأول والثاني من أجيال الشعر السعودي، وكأن الشعر السعودي توقف عند هذين الجيلين فقط مما يؤكد طبيعة قدم المادة العلمية المقدمة في هذا الكتاب.
والأمر نفسه ينطبق على النصوص النثرية المختارة، إذ اختير نموذجان أحدهما بعنوان (الأنانية) لأحمد محمد جمال، والثاني بعنوان (روعة العيد) لزيد عبدالله الفياض، وسار الكتاب في دراستهما كما سار في دراسة الشعر بدءًا بالنص المختار، فالتعريف بالكاتب، فالتحليل فالنقد.
هذه هذ صورة الأدب السعودي في مقرر الأدب العربي للصف الثالث الثانوي بوزارة التربية والتعليم.

 

ثانيًا: مقرر الأدب السعودي للسنة الثالثة الثانوية التابع للمعاهد العلمية بجامعة الإمام

قُد�'م الأدب العربي في مقررات المرحلة الثانوية التابعة للمعاهد العلمية وفقًا للتسلسل التاريخي - كما هو الحال في مقررات وزارة التربية والتعليم - فكان العصر الجاهلي وعصر صدر الإسلام وعصر بني أمية من نصيب الصف الأول الثانوي، وكان العصر العباسي وأدب الحروب الصليبية وعصر الدول المتتابعة، والأدب الأندلسي من نصيب الصف الثاني الثانوي، بينما جاء الأدب العربي الحديث وتاريخه من نصيب الصف الثالث الثانوي، وقسم قسمين متساويين، فكان القسم الأول مخصصًا للأدب العربي الحديث وهو ما يدرسه الطلاب في الفصل الدراسي الأول، أما القسم الثاني فجاء مخصصًا للأدب في المملكة العربية السعودية وهو ما يدرسه طلاب السنة الثالثة الثانوي في الفصل الدراسي الثاني، وهذه أول ميزة لمقرر المعاهد العلمية، إذ نجد مقرر وزارة التربية والتعليم، قد أشرك أدب الدعوة الإسلامية مع الأدب السعودي.
فإذا تأملنا محتويات مقرر الفصل الثاني المخصص للأدب في المملكة العربية السعودية - وهو ما يعنينا في هذا البحث - فسنجد أن المحتويات من حيث العناوين والتقسيمات مشابهة إلى حد كبير لما ورد في مقرر وزارة التربية والتعليم، لكن طريقة التناول، ودقة المعلومات وجد�'تها، وترتيب المحتويات، اختلف كثيرًا عن مقرر وزارة التربية والتعليم.
فمن حيث العناوين والتقسيمات سنجد المحتويات مشابهة تممًا لما ورد في مقرر وزارة التربية والتعليم، فالبداية بالحديث عن عوامل نهضة الأدب السعودي، ثم انتقل الكتاب للحديث عن الشعر السعودي وقسمه إلى قسمين: الشعر قبل توحيد ا لمملكة (نشأته وموضوعاته وأبرز أعلامه) والشعر بعد توحيد المملكة، وتناول فيه أغراضه، وذكر منها شعر الدعوة الإسلامية وأبرز أعلامه، والشعر الاجتماعي وأبرز أعلامه، والشعر الوطني وأبرز أعلامه، وتحت عنوان: أغراض أخرى: تناول الكتاب الرثاء، والمديح، والغزل والشكوى، والفخر، والوصف، والإخوانيات، تناولاً موجزًا لكنه مدعوم بأسماء أبرز الشعراء في كل غرض، ثم بعد ذلك تناول الكتاب: اتجاهات الشعر السعودي، مؤكدًا أنه لا يختلف في اتجاهاته عن غيره في الأقطار العربية الأخرى في مقدمة موجزة ودالة، ثم ذكر الكتاب أن الشعر السعودي سار في اتجاهين رئيسين وهما: الاتجاه المحافظ والاتجاه المجدد، وقدم تعريفًا وخصائص موضوعية وفنية لكل اتجاه، وأسماء أبرز ممثليه من الشعراء السعوديين، مع نماذج شعرية للدراسة من كل اتجاه، والنماذج الشعرية المختارة جاءت على الآتي: في مديح الملك عبدالعزيز للشاعر محمد بن عثيمين (ستة عشر بيتًا)، بعد الستين للشاعر أحمد إبراهيم غزاوي (ثمانية أبيات)، عالم متحد للشاعر حسن القرشي (ثمانية أبيات) تحية المعهد العلمي للشاعر محمد بن علي السنوسي (ثمانية أبيات).
