دربي نفسك علي التحكم فى الوقت
كتبت- ماجي الحكيم
لاتبذر الوقت لأنه المادة التي تصنع منها الحياة هذه العبارة قالها ويليم شكسبير, لأن الوقت أثمن ما ينفقه الانسان والحفاظ عليه ضرورة قصوي للنجاح في شتي مجالات الحياة.
ومن هذا المنطلق تقدمت الدول التي أدركت قيمة الوقت لهذا أيضا نجد ان في دول أوروبا وأمريكا انتشرت مؤخرا الكثير من المراكز المتخصصة في تدريب الأفراد بالمؤسسات أو غيرها علي السلوكيات الصحية السليمة التي تساعدهم علي تحقيق نجاحات مختلفة في حياتهم من خلال تدريبهم علي بعض السلوكيات والمهارات التي تساعدهم علي تحقيق أهدافهم بأقل ضغوط ممكنة مثل مهارات التواصل مع الغير, ومهارات تعلم إنجاز الكثير من الأعمال بكفاءة في أقل وقت ممكن, ومهارات التحدث أمام جموع من الناس بتلقائية وبدون قلق وقد تم التركيز كذلك علي السيدات العاملات لأنهن يمثلن الفئة الأكثر تعرضا للضغوط الزمنية بحيث يكون المطلوب منها هو انجاز أعمال كثيرة في فترات زمنية محددة.. وبسؤال د. آية ماهر استاذة الموارد البشرية بالجامعة الأمريكية وعضو لجنة التعليم بأمانة السياسات بالحزب الوطني عن أهم السلوكيات الخاطئة التي تعودنا عليها التي يجب أن نفكر جديا في تدريب أنفسنا علي تغييرها.
أجابت: أن أغلب السيدات في مصر يشتكين دائما ضيق الوقت ودائما يعانين من التعب والانهاك ومن الضغوط الكثيرة طوال أيام السنة بسبب كثرة المهام اليومية, وقد ركز د. كينيث إيفايني وهو من أشهر مؤلفي مجموعة كتب تدريبية في علم الموارد البشرية في كتابه الأخير بعنوان كيف تكون أكثر الأفراد إنتاجية علي عدة نقاط مهمة أو منهجية يجب أن ندرب أنفسنا عليها لتغيير نمط حياتنا في كل مايتطلب تعظيم الاستفادة من وقتنا, ويمكن أن نلخص بعض هذه النصائح في:
1ـ لابد أولا من أن تعيدي النظر في أغلب الاعمال التي تقومين بها بصفة يومية/ أسبوعية/ أو شهرية وتحاولي حتي ولو مرة أن تدوني أغلب الاعمال التي تقومين بها مقابل الوقت المستغرق لها, فترصدي بجانب كل عمل الوقت الذي يستغرقه( يستغرق أكثر من5 ساعات, يستغرق من3-5 ساعات, يتسغرق1-3 ساعات, يستغرق أقل من ساعة), ثم أعيدي النظر في بعض الأعمال التي اعتدت أن تكون في جدولك اليومي ولا تعتبر أولوية, ورحليها الي جدولك الاسبوعي إن أمكن ذلك أو استغني عنها في بعض أيام جدولك اليومي لتقللي من بند مايجب عمله من أعمال.
2ـ ارصدي مايستجد لك من أعمال يوميا: ففي أغلب الأحيان تطرأ متغيرات مختلفة علي جدولنا اليومي المعتاد, فدوني هذه المتغيرات من أعمال مطلوبة في نوتة صغيرة, حتي ترصدي خط سير اليوم, وتريحي تفكيرك من تذكر مايجب أن تفعليه, وأيضا لتساعدي نفسك علي تجميع كل الأعمال من نمط واحد في وقت واحد دون التشتيت من عمل لآخر مثلما يحدث عندما تقومين بالرد علي بعض البريد الإلكتروني ثم بالرد علي المكالمات التليفونية ثم الرجوع مرة أخري إلي البريد الالكتروني فتحدث الإضابة بالتشتيت والإجهاد السريع.
