الغيـرة.. مملكة نسائية
كتبت-هدي المهدي:
يشتد الصراع بين النساء من مختلف مجالات الحياة في الجمال, العمل, الاستقرار,الوصول الي القمة, فلماذا تغار النساء من بعضهن البعض؟
ولماذا يملن إلي النميمة علي الصديقات من خلفهن؟ وهل كراهية النساء لبعضهن طبيعة أنثوية أم مرض؟.. كل هذه التساؤلات اجابت عنها كاتبة فرنسية تدعي إليزابيث الكسندر في مجلة ماري كلير فقالت إن غيرة المرأة تمتد ايضا إلي نساء لاتعرفهن مثل فنانة جميلة أو عارضة أزياء مشهورة فتطلق عليها الشائعات أو تنتقد شكلها بعبارات مثل نحيفة للغاية أو العكس سمينة جدا وغالبا مايكون نقد النساء لبعضهن البعض غير موضوعي ومليئا بالحقد والرغبة في التحقير, فإذا واجهت امرأة وسألتها لماذا تكرهين فلانة؟ تسارع بنفي هذا الأمر وتردد انها ليست أفضل مني!!
وارجعت الكاتبة غيرة النساء الي جينات أنثوية داخل كل امرأة تجعلها ترفض ان تكون امرأة غيرها علي القمة سواء في العمل, في الجمال, في الزواج,في الثراء.. الخ,كماترجع الغيرة النسائية إلي شعور البعض بقلة الحيلة وضآلة الشأن مماينتج عنه كراهية الذات.. وتري ان الحل الوحيد لدي المرأة الغيورة من نظيراتها هو ان تصب الغضب الموجود بداخلها علي امراة أخري سواء بانتقادها والتقليل من شأنها أو محاربتها في مشوار نجاحها في عملها الخ.
وإذا كان هذا هو التفسير الفرنسي لغيرة النساء من بعضهن البعض فما التحليل المصري لها؟
تقول د. فيفيان أحمد فؤاد استاذة الطب النفسي بجامعة حلوان إن الغيرة شعور بالضيق مرتبط بزيادة موجودة لدي شخص آخر وغالبا ماتنتج عن شعور بالنقص لافتقاد بعض الإمكانيات المادية أو العقلية أو الجسمانية وغالبا ما ترتبط الغيرة بين النساء بالحقد وتمني زوال النعمة عن الأخري.وترجع د. فيفيان احساس النساء بالغيرة بشكل يكون في بعض الأحيان مرضيا إلي زيادة درجات التوتر المصاحبة للتغيرات البيولوجية الشهرية والتي تحدث في اثناء الحمل والولادة بالاضافة الي الضغوط النفسية والجسدية في العمل والمنزل.
والغيرة سمة بشرية بدأت منذ فجر التاريخ مع قابيل وهابيل وهي موجودة لدي الرجال والأطفال وهي أمر يمكن علاجه وترويضه باتباع النصائح التالية:
> البحث عن الجوانب الايجابية في حياتك وفي شخصيتك والعمل علي تنميتها.
> عدم التركيز علي حياة الآخرين إنما علي حياتك وعملك وأسرتك ومستقبلها.
> تحويل المشاكل والتوترات التي تشتعل في ذهنك إلي طاقة مفيدة من خلال ممارسة رياضة ذهنية أو بدنية.
> الابتعاد عن الطمع والنظر الي ماهو موجود في يد الآخرين.
> وأخيرا والأهم توصي د. فيفيان بالاهتمام بتنمية الوازع الديني لك ولأسرتك وأن نحمد الله علي ما أعطانا.
ساحة النقاش