ثم انتقل الكتاب بعد ذلك للحديث عن النثر وفنونه في الأدب السعودي وقد�'م له بمقدمة مختصرة لكنها وافية بالغرض، وتمنح الطالب فكرة موجزة عن النثر السعودي وتطوره وأشار في نهايتها إلى أنه سيتناول بإيجاز أهم فنون النثر في الأدب السعودي وهي المقالة والقصة والخطابة، وهنا يمكن أن يلحظ القارئ فرقًا جوهريًا بين ما ورد في هذا المقرر وما ورد في مقرر وزارة التربية والتعليم ففي مقرر المعاهد العلمية يشير الكتاب إلى ثلاثة فنون نثرية يراها الأهم، وهذا يعني أن هناك غيرها لكنه اختار الأهم من وجهة نظره، بينما يحصر كتاب وزارة التربية والتعليم النثر في فنين فقط هما: القصة والمقالة.
ثم يتناول الكتاب بعد ذلك المقالة مقدمًا لها بمقدمة مختصرة تشير إلى نشأتها وارتباط هذه النشأة بظهور أول صحيفة، ثم تطور المقالة بتطور الصحافة أيضًا، ونضجها على يد عدد من الكتاب الرواد، ثم يتحدث الكتاب عن أنواع المقالة مقسمًا إياها إلى نوعين: مقالة ذاتية ومقالة موضوعية، ويُعر�'ف بكل نوع، ويذكر أبرز كتابه من الأدباء السعوديين، ثم يختم الكتاب الحديث عن المقالة بأبرز موضوعاتها التي عالجتها، ويقدم الكتاب نموذجًا للشيخ حسن عبدالله آل شيخ وهي مقالة: (من البخيل).
ثم تناول الكتاب بعد ذلك القصة: وقسمها إلى نوعين: القصة القصيرة والرواية، وتحدث الكتاب عن كل نوع على حدة ذاكرًا نشأته ومراحل تطوره وأبرز أعلامه، مقدمًا بذلك حديثًا تاريخيًا موجزًا يبدو أفضل بكثير مما ذكر في مقرر وزارة التربية والتعليم من حيث اشتمال هذا الحديث التاريخي على جميع المراحل - وإن كان موجزًا جدًا - إضافةً إلى ذكر كثير من أسماء الكتاب الذين ينتمون إلى جميع مراحل تطور هذين الفنين - وإن غابت بعض الأسماء المهمة - لكنه يعد أفضل مما كتب في مقرر وزارة التربية والتعليم الذي توقف عند الجيل الأول والثاني من الأدباء السعوديين، وقد�'م معلومات تبدو قديمة جدًا. وقد اختار الكتاب حامد دمنهوري أنموذجًا لكُت�'اب القصة في السعودية، فعر�'ف به تعريفًا موجزًا وقد�'م عرضًا سريعًا لإحدى رواياته وهي رواية (ومرت الأيام).
ثم تناول الكتاب الخطابة متحدثًا عن أنواعها التي جعلها ثلاثة أنواع وهي: الخطب الدينية والخطب السياسية والخطب الاجتماعية، وأغراض كل نوع، وقدم الكتاب مقطعًا من خطبة للملك فيصل يرحمه الله بعنوان: طريق العزة الإسلامية، كأنموذج على الخطابة.