3ـ قرري مع نفسك إنجاز أي عمل في وقت محدد حتي ولو كان هذا الانجاز ليس بالجودة الكاملة لأن هذه الطريقة تعلمك ألا تسترسلي في الوقت أو تسمحي بأي استقطاعات, ويدربك أيضا علي إنجاز أكثر الأعمال في أقل وقت ممكن, فتشعري بأنك أنجزت أشياء كثيرة في وقت محدد مما يكسبك الطاقة الإيجابية اللازمة لتحسين مزاجك وتزويدك بالاحساس بأنك دائما متحكمة في وقتك.
4ـ حاولي إعادة ترتيب يومك حسب طاقتك أو بما يعظم الاستفادة من وقتك: فمثلا لو كنت ستنجزين أي مشوار بعد انتهاء العمل, فإن ذلك يتطلب منك مضاعفة الوقت بسبب زحام المواصلات, فيمكنك أن تخططي لهذا المشوار قبل مواعيد عملك أو بعد أخذ راحة بوقت كاف بعد الافطار حتي لاتستنفدي طاقتك ووقتك في وقت مهدر. أو أن تنجزي الاعمال التي تتطلب منك تركيزا في الأوقات التي تشعرين فيها بنشاط.
5ـ اطلبي من الآخرين مساعدتك علي التحكم في وقتك حتي ولو تطلب ذلك منك الهروب بعملك الي مكتب آخر, أو أن تؤجلي استقبال أي من المحادثات التليفونية أو الزيارات المكتبية المفاجئة بالاعتذار بأنك لابد أن تفرغي من هذا العمل الآن, أو أن تطلبي من مديرك أن تنجزي بعض الأعمال التي لاتتطلب وجودك في مكان العمل من المنزل إن أمكن ذلك. وينصح هنا بعض القيادات مراعاة هذه الجزئية, بأن يطلب من مرءوسيه إنجاز بعض الاعمال عن بعد( أي من المنزل) مادام ان هذا العمل ينجز بكفاءة وفي الوقت المحدد لذلك.
6ـ تعرفي علي مكسبات الطاقة لديك: فأحيانا تستغرق بعض الأعمال وقتا طويلا بسبب ضعف تركيزنا أو شعورنا بالإنهاك وقلة النوم, فتعرفي علي مكسبات الطاقة لديك في ظل قصر ساعات النوم أثناء شهر رمضان مثل الاسترخاء كل ساعة لمدة5 دقائق وأنت جالسة حتي ولو في مكتبك أو بتمرير بعض كمادات الماء البارد علي وجهك, أو تقليل المكالمات التليفونية أو الكلام بصفة عامة أثناء اليوم, أو مزاولة أي نشاط رياضي بسيط في الوقت المناسب لك, مع عدم حرمان نفسك من الحياة الاجتماعية.
7ـ نظمي أفكارك من خلال التخلص من أي شيء زاد عن حاجتك لكي تسعدي الآخرين, وتنتقل لديك هذه السعادة الربانية المباشرة,( وحددي الشيء الذي لاتستخدمينه بمعدل4 ـ5 مرات في الشهر مثلا, فلا داعي للاحتفاظ به).
وتنهي د. آية حديثها قائلة: إن طريقة تعاملنا مع الوقت تفسر لنا لماذا يكون بعض الأفراد اكثر إنتاجية من غيرهم بالرغم من أن اليوم24 ساعة للجميع, فلا تقلقي اذا شعرت بعدم الراحة من إنك تتقيدين بأمور لم تعتادي عليها من قبل, لأن هذا معناه أنك علي الطريق السليم, وبادري بهذه التجربة الآن وقبل بداية العام الدراسي حيث تتضاعف أهمية تنظيم الوقت وستجدين ان نتائجها تنعكس علي حياتك بالنجاح والايجاب.
ساحة النقاش