مصر تعاني من ارتفاع تكاليف الصناعة.. وضعف إنتاج العامل وكثرة إجازاته
كتب - مصطفي عبيد : قالت دراسة حديثة للاتحاد العربي لصناعة المنسوجات إن قطاع النسيج في مصر من أقل القطاعات الصناعية في مصر انتاجية ، حيث بلغت انتاجية الجنيه أجر 10 جنيهات ، مقابل 73 جنيها لكل جنيه أجراً في قطاع البتروكيماويات والفحم . وأشارت الدراسة التي اعدتها الباحثة الدكتورة أميرة الحداد مدرس الاقتصاد بجامعة القاهرة الي ان صناعة الغزل والنسيج تواجه مشكلة كبيرة بسبب ارتفاع تكاليف الانتاج . وذكرت الدراسة أنه علي الرغم من انخفاض الاجور الشهرية في صناعة الغزل المصرية مقارنة بالمنافسين العالميين ، فإن تكلفة ساعة العمل للعامل القائم علي تشغيل الماكينة تصل الي 0.8 دولار وهو ضعف قيمتها في الصين وسريلانكا وثلاثة اضعاف قيمتها في فيتنام . فضلا عن ذلك فإن عدد أيام العمل لدي العامل المصري تبلغ 281 يوماً في السنة ، مقابل 351 يوما في السنة للعامل في دولة مثل باكستان . اضافت الدراسة أن انتاجية القطاع الخاص في مصر تبلغ ثلاثة اضعاف انتاجية شركات قطاع الاعمال العام ويرجع ذلك التدني في الانتاجية لسنوات طويلة من فرض الحماية وسيادة الملكية العامة وقصور النظام التعليمي . وأوضحت الدراسة ان صناعة النسيج المصرية تأثرت تأثرا بالغا بحدثين رئيسيين الأول كان انتهاء اتفاقية الالياف المتعددة ، والثاني انضمام مصر الي منظمة التجارة العالمية . وقالت إن انضمام مصر الي منظمة التجارة العالمية حتم عليها رفع الحظر علي استيراد المنسوجات عام 1998 وعن الملابس الجاهزة في 2002 . كما أدي انتهاء اتفاقية الالياف المتعددة الي تراجع كبير في صادرات النسيج خاصة خلال الفترة من 1995 الي 2007 . وقد خسرت مصر جزءاً كبيراً من حصتها في اسواق المنسوجات لصالح كوريا الجنوبية وباكستان وتركيا واليابان. ولاحظت الدراسة وجود عقبات عديدة تواجه الشركات الخاصة في صناعة المنسوجات بخلاف ضعف انتاجية العامل ، منها ارتفاع تكلفة مدخلات الانتاج بشكل عام مثل الاقمشة والطاقة . فضلا عن ارتفاع تكلفة المعاملات ، وهو ما يرجع الي طول اجراءات الاستيراد وتعقدها ، وحالة عدم الكفاءة التي تعاني منها الجمارك والمواني ء . وتري الدراسة انه علي العكس من استراتيجية الحكومة للتوسع في المنشآت القائمة علي توفير التدريب مثل تحديث الصناعة ومركز تكنولوجيا المنسوجات ، فإن تخفيض التكاليف سيتحقق من خلال قيام القطاع الخاص بمبادرات لتدريب موظفيه علي اعلي المستويات المعروفة عالميا . كما تري الدراسة ضرورة استمرار تقديم الحكومة لحوافز التصدير في ظل درجات أعلي من الشفافية والمحاسبة لضمان وصول تلك الحوافز الي مستحقيها دون تحيز أو محسوبية . وقالت الدراسة إن مصر كانت مرشحة للعب دور اقليمي رائد في تجارة وصناعة الملابس والمنتجات تامة الصنع بإعتبارها دولة منتجة للاقطان . وبررت غياب ذلك الدور باتجاه منتجي الاقطان الي تصديرها الي الاسواق الخارجية واقتصار صناع الملابس المحليين علي استخدام كميات قليلة لانتاج منتجات ذات جودة متواضعة . اضافت أنه مع انفتاح السوق المصري أصبح المنتجون المصريون عاجزين عن المنافسة وخسروا جانبا من السوق المحلي .
نشرت فى 3 سبتمبر 2010
بواسطة azazystudy
الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
4,792,222
ساحة النقاش