فإذا ما تأملنا المعلومات المقدمة من حيث الدقة والشمول والجدة، فسنجد مقرر المعاهد العلمية يتفوق على مقرر وزارة التربية والتعليم كثيرًا. فمقرر التربية والتعليم يقدم معلومات قديمة جدًا، ويشعرك بأنه كتب قبل عام 1400ه وأنه يتحدث عن الأدب السعودي في بواكيره الأولى، فالنماذج والأعلام التي يستشهد بها كلها تنتمي إلى جيل الرواد والجيل الذي يليه، ويتوقف هناك ولا يتقدم أبدًا، وهذا ينطبق أيضًا على المعلومات المقدمة التي توقفت عند مرحلة زمنية معينة لا تتجاوز التسعينيات الهجرية.
بينما نجد مقرر الأدب السعودي المقدم للمعاهد العلمية، أكثر حداثة وجد�'ة ودقة في معلوماته المقدمة، وأكثر شمولاً أيضًا من حيث ذكره للكثير من الأسماء الأدبية التي تنتمي إلى جميع مراحل الأدب السعودي.
فعلى سبيل المثال: تحدث الكتابان عن عوامل نهضة الأدب السعودي، والمتأمل للكتابين سيجد فرقًا كبيرًا، بين ما قدم في المقرر التابع لوزارة التربية والتعليم والمقرر التابع للمعاهد العلمية، ففي مقرر وزارة التربية والتعليم ذكرت خمسة عوامل وهي: (التعليم والمطابع والمكتبات ووسائل الإعلام، واتصال الأدباء السعوديين بغيرهم والنوادي الأدبية) وقد أشرت سابقًا إلى أن الحديث عن هذه العوامل كان حديثًا إنشائيًا يفتقد الدقة في المعلومات وإلى التواريخ المهمة، كتاريخ بداية التعليم، وتاريخ بداية المطابع، بل إن عدد الجامعات السعودية المذكور في طبعة عام 1430ه/ 1431ه ثماني جامعات!!بينما نجد مقرر الأدب السعودي المقدم للمعاهد العلمية يجعل عوامل نهضة الأدب السعودي ثمانية عوامل، وهي: (توحيد البلاد، وبدء التعليم النظامي، وإنشاء الجامعات، وتأسيس المطابع والصحف، واجتلاب وسائل الاتصال الحديثة، والاطلاع على الآداب العربية والأجنبية، وإنشاء الأندية الأدبية والمكتبات والمراكز الثقافية، وتشجيع الدولة للأدب والأدباء) ويقدم معلومات دقيقة، ويذكر تواريخ مهمة، كتاريخ بداية التعليم النظامي، وتاريخ تأسيس أول مطبعة، وتاريخ أول صحيفة، وعدد الجامعات هنا (ثلاث عشرة جامعة) وهو دقيق بالنسبة للعام الذي طبع فيه الكتاب(11)،وهنا ذكر لأبرز المكتبات والمؤسسات الثقافية مثل مكتبة الملك فهد الوطنية ودارة الملك عبدالعزيز، ومكتبة الملك عبدالعزيز، ومؤسسة الملك فيصل الخيرية.
فإذا انتقلنا إلى الحديث عن الشعر السعودي في المقررين، فسنجد مقرر المعاهد العلمية أكثر دقة وشمولاً في تناوله على الرغم من اشتراكهما في التقسيمات والعناوين والموضوعات - فإذا كان مقرر وزارة التربية والتعليم قسم الشعر زمنيًا إلى مرحلتين الأولى من بداية دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب إلى تأسيس المملكة، والثانية من تأسيس المملكة إلى وقتنا الحاضر، فإن مقرر المعاهد العلمية جعله مرحلتين ما قبل توحيد المملكة وما بعد توحيد المملكة، وتناول الشعر قبل توحيد المملكة بحسب الأقاليم المعروفة قبل التوحيد كنجد، والحجاز، وعسير، والأحساء، وتهامة، ذاكرًا أهم أغراض الشعر في تلك الفترة وأبرز أعلامه في كل إقليم، ولذلك سنجد أغلب الأقاليم ممثلة، وسنجد أسماء شعراء كثر من كل إقليم، فسليمان بن سمحان، وعبدالعزيز بن معمر، وعبداللطيف آل شيخ (يمثلون شعراء نجد)، وإبراهيم الأسكوبي وعبدالجليل برادة وعبدالواحد الأشرم (يمثلون شعراء الحجاز) وحسين بن غنام وأحمد بن مشرف، وعبدالعزيز العلجي وعبدالعزيز المبارك (يمثلون شعراء الأحساء) وعبدالله النعمي، وعبدالرحمن البهكلي، ومحمد الحفظي وعلي السنوسي (يمثلون عسير وتهامة).
بينما نجد ثلاثة شعراء فقط في مقرر وزارة التربية والتعليم وهم ابن سحمان وابن مشرف وابن عثيمين لكل هذه المرحلة الزمنية الطويلة.
فإذا انتقلنا إلى الشعر بعد توحيد المملكة، فسنجد موضوعات الشعر وأغراضه واتجاهاته عناوين مشتركة بين الكتابين، لكن مقرر وزارة التربية والتعليم ذكر ثلاثة أغراض وهي الغزل والمديح والرثاء تحت عنوان موضوعات قديمة، وغرضين تحت موضوعات مستحدثة وهما في القضايا الاجتماعية، وفي القضايا السياسية والوطنية، واستشهد على هذه الأغراض والموضوعات بأسماء محدودة من الشعراء ينتمون جميعهم إلى الجيل الأول والثاني فقط وهم: (ابن عثيمين، وعبدالله الفيصل، ومحمد حسن عواد ومحمد حسن فقي، وطاهر زمخشري، وحسن القرشي، وحمزة شحاته، وابن مشرف، وفؤاد الخطيب، وعلي حافظ، وأحمد قنديل، وإبراهيم خليل علاف، وأحمد العربي، وأحمد إبراهيم غزاوي، وحسين سرحان، وسعد البواردي، وعبدالله بن إدريس، ومحمد السنوسي).
بينما نجد مقرر المعاهد العلمية يذكر عددًا أكبر من الموضوعات والأغراض، ويمثل لكل غرض بأسماء متنوعة تنتمي إلى كل الأجيال، فيذكر شعر الدعوة الإسلامية، ويمثل لأبرز شعراء هذا الاتجاه ب(محمد بن علي السنوسي، ومحمد هاشم رشيد، وزاهر الألمعي، وعبدالرحمن العبيد، وعبدالرحمن العشماوي، وأحمد بهكلي، وصالح الزهراني، وحبيب المطيري). وفي الشعر الاجتماعي يذكر (محمد حسن فقي، وحسن القرشي وعبدالله بن إدريس، وغازي القصيبي، وإبراهيم مفتاح، وعلي صيقل). وفي المديح يذكر (أحمد الغزاوي، ومحمد العقيلي، ومحمد الدبل) وفي الغزل يذكر (طاهر زمخشري، ويحيى توفيق، وعثمان بن سيار، وأحمد الصالح). وفي الشكوى يذكر (حمد الحجي، ومحمد حسن فقي، وعبدالله الزيد، وحسين العروي).
والأمر نفسه نجده عند الحديث عن النثر، فمقرر وزارة التربية والتعليم يحصر النثر في فنين فقط هما المقالة والقصة، ويتحدث عن القصة حديثًا عامًا، ولا يفصل بين القصة القصيرة والرواية، ولا يقدم صورة حديثة لما وصل إليه هذا الفن، بل يقدم صورة قديمة ربما تنتمي إلى التسعينيات الهجرية بأعلامها ونماذجها المقدمة.
بينما نجد مقرر المعاهد العلمية أكثر دقة وحداثة وشمولاً، فلا يحصر الفنون النثرية في فنين فقط، وإنما يقدم الحديث عن النثر وفنونه بمقدمة تاريخية موجزة تشير إلى تطور فنون النثر
azazystudy

مع أطيب الأمنيات بالتوفيق الدكتورة/سلوى عزازي

  • Currently 54/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
17 تصويتات / 552 مشاهدة
نشرت فى 8 أكتوبر 2010 بواسطة azazystudy

ساحة النقاش

الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي

azazystudy
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,792,380